أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - الديمقراطية ليست لعبة روليت














المزيد.....

الديمقراطية ليست لعبة روليت


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 07:06
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


في مقابل التوقعات بإنخفاض أعداد الناخبين على المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات القادمة هناك أعداد كبيرة من المرشحين للفوز بمقاعد المجالس، فبينما هناك 444 مقعدا فإن عدد المرشحين تجاوز الاربعة عشر ألف مرشح، وهو رقم كبير قد يبدو للوهلة الاولى دليلا على شعبية العملية الديمقراطية وتمتعها بالعافية لكن الاطلاع عن قرب على مواقف الناس العاديين ستكشف أمورا أخرى.
هناك عدد كبير من المرشحين لم يعرف عنهم سكان مدنهم ومحافظاتهم الاهتمام بالشأن العام ولا يكادون يملكون شيئا يذكر من الخبرة أو الاطلاع على وقائع ميدان العمل الاداري والخدمي لمحافظاتهم وهو الامر الذي يدفع بالناخبين الى التشكيك في نوايا وأهداف هؤلاء المرشحين وعندما يكون عدد هذا النوع من المرشحين كبيرا ينعكس ذلك سلبا على حجم المشاركة الشعبية كما إنه يهدد بدخول عدد ممن يفتقرون الى الكفاءة والخبرة الى مجالس المحافظات مجددا مما سيزيد طينة تردي الخدمات بلة.
وجود أعداد كبيرة من المرشحين في منطقة صغيرة ذات نسيج إجتماعي معقد يؤدي الى تشتت أصوات الناخبين في تلك المنطقة الامر الذي يؤدي الى ضياع الفرصة على المنطقة بأكملها للحصول على تمثيل في مجلس المحافظة، وحتى في لحظة التصويت تكون الصعوبات جمة أمام الناخب الذي عليه التفتيش عن إسم مرشحه المفضل للتصويت له بين عدد كبير من المرشحين، هذا فضلا عما تسببه كثرة عدد المرشحين من إرباك في عمليات إعداد نماذج قوائم التصويت وعمليات إحصاء الاصوات وطريقة توزيعها على المرشحين وكل ذلك يجعل من الانتخابات عملية غامضة ومعقدة بالنسبة للناخب الذي لايدرك الطريقة التي يتم التعامل بها مع صوته.
إنتشرت بين المواطنين صورة عامة ومبسطة عن الاهداف التي تدفع الاشخاص الى ترشيح أنفسهم في الانتخابات دون أن يكون لديهم برنامج سياسي واضح يتجاوز الشعارات المكررة وهذه الصورة عن المرشحين تركز على الطموحات المادية والاجتماعية لهؤلاء المرشحين وحالة الوجاهة الحزبية التي تدفع لتشكيل تنظيمات سياسية هامشية وضعيفة لا يعرف الرأي العام مبررات وجودها ولا أهدافها وكل ما تفعله هو انتظار موعد الانتخابات لتحشر نفسها في قوائم المرشحين فيما يشبه لعبة روليت سياسية، لعل وعسى أن يقوم الناخب بإختيارها بضربة حظ.
هذه السلوكيات العشوائية هي إهدار للمال العام وعبث بوقت المواطن وتشويه متعمد للعملية الديمقراطية عبر إغراق "سوق السياسة" بالعملة المزيفة من المرشحين غير المهتمين أصلا بالشأن العام والذين يسبقون نتائج فشلهم بإعلان تخوفهم من عدم نزاهة العملية الانتخابية.
عدا شروط الترشيح البسيطة والمعروفة ليس هناك عائق قانوني أمام أي مواطن عراقي للترشح في الانتخابات وهو أمر صحي وجيد إذا ما توفر شعور عام بالمسؤولية لدى المواطنين والقوى السياسية على حد سواء، شعور يدفع الى مراجعة النفس مرارا وتكرارا قبل الاقدام على خطوة الترشح لأي منصب عام ومع ذلك ينبغي عدم ترك هذا الامر لمجرد مشاعر شخصية وحس فردي بل على مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المختصة بالانتخابات البحث عن أساليب وطرق تؤدي الى ترشيد عملية الترشح سواء برفع مستوى الشعور بالمسؤولية أو عبر معالجة الآثار السلبية الناجمة عن عملية الاغراق بالترشيح وخاصة فقدان بعض المناطق فرصة التمثل في المجالس المحلية بسبب تشتت الاصوات الناجمة عن كثرة المرشحين، عبر تقليص حجم الدوائر الانتخابية مثلا أو وضع كلف مالية على المرشح الذي يفشل في جمع حد أدنى مناسب من الاصوات وغيرها من الاساليب.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل سيئة
- مصدر قوة المالكي
- عراق بلا إتفاقية
- تغيير المواقف
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية
- عالم يتغير...عالم ينتحر
- الملفات العراقية في دول الجوار
- علامات الوضع الهش
- تحريم الاتفاقية..المسؤولية والقرار
- تحريم الاتفاقية..تشويه الدين والسياسة
- شجاعة صنع القرار
- طائفية ألكترونية
- الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية
- مخاوف الفراغ الامني
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - الديمقراطية ليست لعبة روليت