أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - هل يجب أن أعبد كوكو واوا؟















المزيد.....

هل يجب أن أعبد كوكو واوا؟


مستخدم العقل

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 01:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالأمس جاءني صديق قديم مشهود له بالورع و رجاحة العقل وبادرني بالسؤال:
- لماذا لاتعبد كوكو واوا؟

ولمّا دهشت من السؤال المباغت العجيب استدرك هو قائلا:
- أنا لاأقصد أغنية الأطفال الشهيرة، بل هو كوكو واوا الذي خلق كل شيء والذي بيده الثواب والعقاب

ازدادت دهشتي فأنا لا أعرف عن صديقي هذا ولعه بالمزاح خاصة في مثل تلك الموضوعات الحسّاسة. قلت له في كياسة:
- عفوا ولكني ظننت أن الله هو خالق كل شيء أو على الأقل فهذا هو ما تعلمناه جميعاً منذ صغرنا.
- وكيف استدللنا جميعاً على وجود الله؟
- من آياته التي تملأ الكون من حولنا
- حسنا دعني أوضّح الأمر لك قليلا، فاستدلالنا على وجود الله ينقسم إلى مرحلتين متتابعتين ...

ولما رأى ملامح الاهتمام على وجهي استطرد صديقي قائلا:
- المرحلة الأولى هي الاستدلال على وجود خالق لهذا الكون وهذا الاستدلال له العديد من الدلائل الموجودة في دقة خلق العديد من الأشياء من حولنا عملاً بنظرية البعرة والبعير التي تقول إن مثل ذلك الكون الدقيق التركيب لابد له مِن خالق، وإن كان هناك العديد من المفكّرين - في المقابل - الذين يتسائلون عمّن صنع ذلك الخالق إلا أنني سأسّلم - مؤقتاً - بوجود مثل ذلك الخالق.

أومأت برأسي موافقاً لما يقوله وإن كنت قد بدأت أشعر ببعض القلق من طريقته المنطقية ، ولكنه استطرد قائلا:
- أمّا المرحلة الثانية فهي الاستدلال على أن ذلك الخالق هو الله وليس معبوداً آخر مثل ياهوه أو كريشنا أو حتى زيوس الأغريقي، بل ليس شيئاً آخر لم نعرفه بعد. فكيف نعرف أن هذا الخالق هو الله؟

قلت له في شيء من الدهشة:
- وهل يصنع الإسم فارقاً كبيراً؟ يكفي أننا نعبد الإله الواحد القهّار أيّا ما كان اسمه.
- بل أن كل الفرق يكمن في الإسم ومايتبعه من تعاليم. فإنك إن كنت تؤمن بالله كما هو في التصوّر الإسلامي فإنه لن يكتفي بذلك الأيمان منك بل سيطلب منك تكاليفاً أخرى مثل الصيام والصلاة والحج وكذلك سينهاك عن أشياء أخرى مثل أكل لحم الخنزير ومصافحة النساء واقتناء الكلاب
- ولكن معظم تلك الأوامر والنواهي هي في النهاية لمصلحتنا
- وماهي مصلحتك في الامتناع عن أكل لحم الخنزير على سبيل المثال؟ قد يكون السبب هو احتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبّعة الضارة بالصحة ولكنك في المقابل تأكل لحوم الخراف التي تحتوي على أضرار أكثر من لحم الخنزير. ثم إذا طلب منك طبيبك مثلاً أن تمتنع عن أكل الخيار وذلك من أجل صحتك ولكنك أصررت على أكله فهل يعاقبك الطبيب على ذلك؟ إنها في النهاية صحتك وأنت ستكون أول من يُضار فهل يجب أن تُعاقب أيضاً عقاباً أبدياً؟
- هل تعني أن استدلالك على أن الخالق هو الله باطل بسبب عدم معقولية أوامره ونواهيه؟
- بل هناك ما هو أكثر، فكيف عرفنا أصلاً بوجود الله؟
- من خلال معجزة القرآن التي أعطيت للرسول محمد عليه الصلاة والسلام
- حسناً ... بالرغم من وجود العديد من التناقضات والأخطاء التاريخية والعلمية وحتى اللغوية في القرآن فدعنا نسلّم أنه كان إعجازاً لغوياً في عصره فهل يكفي هذا كدليل على وجود الله أو نبوة محمد؟
- يقولون أنه لايوجد بشر يستطيع كتابة ولو سورة واحدة من القرآن
- إن هناك العديد من الأعمال الأدبية والفنية والعلمية العظيمة التي أتى بها العديد من البشر ولكن أحداً منهم لم يحاول ادّعاء النبوة أو السيطرة على العالم من خلال تلك الأعمال. ما هو الفرق لو جاء تولستوى وادّعى أن رواياته هي إلهام من عند الخالق أو لو جاء جبران خليل وادّعى أن قصائده هي أيضاً من عند الخالق؟ لاتنس أنه لايوجد بشر يستطيع أن يضاهي قصيدة لجبران أو رواية لتولستوى. بل ما هو الفرق لو جاء كبير الطهاة في مطعمك المفضّل وادّعى النبوة بدليل أنه لايوجد من يستطيع مضاهاة طهيه؟ ما هو الفرق بين الرسول محمد وكل هؤلاء؟
- الفرق هو أن القرآن يحمل معانٍ عظيمة لصالح البشرية جمعاء فلا يمكن تشبيهه بوجبة لذيذة تأكلها في مطعم
- بالرغم من أن القرآن يحتوي أيضا على العديد من الآيات التي تحضّ على العنف والكراهية والعنصرية بل ويحتوي أيضا على العديد من الآيات شديدة الخصوصية للحديث عن الرسول وزوجاته وأعدائه ممّا لايعني الكثير للبشرية الآن، إلا أنني أتفق معك أن القرآن يحوى العديد من الآيات التي تحمل معان عظيمة للبشرية جمعاء، ولكن لاتنس أن أعمال تولستوى وجبران خليل أيضا تحمل معان عظيمة لصالح البشرية. فما هو الفرق؟ إن شخصا مثل توماس إديسون له مايزيد عن ألف اختراع علمي كلها لصالح البشرية ولاغنى عنها في حياتنا بدءا من المصباح الكهربائي وحتى مسجّل الأصوات (الفونوغراف) مروراً بشبكات توزيع الكهرباء ومحطات توليد الطاقة وغيرها من الأعمال العظيمة. وبالرغم من ذلك لم يدّع يوما النبوة
- مالذي تهدف اليه من حديثك هذا؟
- الذي أهدف اليه هو أننا ليس لدينا دليل دامغ على أن خالق كل هذا الجمال والنظام المتقن مِن حولنا هو الله، فالجمال والنظام موجودان منذ الأزل ويمكن لأي شخص أن ينسبه الى أي كائن ما كان، يستوي في ذلك الله أو يهوه أو زيوس أو كريشنا أو أي معبود آخر. بل لو قلت لك أن هناك خالقاً أسمه كوكو واوا وأن هذا الخالق يعيش في أحد الكواكب في إحدى المجرات التي لانراها فكيف تثبت أنني كاذب؟

