أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - يطالبوننا بشد الأحزمة ...بينما يرخون أحزمتهم إلى أقصاها...؛؛














المزيد.....

يطالبوننا بشد الأحزمة ...بينما يرخون أحزمتهم إلى أقصاها...؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 03:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلنا للحكومة الشيعية التي وصلت للحكم بمعونة "ربانية"، أحذروا الغرور يا سادة رسول الله ،اهتموا بفرص العمل للجميع ، فإن الزراعة ليست سنية ، ولا حتى الصناعة تكفيرية. وقلنا إن من يعيش ويعمل فيهما عراقيون بالانتماء والتولد ، وإن نسلهم يعود إلى النبي إبراهيم ، مدة طويلة قبل أن ينتمي أحدكم إلى آل البيت. قلنا عاضدوا الزراع ، أمنحوهم القروض ، وفروا لهم دعما ضريبيا ، حددوا المواد المستوردة من الخارج التي تنافس منتجاتهم ، وزعوا المزيد من الأراضي على من لا أرض له ، أمنعوا التجارة بالأراضي الزراعية ، أمنعوا الإقطاعيين الجدد من الاستيلاء على أراضي الإصلاح الزراعي ، شجعوا جمعياتهم الزراعية ، وفروا البذور المحسنة والأسمدة والمبيدات ، واقطعوا دابر التجارة بها من قبل ذوي الحظوة لديكم ، أنشروا الخدمات الصحية بينهم ، ووسعوا الخدمات البلدية لتشمل مدنهم وقراهم.لكن السادة لا يتذكرون الفلاحين إلا وقت الحاجة لمسيرات التأييد الدعائية.

كانت الزراعة لعشرات الآلاف من السنين ، مهنة جماهير العراق الوحيدة ، ومصدر خبزهم وثرائهم ، ومن خيراتها شيدت حضارات وادي الر افدين التي عرفها العالم قبل أن يعرفونها هم. حينها لم يكن للنفط حتى اسمه الذي عرف به عدة عشرات من السنين الماضية. في تلك الفترة السحيقة قبل عهد النفط ، شقت قنوات الري ، واستصلحت الأراضي لصالح الزراعة ، وتنعم العراقيون بفضلها بالعلوم والثقافة وقبل ذلك بالقوت.
وها نحن في عهد النفط الذي بدأ في العشرينات من القرن الماضي ، ولم يبنى صرحا حضاريا واحدا ، فيما الزراعة تتراجع ويسودها الإهمال ، ويواجه صناعها المهرة من منتجي رغيف الخبز الجحود والتجاهل ، ويتحولون إلى كائنات من الزواحف ، تبحث عن المأوى والغذاء في جحور الأرض.
أخير ا خرج علينا السيد النائب عادل عبد المهدي وربما ببرنامج جديد عن الصراحة ، فكشف عن انخفاض موارد العراق النفطية. لقد تحدث بصراحة لم يعرف بها عندما كان سعر برميل النفط 150 دولارا ، ولا عندما كان بعثيا ، ولا عندما غير تقليعته إلى متمركس ، قبل أن يغيرها ثالثة إلى مجاهد إسلامي. وليته تحول إلى ماركسي حق ، حينها سيعرف أهمية العلم في تطوير الاقتصاد و تخطيط التنمية ، وتكريس موارد النفط لبناء اقتصاد زراعي وصناعي متين. وبدلا من التحدث عن الفرص التي ضيعت من عمر التنمية لسوء الإدارة وغياب الكفاءات ، خرج علينا ليتحدث عن شد الأحزمة ، وكأنها ليست مشدودة حتى آخرها ، ومن أين له أن يعرف ذلك ، فالولائم التي يتنافس فيها مع رئيسه ، عامرة ليل نهار، ويقوم بإعدادها طهاة وخدم فنادق الدرجة الممتازة.

يطالبنا السيد النائب بشد الأحزمة ، وما زلنا لم نرى من ميزانياتهم الانفجارية دخان نار تنور جديد للخبز ، ولا منتجا جديدا من مصانعنا المتوقفة منذ اكثر من خمس سنوات، ولا مستشفا جديدا واحدا لعاصمة الستة ملايين مستضعفا ، ولم نشاهد حافلة جديدة لنقل الركاب غير تلك التي تتدحرج في شوارع بغداد منذ الخمسينيات ، ولا شارعا جديدا ، ولا دارا جديدة للرعاية الاجتماعية ، يأوي المعوقين والمشردين والأرامل وأيتام الحروب والإرهاب ، ولا معهدا لتأهيل وتدريب الفتيان والشباب العاطل عن العمل لتحسين حظهم في الحصول على فرص العمل.
نعم قالوا وصدقناهم ، فقد أنجزوا مطارا في النجف بعشرة أضعاف تكلفته الأولية ، ولا اعتراض عليه ، لكنه ليس بأهمية مصنع يشغل العاطلات والعاطلين عن العمل الذين تسحقهم البطالة في شوارع النجف وأحيائها المعدمة.. كما أن مطار النجف لم يستفد منه المواطنون الفقراء من أهل النجف ، ولا ميزانية الدولة ، لأن الموارد المتأتية من زوار العتبات المقدسة تذهب في غالبيتها إلى عائلة واحدة ، وهذه معفاة من الضرائب 100% لكونها من نسل الرسول.

إن السيد النائب يصارحنا بالفقر القادم وبالتقشف ، لكنه لم يصارحنا بما حصل لمليارات الدولارات من ميزانيات أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 .
وليته تذكر وقال على سبيل النكتة ، أن شد الأحزمة في هيئة الرئاسة والحكومة والبرلمان غير ممكنة ، لأنهم بدون أحزمة أصلا.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الدينية ...تحتكرالدين والسلطة والمال ومفاتيح الجنة.. ...
- هل يعلن عن - المنطقة الخضراء - ... إقليما وفق دستورنا الاتحا ...
- هل يختارالأكراد عربيا...رئيسا لكوردستان ...؟؟
- تجار السياسة المبتذلون...يدفعون بالعراق إلى الجحيم ...؛؛
- أوباما...الصورة أم الأصل..؟؟
- ثورة أكتوبر ... وجوزيف ستالين..؛؛
- أراء في تعديلات الحزب الشيوعي العراقي على الاتفاقية الأمنية ...
- من أجل حكومة إنقاذ وطنية عراقية نزيهة..؛؛
- المرأة تنتصر في كوردستان... وستنتصر في عموم العراق؛
- الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة... ابتزاز فظ ينبغي رفض ...
- شركة شيل النفطية ...تكشف الوجه الآخر للشهرستاني..؛؛
- أيهما أكثر إلحاحا ..رفع الوصاية الأمريكية.. أم حصانة نائب..؟ ...
- النار تقترب من خيمة المالكي ....فهل شاهد الدخان ..؟
- هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟
- الإمبريالية الأمريكية -- بين وعد بلفور ... ووعد بايدن ..؛؛
- من يوقد هذا الفتيل...؟؟
- الاحتكارات النفطية والمالية الامريكية والبريطانية -- وراء ار ...
- الشهرستاني -- يسلم مفاتيح نفطنا للاحتكارات الأمريكية بدون قي ...
- وعدناكم بالجنة -- وما زلنا عند وعدنا -- ؛؛
- جنوب العراق --أول مستعمرة أيرانية في التاريخ الحديث -- ؛؛


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - يطالبوننا بشد الأحزمة ...بينما يرخون أحزمتهم إلى أقصاها...؛؛