أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الجبار منديل - الحوكمة هي طوق النجاة للمؤسسات المالية العربية في ظل الأزمة العالمية














المزيد.....

الحوكمة هي طوق النجاة للمؤسسات المالية العربية في ظل الأزمة العالمية


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 10:02
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الأزمة المالية هي مثال سيئ اخر على ما يمكن ان يحدث في ظل الإقتصاد الحر المنفلت. وفي الحقيقة فإنه منذ ان ارسى رائد الإقتصاد الحديث ( ادم سمث )الخطوط العامة للإقتصاد الرأسمالي من خلال كتابه ( ثروة الأمم ) في القرن السابع عشر والأزمات تترى ولا ةكاد تنقطع عن الإقتصاد الغربي . كان ادم سمث يؤكد وفقا لمبدأ ( دعه يعمل دعه يمر ) بأن الإقتصاد يصلح نفسه بنفسه. وان تحقيق المشروع الخاص للنجاح انما هو نجاح لكل الإقتصاد القومي والعلاج الوحيد الذي يمكن ان تعالج فيه الأزمات الدورية للأقتصاد هو ان ندعه يعالج نفسه ذاتيا دون التدخل بألياته الخاصة . ولكن هذا المبدأ لم يجد تطبيقا عمليا .
في ازمة ( 1929 – 1930 ) الكبرى ضربت الأزمة كل الإقتصاد العالمي لمدة اربع سنوات كاملات وأطاحت بصروح المؤسسات الصناعية والمالية الجبارة ووصل الإقتصاد العالمي الى الحضيض بعد انهيار الاف الشركات والمصارف وتزايد اعداد الجيوش الجرارة من العاطلين عن العمل وتقليص السيولة الى مايقرب من الصفر . عند ذاك قاد المفكر الإقتصادي الكبير ( كينز ) حملة لإنعاش الإقتصاد عن طريق امساك الدولة بزمام المبادرة وتحريك الإقتصادات الخاملة وةشغيل العاطلين عن العمل وةوجيه الشركات وفقا لخطة مركزية تقودها الحكومات . وهكذا بدأت الإقتصادات الوطنية تنتعش تدريجيا .
لقد كان ذلك فاتحة لتدخل الدولة في العالم الرأسمالي في شؤون الإقتصاد ووضع ضوابط ومحددات للحركة الإقتصادية بل وقيام الدولة نفسها بالإستيلاء على بعض المشاريع الإستراتيجية وتأميمها . وكان ( كارل ماركس ) قبل ذلك في القرن التاسع عشر قد حاول التصدي لمعالجة مشكلة الأزمات الدورية في الإقتصاد الرأسمالي من خلال مؤلفاته الكثيرة وخاصة من خلال كتابه المشهور ( رأس المال ) ولكن ماركس قال انه لا يمكن معاجة الأزمات الإقتصادية في النظام الرأسمالي الا بالقضاء على النظام نفسه .
استمر تدخل الدولة في العالم الرأسمالي بشؤون الإقتصاد بشكل او بأخر طيلة عقود القرن العشرين . منذ الثلاثينيات وحتى الثمانينيات .
في ظل حكومة( تاتشر) في انكلترا وفي ظل حكومة الرئيس الأمريكي( ريغان) بدأ الهجوم المضاد على دور الدولة في الإقتصاد الوطني . وبسبب من النجاح النسبي الذي حققته خطط التحرر الإقتصادي واطلاق كل القوى الكامنة للإقتصاد فقد بادرت الكثير من الدول النامية بما فيها دول عربية مثل العراق ومصر والتي كانت تمتلك قطاعا عاما واسعا يضم مشاريع وشركات ناجحة ( وفقا للمعاير الإقتصادية المعتمدة في العالم ) الى الهجوم على القطاع العام وتفتيته والشروع بعمليات خصصة واسعة النطاق تمت فيها تصفية المشاريع العامة وبيع ممتلكات الدولة بأبخس الأثمان . وقد استفادت من ذلك المافيا الإقتصادية في الدول العربية حيث ازدادت اعداد القطط السمان وحيتان المال والأعمال اضعافا مضاعفة على حساب اموال الدولة .
