أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة














المزيد.....

اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 03:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فاجعة أخرى ، و لوم أخر في غير مكانه ، هكذا أصبح الحال في مصر في عصر آل مبارك ، فلا أحد تواتيه الشجاعة ليقول الحقيقة .
اللوم - بدافع الخوف أو الرياء - موجه إلى غير محله الصحيح ، لأن هناك تجاهل تام من كتاب صحف الأمن ، أكانت مدعوة بالمستقلة أو الحزبية ، أكانت مطبوعة أو إلكترونية ، لحقيقة أن تلك الفواجع ليست في المقام الأول بسبب وزير أو محافظ ، إنها في الأساس بسبب نظام حكم أوصل مصر لمرحلة أسوء من الضعف أو الترهل .
مصر ، كمجتمع و نظام ، و ليس ككيان ، وصلت في عهد آل مبارك إلى مرحلة التفسخ ، و هي مرحلة تلي مرحلة الموت .
مصر الكيان ، مصر الشعب ، باقية و ستبقى ، و لكن مصر المجتمع المتمدن إنهارت ، و وصلنا لمرحلة الغابة ، مرحلة ما قبل مجتمعات القانون .
لهذا لا أجافي الحق حين أقول إن ثلاثة عقود من حكم آل مبارك تشابه في ضررها ثلاثة قرون من حكم آل عثمان .
المجتمع المصري اليوم ، في 2008 ، أشبه ما يكون بحاله في 1798 أو ما قبل مايو 1805 ، فلا سيادة للقانون ، و الفساد على كل المستويات ، و أولها الرأس ، و الأمور كلها أصبحت قدرة و إقتدار ، سواء أكانت تلك القدرة هي القوة الصريحة الغاشمة ، أو وسائل الفساد الملتوية .
على إن مواجهتنا لتلك الحقيقة البغيضة لا يجب أن تفت في عضدنا ، نحن قوى الإصلاح الحقيقية ، فالتاريخ المصري فيه الكثير من أمثال تلك المراحل المظلمة ، في الحقبة الفرعونية هناك الفترة الفاصلة بين الدولتين القديمة و الوسطى ، بعد عام 2500 قبل الميلاد ، حين إنهارت سلطة القانون إنهيار تام ، و نعرف ذلك من المراثي المتخلفة عن تلك الحقبة ، تلك المراثي التي لم ترث فقط الماضي العظيم الذي ولى ، و لكنها أيضا وصفت المجتمع المصري بعد أن وصل لمرحلة الإنحطاط .
هناك أيضا في العصور الوسطى ، فترة الشدة المستنصرية ، و الفوضى التي حدثت أبانها ، حين إنهارت هيبة الدولة ، و شُلت العدالة ، و أصبح الذراع و العصبية هما القانون و السلطة .
و لا أعتقد إن هناك حاجة لإعادة التنوية لحالة المجتمع المصري في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي .
على إنه مثلما هناك إنهيارات ، فإن تاريخنا عامر بالنهضات ، و إصلاح مجتمع وصل إلى التفسخ ليس بالمستحيل ، فغالبا ما يكون بعد كل كبوة - و إن طالت - نهضة ، فقط نحتاج أن نريد ، كما أرادت أجيال النهضات المصرية السابقة ذلك .
إذا كان المواطن المصري قد سأم فساد العصر الحالي ، و أصبح التوق لحكم إصلاحي قوي على كل لسان ، حكم يتمثل فيه قول الشاعر البريطاني ميلتون :
The solid rule of civil government
أو : الحكم القوي لحكومة متمدنة .
حكومة مصرية تماثل حكومات حكام الأسرة الثانية عشرة الفرعونية ، الذين أعادوا لمصر بهائها ، و أعادوا للعدالة عرشها ، و أصبحت الحقبة الوسطى ، التي عاشوا خلالها ، تعرف بالحقبة الكلاسيكية في التاريخ المصري الفرعوني .
أو حكومة تماثل حكومة الوزير بدر الدين الجمالي الأرمني ، الذي أنهض مصر من كبوتها بعد الشدة المستنصرية ، و بطش بصانعي الفوضى ، و أعاد تنظيم المجتمع المصري .
أو شخص مثل محمد علي الكبير ، باني مصر الحديثة ، مصر القوة و نور المعرفة الحديثة .
فإن على هذا المواطن المحبط ، أن يعمل على توفير المناخ الملائم لقدوم هذه الحكومة الإصلاحية القوية المتمدنة .
السير خلف الذين يضعون اللوم على الفعلة الثانويين عند كل فاجعة و مصيبة ، لن يأت بتلك الحكومة .
الإشارة للفعلة الحقيقيين ، أسرة آل مبارك ، هي أول خطوة في الطريق لحكم مدني قوي .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذئابنا ليس بينهم ذئبة روميولوس
- شريحة ضخمة من صغار المستثمرين ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- شريحة ضخمة من صغار أصحاب الأعمال ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- القفز فوق المرحلة القبطية ، فصام في الشخصية المصرية
- ماذا سيتبقى لنا من القرآن على زمن آل مبارك ؟
- إلى المضطهدين : تذكروا أن الذي نجح هو أوباما المندمج ، و ليس ...
- الجمالة و العمال المصريين ، ظلموا مرتين ، قصة المعهد التذكار ...
- أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي
- قبل فرض أي رقابة حوارية ، ما هو اليسار أولاً ؟
- أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي
- نموذجنا هو ثورة التأسيس 1805 ، لا ثورة التأكيد 1919 ، لأن مص ...
- خروج الشعب للثورة هو إستفتاء يمنح الشرعية للثورة ، و يسبغ ال ...
- السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي
- إنها حرب ثقافية بين نجد و النيل ، و المواجهة لابد منها
- روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية
- مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...
- إلى الإتحاد الأوروبي : أقطع المفاوضات ، و أبدأ في العقوبات
- ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان الجمهورية الثانية قوي و ...
- ضرورة إتفاقية دولية لحماية زوار كل الأماكن المقدسة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة