أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - حامد الحمداني - تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون














المزيد.....

تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 06:17
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
    


    ربـي سـألتك باســمهن      أن تفرشَ الدنــيا لهـن
   بالوردِ إن سمحتْ يداك             وبالبنفـسج بعـد هـــن

يصادف هذا اليوم ،الثامن من آذار، العيد السنوي للمرأة ، ويجري الاحتفال بهذه المناسبة في ظل ظروف جديدة لأول مرة بعد انهيار النظام الصدامي  ، وانتهاء الحقبة البعثية الفاشية التي انتهكت حقوق وحريات المرأة بشكل فض ،وعادت بها القهقرة إلى ما قبل الثلاثينات من القرن الماضي ،وجرى تهميش دورها في المجتمع وهي التي تمثل نصفه.

لقد أراد لها النظام الفاشي أن تقبع في البيت ،والحيلولة دون مشاركتها في شؤون البلاد مما سبب أكبر إعاقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد ، فلا يمكن أن نتصور كيف تتطور أمة إذا كان نصفها في المطبخ !
لقد أرادوها أن تكون تحت سلطة الرجل قابعة في بيتها تنجب الأطفال وتقوم بشؤون البيت وخدمة العائلة والحيلولة دون تحررها الاقتصادي المفضي بكل تأكيد إلى تحررها الاجتماعي من سيطرة الرجل والتحكم فيها من خلال عدم فسح المجال لها للمشاركة في العمل خارج بيتها في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والصحية والاجتماعية جنباً إلى جنب أسوة بأخيها الرجل.

لقد تعرضت حقوق وحريات المرأة العراقية خلال العقود الأربعة الأخيرة من حكم الطغيان البعثفاشي إلى انتكاسة خطيرة ، وفقدت خلالها  معظم المكاسب التي حققتها بكفاحها وبمساندة ودعم الفئة المثقفة الواعية والمؤمنة بالقيم الديمقراطية والعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات من العراقيين الذين خاضوا إلى جانبها صراعاً مريرا مع قوى الظلام والجهل التي كانت تنظر إليها وكأنها سلعة للرجل يتحكم فيها كما يشاء ، وحيث كانت تحرم من الذهاب إلى المدرسة ونيل قسطها من الثقافة التي تؤهلها للمشاركة مع الرجل في كافة الأعمال والتي تقودها حتماً إلى التحرر الاقتصادي من هيمنة الرجل لتقيم علاقة جديدة بينها وبين زوجها قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق والواجبات.

ولقد كانت الحروب الصدامية والحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب العراقي والذي استمر 13 عاماً ذات تأثير سيئ جداً على المجتمع العراقي وبشكل خاص المرأة .
لقد أوصلت تلك الظروف الاقتصادية البالغة الصعوبة المجتمع العراقي إلى حالة من اليأس بعد أن عمّ الفقر والجوع والإذلال في طول البلاد وعرضها ، وانهارت الطبقة المتوسطة المتنورة إلى دون مستوى الفقر ،وانهارت العملة العراقية بشكل رهيب فلم تعد تلبي أبسط الحاجات المعيشية ، واضطرت المرأة العاملة إلى ترك عملها بعد أن أصبح راتبها لا يفي حتى أجور النقل من بيتها إلى عملها فلم يبقً أمامها غير الجلوس في البيت والتوجه  إلى الله لإنقاذ المجتمع العراقي من تلك الحالة المعيشية الكارثية ، وعادت المرأة إلى أيام الثلاثينات من القرن الماضي ، وبات عليها وعلى الفئة المثقفة الواعية والمؤمنة بحقوق وحريات المرأة اليوم خوض الكفاح من جديد لتحرر المرأة ومساواتها بالرجل في كل الحقوق والواجبات .

