أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا - بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة















المزيد.....



بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة


جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا

الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 04:45
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
    


إن هذا الكراس الذي يتكلم عن حقيقة المرأة وطريق تحررها الحقيقي وهو الترجمة العربية للقسم المتناول لهذا الموضوع من الدفاع التاريخي الذي قدمه أعضاء اليسار الثوري في المحاكم الفاشية لنظام 12/أيلول/1980 العسكري في تركيا. يتألف ذاك الدفاع من سبعة عشر فصلاً في 1573 صفحة.
إننا ننشر هذا الدفاع المقدم في ظروف معينة. والمسبب لأحكام إضافية تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين عاما بسبب تقديمه فقط. والصراخ بالحقائق من منابر المحكمة الفاشية آملين خدمته لنضال تحرر المرأة الكادحة.
 
جبهة التحرر الشعبي الثوري
ممثلية الشرق الأوسط
كانون الثاني-2000
 
-المرأة تشكل نصف عدد سكان الأرض.
-المرأة خلقت من ضلع آدم.
-المرأة بحاجة لحماية الرجل.
-المرأة في الوقت الذي تشكل فيه ثلث القوى العاملة تطعم نصف العالم بالغذاء الذي تنتجه وتؤدي ثلثي العمل.
-المرأة تحصل وفي أقصى الحدود على 70% من مقدار الأجر الذي يتقاضاه الرجل.
-المرأة تعاني من شبه الأمية في العالم بنسبة 42%.
تبلغ نسبة الوفيات في صفوف الإناث في عمر ما دون 5 سنوات ضعف نسبه الوفيات من الرجال في نفس العمر.
.....
من الممكن توسيع هذه اللوحة الخاصة بالمرأة، ورسم تفصيلاتها، ولكن لإظهار مدى جدية قضية المرأة لا حاجة إلى جهود إضافية، لأن قضية المرأة تشكل إحدى أكثر القضايا التي تم ااستغلالهاستثمارها والكتابة حولها، بالنسبة للبعض ليست هناك قضية كهذه، أما بالنسبة للبعض الآخر، إن جميع القضايا تدور حول هذه القضية.
يدور الحديث حول المرأة وقضيتها بأشكال مختلفة، نعم من هي المرأة؟ وما هي قضية المرأة؟ بأي جانب من جوانبها تفرض هذه القضية النقاش؟
عن أية امرأة نتناقش، أتلك التي تقضي العديد من ساعات النهار في صالونات تصفيف الشعر؟ أم تلك التي تحمل ولدها كما الجرة، وتدعه يغفو في ظل بالحقل؟
أيجب أن نتناقش عن المرأة التي تنظم وقتها للبقاء أكبر فترة ممكنة في صالونات التجميلجمال، أم المرأة القروية التي تخرج من البيت مع بزوغ الفجر، وتعود مع غروب الشمس.
أيجب أن نناقش قضايا المرأة التي تسرع من حفلة رقص إلى حفلة رقص، ومن حفلة الرقص إلى عرض الأزياء، أم المرأة العاملة التي لا تستطيع حتى إرضاع أطفالها وتقضي عمرها واقفة أمام طاولة العمل؟
نتناقش حول فعالية المرأة التي تريح الضمير بخداع الأنظار في جمعية الرفق بالحيوان، وجمعية حماية الأطفال الفقراء، وفي نادي ليوننس، أم تلك التي حياتها محددة بجدران البيوت غير المرخصة للبناء، وتعمل في تربية الأطفال والخدمة في بيوت الأغنياء؟
نعم عن أيهن نتحدث؟
فهل نتحدث عن حرية العشق، ونشاطات هدم "الخرافات المقدسة" للمرأة ا"المثقفة" البرجوازية الصغيرة التي ليس لها اسم.
كلا إن قضيتنا ليست مناقشة قضايا المرأة البرجوازية والمرأة البرجوازية الصغيرة المتطلعة إلى المرأة البرجوازية، وأزماتها التي تفيض إلى صفحات المجتمع الراقي.
إن قضيتنا تختلف عن قضايا أولئك الذين يتحدثون عن الانحرافات الجنسية باسم الحرية وهدم الخرافات، نحن نتحدث عن قضية تحرر المرأة العاملة والكادحة، والمرأة البرجوازية الصغيرة، إننا نتناول الموضوع من وجهة نظر طبقية، ونختلف مع أولئك في إعداد رسم قضايا المرأة العاملة، والمرأة البرجوازية عبر رسمها بنفس القلم، وذلك بتناول القضية من الزاوية الجنسية فقط.
وان طريقنا يفترق أيضاً مع الذين يبحثون عن حل قضية المرأة في إطار النظام القائم، والإصلاحات البرجوازية، والتغيرات الجارية على الورق، مع رؤيتنا للحل في الثورة، لا نطلب الانتظار وعقد الأيادي فوق الصدور، إننا نؤمن بضرورة توسيع حقوق المرأة، والقيام بخطوات في تحقيق معالجات وخوض هذا النضال أيضاً مع وجود هذا النظام القائم. ولكننا لا نحدد النضال ضمن هذه الحدود فقط وإنما نبين الهدف أيضاً: "بدون الثورة لا يمكن التفكير بإمكانية تحرر المرأة ".
 
