نهر العشار

عبد الحميد السياب

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 04:37
المحور: الادب والفن
    

إلى نهر العشار الخالد إلى الذكريات
التي حفرت في عمق النفس وبقت ترن
بلحنها الأزلي الأصيل لك مشاعري ...

عبد الحميد السياب
2008
يا نهر العشار
يا كاظم غيظك
والحاقدون عتاة
يا نهر العشار
تتمازج في طينك الندي
كل الأصوات ......
الحب والذكريات
هندي جاء في (اللنج)
أوربي جاء بسفينة
ورسى قدامك
صرت للقادمين مرفأ ودٍ
وسلام ٍونجاة .........
يا نهرا وملاذا للعاشقين
يا دافن السر بين شاطئيك
من الحاقدين الوشاة ......
يا نهر العشار
أيها المتدثر بحضن البصرة الدافئ
لتنسى الآهات .............
والقتل....والارهاب والويلات
يا نهر العشار
لي عند ملتقاك بشط العرب
لي وإياك صلاة ..........
يا نهر العشار
أيها الصابر ...الصامد الصاغر
بوجه الطامعين الغزاة .........
أيها الراقص من عمق جراحك
والجراح منطلق الحياة
أيها النائم طال نومك
عفوا .... عفوا
هل صرت من الأموات ؟؟
هل حل فيك دمار ؟؟
هل تنادي دجلة ...؟
هل تسمع أخاه فرات ؟
أأنت يا سيدي في سبات؟
يا نهر العشار
يا كل الصدق
يا كاتما للعاشقين الاسرار
نام على ضفتيك النهار ...
غفى ...ثم صحى ...
وإذا بشاعر المطر
ينتصب عندك ويصير مزار
يا نهر العشار
تتعاقب الازمنة
بين انفراج ...
وتدهور وحصار
بين ألآم لحد الدهشة
والفزع المروع
وآخرها إنتصار
يا نهر العشار
يا توأما لنهر الخورة والخندق
أيها الجذل في زمن الكفر
أيها اللحن الازلي في عمق السر
في نبض حاملات الجرار
أيها الدفئ .............
والصبر والمنحى والانكسار
أيها الحافر في جبين الحضارة
ندوبا ....في عمق الصمت شعار
كل يوم
حيث التمعن فيك مليا
أراك تلبس حلة للوقار !!
يا نهر العشار
من يسبق من ؟
والكل إليك مندفعا
ملتصقا...في حناياك الكثار
يريد القرار !!!
وأنت كما أنت متدفقا
راقصا...منشدا
فاليوم زفاف الأرض
ولهذا اليوم المنشود وقع
فهو يوم البذار ..........
يا نهر العشار
لي معك أيها الصامت وقفة
قد تطول ........
ويصير حوار ..
يا نهر العشار
يا دفئ البصرة
وعطاء البرحية
وهذا اللون المشرق
من الاسمرار.......
أيها السابح في شريان الأرض
أيها السامع نبض البعيد من البحار
أيها المختال بكل عز وافتخار
أيها الشدو ....
وأغاني العذارى
وصلصله المحار
يا نهرا .......
وليس كباقي الأنهار
لك في قلب البصريين
عشق ...رمز ...تذكار
يا نهر العشار ........
يا نهر العشار
يا توأم روح الفلاحين
وأعتى التجار ...
أيتها المقاهي والأفران
ومنغلق الأسوار
أيها الرابط بين عمق البصرة
والعشار ......................
أيها المتحدي لقحط السنين
وأيام الحصار.........
ستبقى مشرقة أيامك
وتبقى معطاءة بظلها الظليل
بين جانبيك دوحة الأشجار
يا نهر العشار............
تغني ................
رجال.......نساء
كبار .........صغار
نردد باسمك البهي
بعالي الصوت...
لحد القرار...
يا نهر العشار...
يا نهر العشار ....
يا نهر العشار .....
ستردد كل دار ......
يا نهر ...العشار........

#عبد_الحميد_السياب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات