أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - رفقا بالعراق وأهله........ياعراقيون!















المزيد.....

رفقا بالعراق وأهله........ياعراقيون!


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2494 - 2008 / 12 / 13 - 03:32
المحور: حقوق الانسان
    


كلّنا نعلم مقدار الضغط والتشنّج الذي كان ولايزال قسما كبيرا منه متواجد بين أبناء المجتمع العراقي بكافة شرائحه ابتداءا من الظروف التي أحاطت بالمجتمع أثناء الحروب الماضية فقد عاش العراقيين حياة عسكرية أو شبيهة بها من خلال تعايشهم اليومي مع مجريات الأحداث اليومية أبان الفترات الحربية التي مرّ بها العراق فكان الفرد يحيا يومه مع اخبار الجبهة والبيانات الصادرة وأخبار الشهداء والقتلى والقصف المدفعي ناهيك عن متابعة الأخبار العالمية الخاصة بتلك الحروب والتمنيات المبنيّة على أحلام يكاد حجمها أن يملأ السماء! ومما لاريب فيه فأن أسهامات هذه ألأخبار في أضفاء الضغط النفسي والتشنّج العصبي على الفرد كانت كبيرة الى درجة أنها أسهمت في تغيير التركيبة الشخصيّة للكثيرين ممّن أسعفهم الحظ ولازالوا على قيد الحياة الى يومنا هذا بعد اجتيازهم النفق المظلم الذي دخلت به الدولة العراقية أبان الفترة الماضية،ومن هنا فأن التوقف والتفكير لآليات ألأخذ بيد من مرّ بذلك النفق ومن مختلف الفئات العمرية للمجتمع لهو أمر عال ألأهمية وبالغ الخطورة من ناحية وضع الآليات المناسبة لأستعادة التركيبة الشخصية للفرد وأزالة ماعلق بها أو تداخل معها من أدران الفكر الأنفصالي والأنعزال الفئوي الذي كان قد استحدث نتيجة لتلك الضغوط والمعطيات التي مر بها الفرد وانطلاقا من زاوية الأنتماء الوطني وصولا لتحقيق الوحدة الوطنية والتي تعتبر حجر الزاوية في أعادة بناء مادمرته رياح الزمن الماضي العواتي أذ عصفت بمقدّرات البلد ونوازع الانسان واستطاعت ان تتغلغل الى داخل عقله وقلبه لتعيد تركيبه بشكل جديد يتواءم مع متطلبات المرحلة الحالية التي يمّر بها البلد.
أن المثقفين من كتّاب ومختصّين بعلم النفس وألاحتماع والتشابك الخيّر من لدن المنضوين تحت لواء مؤسسات المجتمع المدني الحقة، لهم الدور الأبرز في أيجاد الطرق والوسائل الفعّالة لأحداث هذا التغيير وان كان على مراحل أو اشكال مختلفة يتلقّاها المواطن بصدر رحب ويتفاعل معها وصولا الى الغاية الموحدة في الحفاظ على مواصفات التركيبة الشخصية التي من شأنها أعادة بناء البلد كما هي الحال في تجارب بلدان أخرى مرّت بتجارب مثل مامررنا به من تجارب مريرة، أذ انتفضت تلك الشعوب بعدما انتهت الفترة المريرة التي كانت تحياها، لتشرع باعادة بناء بلدانه وازالة اثار ماتعرضّت له خلال الفترة السابقة، وبعيدا عن التحزبّات والتشظّي الفكري والانتماءات الحزبية المتعددة باعتباراها حلات شخصية ومعتقد انتمائي شخصي لايضّر العمل مع الاخرين في سبيل المصلحة الوطنية العليا للبلد.
ذلك التشنّج والضغط النفسي الذي صاحب الفرد منذ ذلك الحين ظلّ مستمرا بعد تغيّر ألوضاع بعد نيسان 2003 أذ بدأت مرحلة جديدة هدفها ألأبقاء على هذا الضغط والتشنّج ليصاحب المرحلة الجديدة التي أعدّ لها المخططون مستفيدين من ألأرث النفسي المتراكم لدى الشخصية العراقية وبالتحديد على مستوى القاعدة الجماهيرية العريضة لكي يتم ألأجهاز على ماتبقى لدى الفرد العراقي من خزين وان كان ضئيلا من مواصفات الشخصية العراقية ألصلية المتمتعة بالتعقّل والنظرة المستقبلية البعيدة المدى عند اصدار الرأي او الحكم على قضية تخص مصلحة البلاد العليا بتداخل مفهوم التعددية العرقية وألأثنية للتركيبة الاجتماعية للواقع العراقي،وبالرغم من ان موضوع ألبقاء على هذا التشنّج استمر ونجح ولو لفترة قصيرة ألا ان تدخّل العقلاء واصرارهم على المضي قدما بطريق منع وقوع كارثة الانزلاق الى هاوية الحرب الأهلية، وتنفس الناس الصعداء بعدما ادركوا ان انجرارهم الى الاحكام والرؤى التي كانوا يسيرون خلفها ايحاءا من المساهمين في استغلال التركيبة الشخصية المتحصلة والواقعة من وتحت الضغط النفسي العالي والتشنّج العصبي بسبب الكوارث الماضية وصولا الى حالة الأرتهان السببي لتواجد ذات الأفراد ضمن دائرة الظروف اليومية بعد نيسان 2003.
لذا كان لزاما على كل الكتّاب والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني ان يتعاونوا مع بعضهم البعض بشكل فعّال وحقيقي ليس على الورق فقط ليضعوا خططا من شأنها ألأخذ بيد أفراد المجتمع الى تنظيف ابدانهم وعقولهم مما علق بها من متراكمات الفترة السابقة شيأ فشيأ والتركيز على جيل الشباب ممن ولدوا ونشأوا في ظروف الحروب الماضية مما دعاهم الى التعايش مع معطيات الحياة ابان فترة الحروب التي أفرزت معطيات جديدة واجبرت من عاش ابانها ان يتقبلها مجبرا ام مختارا لتصبح جزءا من تركيبته الشخصية والتي أجبر على ان تكون جزءا من تركيبته الشخصية الجديدة نتيجة التعامل المستمر مع تلكم الأفرازات واصبحت فيما بعد صفة عامة من صفات التركيبة الشخصية لأفراد المجتمع، وهذا هو أهمّ المفاتيح التي ستفتح أبواب المستقبل الجديد امام المجتمع بواسع اطيافه.
لقد انعزل المجتمع العراقي لفترة طويلة عن العالم فلم يكن يتعايش مع باقي اجزاء الكرة الارضية وسكانها الا بما كان يسمح له وضمن خيارات صعبة وضيقة ومحدودة جدا، أسهمت فيما أسهمت به من حالة الأنعزال والتأخر عن اللحاق بركب التقدّم العالمي في شتى أرجاء المعمورة وحتى بالمقارنة مع دول العالم الثالث من النواحي الأقتصادية والفكرية والثقافية ليصبح الفرد فيما بعد فريسة سهلة بيد التطرّف او الافكار الراديكالية والتي استغلّت أغلب مركبات الحاجة المادية والعوز الثقافي لتنفيذ مآربها ومخططاتها.وعليه لابد ولابد من العمل المشترك غير المنفصل والهادف الى اعادة تلك الشخصية الاجتماعية بتركيبتها الاصلية لأنها الوحيدة القادرة على تحمّل مصاعب الوقت الراهن وقادرة على الوقوف بوجه المخططات الرامية التى تمزيق المجتمع والوحيدة التي ستستطيع اختزال الزمن للوصول الى مرحلة متقدمة من مراحل العلوّ والترقّي للوطن وأهله بعيدا جدا عن اليات المحاصصات والتحزبّات التي أفرزتها التركيبات الشخصية التي تنتمي الى تلكم الفترات الكارثية المذكورة اعلاه، ولن تستطيع تلكم الشخصيات بعمومها غير النظر من ثقب الأبرة والذي كما يعلم أي عاقل بأنه لايسمح برؤية الا النزر اليسير من أفق المستقبل ،لا بل انه يستطيع ان يرى فقط مايسمح به الثقب من مساحاة ضئيلة جدا جدا لاتستطيع ان تستوعب نظرة الجماهير المحتاجة الى انفراج مساحة الأفق ليستطيعوا النظر الى المستقبل ويخططوا ويصلوا اليه.
فمن باب أولى ان نولي أهمية أكبر لمساعدة الفرد على ازاحة تلكم الهموم الملقاة على كاهله وان نبعده عن كونه بين مطرقة المتطلبات الواجب تحقيقها وسندان القوى والاحزاب المختلفة، أذ تعب الفرد وهو يرزح تحت تلك المتطلبات وعوامل السحب والشدّ وتقاذفات أهواء التيارات المختلفة والمتعددة وليكن التركيز على تنشيط ىاليات التغيير الشخصي كي نصل في نهاية المطاف الى زخم تغيير داخلي يفرض نفسه على الواقع ويكون العامل ألأول وارئيسي في عملية التغيير الشاملة نحو ألأفضل، فرفقا بالعراقيين فهم متعبون ولم يمّر غيرهم بمثل مامرّوا به وان كان غيرهم قد مرّ بجزء مما مر به العراقييون.



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت سياط التعذيب................4
- أحبّك حد الثمالة
- بقايا ذكريات
- تحت سياط التعذيب..........3
- الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن ....شكر على تهنئة
- تحت سياط التعذيب........2
- تحت سياط التعذيب............1
- هل للموسيقى والسياسة صيغ عمل مشتركة ؟
- اين انت............ حبيبتي!!!
- قادم ألايام سيقول العراقيون كلمتهم للعالم أجمع!
- عراقك وعراقي........عراقنا
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت.....1
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت!
- من سيدير فلسطين بعد التحرير..!
- تهنئة الى الرئيس الراحل..!
- الى متى تبقى الشعوب نائمة...!
- تربية الاطفال أقوى من أمتلاك ألاسلحة!
- مفردات الجمال والمجتمع
- الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
- كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - رفقا بالعراق وأهله........ياعراقيون!