نظرت الى صديقي ملياً أفكر في إجابة مناسبة ولكنه استكمل حديثه:
- إن كوكو واوا هذا يأمركم بالإحسان الى الفقير واليتيم وألا تسرقوا وألا تقتلوا وغير ذلك من القيم الإنسانية التي تدعو اليها أية ديانة أو أي مذهب فلسفي. لقد أبلغني أن أدعوكم الى الأيمان به وأن أحذركم أنكم إذا لم تعبدوه فسيلقي بكم في العذاب الأبدي
- هل يوجد لديه جنة ونار أيضا؟
- إن الجنة لديه هي أن ينقلكم في سفينة فضاء الى الكوكب الذي يعيش به حيث يوجد الكثير من المراعي والكلأ والطعام، أما الجحيم لديه فهو أن يلقيكم في كوكب آخر به مجال مغناطيسي بالغ القوة بحيث تشعرون بالكهرباء تلهب أجسادكم والطنين يصمّ آذانكم حتى لاتستطيعون النوم أو التفكير في أي شيء
- يبدو أنه لا مفر من بعض السادية حين تدعو الى أية ديانة
- إن كوكو واوا في انتظارك لكي تعبده ويحذرك أنك إذا لم تؤمن به وتكفر بالله فسوف يلقي بك في الجحيم المغناطيسي ذلك، فهل ستتبعه أم لا؟

منذ سألني صديقي (السابق) هذا السؤال وأنا في عذابٍ مقيم لا أدري بمَ أجيبه فهل يمكن أن أجد مَن يساعدني بالإجابة؟



#مستخدم_العقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام تنبأ بنظرية التطوّر
- محاكم التفتيش الجديدة في الشرق والغرب
- مأساة العقل في الإسلام
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (4)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (3)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (2)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (1)
- خلف الباب الأسود - قصة قصيرة
- هل فقد المسلمون إدراكهم لدورة الزمان
- الصورة البغيضة للإله في الفكر الإسلامي
- استحالة الاكتفاء بالدين الإسلامي كمصدر للأخلاق (3)
- استحالة الاكتفاء بالدين الإسلامي كمصدر للأخلاق (2)
- استحالة الاكتفاء بالدين الإسلامي كمصدر للأخلاق (1)
- آيات قرآنية (دستورية) لتنفيذ رغبات خير البرية
- الخطأ العلمي في فكرة الكتب السماوية عن وظيفة القلب
- هل يمكن للقرآن أن يكون دستوراً للعالم؟
- هل تعريف القرآن للسماء هو الحقيقة المطلقة؟
- النظرة التشريعية للأنثى في فقه المواريث الإسلامي
- هل يمكن للشريعة الإسلامية أن تجد لها مكانا بين القيم العلمان ...
- جهاد الرسول مع بني قينقاع - صورة أخرى لثقافة الإرهاب التي تس ...


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - هل يجب أن أعبد كوكو واوا؟