المرأة من الأمس حتى اليوم
عند تفحص كتابات فلاسفة الطبقات المهيمنة، نرى بأنها مملوءة بالأكاذيب المتعلقة بكون المرأة في الموقع الثاني على مر التاريخ، وان فلاسفة البرجوازية يلجئون إلى الكذب والتشويه لإثبات مساواة المرأة وتغير قدرها في الرأسمالية، بالنسبة لهؤلاء تعتبر المرأة قد تحررت وأن المساواة تحققت وأصبح الرجل والمرأة متساويين أمام القانون.
وهل الحقائق هكذا؟ وهل مساواة الرجل والمرأة المكتوبة على صفحات قوانين البرجوازية قد تحققت؟ وهل كانت مكانة المرأة دائما بعد الرجل كما يدعي أصحاب الأقلام المأجورة للطبقات المهيمنة؟
إن جواب هذه الأسئلة يكمن في تاريخ المجتمعات، حيث أظهر الماركسيون اللينينيون الذين عرجوا على تاريخ المجتمعات في ضوءهدي المادية التاريخية، بأن المرأة كانت هي زعيمة المجتمع في المجتمعات الإنسانية الأولى. وان انكشاف هذه الحقيقة يظهر ضرورة تحقيق بحث أكثر دقة لتاريخ تحول المرأة من الزعامة إلى العبدة الحرة.
إن هذا البحث سوف يكشف عن تاريخ عبودية المرأة التي يعتقد بأنها تستحق التقييم القائل: "أنها طويلة الشعر، قاصرة العقل"، والتي يقول عنها الدين: "خلق الرجل من أجل الله أما المرأة فخلقت من أجل الرجل".
 
من المرأة الأمازونية حتى المرأة العبدة
قبل انقسام البشرية إلى أسياد ومضطهدين (بكسر الهاء)، لم يكن هناك لا قمع ولا استغلال ولا عدم المساواة بين الرجل والمرأة، ولن تحتقر أو تباع كبضاعة، ولم تكن مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية مقتصرة على تربية الأطفال وطهي الطعام. إن انتظام عملية جمع الحطب داخل الجماعة وعدم اعتمادها على الصدفة كما هو الحال بالنسبة للرجل في الصيد قد زاد من الاحترام الذي حققته لها أمومتها، وأما النسب فكان يحدد نسبة إلى الأم.
لهذا السبب كانت الأم هي الزعيمة داخل العائلة وان نساء الغأمازون اللاتي وصفن بالعداء للرجال في القصص الخيالية كن آخر نموذج لمجتمعات الأمومة (أي المجتمعات التي تسود فيها الأم) في الأناضول.
وباكتساب الأعمال التي تتطلب قوة جسمانية في تقسيم العمل الاجتماعي أهمية لأول مرة اهتزت مكانة المرأة في المجتمع، ومع ظهور الملكية الخاصة، أدت إلى وجوب معرفة والد الطفل الذي سيكون وريثا، إلى إزاحة الأم من موقع الزعامة.
وهكذا انتهى نظام الأمومة وولدت العائلة الأبوية التي تعتمد على تفوق الرجل، وفقدت المرأة مكانتها في الإنتاج وحقها في إدارة الحياة الاجتماعية وتحولت إلى عبدة لدى الرجل.
إن الملكية الخاصة جعلت المرأة مغلوبة الرجل، وحولتها إلى أداة لمتعته وإنجاب الأطفال له. وهكذا أصبحت بالنسبة للرجل مجرد كائن حي يخدمه ويلد له من يرثه من بعده. لقد تضاعفت عبودية المرأة في المجتمع، العبودية التي كانت أول مجتمع طبقي، حيث كانت عبدة لسيدها ولزوجها في أن واحد.
إن المرأة التي كانت غنيمة حرب والبضاعة الأولى في أسواق بيع الأسرى كانت لذلك السنيور أولاً (السيد) ومن ثم الرجل الذي تزوجت منه والسنيور (السيد) يختار لها زوجها ويستطيع بيعها وضربها ومعاقبتها وإهداءها للآخرين فالابن الذكر في السن السابعة من عمره يصبح رئيس العائلة عند غياب الأب، وحتى والدته كانت مجبرة على إطاعته. وان السنيور (السيد) له حق الليلة الأولى. كانت المرأة كادحة تعمل في الأرض، وأداة متعة وأم. وهي التي كانت تنقطع في الأديرة، أو يعلنونها ساحرة، ويضرمون فيها النار. ولم تكن تستطيع الزواج من أحد بدون موافقة السنيور (السيد) فالكنيسة كانت تعتبر الزواج اتحادا للأرواح، وترفض الشهوة. ولكن الكنيسة نفسها كانت تقبل بالفواحش باعتبارها "فسادا لا مفر منه".
كما الكنيسة التي حددت المرحلة الإقطاعية، الإسلام أيضاً احتقر المرأة ووصفها بخطر يمكن توجيهه من قبل الشيطان.. السلطة الدينية اعتبرت كل ما هو حلال للرجل حرام على المرأة وان قتل المرأة رجما وجلدها تعتبر عقوبات بسيطة.
فالدين الإسلامي الذي خرج من بين علاقات العبودية الفاسدة، ووأد البنات، حرر المرأة من أسر العبودية لكنه زج في ظلام الرجعية الإقطاعية، وان خلاصها من الوأد وحصولها على جزء من الميراث لم يكن يعني خلاصها من التعرض للسحق والمهانة.
فالإسلام مثله مثل غيره من الأديان رفع من شأن الرجل، وكان يرى المرأة نصف الرجل، وعبدته التي يجب عليها إطاعته وكائنا ينجب له الأطفال وهو الدين الذي دفع بمكانة المرأة إلى أبعد ما يمكن في الحياة الاجتماعية.
إن الإسلام الذي جعل الصمت والاستسلام للمصير والمعاملة من الدرجة الثانية في الجنة وعداً للمرأة، أدرج في الأحاديث حق الرجل بضرب زوجه. مكان المرأة هو أن تكون أما في البيت فلنقرأ من القرآن الكريم رأي الإسلام - الذي يوجه مستقبل الناس ويشكل روحهم- في المرأة:
"...الرجال متفوقون على المرأة لأن الله جعلهم متفوقين على المرأة في أشياء كثيرة، وانهم يعيشون نساءهم ويشبعونهم بأموالهم، فالصالحات قانتات) كما أن الله يحفظ حقوقهن، مهن يحفظن عفافهن حتى في غياب أزواجهن".
"سورة النساء"
وبالادعاء أن المرأة كائن ضعيف يحتاج إلى الحماية أعطى الإسلام للرجل حق الزواج من أربع نساء. حينما منعت الكنيسة الطلاق لأي سبب كان، ربط الإسلام مستقبل المرأة بكلمة -أنت طالق– تخرج من بين شفتي الرجل.
إن طوق القمع المحيط بالمرأة في المجتمع الإقطاعي لم يكن عبارة عن الكنيسة، والشريعة والإقطاعية، وإنما كانت في البيت أيضاً أسيرة الرجل الذي أنيط له أمرها. هي أولا عبدة للأرض ومن ثم عبدة في البيت وفي النهاية أما.
