أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حذاء منتظر والكرم العراقي














المزيد.....

حذاء منتظر والكرم العراقي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف الشعب العراقي بكرمه وتكريمه للضيف. فالشعب العراقي من احفاد حاتم الطائي الذي كان يقدم كل ما يملك اكراما للضيف ولذلك وصف كرم الشعب العراقي بالكرم الحاتمي.
احل بوش نفسه ضيفا على العراق. وبوش هو رئيس اقوى دولة عسكرية عرفها التاريخ، دولة وضعت شعارها الاستراتيجي احتلال العالم كله عسكريا وسياسيا واقتصاديا. أحل هذا الرئيس نفسه ضيفا على العراق يرفقه 150 الفا من جنوده و150 الفا من مرتزقته وشلة من عملائه حصرهم بين اسوار خضراء تحرسهم الدبابات الاميركية. جاء هذا الضيف وهو محمل باغلى الهدايا للشعب العراقي، هدايا كلفته عدة تريليونات من الدولارات على هيئة قنابل اليورانيوم المنضب والفوسفور الابيض والقنابل العنقودية والصواريخ الذكية والاسلحة الكيماوية والاسلحة البيولوجية. أحل هذا الضيف الثقيل نفسه منذ ما يقرب من ست سنوات عاث في ارض مضيفه الفساد والدمار والخراب والجوع والعطش وفقدان الكهرباء والنور والوقود وكل مقومات الحياة.
قدم الشعب العراقي بكرمه لهذا الضيف اعز ما يملك. قدم ما يزيد على مليون من خيرة ابنائه ضحية لهذا الضيف. وترملت خمس ملايين امرأة حبا بهذا الضيف. وتشرد الملايين من ابنائه كلاجئين في بلدهم ولاجئين في ارجاء الكرة الارضية. وتعرض اطفال العراق باجيالهم الحالية والاجيال القادمة لمئات السنين باشعة اليورانيوم التي تفتك بالطفل العراقي وبجميع الشعب العراقي وحتى بحيواناته ومزروعاته. اي كرم يقدمه شعب لضيفه اقسى وامر من هذا الكرم؟
واخيرا جاء هذا الضيف نفسه ليتفقد جيوشه وليوقع وثيقة استعباد واذلال للشعب العراقي فعقد مؤتمرا صحفيا اعترف فيه بخطأ اجتنياحه للعراق وباعتماده على معلومات استخبارية كاذبة ومع ذلك اعلن ان اجتياحه للعراق كان ضروريا لامن دولته وامن العالم كله. وكان بين الصحفيين العراقيين منتظر الزيدي يسمع اقوال هذا الضيف الفظيع وقد شاهد ما سببه من خراب للدولة العراقية والهوية العراقية والجيش العراقي والمؤسسات العراقية والمتاحف والمكاتب والجامعات والمدارس. شاهد الجوع والحرمان الذي عانى منه شعبه العراقي خلال السنوات الست الماضية. وقد شعر بان كرمه العراقي وهو من كرم الشعب العراقي ان يقدم شيئا لضيفه ولم يكن لديه سوى حذائيه فقدمهما هدية لهذا الضيف الكبير ولزميله رئيس الوزراء الذي احتفى به ووقع معه اتفاقية الذل والهوان. هل هناك كرم اكثر من ان يضحي هذا الشاب العراقي بكل ما يملك، حذاءيه العزيزين؟ حقا انه تعبير عن كرم الشعب العراقي الحاتمي.
اتفق مع من ينتقد المنتظر على مخالفته لتقاليد وسلوك واصول مهنة الصحفي. فمهمة الصحفي هي ان يصغي للترهات والاكاذيب التي يقولها بوش. يصغي بادب واحترام الى ما يتبجح به بوش وجيوشه مما قدمه للشعب العراقي من تحرير وديمقراطية واعمار ومدنية. ويكتفي الصحفي بان يوجه للضيف العزيز بعض الاسئلة وحتى بعض الاسئلة المحرجة كما يقولون. ان رمي القنادر لا يدخل في تقاليد وسلوك الصحفي. ولكن منتظر الزيدي لم يكن صحفيا عند رميه الحذاءين بل كان عراقيا. كان عراقيا عانى ما عاناه الشعب العراقي من الاحتلال خلال السنوات الست من تدمير وقصف المدن بالطائرات والمداهمات والاهانات والسجون وابشع انواع التعذيب والاغتصاب والجوع والبطالة. كان عراقيا غيورا على عراقيته وعلى شعبه الذي لا يقبل هوان الاحتلال. كان عراقيا يشعر ككل عراقي غيور على عراقيته بان الاحتلال لا يخرج الا عن طريق المقاومة بكل اشكالها من المقاومة المسلحة الى الاعتصامات والاضرابات والمظاهرات والمقاطعة وحماية المقاومين وتزويدهم بالطعام والكساء والماوى. ان المقاومة لم تستخدم القنادر في مقاومتها بل استخدمت ما توفر لديها من اسلحة وما حصلت عليه من المحتل نفسه. ان المقاومة هي التي جعلت بوش الذي تبجح بعد ايام من احتلال العراق بان الحرب في العراق قد انتهت ان يعلن في مؤتمره الصحفي بعد ست سنوات ان الحرب في العراق لم تنته. ان منتظر كان يعرف ان رمي حذاءيه سيؤدي الى معاملته معاملة ديمقراطية مستمدة من الديمقراطية التي جلبها الاحتلال للشعب العراقي. ولكنه العراقي الغيور المقاوم للاحتلال لم يجد غير سلاحه الوحيد المتوفر لديه، لم يجد سوى حذاءيه يقاوم المحتل بهما فرماهما. ان بطولة منتظر الزيدي هي انه لم يتصرف في المؤتمر كصحفي بل تصرف كعراقي.
ان مكان بوش ليس ان يكون ضيفا على العراق والشعب العراقي بل مكانه هو ان يكون في محكمة شبيهة بمحكمة نورنبرغ التي حكمت على مجرسي الحرب النازيين.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول مقال -فهد والحزب الشيوعي العراقي-
- حوار حول انتقادات موجهة الى مقالات سابقة 2-2
- حوار حول انتقادات موجهة الى مقالات سابقة 1-2
- ثورة اكتوبر والاممية
- ثورة اكتوبر وراسمالة الدولة
- قانون انخفاض نسبة الربح في النظام الراسمالي
- الاحتلال يحمي العراق من الاحتلال
- هل الانهيار المالي الحالي نهاية الراسمالية؟
- ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 2-2
- ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 1-2
- الارباح الحقيقية والارباح الوهمية للطبقة الراسمالية
- دور المثقفين في نضال الطبقة العاملة وفي قيادتها 2-2
- دور المثقفين في نشأة الطبقة العاملة وفي قيادتها 1-2
- شرح مبسط لقانون فائض القيمة
- لماذا لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة تاريخية؟
- اقتصاد المعرفة وتقييم عمل المثقفين واختصاصيين بموجب قانون ال ...
- رسالة الى عزيزي الاخ سليم امامي
- ملاحظات حول كتاب مقالات لينين
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (8) أخيرة
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (7)


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حذاء منتظر والكرم العراقي