أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق إطيمش - لغة القنادر مرة اخرى














المزيد.....

لغة القنادر مرة اخرى


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


كنت احسب ان رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور المشهداني ينفرد وحده باللغة التي إبتكرها للتعبير عن الديمقراطية الجديدة التي فهمها من خلال توظيف القنادر كتعبير جديد عن محتوى هذه الديمقراطية . إلا ان الظاهر لم يكن كذلك كما عبر عنه صحفي هذه المرة عجز قلمه عن التعبير عما يجول بفكره فاستعمل القندرة بدل العقل .
كثيراً ما وفر لنا العلم الحديث إمكانيات الإستعاضة بشيئ عن شيئ آخر ، إما لعدم توفر الشيئ المطلوب اولغلاء ثمنه أو لأي سبب آخر . وقد إشتهر العراقيون فعلاً بتوظيف إمكانيات الإستعاضة هذه ، حتى وإن لم تقترن باكتشافات علمية والتي تفتقت عن أذهان الناس إستناداً إلى القاعدة القائلة " الحاجة ام الإختراع " . لقد برز هذا التوظيف العراقي على اجلى صوره في سنين الحصار الآثم الذي سببه النظام البعثفاشي المقبور على وطننا وشعبنا . وقد عشنا التجارب المختلفة في هذا المجال والتي تناولت مفاصلاً كثيرة من حياة المواطنين . وقد كان الأحرى بالفعل تسجيل مثل هذه الإمكانيات لأنها شكلت حلولاً صائبة لكثير من المشاكل التي عانى منها المواطنون في المجالات كافة . إلا ان " الجدير " بتسجيله في سجلات الإكتشافات الجديدة هو ما تفتقت عنه عقليتان عراقيتان قد لا تنفردان بذلك في هذا اليم العراقي المليئ بكل شيء محبوب ومكروه .
لقد تفتقت العقلية الأولى عن الإستعاضة بالقندرة بدل الحوار الديمقراطي الجاد عند مناقشة القوانين الجديدة في الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة . إذ عبر عن هذه الديمقراطية رئيس أعلى هيئة تشريعية في البلاد ، رئيس مجلس النواب العرقي الدكتور المشهداني ، بأن يسحق كل قانون لا يتفق والشريعة الإسلامية بالقندرة . أما العقلية الثانية التي يمكن إعتبارها وليدة ديمقراطية القنادر ، فهي تلك التي إستعاضت عن القلم بالقندرة . عقلية صحفي ، وأكرم بالصحافة وهكذا صحفيين ، الذي عجز عن توظيف قلمه وما تتيحه له مهنته العظيمة التي هي سلطة بحد ذاتها ، عجز عن التعبير بكلماته عما يجول بخاطره وخاطر الكثيرين من أبناء الشعب العراقي حول الإحتلال ، فعمد إلى توظيف زوج قنادره ليعبر لهذا الصحفي المسكين عما يدور بعقله . القندرة بدل العقل ...إكتشاف جديد وفرته الديمقراطية الجديدة التي اوجدتها سياسة المحاصصات المذهبية الطائفية المقيتة والقومية الشوفينية السوداء.
قد يتبادر إلى الذهن مقارنة هذه القنادر بنعال ابو تحسين الذي شكل ردة فعل طبيعية تجاه اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ شكل سقوطها إنطلاقة جماهيرية وردود فعل غمرتها الفرحة التي عمت جوارح كل من إكتوى بنار هذه الدكتاتورية الحمقاء التي حرمت المواطن من ابسط الإمكانيات للتعبير عما يجول بخاطره تجاه ذلك النظام الساقط في كل شيئ . وكان ابو تحسين واحداً من أولئك المواطنين الذين عبروا عما يكنونه لهذا النظام من إحتقار وازدراء في ظرف لم تتوفر فيه وسيلة أخرى للتعبير عن الغضب العادل تجاه الدكتاتورية . اما أن يلجأ رئيس مجلس النواب ، السلطة التشريعية العليا في البلاد والذي يشرف على ميدان من اوليات عمله الحوار الديمقراطي إلى إستعمال لغة القنادر ضد معارضيه ، أو يلجأ صحفي سلاحه القلم والورق ، هذا السلاح القاتل فعلاً ، إذا ما تم إستخدامه مع العقل والفكر الذي يوجهه الوجهة الصحيحة ، أن يلجأ هذا الصحفي للإستعاضة عن سلاحه الشريف هذا والمتوفر لديه فعلاً بسلاح القنادر ، فذلك ينبي عن نوعية هذا الصحفي ، وفيما إذا كان صحفياً حقاً أو متطفلاً على هذه المهنة النبيلة .
المرجو من نقابة الصحفيين العراقيين ان تتحرى الأمر بعد الآن ولا تمنح حق ممارسة هذه المهنة الحساسة ، التي تعكس صورة الوطن باجمعه أحياناً ، إلى كل من هب ودب .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن قفزة حضارية رائدة
- لماذا وكيف ومَن أنتخب....؟ 2/2
- لماذا وكيف ومَن أنتخب....؟ 1/2
- مَن إستطاع إليه سبيلا
- فزع ألأنظمة العربية من الإعلام الحر
- أحزاب المحاصصات الدينية والقومية مصابة بفقر الدم الوطني..... ...
- أحادية التفسير لتعدد الزوجات في الإسلام
- إنهيار التجربة وصعود النظرية
- صورة الإسلام في ألمانيا
- البلاء في فتاوى الفقهاء
- يهود العراق الجُدد
- عشرة أسئلة حول ندوة نادي الرافدين في برلين
- أما آن الأوان لتجارالمحاصصات أن يعلنوا إفلاسهم....؟
- دعوات غير مسؤولة لإخلاء العراق من مواطنيه ألأصليين
- وماذا بعد السبع العجاف.....؟
- صحافة السجون.....مرة أخرى
- باب التجيك منه الريح.....سده واستريح
- الشباب والإرهاب
- دور المثقف العراقي في مواجهة الطائفية
- مهرجان نادي الرافدين الثقافي في برلين


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق إطيمش - لغة القنادر مرة اخرى