أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - جبران خليل جبران ..... ج / 5















المزيد.....

جبران خليل جبران ..... ج / 5


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


الشيطان الخائر
عند طرح فكر فلسفي ما كإيديولوجية تستمر زمنياً يجب على مالكه أن يحدد مسبقاً السبل الكفيلة القادرة على استحقاقه واقعياً كي يلقى قبولاً مرضياًً ، ولكن هذا غير كاف ليكون مؤثراً بأذهان البشرية طالما لم يرصد فيه النتائج المستقبلية المتوقع حصادها بعد ترجمته عملياً ، ورغم ذلك فإن للفلسفة ساحات واسعة جداً غير محدودة إطلاقاً إذ تتناول الوجود والكون والإنسان ونواحي الحياة كلها ، وقد يتخيل البعض أن الفلسفة تبحث في مكنونات الحياة لتنسبها إلى عالم الخيال ، بيد أن حقيقة الفلسفة هي الوسيلة الوحيدة القادرة على سبر أعماق الحياة بواقعها الحقيقي لتنسبها إلى عالم الوعي والإدراك والمعرفة كي تصل بالإنسان إلى معرفة الغاية من الوجود كله فتحمله على التمثل بأسمى قيم الإنسانية النبيلة الساعي لها ، ولهذا تعتبر الفلسفة بمقام الكل الشامل لمختلف نواح الحياة العملية والنظرية فهي تسّخر نتائج العلم لخدمتها كجزء منها وليس العكس صحيحاً إطلاقاً ، فالعلم يبحث فيما هو موجود وكائن بينما الفلسفة تبحث فما ينبغي أن يكون ولهذا فهي تسعى إليه من خلال مسلكين هما ( النظرية والتطبيق العملي ) ، ومن أجزاء الفلسفة أيضاً مايسمى ( بالحكمة ) وهي نوعين :
- الحكمة العملية .
- والحكمة النظرية .
وقد تتوافر الحكمة العملية عند مختلف مستويات البشر ولكافة المهن ، لأنها وببساطة تدل على مقدرة كل إنسان على حُسن تدبيره لمستلزمات حياته الضرورية من غذاء وكساء وتعليم وزواج وتأمين المال والفرص وحل مشاكله التي تعترض طريقه بشكل آني فقط كواحدة تلو الأخرى ، إضافة لما يحمله في ذهنه من معتقداته الخاصة به والتي نسميها ( المعتقدات الفردية الخاصة ) والتي يؤمن بها ، وقد يكتفي بهذا القدر من مكنونات حياته فيبقى إنساناً عادياً ، بينما لوسعى إلى التحري عن حقيقة معتقداته الفردية الخاصة لصار لزاماً علينا أن نقول عنه ( أنه دخل في مرحلة تكوين موقف فلسفي خاص به ) ، ولكي يتمكن الإنسان من إتخاذ موقف فلسفي عليه أولاً أن ينشط محتواه الذهني ليفهم الحياة المحيطة به بفرعيها الكوني والوجودي وألا ينسى التأثير المتبادل بينه وبين الحياة ذاتها ، مما يدفعه للبحث عن الوسيلة المناسبة لإدراك الغاية الحقيقية من وجوده ، ولذلك فإن لكل إنسان فلسفة خاصة به ندعوها الفلسفة الفردية الخاصة ، وهي فلسفة تصاعدية تبدأ من أدنى نقطة مادية فطرية ولد عليها كحاجته لتدبير مستلزمات حياته الضرورية وتتجه إلى أعلى درجة منها تجعله يبحث في حقيقة معتقداته الفردية ليتخذ موقفاً فلسفياً يمنحه إجازة الدخول تحت مظلة البحث الفلسفي راجياُ الوصول في نهاية مطافه إلى مبدأ ( الحكمة النظرية ) ، ولهذا فالفلسفة ليست من عالم الخيال بل هي من أعماق الحياة ذاتها ، ويطرح الفلاسفة أفكارهم أمام البشرية على هيئة نظريات أو تيارات أو ملحمات شعرية أو أساطير شعبية ، وقد شذ جبران خليل جبران عن كل القواعد الفلسفية التي تجعل من أي فكر فلسفة أيديولوجية إذ أراد العبث بهوية الفلسفة الفردية لكل إنسان قرأ ترهاته الفكرية ليذهب به إلى عالم الخيال فقط ، فبالرغم من تحديده لملامح نقطة بداية فلسفته إلا أنه نسب نتائجها المستقبلية لعالم خيالي وهمي لا يخدم غايته الفكرية ، ولكي تتضح صورة فلسفته ذهنياً سأطرح مثالاً حياً يفيد برصد فلسفته بوجه عام على أن أعرض وجه المقارنة بعيداً عن الأديان كي أبقى على حياد ، قال جبران : ( أن الله والإنسان والطبيعة مظاهر متعددة للوجود ) وهي فلسفة أقرب للمادية رغم أنها غير صحيحة تماماً مع باقي الفلسفات المادية الأخرى ، فقد وقف على مفترق طرق مع الماركسية مثلاً ، فكلاهما تشابها في فكرة نقطة بدايتيهما ولكنهما تباعدا تماماً في حقل نتائجهما المستقبلية ، إذ عمل جبران على تفريغ الذات الفردية للإنسان ليأخذ به إلى عالم الخيال بينما عملت الماركسية على تفريغ ذات الإنسان لتأخذ به إلى عالم الواقع التجريبي ، ولهذا نراه في شعره يقول :
( أعطني الناي وغني .... فالغنى سر الوجود .... وأنين الناي يبقى .... بعدما يفنى الوجود ) أي أن سر الوجود كله في الغناء من وجهة نظره وعلى الإنسان أن يؤمن بهذا كي يصل لسعادته الكاملة ، والأغرب أنه أكد هذا ثانية بقوله ( بعدما يفنى الوجود ) أي أن الله والإنسان والطبيعة سيفنون وسيندثرون ولن يبقى بعد إضمحلالهم سوى الناي والغناء !!!! وحتى وقت قريب كنا نغنيها دون أن نعي محتواها الهمجي الغوغائي !!!!! فأي نتائج سيحصدها أولئك الجبرانيون سوى الفراغ الذهني الذي سيجعلهم كالدواب والأنعام يتنعمون بعالم الخيال المقيت ، وكأنه أقر بمشروعية هدف الماسونية والصهيونية المشبع بها ذاك المخمور ، بينما أرادت الماركسية أن تذهب بمريديها إلى عالم واقعي يعيد لهم حقوقهم وينظمهم في مجتمع مأمون ، فهل هنالك وجه مقاربة بينهما ؟؟!!! والعجيب أن الجبرانيين لازالوا يقولون أن ( جبران أراد رفع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وأراد تحريره من الإحتلال الفكري ) فعن ماذا يتحدثون ؟؟؟ أرادهم أن ينبذوا معتقداتهم الجماعية ليأخذ بأيديهم نحو الفراغ الذهني كي يعيشوا كبهائم دون عقول في عالم الخيال المجنون بذريعة أنه يريد السعادة لهم بالدبكة والغناء والخمور والبغاء والخيانة والرهق ومقارعة الأزياء !!! أهذه فلسفة حقاً ؟؟؟ ثم هنالك فرق شاسع جداً بين إنسان اكتشف فكرة جديدة من أعماق الحياة المحيطة بوجوده وعالجها ثم أوّلها وأعطاها حقها وفق معرفته الذهنية الحقيقية كفكرة فلسفية جوهرية ، وبين إنسان آخر غيره طرح فكرة هي في الأصل ملكاً لغيره بعدما قام بصياغتها بلغة جديدة تتناسب مع لغة جمهوره دون أن يعدّل من محتواها الذهني السلبي وكأنه سرى في ركابها كدابة عضوية ، وعليه فإن الإنسان في الحالة الأولى يعتبر صاحب بصيرة نافذة قد تجعل منه حكيماً بالمستويين العملي والنظري فيتخذ بادئ ذي بدءٍ موقفاً فلسفياً يفضي به إلى عالم البحث الفلسفي بغض النظر عن خصائص فلسفته لحكمته الوليدة المنشأ ، بينما الإنسان في الحالة الثانية هو مجرد بهبهان ليس إلا لأنه ردد فلسفة غيره دون أن يقي نفسه من سلبياتها الفاجرة الظاهرة فيها ، وسنرى أن الحالة الثانية ستنطبق تماماً على فكر جبران خليل جبران لأنه ردد فلسفات عدة هي في الأساس ملكاً لغيره رغم تباعدها الميثوغرافي والأنتروبولوجي وقد ساعده على الإنتشار حينذاك عوامل عدة من أهمها عدم توفر وسائل التحقق من كتاباته كتلك الوسائل المتوفرة بين أيدينا حالياً ، مثلما التلفاز والحاسوب وشبكة النت والفضائيات وغير ذلك من الوسائل القادرة على رفد المعرفة الفكرية بأدوات علمية تساعد على سبر محتويات كتاباته الخرافية ، وقد وجدت لزاماً عليّ مراجعة كل ماكتب كي أكشف عن مصادره التي غمدها في جسم ثقافتنا العربية لأدحض أذهان أولئك الذين آمنوا به وأطلقوا عليه اسم ( الملاك الثائر ) ليصبح بعدما أنتهي منه بمسمى ( الشيطان الخائر ) دون أن يتمكن أحدهم من منحه ولو براءة ذمة أدبية أوفلسفية ، وبمشيئة الله سأنشر سلسلتي هذه في كتاب كامل لأكمل مابدأ به الباحث والشاعر الفلسطيني الراحل توفيق صايغ إنما بسبيل آخر مختلف كلياً عما سلكه شاعرنا الراحل وبمنهجية فلسفية كي أضع الحقيقة في نصابها أمام أجيالنا القادمة ، وسأعرض بعضاً منها على شبكة النت لتكون نموذجاً حياً يبرهن عما هي عليه محتويات دراستنا الحالية .
جبران خليل جبران ..... ج / 5
الأراوح المتمردة ... قصة السيدة وردة
من قصص الثالوث المقدس للزواج ( الزوج والزوجة والعشيق أو العشيقة )
سرقها من
- أسطورة داسار من الأساطير البوذية ....
- أسطورة أورفيوس ويوريدس ....
- ورواية روميو جولييت لوليم شكسبير .....
- ورواية روميو وجانيت لجان آنوي .....
- ورواية الطاحونة الحمراء للفرنسي كزافييه دو مونتيبان ....
- وأوبريت الطاحونة الحمراء للأمريكي فيكتور هربرت ....
مما سبق ذكره في الجزء الرابع أن >>>>> جبران خليل جبران قد عاد إلى ( بيروت – لبنان ) بتاريخ ( 30 آب 1898 ) وبقي فيه حتى عام ( 1902 ) إذ عاد إلى ( بوسطن – الولايات المتحدة الأمريكية ) لحضور وفاة شقيقته سلطانة ، وقد فجع بوفاة أخيه بطرس عام ( 1903 ) بينما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها والدته ( كاملة رحمة ) باستئصال ورمها وقضت نحبها بالعام ذاته ، فانخرط جبران بالمجتمع البوسطني وبالتحديد بالحركات الصوفية التي كان من أبلغها تأثيراً ( الحركة الإلهية ) التي أنشأتها عام 1875 الأرستقراطية الروسية ( هيلينا بتروفنا بلافاتسكي ) التي اطلعت على تراث الهند والتيبت وشجعت نهضة البوذية والهندوسية ، وشيئاً فشيئاً اتضح له أن الروحانية الشرقية التي تسكنه يمكن أن تجد تربة خصبة في هذه البيئة المتعطشة للصوفية <<<<< مما يؤكد بأنه اطلع على الأساطير الشرقية ( الهندية والصينية ) وتأثر بها بعمق دفعه ليستقي منها روح فكرته عندما كتب الأرواح المتمردة التي أطلقها عام 1908 والتي سنتناول أول قصة فيها وهي ( قصة السيدة وردة ) .... يتبع

لطيفة : سأعرض بعضاً من نصوص الروايات والأساطير المذكورة أعلاه كي تتم مقارنتها مع رواية الجبران ... وسأكتفي بعرض حلقة ثانية فقط حول هذه الدراسة لأنها مخصصة لاحقاً لأنشرها بكتاب كامل بمشيئة الله .



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك ميلانو العربي 313 – 2008 م
- جبران خليل جبران .... ج / 4
- جبران خليل جبران .... ج / 3
- جبران خليل جبران .... ج / 2
- جبران خليل جبران .... ج / 1
- يَم
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ........... ج / 10
- تفسير الحديبية برواية أمريكية .............. ج / 9
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 10
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 9
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 8
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 7
- للفقر مصداقية باكية ..... ج /6
- للفقر مصداقية باكية .... ج / 5
- أريد ولدي
- مرمر
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع
- سلاحي
- الوروار
- ضمير


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - جبران خليل جبران ..... ج / 5