أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زهير الخويلدي - هل أحيلت منظومة حقوق الإنسان التقاعد في عيد ميلادها الستين؟














المزيد.....

هل أحيلت منظومة حقوق الإنسان التقاعد في عيد ميلادها الستين؟


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 10:18
المحور: حقوق الانسان
    


" ولكن الحرية كحق إنساني لا تتأسس على اتحاد الإنسان مع الإنسان بل على انفصال الإنسان عن الإنسان" كارل ماركس، حول المسألة اليهودية.
تحل الذكرى الستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تم يوم 10 ديسمبر 1948 والمعمورة تشهد تزايد في النصوص والقوانين والدساتير المؤكدة على أهمية هذه الحقوق ومع تعرف أيضا تكاثر التعديات والانتهاكات لهذه النصوص على صعيد التجربة اليومية في إطار علاقة الدولة بالمجتمع أو علاقة الدول ببعضها البعض وعلاقة الإنسان بغيره من الكائنات والطبيعة بصفة عامة، ولعل المشكلة التي تظل مجهولة هي سبب هذا التفاوت ومصدر هذا اللااحترام والتقصير وغياب الالتزام والتطبيق.
إذا عدنا إلى النصوص التأسيسية الأولى للمنظومة الحقوقية العالمية نجد هذه الصيغة: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن، وقد فسرت العلاقة بين الإنسان والموطن على أنها علاقة تشابه واقتران وانتماء وتضمن وبالتالي فهمت الواو على أنها واو عطف واستئناف ولكن إذا استنطقنا هذه العلاقة جيدا وتدبرناها منكل جانب وأنزلناها إلى التاريخ وعدنا بها إلى الواقع الاجتماعي وعرضناها على علاقات السلطة والرغبة والقرابة فإننا نكتشف البون الشاسع بين اللفظين والاختلاف الكبير من ناحية القانونية والمشروعية بين حقوق الإنسان وحقوق المواطن. أليس ثمة تناقض إذن بين حقوق الإنسان وحقوق المواطن؟ كيف نفسر حرمان الناس في غزة مثلا من الدواء والغذاء والماء والطاقة؟ ألا تركب جرائم ضد الإنسانية تحت شعار احترام حقوق الإنسان والحرص على حماية ثقافة السلم والتسامح؟
في الواقع يعود الفضل لكارل ماركس في تمييزه بين المفهومين وفي الكشف عن المغالطات التي يخفيها الإعلان بعد الثورة الفرنسية وقيام الجمهورية الفرنسية وتأكيده على وجود خلفية برجوازية مجردة لكلمة الإنسان وابتعاد كبير عن وضعية الإنسان الواقعي ومختلف التحديات التي يواجهها.
حقوق الإنسان حسب النقد الماركسي هي حق الفرد المكتفي بذاته والمنفصل عن النوع البشري والمتقوقع على ذاته والرافض لكل غيرية ، انه حق الكائن الأناني الفاقد للإيثار وحسن الجوار والمضيع لحق الضيافة والهادم لإمكانية التواصل الاجتماعي لكونه يرتكز حول ذاته وملكيته وثروته بمعزل عن الآخرين ودون إشراكهم بجدية في عملية الانجاز الذات وحفظ الكيان الجماعي.
ما يستخرجه ماركس من النص الحقوقي الشهير الذي يتحدث عن الإخاء والحرية والعدالة هو أن الحرية السياسية الظاهرة ماهي في الأخير سوى التعبير عن الازدواج في الواقع الإنساني بين حياة خاصة وحياة عامة، بين الإنسان كفرد ينتمي إلى النوع البشري والإنسان كمواطن ينتمي إلى دولة.
إن الإعلان عن المنظومة الحقوقية العالمية قد ساعد على استكمال عبودية الإنسان ووقوعه في وضعية لاانسانية وفاقم بؤسه وضياعه في العالم وسبب فقدانه لأبسط الحقوق الأساسية التي يضمن بها بقائه ويحفظه من الاندثار والذوبان في القطيع والحشود.
إن الذي أدي إلى مثل هذه الوضعية العليلة هو النظرة الاختزالية وتفكيك الإنسان إلى وحدات جزئية وفصله عن جماعته وطبيعته والنظر إلى جملة حقوقه من زاوية حق الملكية الفردية. في هذا السياق يرى ماركس أن التطبيق العملي لحق الحرية إنما هو حق الملكية الخاصة وهذا الأخير هو الحق في الأنانية لأنه يعطي للإنسان الحق في التمتع بثروته والتصرف بها طبقا لأهوائه ورغباته وبصورة مستقلة عن المجتمع دون الاكتراث بمصالح الناس وحقوقهم.
من هذا المنطلق يجعل حق الملكية كل إنسان يرى في الإنسان الآخر ليس تحقيقا لحريته الخاصة بل تقييدا لها وتعديا على قيم التكافل والتعاون والعدالة والمساواة والإحساس بالغير والمناصفة.
صفوة القول أن الإعلان العالمي عن ميلاد حقوق الإنسان والمواطن قد بلغ بعد ستين سنة زمن الشيخوخة وينبغي إحالته على التقاعد وإزالة التناقض بين حقوق الموطن وحقوق الإنسان والتفكير بجدية في تطويره وتنقيحه وأخذ جملة الانتقادات والمراجعات والإصلاحات بعين الاعتبار لأنه لم يعد النص القانون الكوني الضامن لاحترام حقوق الإنسان والنظر أليها بهيبة وقدسية وهالة شرعية لكثرة الخروقات والانتهاكات ولارتباطه بدول كبرى اشتهرت بتوظيفه الإيديولوجي من أجل التوسع الكلياني وممارسة الهيمنة على دول العالم الأخرى.
إن المطلوب اليوم هو انعتاق سياسي شامل يحول الإنسان من فرد أناني مستقل بذاته ومجرد عضو في المجتمع إلى مواطن وشخص معنوي ينظم قواه الخاصة ويشارك مشاركة فعالة في صياغة مدونة قانونية كونية دقيقة تحفظ حقوق الإنسان والمواطن والشعوب والأرض والكائن بصفة عامة في وحدة وتناغم ودن أن يناقض عنصر عنصرا آخر. فهل يكفي إلغاء حق الملكية الفردية وإسناد حق الملكية العامة إلى أجهزة دولة العناية حتى يتم ردم الهوة بين حقوق الإنسان وحقوق المواطن؟ وماهي وضعية حرية المعتقد وحق اللااعتقاد وحق أداء الشعائر الدينية في كنف الأمن والسلم؟ ثم كيف ستكون يا ترى هذه المدونة؟ ومن سيبادر بكتابتها؟ وهل سيشارك مواطني الدول النامية في كتابتها وهم لم يتمكنوا من صياغة دساتير بلدانهم ولم يشاركوا ولو مرة واحدة في صنع قرار سياسي مصيري يخص منظومة الحقوق التي ينبغي أن يتمتعوا بها؟



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية علاقة بين الاسلام والأفكار التقدمية؟
- متى تخرج غزة من الكماشة؟
- في اليوم العالمي للفلسفة يظل العرب زاهدين عن التفلسف
- اتيقا الاحساس بالغير
- حال فلسطين بعد أربعة سنوات من رحيل عرفات
- جدوى التسامح في وضع غير متسامح
- الزمن ضد الحقيقة
- ملف ماركس ومبررات اعادة الاحياء
- صورة الفيلسوف
- هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل؟
- وول ستريت الثانية نهاية ايديولوجيا العولمة
- المسألة الوطنية: طريق جورج عدة من اليهودية إلى الإنسانية الت ...
- ترشيد ثقافة الافتاء
- منطق الاختراع العلمي عند العرب
- ملتقى فلسفي عالمي حول -الكلي ومصير الإنسان-
- موقف ميشيل فوكو من صعود الروحانية السياسية في إيران
- عودة من الباب الكبير
- استحالة التعايش بين باكستان والحكم الشمولي
- كان الشاعر محمود درويش ما سوف يكون
- علمنة الدين شرط امكان قيام الديمقراطية


المزيد.....




- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زهير الخويلدي - هل أحيلت منظومة حقوق الإنسان التقاعد في عيد ميلادها الستين؟