أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - كركوك وجرائم الانتحاريين ومن يقف خلفهم !














المزيد.....

كركوك وجرائم الانتحاريين ومن يقف خلفهم !


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 10:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كانت جريمة مروعة ... نفذها انتحاري في مدينة كركوك .. هكذا وببساطة نقلت لنا الأخبار هذا النبأ , وكأن شيئاً عادياً قد حصل في يوم 13/12/2008 , إذ أصبح الموت في العراق وبهذه الأساليب مسألة اعتيادية يومية تقع في مكان ما من العراق , رغم التقلص الكبير في عدد هذه العمليات وتراجع عدد الشهداء الذين يسقطون بسببها. لكن الموت لا يزال يحصد عشرات الشهداء من النساء والرجال والأطفال. فقد اسشهد في هذه العملية الإجرامية 60 شخصاً وجرح حوالي 100 شخصاً من الناس الأبرياء .. وقبل ذاك وفي الشهر السابع من هذا العام نلقت الأنباء عن هجوم انتحاري استهدف بلدة في ناحية "امرلي" الواقعة قرب كركوك حيث بلغ عدد الضحايا فيها نحو 150 قتيلاً وأكثر من 270 جريحاً. خبر مرَّ كبقية الأخبار اليومية .. حزن يعم العائلات لا غير .. ونتائج الحقيق غير معروفة!
حادثان مروعان استهدفا المواطنين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب , قتل فيها الكردي بجوار التركماني والشيعي بجوار السني , والمسيحي بجوار المسلم دون وجه حق. جرائم بشعة حقاً , ولكن لم يكن هؤلاء الناس هم المقصودون بعينهم عبر هذه العمليات الدموية , وتلك التي تقع في ديالى وبغداد أو في غيرها من مدن العراق , بل المقصود هو العراق كله , هو الاستقرار والأمن والسلام , هو الحل السلمي والديمقراطي لمشكلة كركوك على اساس المادة 140 من الدستور العراقي ووفق توافقات القوميات المختلفة في هذه المدينة المتعددة القوميات التي تسبح في بحيرة من النفط ويراد لها أن تسبح في بحر من دماء أبناء وبنات هذه المدينة المعطاءة , المقصود هو التضامن والتفاهم والعيش المشترك بين اتباع مختلف القوميات والأديان والمذاهب في هذه المدينة التاريخية. إن أعداء العراق يشعرون بعجزهم عن تحقيق النتائج المرجوة لهم ولفعالياتهم الدموية في العراق. وبالتالي يسعون أكثر فأكثر للغوص بدماء الناس الأبرياء ودموع الثكالى وآنين الجرحى والمعوقين بسبب تلك العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة. وعلى عاتق الحكومة تقع مسئولية التحري عن الفاعلين أولاً , ولكن بشكل خاص على من يقف وراء هذه العمليات ويمولها ويعطي القرار بتنفيذها , سواء أكان المقرر يقطن العراق أم يعيش في بعض دول الجوار.
كان للزيارة الأخيرة التي قام بها السيد رئيس الجمهورية إلى كركوك ولقائه بالقوى والأحزاب والشخضيات التركمانية السياسية والاجتماعية والثقافية أثرها الإيجابي على التركمان وعلى بقية القوميات في المدينة , كما كانت لتصريحاته أثرها في تهدئة الخواطر ومن أجل التفاهم والحرص على إيجاد حل يرضي الجميع ويسهم في تعزيز الأخوة والصداقة بين أتباع جميع القوميات في العراق.
ومثل هذه الزيارة على أهميتها وعلى أهمية اللقاء المباشر مع أبناء القومية التركمانية والأجواء الإيجابية التي خلقتها , فإنها غير كافية لتأمين التفاهم بين سكان هذه المدينة , بل يفترض تنشيط العمل الفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي في المدينة وبمشاركة الجميع بما يساعد على خلق التناغم وإبعاد القوى المتطرفة عن التأثير المباشر على مزاج وتأجيج سلوك قومي متطرف في صفوف الناس. كما يفترض أن يزداد خلال الفترة القادمة عقد المؤتمرات السياسية والثقافية التضامنية بين الأطراف المختلفة في كركوك والاتفاق على شعارات مشتركة والعمل من أجل تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية والمجتمع , وبذل أقصى الجهود من أجل إبعاد القوى المتطرفة والعدوانية من أجواء العمل على تحقيق التعاون والتضامن وإعادة الثقة إلى النفوس. وهنا لا أقصد قوى القاعدة وحدها , بل أيضاً ميليشيات جيش المهدي الفاعلة بين القوى الشيعية العربية والتركمانية , وهي التي تساهم أيضاً في تأجيج الأوضاع لأنها لا تريد الاستقرار للعراق حالياً , وهو أمر مرتبط بدول الجوار وما تريده حالياً في العراق.
لا شك في وجود بعثيين صداميين عرب من أتباع النظام الساقط السابق يؤججون الصراع بين الكرد والتركمان ويسعون إلى استثمار ذلك لأغراضهم الدنيئة , كما يؤججون الصراع بين الكرد والعرب لنفس الغرض , وهم الذين يفترض التصدى لهم من قبل الجميع , إذ أنهم يمارسون هذا الأسلوب المعوج لتعميق الخلاف وضرب الوحدة الوطنية المنشودة في هذه المدينة وتعقيد الوصول إلى حل لمشكلة كركوك وفق الدستور.
يتمنى الإنسان على المسئولين في المدينة والدولة العاقية وإقليم كردستان أن يساهمةا في تطوير جهد القوى الديمقراطية الكردية والتركمانية والعربية والكلدانية الآشورية لتحقيق الوفاق الوطني والتعاون والتضامن ورفض العنف بكل أشكاله والسهر على تنظيم حوارات ونقاشات بناءة وإيجابية لصالح هذه المدينة التي يفترض أن تتحول إلى رمز للتآخي ونموذج يحتذى به على مستوى العراق كله. وكل الإمكانيات متاحة لتصبح هذه المدينة قدوة في التنمية الاقتصادية والبشرية لما فيها من موارد أولية ومن طاقات بشرية وإمكانيات كبيرة , ونموذجاً في العيش الرغيد لسكانها من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية الديمقراطية.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العراقي ومشكلاته الراهنة
- الاستاذ كاظم حبيب دراساتك رائعة ولكن فقط موقفكم من التحالف ا ...
- أزمة الصناعة العراقية ومحنة الصناعيين وسياسة الحكومة التجاري ...
- على من أصبحت كتاباتي ثقيلة في العراق؟
- لتكن دروس الماضي حاضرة في رؤيانا ومعالجاتنا للمشكلات الراهنة ...
- العراق في الذكرى السنوية الستينية لصدور لائحة حقوق الإنسان ا ...
- -ليس كل المسلمين إرهابيون , ولكن كل الإرهابيين مسلمون !- 2-2 ...
- أين الحكومة من كل هذا؟الاستغلال البشع ينهش بصحة وعمر عاملات ...
- -ليس كل المسلمين إرهابيون , ولكن كل الإرهابيين مسلمون !- 1-2 ...
- مات الإنسان والصديق الذي حمل في قلبه وعلى كتفيه همّ الشعب وا ...
- من يمارس العمليات الإرهابية في العراق حالياً وما الهدف منها ...
- مناقشة فكرية مع الأخوة الكرام في جميعة السراجين/ الحلقة الرا ...
- مناقشة فكرية مع الأخوة الكرام في جميعة السراجين (الحلقة الثا ...
- مناقشة فكرية مع الأخوة الكرام في جميعة السراجين/ الحلقة الأو ...
- العراق : ازدحام في المشكلات.... وشحة في الحلول!
- الأزمة المالية والكساد الاقتصادي واقتصاد السوق في العراق !
- الكرد الفيلية ومعوقات منح الجنسية العراقية!
- هل من رؤية عقلانية بين الدعوة للدولة المركزية وتشكيل مجالس ا ...
- أوباما .. هل من رؤية وآفاق حل جديدة لمشكلات العالم؟
- وكل إناءٍ بما فيه ينضحُ !


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - كركوك وجرائم الانتحاريين ومن يقف خلفهم !