أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال محمد تقي - من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟















المزيد.....

من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 03:58
المحور: حقوق الانسان
    


اربع وتوابعها اذا عولجت حلت على الانسانية الامال في مستقبل متحضر ومتمدن حقا ، مستقبل انساني ينقلها من معشر الدواب الناطقة الى صنف راقي من مراتب الجمال والكمال ، بحيث تصعد بمعارفها وبتفتق ملكاتها الى قمة حركة التطور الحلزوني اجتماعيا وطبيعيا ، وكما توقعت الفلسفات الروحية والاخلاقية والجدلية بل وحتى الاهوتية الى جانب الاديان السماوية فان الانسان لا يكون انسانا الا بتكامل جماليات الطبيعة مع جماليات روحه وجسده ، الاديان السماوية مثلا تلمست في الانسان صورة من صور الله ، وهو خليفته في الارض ، وربما ليس الارض فقط وانما المجرة كلها او الكون كله !

الجهل آفة يمكن معالجتها بالتعليم والتفهيم ، وحتى البهيم يمكنه ان يتعلم على قاعدة شائعة تقول : "التكرار يعلم الحمار" !
المرض ايضا يمكن معالجته بالتطبب والتداوي بالاعشاب والكي او بادوية الحداثة ووسائلها المتقدمة مع اعتماد منهج الوقاية خير من العلاج !
الجوع يمكن علاجه بالتكامل الانتاجي والاستثمار غير الاحتكاري للارض وما عليها !

التخلف وحده هو علة العلل في هذه الرباعية المتحركة !
نعني بالتخلف هنا المادي والروحي ، اي الخواء ، والتقهقر ، والتيبس والجفاف المتلاحق لنسغ النطف الحاملة لجينات التكاثر النوعي في محركات التكيف مع حاجات التطور الاجتماعي والطبيعي !
مازالت البشرية تتخبط في تمدنها غير المتحضر ، صحيح انها تجاوزت المرحلة الوحشية وكذلك البربرية لكنها تدور حاليا على نفسها في مراتب التمدن فهي لم تبلغ بعد مرتبة التمدن الحضاري ، مرتبة النضج الانساني ، والتي تفترض زوال التمايزات الاجتماعية لتحل محلها التكاملات الاجتماعية ، فالملكية الخاصة لوسائل الانتاج واحتكارها واحتكار ارباحها وتوزيعها واستهلاكها ، يعزز الفوارق البنيوية في كل المجتمعات البشرية وعلى مدى تاريخها ومنذ ظهور الطبقات فيها وحتى الان ، الفوارق بين المرأة والرجل والريف والمدينة والعمل العضلي والذهني !

ان وعي هذه المعرفة واستيعابها يخفف من غلواء الجهل عند التائهين والمقلدين بل وحتى عند الامعات الذين وحتما سيكونون من معشر المتخلفين معرفيا وبالتالي انسانيا ، ومهما تشبثوا بتسطيرهم الفارغ والمدعي للتحضر والتمدن ، وبالرغم من كل قشور الجمال والبهرجة الكذابة التي يتزينون بها ، فليس كل من ردد كلمات التحضر والتمدن بمتحضر ومتمدن ، كما ليس كل من كتب شعرا هو بشاعر ، وليس كل من لبس وشاحا احمر شيوعيا ، وليس كل مدعي تقمص صورة الفهم والنضج والحلم وصدق نفسه بانه كذلك ، سيكون بفاهم وناضج وحالم ، بل ان امثال هؤلاء والذين تعج بهم كل الزوايا والدروب والمواقع يشكلون حالة زيف وتضليل ، حالة تشبه امثلة علي الوردي في وعاض السلاطين ، وهنا هم وعاض المنافقين ، الذين يعتبرون مجاراة الجاري مصدر من مصادر الرزق والتكسب المادي والمعنوي

وعلى هذا النحو نحاول الان الاجابة على التساؤل الذي طرحه العنوان :
هتلر وحزبه فاز بانتخابات قيل عنها ديمقراطية ، بوش الصغير فاز بانتخابات قيل عنها ديمقراطية ايضا
هتلر اعتمد ايديولوجيا التفوق الاري وبنى تحالفاته على اساسه وراح يخاطب الشعوب المستعمرة واعدا ايها بالانعتاق ، بوش اعتمد ايديولوجيا المحافظين الجدد الداعين للقرن الامريكي والتفوق الامريكي بنفس رباني يتزين باكذوبة حقوق الانسان التي رفعتها الثورة الفرنسية ثم داستها ، هتلر اراد اعادة تقاسم العالم على نحو يجعله متحكما بمصادر الطاقة فيه ، بوش الصغير اراد تحقيق ذات الشيء ليس لاعادة تقاسم العالم وانما لتخليد التقسيم الحالي باعتباره نهاية للتاريخ وذلك بالتحكم بتنفس الدول المنافسة من خلال التحكم بكمية الاوكسجين الذي تحصل عليه ـ مصادر الطاقة ، النفط والغاز ـ ، هتلر فجر حربا كونية راح ضحيتها اكثر من 40 مليون انسان ، بوش فجر حربا كونية سماها الحرب ضد الارهاب وحتى الان راح ضحيتها اكثر من 10 ملايين بين قتيل وجريح ويتيم ومشرد في العراق وافغانستان والصومال والباكستان ، ومازالت حربه متواصلة ، بوش استخدم كل الاسلحة المحرمة وغير المحرمة في حروبه ، بوش استخدم كل الانواع المستحدثة بفتكها حتى انه تفوق على هتلر لانه استخدم الاسلحة المشبعة ذريا ـ اسلحة الدمار الشامل ـ والتي لا تقل خطورة عن قنابل هيروشيما ونكازاكي التي القاها الجيش الامريكي على المدنيين اليابانيين دون مبرر ، ولم يستطع احدا استجواب امريكا عن فعلتها ، اوهل يستجوب المنتصرون ؟

