أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن عاصي عواد - حميد كشكولي عن السويدية.. ترجمات امينة بنصوص جديدة















المزيد.....

حميد كشكولي عن السويدية.. ترجمات امينة بنصوص جديدة


محسن عاصي عواد
مترجم وكاتب

(Muhsen Awad)


الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 07:00
المحور: الادب والفن
    


اقف مبتهجا وانا اقرأ كل مرة ترجمة لحميد كشكولي عن السويدية، واسعى ان ابحث عنها في نصها الاصلي، لأجد انه اضفى روحا جديدة للنص. ومنحه بريقا ليجعله قريبا من لغتنا الأم وقريبا من نفس قصائد مبدعينا. ان اللغة التي يترجم بها حميد كشكولي تمتلك نبضا يقرب من نبض كاتبها. وهو متمكنا من لغتيه العربية والسويدية، ولذا تأتي ترجماته امينة لروح النص فيما عدا نه يعطيها بعدا مقاربا للبيئة العربية وصورة مقبولة للقاري العربي البعيد عن ثقافة وتقاليد السويد.

وما اروع ما نقله من مشاعر واحاسيس عن الشاعرة المرهفة كارين بوية في اشهر قصائدها التي يفتخر بها السويديين، وكم مرة قرأت فيها قصيدة "انه مؤلم حقا" بالسويدية ووقفت حائرا امام ترجمتها خوفا على روعة الصورة التي وصفت بها الشاعرة تفتق البراعم التي نمتع بها انظارنا بينما الزهرة تتألم، في ذات الوقت الذي تتدلى منها القطرات مرتعشة وهي تتشبث بالاغصان. عند مقارنة النصين باللغتين العربية والسويدية وجدت ان حميد كشكولي كان امينا على الحس الذي كتبت الشاعرة كارين بوية قصيدتها، وكان حريصا على استعمال المفردات الشفافة المطابقة تماما لروح النص ولكن بنص جديد، مانحا تلك القصيدة بهجة كبهجة الهناء الذي يخلق العالم كما ارادت كارين بوية:



نعم, أنه أليم آن تتفتق البراعم ،
و إلا لماذاَ يتوجس الربيع ،
و شوقنا الحارق سجين النظرات المريرة الجامدة؟
فالبرعم طوال الشتاء هي الملاءة ،
فما هذا الجديد الذي يستهلك ويتفجّر؟
نعم ، أنه أليم آن تتفتق البراعم..
ألم للذي ينمو.. و ألم للذي يترعرع .
وكم أليم حين تسقط القطرات ؛
ترتعش من الخوف ؛ تتدلى ثقيلة
تتشبث بالأغصان ؛ تنتفخ و تتلاشى.
كيفما كانت متسلقة فالثقل يهوي بها.
صعب أن تتردد خائفا ممزقا، وان تشعر بالبرد العميق، و رجفة العظام ،
وأن تجلس فقط مرتعشا .
ومن العسير أن تختار البقاء والسقوط ،
ففي أسوأ الحالات ؛ وحين لا يشفع أي شئ , تنفجر البراعم نشوانة .
وإذ ليس ثمة خوف أو خشية ؛ تسقط القطرات من أشواكها منيرة ؛
ناسية أنها كانت مرعوبة من الجديد الآتي ،
ناسية عذاب رحلتها ،
إنها تشعر بابتهاجها الهائل لحظة تكون في الهناء الذي يخلق العالم .



Ja visst gör det ont

Ja visst gör det ont när knoppar brister.

Varför skulle annars våren tveka?

Varför skulle all vår heta längtan

bindas i det frusna bitterbleka?

Höljet var ju knoppen hela vintern.

Vad är det för nytt, som tär och spränger?

Ja visst gör det ont när knoppar brister,

ont för det som växer och det som stänger.



Ja nog är det svårt när droppar faller.

Skälvande av ängslan tungt de hänger,

klamrar sig vid kvisten, sväller, glider -

tyngden drar dem neråt, hur de klänger.

Svårt att vara oviss, rädd och delad,

svårt att känna djupet dra och kalla,

ändå sitta kvar och bara darra -

svårt att vilja stanna och vilja falla.



Då, när det är värst och inget hjälper,

Brister som i jubel trädets knoppar.

Då, när ingen rädsla längre håller,

faller i ett glitter kvistens droppar

glömmer att de skrämdes av det nya

glömmer att de ängslades för färden -

känner en sekund sin största trygghet,

vilar i den tillit som skapar världen.







ان (اللعب) بالكلمات هي حرفة المترجم، ولكن حميد كشكولي يسعى في ترجماته ان يظل اسيرا لنص الشاعر الاصلي في نفس الوقت الذي يخلق منه نصا جديدا، وكأني به ينتقل باحاسيسه للمرحلة التي كتب فيها النص. ان هذه المهمة العسيرة لا ينجح بها الا من كان حريصا على اسمه ولغته وامامنته الادبية.

