أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - من عجائب الوطن














المزيد.....

من عجائب الوطن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 09:06
المحور: حقوق الانسان
    


من عجائب وطني أن تغتني فجأة بدون سابق إنذار إذا كنت فاسدا أو جاهلا , أو تصبح في السجن لأتفه الأسباب ,كأم تعترض على ممارسات فاسدة من رئيس بلدية فاسد لتشعر فجأة أنك في السجن .
و كلما إزددت في الأردن ثقافة, كلما إزددت قهرا ..وفقرا.. وجوعا.. وألما ..وكلما أصدرت كتابا جديدا كلما شعرت بقيمتي كإنسان تنقص ولا تزيد ..حتى أن الموآمرات تزداد حولي والفن تعظم وليس وحدي في الأردن من يعاني فكل أفراد عائلتي يعانون ولكنهم لا يعرفون أن سبب ذلك هو أنا !!
ففي الأردن لا يطارد الإنسان الذي من شاكلتي وحده بل يطارد هو وكافة أفراد عائلته ..من الألف إلى الياء ..

وأعترف أنني لا أستطيع أن أثبت ذلك على الحكومة والنظام الأمني ولكن ( إل ما بشوف من المنخل إعمى) الذين لا يقرأون ولا يكتبون في الأردن يتحدثون بالآلاف وأمثالي لا يملكون ثمن شراء جهاز كمبيوتر بنتيوم 2!!ولي بنتيوم 4!!!

وكل إنسان يعتز بوطنه حتى الطيور تدافع عن الشجرة التي تعتلي فوقها , والحيوانات تدافع عن مواكرها والنملة تدافع عن ثقب الأرض وتراه كما يرى الإنسان ناطحات السحاب .
وأنا كأردني لوطني نصيب في جسدي ففي كل أنحاء جسمي تمتد خريطته من شعر الرأس إلى أخمص القدمين ولكن وطني الذي أسكنه يرفض هو أن أكون به ويسد في وجهي كل الطرق المؤدية إلى مدنه وينابيعه ويفتحها أمام السماسرة... والمرابين ....والجلادين ...والقصابين.... والجزارين ....والحيتان الذين يبتلعون مدنا كاملة دون أن تظهر على بطونهم علامات الحمل بالموتى ...والثكلى... والموجعين ...والمضطهدين .
فكيف يستطيع أولئك الفاسدون أن يواروا جرائمهم وكيف يستطيع اللصوص أن يختبؤا هم ومسروقاتهم ؟؟
فأنا لو أسرق بيضة أو دجاجة أحتار أين أستطيع أن أواريها ؟؟
فعلا لا أستطيع الإختباء بعشرة دنانير فكيف يختبؤون وكيف يسمنون ولا تظهر عليهم علامات الحمل بالكذب والسرقات !!

وقد فكرت مرة قبل عشر سنوات بالسطو على سوبر ماركت رفض أن أستدين منه علبة حليب لولدي!!

فكرت فعلا أن أقوم بالسطو على محله التجاري وسرقة أربعة علب حليب متوسطات الحجم ..وحين نمت ليلتي مقهورا حلمت بأنني سرقت المحل بعد كسر القفل وخلعت جارور الطاولة ووجدت به 50 خمسين دينارا سددت بها كل ما عليّ من ديون وإحترت بالعشرة دنانير التي بقين معي وكنت أهرب طوال يوم كامل بهن من غرفة لغرفة ومن حارة لحارة ومن بلدة لبلدة فكل الناس لاحظوا أنني أملك عشرة دنانير وأصحاب المحلات لاحظوا شبعي طوال يومين عندها إعتقلتني الشرطة وسألوني :(من أين لك العشرة دنانير ؟)!!

ومرة بدون حلم كتبت قصيدة وطنية بعنوان (ياعمي يا طاغية ) كان الأمن الوقائي الأردني إعتقلني هو والمخابرات الأردنية في أول يوم من طباعتها وأوقفوني ونشّفوا ريقي ..ورجعت بعد يومين لأهلي ناقص وزني من الخوف والإرهاب أكثر من خمس كيلوات من اللحم الأردني الطازج الأصيل .

