أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جورح غالي - ذلك المرض اللعين... وحلم المستقبل














المزيد.....

ذلك المرض اللعين... وحلم المستقبل


جورح غالي

الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 06:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اسمحوا لي قرائي الأعزاء أن أشارككم معي تجربة خاصة بي، فقد استيقظت منذ عدة أيام على آلام رهيبة في معدتي واعتقدت أنها "مغص" عادي كالذي يصيبني دائماً، فأخذت بعض الأدوية التي اعتدت أن آخذها أيضا في هذه الأحوال -كعادتنا في مصر- فلا نذهب للطبيب إلا في الحالات المستعصية، ولكن هذه المرة استمر هذا "المغص" مدة طويلة –حوالي أسبوع- مما اضطرني للذهاب لدكتور أمراض باطنة لأني لم أستطيع تناول الطعام في هذا الأسبوع، فطلب مني الدكتور بعض التحاليل وأيضاً أشعة تليفزيونية وكتب لي أدوية حتى أرجع إليه لاستكمال التشخيص.
وعندما ذهبت له بما طلبه إذ به ينظر لي نظرة غريبة كلها شفقة وعطف، وطلب مني أن أذهب لطبيب آخر متخصص في الأورام ولكنه طمأنني أن هذا الورم الذي وجده في معدتي ربما يكون حميد ولكن الطبيب الآخر هو الذي يستطيع أن يقرر هذا التشخيص، ولم تكن هذه الصدمة بالطبع بالسهلة عليَّ فأنا شاب في الثلاثينات متزوج ولي ابنين أحدهما رضيع.
حتى لا أطيل عليكم فبعد ذهابي للدكتور الثاني الذي نصحني بالذهاب إليه الدكتور الأول، وبعد الفحوصات وأخذ عينة من الورم بالمنظار تأكد إصابتي بذلك المرض اللعين "سرطان بالمعدة"، ومن خدمتي بمركز الرجاء للأمراض المستعصية ومنها السرطان تأكدت أن الباقي من عمري قليل جداً قد لا يتعدى عدة شهور قليلة، حيث أني لم أعرف أحد أصيب بسرطان في "البطن" عموماً وشفي منه أو حتى عاش أكثر من سنة.
فقررت في نفسي أن لا أدفع أي مبالغ للعلاج من هذا المرض وأن لا أُعرّض نفسي لأي عمليات جراحية للشفاء منه، وأن أوفر كل قرش للعلاج لأبنائي وزوجتي المصدومة التي كانت تنظر لي ولا تعرف ماذا تقول، وجلست أفكر.. ما الذي تركته لزوجتي وأولادي بعدي.. ولم أجد أنني تركت شيء ذو أهمية... وهنا... أيقظتني زوجتي الحبيبة حيث ميعاد عملي ولم أسمع "المنبه" حيث كنت نائماً في سُبات عميق جداً لأني كنت أجهدت نفسي في العمل اليوم السابق، ولم أنام جيداً في الأيام السابقة، فاحتضنتها حضناً دافئاً وقبّلتها وأولادي وقررت
أن لا أذهب للعمل في هذا اليوم.
وبعدما تناولت إفطاري مع الحبيبة زوجتي قمت بإعداد الشاي بالنعناع –الذي أحبه- لكلينا ولم أقص عليها حلمي، ولكن جلست أفكر فيه وحدي وأنا أشرب معها الشاي... فحياة الإنسان قد تنتهي في لحظة، في أي عمر، صيفه أو شتاءه، ربيعه أو خريفه، ولا يملك الإنسان أن يحدد متى تنتهي حياته... فماذا تركت لذويك؟؟؟
واسمحوا لي هنا أن انتقل معكم نقلة غريبة بعض الشيء، فهذا هو الذي جال بخاطري.. فالذي يتركه الإنسان لذويه ليس فقط أموال أو أملاك أو حتى سيرة حسنة، ولكن يمكن أن نترك لهم أكثر من هذا بكثير.
فالمشاركة في تطوير الدولة التي نعيش بها –في حالتي مصر- هو أفضل ما يمكن أن نتركه، حيث أصبحت مصر هذه الأيام مطمع لحركات كثيرة إسلامية وغيرها، وإن لم نشارك في اختيار قادتنا ونوابنا في مصر قد تغرق ونستيقظ في أحد الأيام نجدها تحت الحكم الديني وهو الذي لا أعتقد أننا كمعتدلين يمكن أن نتحمله... فأرجوكم أن تشاركوا في صنع مصر الحديثة، ولن يتم ذلك بدون مشاركة كل المعتدلين في مصر في كل الانتخابات، وأيضاً لن يتسنى لكم ذلك إلا باستخراج بطاقاتكم الانتخابية، والتي بدأ منذ فترة وينتهي في أواخر شهر يناير.
أرجو من كل معتدلي مصر استخراج بطاقاتهم الانتخابية حتى نستطيع أن نترك لذوينا مصر جميلة كما نتمناها، وأرجو أن لا تقولوا "يعني هي جت على صوتي"، "ما هي بتتزور بيطلعوها زي ما همّا عايزين".. فقد كان يحدث هذا في الماضي ولكن الآن هناك منظمات من العالم كله تراقب الانتخابات، ولا تنتظروا أن تتغير مصر بدونكم.
كونوا إيجابيين...
أتركوا مصر جميلة لمن بعدكم..
ولكم الله يا معتدلي مصر...



#جورح_غالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلوا معي من أجل مصر
- ليس اضطهاداً
- بين رسوم الفُجّار.. ومقالات النَجّار
- دعوة للحب في عيده
- رحيل دستة أشرار (3) والأخيرة
- رحيل دستة أشرار
- رحيل دستة أشرار (2)
- صُنّاع الفتنة
- الحل في أيديكم يا إعلاميّ مصر
- وماذا بعد يا فضيلة الدكتور؟!
- يوم سيئ جداً
- مطالب الأقباط الاستفزازية الشاذة.. 2
- مطالب الأقباط الاستفزازية الشاذة
- متى يتحد الأقباط؟!
- حكمة قداسة البابا


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جورح غالي - ذلك المرض اللعين... وحلم المستقبل