النصوص الاخيرة المترجمة عن الشاعر السويدي اريك اكسل كارلفيلدت، وضعتني في جو الرقص، والهزل، والموسيقى، وغزل الفتيات وكد الفلاحين، ونبيذ مسراتهم، غابات وبرد، لهيب الحب واحلام الشباب. رغم ان القصائد كتبت قبل مئة عام، الا ان وقع خطى الراقصين مازالت تسمع على انغام الكمان، وسط ضجيج الفتياة الباحثات عن حب جديد.

ان اختار قصائد لشاعر مثل اريك اكسل كارلفيلدت وترجمتها ليس بالامر السهل، حيث ان تركيبات اللغة السويدية قبل مئة عام هي ليست االلغة التي تعلمناها نحن المهاجرون الجدد، كما ان تفاصيل الحياة الآنية ليست لها صلة كبيرة بما كان يجري آنذاك، ولذا فأن مهمة المترجم تبدو غاية في الصعوبة لولا ان المترجم متمكن من ادواته ومن حرفته اللغوية. ان نقل صورة وتفاصيل ونبض الوقت هي ما يميز ترجمات حميد كشكولي.



يعتبر اريك كارلفيلدت من الاسماء اللامعة في الادب السويدي.وقد ظهر في نهاية القرن الثامن عشر العديد من الكتاب والشعراء ومنهم اريك كارلفيلدت اللذين تغنوا بالطبيعة وبالحياة الريفية والحنين لتفاصيلها. وقد استطاع بشعره ان يحول الحكايات الشعبية والهزلية الى اشعار نابضة بالحياة والاحاسيس. وقد اصبح فيما بعد عضوا مهما في الاكاديمية السويدية التي تمنح جوائز نوبل.

القصيدة التي ترجمها حميد كشكولي اخيرا هي من ديوان" كتاب اغاني الفتى الريفي" دليلا على ما اردت التوصل اليه. هذه القصيدة ترد دائما في كتب الاشعارالمختارة لاشهر الكتاب والشعراء السويديين:



أغنية بعد موسم الحصاد



ها ، يرقص " فريدولين" ،
ثملا من النبيذ الحلو،

ومن ثمار حقل القمح، ومن عصير الأعناب،
ومن ألحان الفالس الصادحة

انظرْ!، كيف يرقص ، مثيرا حرارة الرقص في كل فتاة في الحفل،
ورتوش المعطف تفترش كتفيه

حتى تتكئ الفتاة على صدره،
مثلما الخشخاش على القصبة الذابلة،

هكذا تتعب الفتاة سعيدة على صدره....
هكذا يرقص "فريدولين"،
أسكره نبيذ الذكريات

هنا كان الوالد والجد تمتعا يوما ما من عذب أنغام فيولين الفلاحين،

لكن الآن، ناموا! يا شيوخا مسنين في ليالي العيد،

فقد تعبت الأنامل التي كانت تعزف على الأوتار،

وإن حياتكم مثل زمانكم، أمست أغنية همسات و همهمات ،

على ألحان الحسرات والأشجان

لكن الآن ، يرقص " فريدولين"، ابنكم الجميل والقوي المكين،

إنه يتحدث إلى الفلاحين بطريقتهم،

ويعبّر إلى المتعلمين عن المسرات باللاتينية،

يجري المحشّ حادا في ذهبكم المزروع للتو ّ،

يبتهج فريدولين مثلكم حين تمتلئ شونته،

ويرفع فتاته ، مثل رجل من صلبكم، عالية ، تجاه الطنجرة الحمراء لقمر الخريف....





Sång efter Skördeanden





Här dansar Fridolin,

han är full av det söta vin,

av sin vetåkers frukt, sina bärmarkers saft,

av den vinande valsmelodin.

Se, med livrockens väldiga skört på sin arm

hur han dansar var flicka på balen varm,

tills hon lutar -- lik vallmon på slokande skaft --

så lycksaligen matt mot hans barm.



Här dansar Fridolin,

han är full av minnenas vin.

Här hugsvalades far och farfar en gång

av den surrande bondviolin.

Men nu soven I, gamle, i högtidens natt,

och den hand, som gned strängarna då, är nu matt,

och ert liv samt er tid är en susande sång,

som har toner av sucksamt och glatt.



Men här dansar Fridolin!

Sen er son, han är stark, han är fin,

och han talar med bönder på böndernas sätt

men med lärde män på latin.

Och hans lie går skarp i er nyodlings gull,

och han fröjdas som I, när hans loge står full,

och han lyfter sin mö som en man av er ätt

högt mot höstmånens röda kastrull.

مزيدا من الابداع ننتظره!!!





#محسن_عاصي_عواد (هاشتاغ)       Muhsen_Awad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرض المسرحي- كذا انقلاب-


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن عاصي عواد - حميد كشكولي عن السويدية.. ترجمات امينة بنصوص جديدة