إذن كيف يسرق اللصوص الملايين ؟؟
وهنالك في الأردن حالة غريبة وهي أن هنالك بعض الشرائح الإجتماعية تظهر فجأة ومعها آلاف مؤلفة من الدنانير ويتطاولون بالبنيان كما يتطاول به الحفاة العراة ولا أحد يسألهم من أين لكم هذا ؟
وهنالك موظفون إداريون يبنون منازل تفوق عدد مرتباتهم ودخولاتهم الشهرية مضروبة بخمسين عام !!ولا أحد يسألهم .
إذن كيف سألول جهاد العلاونه وغيره من الشرفاء ؟!!
وكيف مثلا لا يسألونني أسئلة مثل :
نمت جيد؟ كويس يعني ؟؟
عليك ديون؟
مبسوط ؟
راضي ؟؟...زعلان .؟.ليش إمكشّر ؟؟..ليش مهموم ..ليش بتشكي ..؟؟؟


تعودت أن أكون مواطنا أردنيا أشكو من كل شيء لأنني مضطهد جدا في كل شيء ..

فأنا فقدت حقي في التعليم مذ كنت في المرحلة الإعدادية بسبب أوضاع الأردن السيئة , الإقتصادية والإجتماعية .
وفقدت وظيفتي في جامعة اليرموك بسبب تدخلات المخابرات الأردنية .

ومنذ ذلك اليوم الذي وجدنا به على الأرض الأردنية نحن ننتظر أن تتحسن أوضاع الأردن ولكنها في كل يوم تزداد سوءا , فقبل حرب الخليج الأولى كنا ننتظر أيضا أوضاعا جيدة ولكن أحوال البلاد في كل يوم تسوء يوما بعد يوم .

وكل المواطنين الأردنيين تجدهم يجلسون على أبواب الدكاكين وهم ينتظرون (بُكره) أي المستقبل ولكنهم يصابون في كل مرحلة بخيبة أمل .

أما بعض الناس فإنهم يعيشون في مستويات جيدة وممتازة وهذا لا يدل على أوضاع إقتصادية مريحة وإنما يدل على سوء توزيع للثروة وللمناصب ويبدو أن الفساد يلعب دورا كبيرا في الأردن فبفضل الفساد تنتقل بعض العائلات من العيش في بروج عاجية أما الشرفاء أمثالي من المواطنين الذين لا يتقنون مهنة الفساد فإنهم يبقون في قاع القمقم وفي الأودية والمنحدرات المتعرجة .

لا يوجد مواطن أردني إلا وتجه يشكو ...!!
ولا يوجد مواطن أردني إلا وتسمع له ركزا أو صوتا من الشكوى !!

حتى المفسدون والذين يعيشون في بروج عاجية تجدهم يشكون ويتبرمون ببراطمهم (شفاههم) بسبب تراجع الفساد أحيانا وغالبا بسبب تعودهم على الفساد والأخذ وحين ينافسهم في الفساد من هو أقدر منهم على الفساد تجدهم يشكون من قلة الفساد أو من عدم ممارستهم لسلطات إدارية يفسدون بها فسادا كبيرا .

ولا يوجد بلد في الدنيا أحبه كما أحب الأردن ولا يوجد مواطن أردني إلا ويعشق الأردن ولكن لسوء حظ الأردنيين أن الظلم والإجحاف لا يقع إلا بحق الوطنيين الأحرار فما داموا يعشقون بلادهم مهما أساء لهم بها أهل السوء طالما كانوا صامتون ولا يتكلمون وما داموا صامتين فهذا يعني أنهم راضون عن أوضاعهم أما غيرهم من الذين يشكون فلا أحد يدوس لهم على طرف .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقوا المواطن شلةٌ ..واحد ورا الثاني هَربْ
- لو أن الحوار المتمدن تصدر من دولة عربية
- جفرا هي يا إلّرّبع صاير أعرف أرقُصْ
- لماذا نحن خارج السجون ؟
- طبّع الحرامي الأردني : يكره مجرد صورتي
- حبوب عربية لمنع الإكتئاب في العيد السعيد
- أهلا ثقافة أردنية وأهلا حرية
- خايف على الأردن إذا مثلي ولا يسعد بعيد
- مجموعة قصائد سياسية أردنية
- كان كان ياما كان في الأردن عايش ثعبان
- ثقة المواطن بالبلد نازعها واحد منحرف
- إحكوا لحقوق الإنسان ...دايمن ماسكني إلرادار
- هذا الفساد الأردني ..وهذا : أنا
- دمقرطة المنتوجات
- التيار الأردني الصاعد نحو الهاوية
- بدي أحكي بدي أقول بدي أعرف مين المسؤول؟؟
- مضطهد رأي أردني
- الرأي ألاخر هو رأيي.... والرأي الأول مش رأيي
- يا أردنيه هلا شلونك؟؟؟
- ما هو الفكر اليساري ؟


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - من عجائب الوطن