أن واجبنا اليوم كمثقفين أن نقف إلى جانب المرأة بحزم ،ونسخر أقلامنا وكل طاقاتنا لتحقيق هذا الهدف المنشود ولتخرج المرأة العراقية من القمقم الذي صنعته الفاشية لها لتنطلق في رحاب العمل المفضي إلى تحررها ، وأني لأستذكر تلك الأيام الخوالي يوم قاد النضال من أجل تحرر المرأة في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي نخبة من المثقفين والأدباء والشعراء وفي المقدمة منهم شاعرينا الكبيرين الزهاوي والرصافي .
أن الإمكانيات التي يمتلكها مجتمعنا اليوم هي أكثر بكثير من تلك الأيام، الخوالي ،وإذا ما تم تعبئة الجهود الخيرة والنيرة لمهمة تحرر المرأة العراقية فسوف نحقق بكل تأكيد الهدف المنشود بأقصر وقت.
أن المرأة تستحق منا أن نفرش لها الدنيا ، وتستحق منا أن نفرش لها الورود والياسمين عرفاناً منا بجهود ها فهي صانعة الأجيال التي استحقت قول معروف الرصافي بحقها :
 الأم مدرســة إذا أعــددتها           أعددت شعباً طيب الأعراقَِ
 الأم أستاذ الأساتذة الأولى           شغلت مآثرها مـدى الأفـاقِِ
وها هو جميل صدقي الزهاوي يدعو إلى تعليم فتيات المجتمع قائلاً :
     ربوا بنيكم علمــوهم هــــذبوا          فتيــاتكم فالـعـلم خـير قـــوامِ
     فالعلم مال المعـــدمين إذا هــمُ         خرجـوا إلى الدنيا بغير حسامِ
     والجـهل يخـــذل أمــة ويذلـها         والعــلم يرفعــها أجــل مقـــامِ
    أنظر إلى الأقوام كيف سمت بهم        تلك العلوم إلى المحل السامي

أنحني بإجلال للمرأة العراقية التي وناضلت جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل وقدمت كل التضحيات من أجل تحقيق أماني شعبنا في الحرية والاستقلال والحياة الحرة الكريمة وختاماً أقول :
 دين علينا أن نشــيد           على الدوام بجهدهن
 فتحية حرى لعيدهـن           وبوركــت أفضـالهن         



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجرمون يصبغون شوارع كربلاء والكاظمين بالدماء ينبغي قطع رؤو ...
- مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً
- لماذا تتجاهل الولايات المتحدة تخريب قناة الجزيرة ؟
- الوطنية العراقية أو الطوفان!!
- في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الش ...
- رئيس مستقل وحكومة تنكوقراط في المرحلة الانتقالية السبيل لتجن ...
- تفجيرات أربيل اعتداء غاشم وجريمة خطيرة
- ألا يستحق شهدائنا وسجناء النظام الصدامي التكريم !!
- عقد مؤتمر وطني ووضع برنامج مستقبلي للعراق ضرورة ملحة العراق ...
- جريمة الاعتداء على أحد مقرات الحزب الشيوعي ناقوس خطر يهدد ال ...
- حذار من الطغيان الطائفي بعد الطغيان البعثي
- مجلس الحكم ينتهك حقوق المرأة أول الغيث قطر ثم ينهمر!!
- أوقفوا تجاوزات أدعياء الدين على حقوق وحريات المواطنين!
- دعونا نداوي جراحنا أولاً
- إقامة الجبهة الوطنية الديمقراطية خطوة في الاتجاه الصحيح
- المشهد العراقي الحالي وآفاق المستقبل
- حذار فالعدو ما زال يشكل خطراً كبيراً
- دولة ديمقراطية ودستور علماني هذا ما يريده الشعب
- إلى أنظار مجلس الحكم الموقرأسئلة تنتظر الجواب ؟
- إلى أنظار وزارة التربية من أجل إعادة النظر جذرياً بجهاز الاش ...


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ... / جمعة الحلفي
- بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة / جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - حامد الحمداني - تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون