أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح الدين محسن - أدب الاديان و شركات التليفون / من مذكراتي في كندا















المزيد.....

أدب الاديان و شركات التليفون / من مذكراتي في كندا


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 04:04
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت قد أدخلت تليفونا منزليا من احدي الشركات المختصة هنا واسمها " بيل كندا " .
وعندما احتجت لادخال الانترنت سألت نفس الشركة فاعتذروا لكونهم لم يمدوا بعد -حينذاك - كابل للانترنت بالمنطقة التي كنت أسكن بها ، فاضطررت لاخذ الانترنت من شركة أخري منافسة لهذه الشركة واسمها " فيديو ترون "
وبعد فترة أرسلت " فيديو ترون " تسأل ان كنت أرغب في الحصول علي خدمة التليفون بالاضافة للانترنت ..
فرأيت أنه من الأفضل أن أحصل علي الخدمتين من شركة واحدة وتأتيني فاتورة واحدة ودفع مرة واحدة بدلا من التعامل مع شركتين وتسلم فاتورتين .. عملية واحدة في عمليتين أفضل .

فلما قلت لهم انني سأخبر الشركة الأخري أولا لوقف خدمتها ثم أخبركم بمتي يمكنني أن أبدأ عقدي معكم . قالوا لي شيئا لم أتخيل حدوثه . اذ لم أتعوده في بلدي مصر ولم أكن أتصور وجوده بمكان آخر :
قالوا لا شأن لك بأي شيء .. قل لنا موافق وسنتولي نحن تخليص كل شيء وسنطلب من الشركة المنافسة وقف خدمتها للزبون لأننا سنتعامل نحن معه . ولا تتعب نفسك اطلاقا .. لم اصدق في امكانية حدوث ذلك الا بعد سؤال البعض من قدامي المقيمين . ذوي الدراية ..
!! !!
عملت بالتجارة في مصر . وأعرف بان هذا ان حدث – شركة تستدرج وتغوي عميلا لشركة اخري وتضمه لعملائها .. فهذا موضوع من شأنه زرع الحقد والضغينة بين الشركتين ومعناه تربص لاجل الثأر . وقد تنتقم الشركة التي تركها العميل منه . بطريقة او باخري وتعاقبه عندما يخرج وتعود لتعاقبه مرة أخري ان طلب أو اضطر للرجوع للتعامل معها .. !
فكيف سيتم ذلك هنا بكندا بين الشركتين بأن تتصل شركة بأخري لتقول لها من فضلكم سناخذ هذا الزبون وينم ذلك بهدؤ ومودة ؟؟!!
انه لو حدث من شركة في بلادنا فمعناه اعلان حرب تجارية ضرووس لا ترحم ..
بل اعرف أن الصيادلة أنفسهم – ومهنتهم مهنة قريبة لمهنة الطب . مهنة الرحمة – لو جاء لاحدهم مريض يحمل روشتة ويطلب شراء نواع واحد مما بها من الدواء لعدم توفره بالصيدلية التي اشتري منها باقي الدواء .. فان الصيدلي يتعامل معه بشراسة ويوبخه لأنه اشتري من صيدلية أخري .. ! دون الأخذ في الاعتبار أن نفس الشيء ممكن يحدث من صيدليته – صرف روشتة لمريض عدا نوع واحد غير متوفر . فمن اين سيحصل عليه المريض المسكين الا من صيدلية أخري ؟! – فيعامل بحدة وشراسة لا رحمة فيها ولا آدمية من الصيلي الآخر !

ليست شركاتنا وصيدلياتنا فقط التي تفعل ذلك . تخوض المعارك التجارية شبه البريئة منها أحيانا وغير الشريفة أحيانا أخري ضد بعضها لاجل الزبون .. كلا ليست الشركات والصيدليات وحدها وانما :
الاديان ببلادنا ايضا تتصرف مثل شركاتنا – ومثل صيدلياتنا - تماما أو شركاتنا هي التي تتصرف تصرفاتها الرعناء تلك مثلما تتصرف دياناتنا ..! لمجرد خروج زبون مؤمن .. من دين ما ، ودخوله في دين آخر ..!
كلها زبائن .. ولكن الشركات تسميهم اسما صريحا : زبائن أو عملاء الشركة .. أما الاديان فلا تتوخي صراحة الشركات لذا فالاديان تسمي زبانها : المؤمنون ..
فلو خرج زبون مسلم من دين الاسلام ودخل في دين المسيحية او البهائية ، او خرجت زبونة مؤمنة .. من دين المسيحية ودخلت في دين الاسلام .. فهنا تقوم القيامة في الحالتين وتشب المظاهرات ويتدخل أمن الدولة ليتحول الي أمن الدين بدلا من كونه أمن دولة ..!! وقد تصل
الأمور الي القتل وربما حرق القري أو المحلات .. كل ذلك لأن زبونا أو زبونة الغي اشتراكه في دين ، وحول الاشتراك الي دين آخر – وناهيك عن عمليات الاكراه والتحايل والاغراء والاستدراج . أو المكائد و الانتقامات الزوجية التي تؤدي لخروج زبون مؤمن من دين ودخوله كزبون مؤمن .. في دين آخر لتقوم الحرب بنوع او اكثر من انواعها المختلفة التي قد تطول الاطفال الأبرياء - والكبار - والجناية عليهم بسبب مجرد خروج زبون مؤمن من الاشتراك في دين ، للاشتراك في دين آخر !!!

نعود لشركة التليفون التي تركتها " بيل كندا " . ماذا كان موقفها مني بعدما اشتركت مع شركة منافسة " فيديو ترون " ؟
أرسلت لي خطابا رقيقا قالت فيه أنها آسفة جدا لأنها خسرت زبونا جيدا . وأن الشركة في خدمتي في أي وقت . ..
وبعد مدة فوجئت ببطاقة تهنئة بالعام الجديد يأتيني من نفس تلك الشركة .. ! وأصارحكم بأنني أحسست بالندم والخجل لانني تركت تلك الشركة المؤدبة ..
وبعد مدة .. فوجئت بأن نفس تلك الشركة عندها أوكازيون . فرصة لبيع تليفونات الموبايل وكاميرات . بسعر رائع وهذا الأوكازيون لعملائها فقط . واعتبرتني لا زلت واحدا من عملائها وبموجب الخطاب الذي وصلني من حقي دخول المعرض والشراء بالسعر المميز ..! مما زاد من احساسي بالذنب والندم علي وقف اشتراكي بتلك الشركة الحنونة التي شاءت الظروف أن احتاج العودة للتعامل معها مرة أخري في منطقة السكن الآخر الذي انتقلت اليه ..

وأنا كزبون سابق للاسلام . عندما اعلنت خروجي منه ودخولي لعالم الملاحيد الذين لن يدخلوا الجنة – والعياذ بالله - ! في مؤلفاتي التي نشرتها في مصر حتي عام 2000 . لعدم قناعتي به كدين وبعد طول دراسة وبحث وتفكير . ..
و بمقتضي شريعة نبي الرحمة زجوا بي في السجن – ولو طبقوا شرع الرحمة الاسلامية بالكامل لقطعوا رقبتي بالسيف . - حسب شريعة الرسول الكريم - !
ولو انني كنت قد وجدت من الاسلام تعاملا مؤدبا ورحيما . مثل تعامل واخلاق شركة " بيل كندا للتليفون "
لكنت قد عدت لحظيرة الاسلام مرة اخري . ليس لقناعة : كلا كلا . وانما استحياء وحبا واحتراما لدين رحيم ذي ادب واخلاق وتسامح حقيقي .. / ولكن دين رسول الرحمة .. لم يفعلها !

فليت أدياننا الشرق أوسطية التي تصدع ادمغتنا باستمرار بدعاواها التي لم تؤكد لنا صدقها عن التسامح والرحمة وما الي ذاك .. ليت تلك الأديان تتعلم من شركتي " بيل كندا ، و فيديو ترون " آداب المنافسة واخلاقيات التسامح مع الزبائن . وتترك تلك الاديان لزبائنها – أو : المؤمنين . كما تسميهم ..! – حرية التنقل من شركة دينية لشركة دينية أخري .. بنفس الأخلاق العالية والمودة والرحمة والتسامح التي تتحلي بها شركتان تقعان في ( فسطاط الكفر ! ) . ليت تلك الاخلاق العالية تنتقل لبلادنا نحن . بلاد : فسطاط الايمان ! - حسب تعبير الاسلاميين . الذي يحبون استخدام تعبير " فسطاط " ويقسمون الدنيا الي فسطاطين . فسطاط ايمان وفسطاط كقر - .
ونحن ندعو ونبتهل بأن تنصلح أحوال كل الفساطيط . كفرا كان ام ايمان . .. ..
****






#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة - بن المقفع - الي -ريزكار عقراوي - - بمناسبة 7سنوات عل ...
- لماذا انتقاد الاسلام بالذات ؟
- صهيونيتهم وصهيونيتنا
- طارق حجي ، والمسلة الفرعونية .
- تفجيرات نبي الرحمة في بومباي بالهند
- الظاهر والمتخفي من المنظمات الارهابية والسلفية
- الماسنجر جبريل واسباب التنزيل
- قالت عدالة السماء : الأنثي تدفع الثمن وحدها!
- مع الشعر والشعراء ، والسياسة
- نعجة الله
- الناس والحرية - 18
- الارهاب الاسلامي باستخدام الانترنت
- أخلاق شاعر الرسول – والارهاب بالانترنت
- سلاح الاسلام الجنس والارهاب
- تكنولوجيا السماء والتكنولوجيا الحديثة
- برنارد شو المصري
- الناس والحرية 17 / بانوراما
- فازالانسان الامريكي قبل أوباما
- الأديان والأنبياء تاريخ ليس ملكا لاحد .
- عودة عبعاطي *


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح الدين محسن - أدب الاديان و شركات التليفون / من مذكراتي في كندا