أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - احتجاج التخلف ... الحذاء شعار المفلسين














المزيد.....

احتجاج التخلف ... الحذاء شعار المفلسين


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل بضعة اعوام حضر ملك السويد احتفالا فرمى أحدهم عليه قطعة كيك أمام عدسات التلفزيون ، كان احتجاجا لم اتتبع اسبابه فمثل ذلك الاحتجاج يحدث نادرا في مجتمع متحضر مثل السويد ، اذ لا يجد البعض ضيرا في استخدام العنف طريقا للتعبير عن أنفسهم لاسباب عديدة منها تربوية و اجتماعية و نفسية ، والامر متروك لاصحاب الاختصاص من اطباء وعلماء نفس واجتماع للبحث عن ظاهرة تتكرر في مجتمع أو بيئة ما .
وكذلك كان أحد أعلام المسلمين في الهند السيد أحمد خان ، والذي كان يعتقد ان التخلف الذي عليه المجتمع المسلم بحاجة الى التعاون مع الانجليز كي يستفيدوا من تقدمهم ، فاتفق مع جامعة اكسفورد على تشييد جامعة في المدينة الاسلامية اليجار – تدعى في العربية عليكرة – واخذ يجمع لها التبرعات من الناس ، فذهب يوما الى السوق ليجمع التبرعات فدخل زقاقا صغيرا يتفرع من السوق ، يعرف الناس بانه زقاق لبنات الهوى ، وحين خطا فيه السيد احمد خان حاول البعض ثنيه عن الدخول واخبروه بان هذا الزقاق معروف بنسائه المومسات ، فاجابهم السيد احمد خان ، لا يهم سادخل واجمع منهن التبرعات ايضا فسيكون لديهن ابناء يدخلون الجامعة في المستقبل ، وهكذا كان ، الا ان احد خصومه رماه بحذاء تحقيرا له ، فما كان منه الا ان يأخذ الحذاء وقال ساحتفظ به واجعله قلادة ليكون وساما يدل على ما بذلت في سبيل مستقبل ابنائي .
والان تعد جامعة عليكرة الاسلامية في مدينة اليكار احدى الجامعات الهندية المتميزة ، وهي واحدة من ست جامعات تحظى برعاية الدولة الهندية ، وتعد توأم جامعة اوكسفورد ، حتى بناياتها مشابهة لجامعة اوكسفورد ، اضافة الى مناهجها . وكان لي الشرف ان اقدم فيها بحثا عن الادب العربي وانال به درجة الدكتوراة عام 1983 بعد ان كنت تركت الوطن اضطرارا الى الهند عام 1979م اثر استلام المقبور صدام لسلطته الغاشمة .
ونذكر مثال المرتزق الهزيل أحد أعمدة ثقافة الارتزاق حين ظهر في تلفزيون الجزيرة ليطالب بضرب المعارضين لنظام سيده صدام بالاحذية على رؤوسهم، وكثير غيره من إمعات النظام الصدامي الذين لا يعرفون غير لغة سفلة الشوارع ، حتى حين كانوا يحضرون المؤتمرات العربية والدولية كانوا يمتازون بسوء اخلاقهم وضحالة قاموسهم اللفظي الذي لم يكن يتجاوز السباب والشتائم الرخيصة.
ولا نظن ان الحذاء عند الغرب له مكانة مشينة ، بالعكس فهم يعتبرونه وسيلة لحماية القدم من قسوة الطبيعة ووعورة الارض واداة تسهل السير والمشي بشكل صحيح ورشيق وجميل ، فلا يحملون له ما نحمل من نظرة احتقار ، حتى ان رئيس الوزراء السويدي الاسبق انغمار كارلسون كان له وجه مستطيل ، فكانوا يشبهونه بالحذاء ولم يكن يخجل من ذلك .
وان كنت اشعر بالاسى لما انزلقت اليه اخلاق من يدعون الثقافة والصحافة في وطني الا اني لست مبتئسا لما قام به صحفي طائش حاول أن يظهر العراق وشعبه على غير ماهم عليه من خلق كريم وعادات وتقاليد معروفة في احترام الضيف ، علما ان ما صنعته ادارة بوش من تغيير في العراق ستعطيه الاجيال القادمة حقه من التقدير وتعرف أهميته لا للعراق فحسب وانما للعالم ايضا ، ومهما كانت الاخطاء والضحايا والعثرات كثيرة ، فان التغيير والقضاء على أعتى نظام ارهابي متخلف يستحق أعظم التضحيات ، ولن يزول مثل ذلك النظام الهمجي دون ضحايا سواء أكان التغيير على يد البشر أم على يد الجن ، والحصيلة التي يجب أن نخرج بها من كل هذا الهرج هو كيفية استثمار النصر الذي تحقق على النظام السابق وكيفية غلق جميع الكوى التي يطل منها زعانف النظام الصدامي برؤوسهم بين الحين والاخر امثال هذا الصحفي المزور الذي لم يستطع الاختباء تحت رداء الصحافة الرفيع فاساء له بحذاء سيبقى شعارا له مدى الحياة بدلا من القلم .





#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاقية العراقية الامريكية نار تحت الرماد
- اوباما .... التغيير الجديد
- الاتفاقية العراقية الامريكية : آن الاوان للمالكي أن يغادر حز ...
- الاتفاقية العراقية الامريكية و شر القتال
- تفجيرات بغداد وكركوك محاولة بائسة لاثارة الفتنة
- فتنة مجلس النواب : نحو علاقات بناءة بين القوى السياسية الوطن ...
- مشروع استثمار الكفاءات الاكاديمية العراقية
- الاتفاقية الامريكية العراقية العادلة
- الكورد الفيليون ابناء الرافدين هل تتبرع بهم الحكومة الى ايرا ...
- الحميراء في رضاع الكبير: صراع النساء مع سلطة الفقهاء
- كلارا بروني زوجة ساركوزي الفاتنة
- قناة الجزيرة في الاتجاه المعاكس..... خيانة مبادئ المهنة
- الهجوم التركي على كردستان لن يحل مشكلة الجيش التركي
- نجاد في تصريحاته النووية : زندة بلا .... مردة بلا
- بي نظير بوتو زهرة الوداع : مسافر هي رهي اكثر وطن هي
- تركيا لن تدخل اوربا من بوابة كردستان
- الجنرال و الحسناء : مشرقي تو سه ر دوشمن كو كُجل ديتي هي
- الجيش التركي يخشى مصيره
- الشباب السعودي في المزاد العلني
- المالكي رجل دولة بحاجة الى مساندة الجميع


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - احتجاج التخلف ... الحذاء شعار المفلسين