في التسعينات من القرن الماضي زاد توغل رأس المال واصبحت المؤسسات المالية العالمية تعمد الى مختلف اساليب المضاربات واستغلال الفرص لتحقيق الأرباح باسرع وقت وبأقل الخسائر ولو على حساب الإقتصادات الوطنية ولاسيما في ظل العولمة وتزايد تداخل مكونات الإقتصاد العالمي ومؤسساته . ودخل ما يسمى ب ( رأس المال المغامر ) وهو راس مال سريع الحركة بين القارات والدول يستخدم نفس اساليب حرب العصابات وفقا لمبدأ ( اضرب واهرب ) فهو ينقض حيث الفرصة المواتية ويفر هاربا حين يشم رائحة الخطر ما يجعل منه الغاما موقوتة تؤجج اخطار الفقاعات المالية وتعرض الإقتصادات الوطنية للخطر . ولعل ابرز مثال على ذلك ما قام به الملياردير الأمريكي ( ساكس ) في نهاية التسعينات حين سحب اكثر من مليار دولار في يوم واحد من المؤسسات المالية في جنوب شرق اسيا مما كانت بداية لأزمة طاحنة عصفت بإقتصادات ما كانت تدعى ب ( النمور الأسيوية ) ووصل بعضها الى حافة الإفلاس .
الأزمة المالية العالمية الحالية على الرغم من انها التهمت الجزء الأعظم من الثروات المكدسة في الصناديق السيادية العربية التي جمعها من فوائض مبيعات الثروات النفطية طيلة العقود الأربعة الأخيرة والمستثمرة في اميريكا الا انها لم تضرب اقتصاديات الدول العربية بعد بشكل جدي برغم من ان المؤسسات المالية لهذه الدول خسرت في شهر واحد فقط 250 مليار دولار .
يتعين على الدول العربية من اجل انقاذ البقية الباقية من ثرواتها وتجنيب اقتصاداتها كوارث محققة في حالة استمرار الأمور على ما هي عليه .. نقول ينبغي عليها تعزيز اجراءات حوكمة المؤسسات بما يضمن استقرار النظام المالي في المنطقة والحفاظ على سلامته في مواجهة الأزمة المالية العالمية بمعنى وضع انظمة فاعلة لحقوق الدائنين واعادة الهيكلة وتوسيع نطاق السلطات التنظيمية والرقابية للمصارف المركزية لتشمل المصارف الإستثمارية وشركات الوساطة المالية غير المصرفية ومراجعة التنظيمات التي تحكم عمل وكالات التصنيف الإتماني واصلاح اطر ادارة الأخطار ومنع تسييل المحافظ الإستثمارية .
ان تعزيز دور الحوكمة يكون عبر تطبيق الأطر المؤسسية وتطويرها وتحسين معايير الإفصاح والشفافية وفرض سيادة القانون لأن اهمالها يجعل المجازفة كبيرة بالنسبة لأسواق الأسهم والإتمان .
ان اقتصادات العالم العربي ليست معزولة عما يجري في العالم حيث انها تتأثر بما يحصل ويمكن للوضع الحالي ان يؤدي الى انعكاسات سلبية على وضع السيولة في المصارف وارتفاع الفوائد ولاسيما في ظل تراجع اسعار النفط الى اقل من النصف وانحدارها المتسارع خلال الأسابيع القليلة الماضية .






#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين القس ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين
- الحسد هل هو وباء جديد في العراق
- الدكتور علي الوردي
- دور التخلف في نشوء الحركات السلفية
- قضاة ومتهمون ..على الطريقة العراقية
- هل السياسيون العراقيون مع المحاصصة ام ضد المحاصصة ؟
- مقتل عبد السلام عارف - ذكريات شخصية
- تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية ومحاولة اغتيال طارق عزيز - ذكريات ...
- مدينة الصدر ..مدينة البؤس والغضب
- محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم - ذكريات شخصية
- تأسيس وتوحيد الدول وتفتيتها - العراق نموذجا
- المحاكمات السياسية في العراق - محكمة المهداوي نموذجا


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الجبار منديل - الحوكمة هي طوق النجاة للمؤسسات المالية العربية في ظل الأزمة العالمية