|
أنشودة الزورق
محمد بقوح
الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 00:26
المحور:
الادب والفن
قرأت في جريدة عربية ، تسكن في بحار صمت الأرصفة الفوارة ، الخبر الأزرق التالي: "مرحى بزورق الشمس الآتي صديقا بين أمواج هذا البحر المشتهاة .." ثمة كائنات قبلية ، تلهث صادقة ، وراء إنجاح التنمية المخزنية . لا شك أن أوراش الإفلاس الاجتماعي ، التي تعرفها العديد من بؤر الخريطة ، في غاية الأهمية ، بالنسبة لرعاة الرمال المشروخة الوجه ، و كذلك بالنسبة لحراس غابة الرماد الغاضبة ، التي طرح صمتها الحزين ، هذه المرة دون عادتها،أكثر من سؤال . . هي كائنات محلية ، منسوجة ألوانها و روائحها ، من تراب الأجساد الوطنية ، و أفكارها الشعبية ، لا محالة صنعتها الرياح القادمة من داخل مربعات جلالة الصرة الجائعة . أما عن أعضائها الكرام ، فحدث بلا حرج . .
هم من الفئة القنوعة فقط ، بامتصاص نفايات موائد الأشجار السامقة . . لنقل هي نحلات بلا هوية ، تلسع و تزداد امتدادا في هرم الحياة ، رغم تجذر حروفها الحمراء ، في أعماق وجدان بحرنا القديم ، و الذي مافتئ يرمم موجه العاتي ، ليبدأ السباق ، بلباس الصراع الأجدى ، ضد مملكة الخفافيش ، التي لا تحسن ، في لعبة الرفع و الجر، سوى تحريك آليات لغة عقيمة ، يرعاها الزلزال ، و وراء أدغال الكواليس يخرجها الشيخ الأعمى ، في أحضان مريديه المقنعين برذاذ الصباح المزيف . . إن لوجوههم الباسمة و لأيديهم الدامية أكثر و أكثر من معنى . .
مرحى بزورق الشمس الآتي صديقا بين أمواج هذا البحر المشتهاة ..،،
فسكينة مدينتي ، المنفية وراء أسوار ، يصنعها العطش ، بعيون واسعة كالشمس ، تقرأ ما تسطره الأيدي المرتجفة ، في كتاب ممزق الحروف ، ترشحه بعض الجهات الحكيمة ، أن يكون مقبرة سليمة لجماجم ، خانت الوعد و العهد ، فصارت بذلك من الخاسرين . لا تحسبن ..، يا صاحي هذا البريق ، المنبعث من ثغور الوجه المضاد ، غيمة كريمة ، حبلى برائحة السماد المشتهى ؟؟..هي مرآة سكرانة ، في مقهى عربي أعزل ، تتهيأ لخوض فصول حرب معتقة ، منذ زمن الألم ، في جرار علاها صدأ الأمس . مسكون هذا البحر الأحمر المختار ، بأبجدية فاكهة الصراع ، الذي هو عنوان تحرير هذي الأحجار الصديقة ، من رحلة الصمت القاتل الطويلة.
هي الآن ، تمارس لعبة الكذب القديمة و المقنعة ، بفسيفساء جلالة الخطاب في الصلاة . . خبيرة أنت حتى الثمالة ، في اجترار تفاصيل الوقت المنهار . . أيتها الحواس المفضوحة ، التي اختارت طريق الاحتراق ، و قهقهات الجسر القابع على فوهة رماد ، تكتبني حروفا ملتهبة ، هي قبلتي و حكمتي ، و أرفض السباحة مع الرياح ..، مهما كلفني الغطس بين كؤوس الشعر ، من بهاء مسافات التيه ..
في مدينة تحلم بوهج الشمس ، يقرؤها غسق اليومي ، تنحل الخيوط و بلغة السؤال العاتي ، أواصل ممارسة عادة تشذيب مزهرية أشجار تغري ، في وجه المنبطحين الطالعين ، من زمن الأمس الجبان. .
هكذا إذن ، يقترب هذا الوصف ، من غروب وشيك لهواة الصيد ، حين يشمون بلا عيون ، رائحة ذرات كعكة ساقطة من أسفل الهرم ..، تبحث عن جسدها الأصلي ، و عارية من أوراق التوت ، تهرول صراصير الليل وحيدة ، تجاه ملتقى المؤتمرات المضيئة خدمة لإنقاذ ، ما تبقى من ماء وجه ، ليس وجهها . هي تلص مكنون تراب هذي الكلمات المنتشرة على الرصيف ، و المشتعلة نارا تقيم في الرماد ..غدا ..،، و ليس أبعد من زمن عمر الأجداد المنفي . أما أنا فتكفيني شعلة السواعد ، في يوم مشمس جميل ، لأعيش رفقة البحر المحلق ، أطول الدهور . .
هي معتقلات ممتعة ، اسمها علامات الدهشة القصوى ، صنعتها الرياح الفاسدة .. و رحلت . حارقة بكلمات تتنفس لغة اللعب بوهج الأمام هي ، لاتملك من القوة الضاربة ، في زمن يدخن بنشوة ، ملح أجساد الفصول ، إلا هذي الشقوق الفواحة ، من المدن السفلى لمملكة جنون الروح ..،، طوبى لك أيتها الأقمار الضائعة بين تفاصيل رياح الشمال المجرورة من الألف إلى الياء .
و مرحى بزورق الشمس الجميل الآتي صديقا من أملاح هذا الحرف المشتهاة ..،،
يبدو لي أن حراس غابة الخريطة ، متواطئون مع مرايا القمر ، و عن مكنون موج الرماد ، حين تشتعل عناصره الطفولية غافلون ، و يسهرون .. محتلون بمتعة من قصب . سعداء في ظلمة زقاق موصد . حتى الثمالة تسرقهم حرارة حياة الذباب ، داخل مغارة جبن القدر الكريم، الذي رفعهم قسرا ، إلى مجاهل أسفل سحابة حبلى ، ببطء جميل تدخن قاماتهم الصغيرة ، و المحشوة بشقوق أيدي العربات، و بتجاعيد وجوه الأشجار الواقفة ، أثق في شروق بحر ، يرسو عند باب سفينة السواعد . أيتها الأحجار المعطلة بسلاسل خطب المنابر القديمة..،، أيتها الحناجر المسافرة في قطار صمت مختار ..،، لمَ تركت فاكهة القلم تسقط خائبة ، في زمن اندفاع طحالب الأقلام ؟؟ أيتها البحار الشريدة ، داخل كؤوس حزينة ، إليك تصلي من أجل مجدك الذي ولى كل هذي البحار الشاسعة ..
فمرحى بزورق الشمس الآتي صديقا من لون هذا البحر و شكل الرصيف ..//
#محمد_بقوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها العابرون في وجهي
-
يوم أزرق
-
قواعد اللعبة
-
شرارة .. سمك السردين
-
الإشارة أبلغ من ضربة سيف من خطاب مخشب
-
سلاما يا سيدة الشموس
-
توظيف الجنون في الكتابة الروائية
-
لهذا المساء رائحة الأمس
-
نظرية السلطة الرمزية عند بيير بورديو
المزيد.....
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
-
مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|