أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الحذاء .. الانتصار الاخير لبوش














المزيد.....

الحذاء .. الانتصار الاخير لبوش


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو ادعي عراقي او اي مواطن في الشرق الاوسط ان الوحي اتاه او اصابته اضغاث احلام أو كابوس بانه فعل ما فعله الصحفي العراقي منتظر الذيدي لاستغفر الف مرة وحج وصام وندر بالا يتذكر الوحي أو ما جاءته به في الرؤيا.
عرضت قنوات التليفزيون العالمية مشهدا من التاريخ السياسي لصدام حسين جالسا علي راس اجتماع البرلمان العراقي وكل القوي السياسية حاضرة. جلس صدام والبشاشة والحبور والانشراح مرتسمة علي وجهه مع ضحكات مجلجلة كلما نادت المنصة علي اسم العضو بعثيا كان ام قوميا. كانوا يسحبون العضو ويخرجون به ونسمع بعدها طلقه رصاص واحده لنعرف بعدها او نخمن ما جري علي طريقة اعدامات القاعدة وقاده الارهاب. المفاجأه ان العضو البعثي الذي رشحته القياده ليتلوا اسماء من قرر حزب البعث اعدامهم وجد نفسه يقرأ اسمه هو فجاء من سحبه من علي المنصه لينفذوا فيه حكم الاعدام.

ذهب صدام للقاء ربه في صباح يوم العيد وعلي سبيل الدقة بعد صلاه العيد مباشرة.، اختفي الرجل بطريقة شرعية طبقا لتوقيت التنفيذ. وبقي بوش لنشهد موقفا آخر بعد عدة سنوات يقذف فيه عراقي الرئيس الامريكي بالحذاء مرتين. لم يحلم الصحفي بهذا ولم ياته وحي ليفعلها انما الممارسة السياسية للمعارضة في العراق بعد ان تكلف وطنهم ثمنا فادحا من القتلي ابرياء وغير ابرياء. لم يكن ممكنا لحادث الحذاء ان يتم في زمن صدام وغير صدام. منذ 1400 عام ولم نسمع سوي حكام يقتلون ويخطبون من فوق المنبر في صلاه العيد وينزلون ليضحوا بجعد ابن درهم مثلما حدث زمن الحجاج ابن يوسف السقفي. لم صدام بحاجة لينطق بالجملة الشهيرة "اري رؤوسا قد اينعت وحان قطافها واني لقاطفها" اثناء جلوسه مقهقها ضاحكا واسماء الرؤوس التي اينعت تتلي في اجتماع الحزب.

ضمن ما يؤخذ علي نظرية داروين ان الحلقة المفقوده مازالت مفقوده ولم يعثر لها علي حفرية او اثر. لكن نظرية داروين في الثقافة والممارسة السياسية العربية تقول باننا امام الحلقة المفقوده في تاريخ تطور العرب اكتشفها بوش في زيارته الاخيرة لتوقيع الاتفاقية الامنية. في تاريخ تطور الكائنات تظل بعض الاجهزة والادوات مستخدمة مع نمو بديلها الذي ما ان يكتمل حتي يتحول الكائن الي وضعية اخري مغايرة لتصبح بعدها الادوات القديمة ضامرة او صفات متنحية لصالح الجديد الاكثر كفاءة. استخدم خروشوف الحذاء يوما للتعبير عن موقفه السياسي لانه في الداخل السوفيتي لم نظامه باقل من نظام صدام كفاءة في الاستبداد والقهر. استخدم منتظر الذيادي الحذاء كطفرة واداه في التعبير عن غضبه علي سياسة امريكا وبوش بعد ان سقطت بغداد بسنوات. مثلما تاقلم السوفييت وتكيفوا مع البيئة الديموقراطية العالمية عندما ناقشوا لاول مرة خطايا اللجنة المركزية ومجالس السوفيت في البروستويكا والجلاسنوست.

الحذاء حاليا اصبح رمزا للكرامة العربية واهم ادواتها التعبيرية - مرحليا. انه سياق طويل من التطور الدارويني السياسي لكل ما هو عربي رغم انهم يقولون ان معجزة العرب هي اللغة، فلماذا لغتهم غير قادرة علي ان تقول شيئا مثل باقي الشعوب التي لم تكذب علي ذاتها وتقدس لغتها لكنها قادرة علي فعل بما يملكوه عدا الحذاء. تقول نظرية التطور ان تغيير الظروف الخارجية كفيل بجبر الكائن البيولوجي علي التكييف والا فالانقراض مصيره. لقد اثبت الزيادي انه لا يريد الانقراض بل يقاوم من اجل البقاء فلم يستخدم اساليب صدام ربما لحرمانه بعد غزو العراق من انياب القومية واظافرها ومخالبها التي لم تسمح لظهور قوة اللغة وفكر الحوار من النمو لتكون اداه الاستخدام الديموقراطي لهذا استخدم المتاح من ادوات العجز المتبقية من ديناصوريه العروبة المنقرضة. يوما ما سنجد عاصمة الرشيد التي قيل انه يوما ما كان يدفع وزن الكتاب ذهبا لمن يترجم شيئا من علوم الروم والفرس سنجدها تستخدم اللغة للخطاب مع الرؤساء المحليين والضيوف من الرؤساء مع اكتمال تطورها الديموقراطي بالقوة الناعمة حسب برنامج اوباما في مكافحة الارهاب بعد ان انهي بوش نصف الطريق بالقوة الصلبة وجعل العرب يستخدمون الحذاء بدلا من الاغتيال علنا وعلي رؤوس الاشهاد مثلما كان يفعل صدام والحجاج وجميع حكام المسلمين قديما.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغتنا وسيلة وليست من مقدساتنا
- البعث من الصراخ الي التسول
- اسرائيل بين الدولة والاسطورة
- الأمة انجاز بشري وليست هبة من السماء
- إفلاس القمم بين عروبتها واسلامها
- معركة القبح والجمال
- حسن ومشعل وكوهين
- الاستشراق هدم وبناء لو كنتم تعلمون
- بين خداع اللغة وخداع الفكر
- كيف اصبح الجهاد قذارة؟
- هزيمة الارهاب
- ثقافة عربية ذات مضامين جاهلية
- بين عالم الأسوار والحواجز وعالم الاتصال والتواصل
- الحرملك زمن الفرنسيس
- الفتنة والسلطة في الإسلام
- بين بابا روما والعقل العربي
- حرب الرموز بين أبناء العم
- في البدء كانت العلمانية
- الديموقراطية والخيانة الزوجية
- النووي الإيراني ومساومة التاريخ


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الحذاء .. الانتصار الاخير لبوش