أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالص جلبي - زيارة بوش الأخيرة للعراق














المزيد.....

زيارة بوش الأخيرة للعراق


خالص جلبي

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ودع العراقيون بوش بفردة حذاء؟ ولكن ليس كل العراقيين..
وحين تجرأ الصحفي العراقي أن يرشق بوش بسفل حذائه فهو مؤشر خير وليس كما هلل العرب الأشاوس..
وذاكرة الشعوب قصيرة، ونفوسهم بئيسة، والحقد له مرتع، ولكن ثقافة بوش تسمح بحدث مثل هذا، وكانت نظرة من صدام لأحد الرفاق كافية أن تصيبه بداء الرجفة بقية حياته، أو تذهب بصاحبها إلى قصر النهاية أو الرحاب، وما أدراك ما هي؟
ولذا وجب تأمل قصة الحذاء المرشوق من زاوية مختلفة هي التعبير وعدم الخوف حتى بالصورة القميئة.
إننا نضل حين نظن أننا نلنا من بوش بهذه الطريقة، بل هي شهادة له أنه لن يسحل في شوارع الكوفة والبصرة، ذلك الذي تجرأ فسمح لعقله بالتفكير ويده بالضرب..
وهذه هي جدلية التعبير أن تعرف كيف تعبر وتغضب حسب المنطق الأرسطي في المكان المناسب من الشخص المناسب للسبب المناسب..
إننا نفرح بتصرفات الحذاء وننسى أنه نقلة للعراق إلى عصر التعبير ولو برشق الأحذية ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
إن ضخامة الأشخاص عندنا وتورمهم إلى حد التأله، وضغطهم إلى حجم حذاء في الثقافة الغربية مأساة للعقل العربي والثقافة العربية، وجائزة للثقافة الغربية التي لا تسمح للتأله.. وليس من مجال
وهذا إعلان رائع للتوحيد السياسي نسيناه من أيام المتوكل..
إنني أذكر قصة شاعر أحضروه إلى الخليفة متهما بكلمة، فلما أصبح رأسه بين السيف والنطع والجلاد ألقى أبيات من الشعر حاصلها أنه لا يأسف على نفسه أن يطير رأسه مثل ديك رومي، ولكن الصبية الصغار الذين سوف يصرخون ألما حين ينعى إليهم الأب، الذي سمح لعقله بالحركة، ولسانه المعقول بكلمة..
نعم إنها ثقافة العقل المعتقل.
فهل يمكن أن نسجل لأمريكا نصرا جديدا أن أعظم شخصية تعرضت لإهانة ـ من وجهة نظرنا ـ فلم يسحل صاحبها على الطريقة العراقية، ولم يشنق فيطير رأسه بمعاليقه كما فعل أخوة برزان التكريتي ببرزان..
العراق يستحم في الدم منذ أيام الحجاج وقبل الحجاج، ولعل إهراق الدم في ذكرى الحسين تصب في نفس الاتجاه الدموي.
والآن بعد أن طار صدام ودخل جنود أمريكا إلى العراق، بدئوا في التعبير والاجتماع وتشكيل الصحافة والتمتع بالانترنت والجرأة على الاعتراض وإنشاء مجالس الصحوة والخروج في مظاهرات ومسيرات، والصراخ والزعيق ولو ذما وشتما وقدحا وبغضا ورميا للأحذية في وجوه الرؤساء، وكانت في أيام الراحل المصدوم جرائم يحاكم عليها صاحبها ويوضع على الخازوق..
هل يمكن أن نفهم من حادثة حذاء بوش أننا في مكان الحذاء ننتج الأحذية، وأن بوش في مكان تحمل الأذى يرده بيده بدون جاندرما ومخابرات وتعذيب واستخراج للحقائق كما يريد عسس المخابرات؛ على أي شكل ونحو ومظهر.
فإن أرادوا خرج متآمرا للصلب، وإن أحبوا بدا حيوانا وديعا يدب على أربع، أو زاحفا صحراويا على بطنه يزحف، أو مشوها يجرجر قدميه بلحية منتوفة محروقة، أو عميلا لأي جهة عالمية..
إن ما حدث في زيارة بوش الأخيرة أفضل شهادة يمكن أن يخرج بها للتاريخ، أنه تلقى الحذاء فلم يرد عليه بالمثل، بل كان أفضل منه، في حوار بين الحذاء والكلمة، فهذا هو الفرق بين الثقافتين..
إنه يوم فخر لأمريكا ونصر جديد لمن يفهم الدلالات
ولكن بيننا وبين هذا الفهم مسافة ثلاث سنوات ضوئية بالضبط؟




#خالص_جلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يكون لون جواز السفر زفتيا ؟!
- يوم المحزنة 8 آذار المشئوم
- أسطورة الذكر
- عندما يقدس الأشخاص؟
- لكونها أنثى
- قيامة الحزب
- البنية الموضوعية للقرآن
- مفاتيح السعادة الثلاث
- هل النظام السوري متورط في مصرع الحريري؟
- مسألة الديموقراطية
- المثقف وعلاقات القوة؟
- علاقات القوة والجنس
- لماذا قتل ابن المقفع؟
- أي مستقبل ينتظر العرب؟
- كيف تحولت المباراة الرياضية إلى مجزرة؟ فلسفة التظاهر والمظاه ...
- المجزرة الرياضية في القامشلي؟ ؟
- متى نفهم إسرائيل ؟
- السلفية بين الفكر الإصلاحي والفكر التقليدي
- لاقوة كلمة ..(لا)..قراءة في الأنظمة الشمولية
- قبائل البدو الأمنية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالص جلبي - زيارة بوش الأخيرة للعراق