أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجدي جورج - زمن منتظر الزيدى وزمن بوش














المزيد.....

زمن منتظر الزيدى وزمن بوش


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 03:08
المحور: كتابات ساخرة
    


من المعروف إن للحذاء استخدام واحد معروف في العالم اجمع إلا في عالمنا العربي فللحذاء العديد من الاستخدامات غير وظيفته المتعارف عليها, واهم استخدام له هو التأديب والعقاب كأن يؤدب الأب ابنه بحذائه ,أو إن يعاقب الزوج زوجته به أو إن تقوم إحدى السيدات برقع حذائها في وجه رجل عاكسها في الشارع, فهذه الاستخدامات للحذاء أصبحت جزء من ثقافتنا الشعبية في المنطقة العربية بل إن هذا الاستخدام السيئ للحذاء انتقل من رجل الشارع إلى السياسيين في بلادنا فرأينا طلعت رسلان عضو مجلس الشعب عن حزب الوفد يقوم بسب ذكى بدر وزير الداخلية المصري الراحل ويحاول ضربه بالحذاء ورأينا أيضا احمد ماهر وزير الخارجية المصري السابق يتعرض لهذا الموقف من متظاهر فلسطيني إثناء زيارته للمسجد الأقصى .
ولكن الجديد في هذا الأمر في منطقتنا العربية هو قيام الصحفي العراقي منتظر الزيدى برمي حذائه في وجه الرئيس الامريكى الضيف جورج بوش أثناء زيارة الأخير الوداعية لبغداد وأثناء مؤتمر صحفي مشترك له مع نورى المالكي رئيس الوزراء العراقي وهذا الصحفي الذي قيل انه شيوعي متشدد سابقا وقريب من التيار الصدري حاليا كان قد توعد بالقيام بعمل يدخله دائرة التاريخ ولكن لم يؤخذ كلامه على محمل الجد سابقا وهاهو قد دخل التاريخ بفعلته تلك التى هللت لها الجماهير العربية وتبارت العديد من المؤسسات والعديد من المحامين بالإعلان عن وقوفهم بجانب هذا الصحفي المغوار الذي لم يراعى حتى تقاليد العرب الأولى وهى احترام الضيف الذي دخل منزلك حتى إن كان عدوك .
أن يقوم صحفي بمثل هذا الأمر مهما كانت مبرراته وان تهلل له الجماهير العربية بهذا الشكل فهذا لا يحمل إلا معنى واحد وهو انحدار وتردى رهيب في العقلية العربية فإذا كان الصحفي الذي يملك قلمه ويملك العديد من أدوات التأثير من صحافة وإعلام وخلافه لعرض وجهة نظره والدفاع عنها يقوم بهذا التصرف الأحمق فياترى ماذا ترك للعامة من الشعب كي يعبروا به عن رأيهم ؟ فإذا استخدم صحفي حذائه للتعبير عن رفضه ومعارضته للآخرين فلن يبقى إمام العامة إذا إلا جز رقاب مخالفيهم.
أنا هنا لا اكتب دفاعا عن بوش الذي ارتكب أخطاء رهيبة في العراق فالتاريخ وحده كفيل بالحكم على فترتي رئاسته لأمريكا , ولكنى أقول إن منتظر الزيدى أو غيره ما كان يجرؤ على إن يقوم بفعلته تلك أيام صدام حسين وإلا لتمت تصفيته في الحال ربما هو وعائلته كلها أيضا ولازلنا نذكر ماذا فعل صدام بأبناء قرية الدجيل التى اعدم منها اكثر من 250 شخصا من ابناء الدجيل بينهم ثمانية اطفال وتم احتجاز ثمانية عائلات مكونة من 612 فردا وإزالة مساحات تقدر ب75 الف دونم وطمر نهر الدجيل.وذلك كله بسبب تعرض موكبه لإطلاق النار ولكنها الديمقراطية التى اتى بها بوش للعراق هى التى حررت هذا الصحفي وجعلته يقوم بهذه الفعلة النكراء.
رغم كل أخطاء بوش ورغم كل الضحايا الذين سقطوا بسبب حربه في العراق إلا انه سيظل بطلا ومحررا في نظر الكثيرين من العراقيين الذين اكتووا بنار صدام حسين فغالبية الشيعة وغالبية الأكراد ممتنة لفعلة بوش وتحريره لهم من ديكتاتورية صدام حسين وهذا ليس بقليل فإزاحة حاكم عن كرسيه في عالمنا العربي ليست بالشئ اليسير.
الم يكن من الأسهل لأمريكا ولبوش بعد سقوط نظام صدام حسين إن تقوم بإحلال رجل عسكري أخر مكانه ليصبح ديكتاتور أخر ويحكم العراقيين بالحديد والنار كما كانت تفعل أمريكا فيما دعي سابقا بجمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية وكان سيحافظ لها هذا الديكتاتور الجديد على مصالحها ولكن بوش اختار الطريق الأصعب وحاول فعلا بناء نظام ديمقراطي في العراق ليكون نموذج يحتذي به في المنطقة ولكن توقعاته فشلت لأننا فى المنطقة العربية وفى العراق لأزالنا بعيدا جدا عن الديمقراطية حيث لازالت تحكمنا الطائفية والفئوية والعصبية فقد جاء بوش وحاول نشرها بين ربوعنا قبل الأوان حيث لم ننضج بعد للممارسة الديمقراطية.



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر في المسالة القبطية
- اتحاد المنظمات القبطية الأوربية (المغالطات والأكاذيب المثارة ...
- بارك اوباما رئيسا للولايات المتحدة
- الإفراج عن السياح الأوربيين وفضائح مصرية بالجملة
- حمدي رزق ورواية تيس عزازيل
- القبض على هشام طلعت مصطفى إمبراطور العقارات في مصر
- الاعتذار الايطالي لليبيا ملاحظات ودروس مستفادة
- مبارك وسياسة الهاء الشعب ونتائج بعثة بكين استقيلوا يرحمكم ال ...
- بشار الأسد والاصطياد في الماء العكر
- دولة فسادستان ومحافظ مطروح الهمام
- هنيبعل القذافى الاسم والفعل والأزمة
- التظاهرة القبطية بباريس
- التغييرفى أمريكا والتغيير في مصر
- الرشاوى الانتخابية واستقالة اولمرت الوشيكة
- الاتفاق اللبناني وأسباب نجاح المبادرة القطرية
- في انقلاب حزب الله :جفت الأقلام وطويت الصحف
- نظام فقد عقله ونواب مجلس شعب يمثلون النظام ولا يمثلون الشعب
- إضراب 4مايو : بين ذعر النظام وفتوى يوسف البدرى وانتهازية الأ ...
- من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة القذافى فهي بلا حدود


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجدي جورج - زمن منتظر الزيدى وزمن بوش