هتلر كان متحضرا اذا جارينا منطق الجهلة والمدعين من رعاع التحضر الامريكي الزائف ، هتلر كان مثقفا بمعنى من المعاني الضيقة كان يعرف الاتكيت والبروتوكول وكان ياكل بالشوكة والسكين وكان يحب ويحترم الكلاب ـ ليس كمثل المتخلف منتظر الزيدي الذي لا يحترم الكلاب ويعتبرها مسبة ، فعندما قال لبوش ايها الكلب فانه كان يقصد بنعته النجاسة ـ وكان هتلرعاشقا رقيقا من الطراز الاول ، وكان فنانا مرهفا ، كان يحب الموسيقى ولا يحب التدين ، وكان يسكر ويفرح وينكت كالاخرين ، لم يكن هتلر سليل ثقافة الاسلام وليس هو من الملتحين ولم يكن عروبيا ولم يكن يصارع طواحين الهواء كما يفعل العرب ، هتلر كان لا يهين الاخرين بالقنادر لكنه كان يعتبر كل صبايا بولندا والدول المغتصبة جواري لجنوده ، هتلر كان يعتبر كل الشعوب الاخرى من غير الاريين والانكلو سكسونيين بشر من درجة ثانية وثالثة حتى انه وضع العرب واليهود في خانة تسبق خانة القردة ، بوش كشخص وقيمة اقل شأنا من هتلر لكنه اكثر خطورة منه فهو وعصابة حزبه يبذرون بذورا مسمدة لصراع بشري شامل مستقى من بنات افكار صاحب نظرية صراع الحضارات وأحد مخططي البنتاغون الاستراتيجيين ـ حلف مسيحي يهودي في مواجهة حلف اسلامي كونفوشيوسي ـ !

القطة حتى القطة تدافع عن نفسها عندما تحاصر ، عندما تهاجم ، فكيف بالبشر ؟
قاومت الشعوب جيوش هتلر كما تقاوم جيوش امريكا ، صحيح ان جيوش بوش وامبراطوريته الشريرة تتقنع باقنعة واقية لكنها هي هي !
من يؤمن فعلا وليس تدليسا ان هناك ديمقراطية حقة في العراق له الحق في انتقاد فعلة منتظر الزيدي ، ومن يعتبر فعلا ان العراق بلد ليس بمحتل ، له كل الحق في ادانة منتظر !
ومن يعتبر بوش فعلا ضيف قد دخل العراق كما يفعل الضيوف عليه ان ينتقد فعلة منتظر !
ومن يؤمن ان كل معارض لحكومات الاحتلال ومشاريعها اما بعثيا او وهابيا او ايرانيا سيكون محقا في انتقاد منتظر الزيدي !
ومن يؤمن بان اسقاط الديكتاتورية كان مستحيلا الا بالتحرير الامريكي له الحق في ادانة منتظر !
ومن لا يؤمن ان الشعب العراقي كسب نظاما فوضويا جديدا وخسر نفسه عليه ان يدين منتظر الزيدي !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - القنادر- العراقية في وداع الامبراطور الاخير !
- من يخلط الارهاب بالكباب في شمال العراق ؟
- الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !
- أسمه بالانتخابات وصوته مجروح !
- لا عزاء للنساء في العراق !
- غزة لا تشرب ماء البحر !
- التجربة برهان والحوار المتمدن مضمون لعنوان !
- من وسيلة انقاذ الى جسر للتبعية !
- كروكريضحك على عقول برلمانيي المحاصصة !
- الارهاب في مجلس النواب !
- لماذا لايريد التحالف الرباعي التصويت على الاتفاقية باغلبية ا ...
- البصمة القاتلة !
- الاحتراق الكبير
- انتخابات الدولة الفاسدة اعادة لانتاجها!
- هل تكون الازمة الاخيرة محفز جديد للتعددية القطبية ؟
- جلاء القوات الامريكية من العراق مقدمة ضرورية لاعادة استقراره ...
- عذر الاتفاقية الامريكية العراقية يفضح ذنبها !
- انصار امريكا في العراق والاقنعة الساقطة !
- نوبة الايدز المالي تعصف بأمريكا !
- أمريكا وهاجس الخوف من مفاجئات العراق !


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال محمد تقي - من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