أنهت البرجوازية القمع الإقطاعي على المرأة، واشتركت المرأة بكل ما تملك من قوة في الحركة البرجوازية التي شقت ظلام القرون الوسطى بشعارات "المساواة". لكن الذي حصل هو أن التحرر الذي حققته الثورة البرجوازية، و النظام البرجوازي المتوطد لم يعترف للمرأة بالحرية التي كانت تنتظرها. فالتغيير الذي حصل في وضع المرأة من العبودية إلى البرجوازية لم يكن سوى التغير في الشكل فقط.
دافعت البرجوازية عن تحرر المرأة من الاضطهاد بنفس المنطق الذي عرفت به حرية الكادح على أنها بيع هذا الأخير لقوة عمله في شروط أكثر ملاءمة. كونها مجرد عبدة في البيت، ما كانت المرأة لتحقق فائدة تذكر للبرجوازية التي تحتاج إلى قوة العمل العنصر المنتج الحيوي لرأس المال.
فمن أجل استغلال قوة عمل المرأة كانت هناك ضرورة للاعتراف بحريتها بالقدر الذي يمكن معه جلبها إلى المصنع، وهذا ما قامت به البرجوازية.
وهكذا فالرأسمالية عندما كانت تتصاعد بالثورة الصناعية خرجت مواد البناء من دماء النساء والأطفال أيضاً. وجعلت الأطفال والنساء أرقاء بالأجرة في المصانع والمناجم في ظروف عمل سيئة للغاية، وقسوة بالغة بعثت الشفقة حتى لدى فلاسفة البرجوازية. تم إحياء رأس المال باستغلال قوة العمل الرخيص للمرأة بيوم عمل وصل إلى 16-18 ساعة.
واجهتة البرجوازية التي أخرجت المرأة من البيت وجلبتها إلى المصنع من أجل الاستغلال مع أمر لم تكن تتوقعه فالمرأة التي منحت مكانا واسعا من قبل الرأسمالية كانت قد اكتسبت أهمية مفاجئة في هدم شروط الاضطهاد التي تطوقها.
عندما تحدث بيبل عن طيلة 20 سنة ما قبل انفجار ثورة 1789 الكبير هرولت المرأة بشكل جماعي للدخول في جمعيات سياسية وعلمية، كان يشير إلى هذا التطور. شكلت المرأة تنظيمات تهدف إلى امتلاك حقوق مساوية مع الرجل مثل "نادي أصدقاء الثورة"، وعند إعلان حقوق الإنسان، فمن أجل إسماعاسماع صوتها للآخرين كتبت المرأة أيضاً.
"إعلان حقوق المرأة" كانت المرأة تقول "مثلما المرأة تملك حق الحكم عليها بالإعدام يجب أن تملك حق الوصول إلى منصب هيئة القضاة"، (المرأة والماركسية ص 25). وفي السنوات الأكثر سخونة للاحتلال الفرنسي في سنة 1793 بالذات طالبت بالحقوق السياسية من مجلس الثورة للاحتلال الفرنسي، وكانت توجه سؤال، هل تستطيع المرأة الاستفادة من حقوقها السياسية والمشاركة بشكل فعال في السلطة، وهل تستطيع تأسيس جمعيات سياسية أو منظمات جماهيرية؟ أما البرجوازية التي كانت قد تسببت الحرية والمساواة فجاوبت على هذه الأسئلة بإلغاء ومنع تحرر المرأة وإرسال قادتها إلى المقصلة.
فمن ناحية إنقاذ البرجوازية للمرأة من ظلام القرون الوسطى فهي أنقذتها ولكنها لم تكن ترتاح للحركات التي تتوجه لتوعيه المرأة من جهة إلى جهة أخرى تسير ضد مصالحها، فالبرجوازية التي حطمت الجدران السميكة لكنيسة، لم تلمس الأفيون المخدر فيها، هدم الممارسات الإدارية للكنيسة، سلطتها، لم يكسر قيود "خلق الله المرأة من أجل الرجل" التي تطوق المرأة بشكل واع وإنما بالعكس من ذلك عبر القوانين زادت من القيود المفروضة على المرأة، وكان الاعتراف جاريا بكون المرأة هي عبدة للبيت، ولم تكن قد منحت حق التصويت بعد، وكانت العراقيل توضع أمام تسلمها لشؤون إدارية، وان حقيقة نظرة البرجوازية للمرأة عرضت بشكل مكشوف عام في المادة 213 من أول قانون مدني في العالم المعروف بقانون نابليون:
"يجب على الزوج حماية زوجته، ويجب على الزوجة طاعة زوجها"
فالمرأة العبدة للبيت في القرون الوسطى أصبحت " بتحررها" عبدة معاصرة في خارج البيت أيضاً.
إن الرأسمالية الآخذة في الصعويد لم تستطيع منع مشاركة المتزايدة في الأحداث السياسية الاجتماعية، كانت للمرأة مشاركة فعالة في الحركات العمالية والإنكليزية، وحرب المتاريس في فرنسا، وبدأت تطالب بتقليل ساعات العمل والتعليم المهني، والمساواة في تبوء المناصب، المساواة في الأجرة، حق الحضانة وحق إقامة الجمعيات والتنظيمات السياسية.
كانت قد انفتحت أفاق جديدة لحياة المرأة العاملة في المصنع حيث إنان الظروف الجديدة كانت تحرض نضال لتوسيع حقوق المرأة، وأن المرأة كانت متواجدة ضمن الجهود التي تصب في اتجاه الثورة، لذلك أصبحن مقاتلات بطلات من زمن الثورة، مقاتلات من أجل الديمقراطية في زمن السلم، بالإضافة إلى رغبة البرجوازية في اغتصاب حقوق المرأة وحصرها ضمن حدود المصنع والبيت، إلاالا أن المرأة التي لا يمكن أن تخطو إلى الوراء بما قدمت من نضال، سارت إلى الأمام باستمرار بذلك استطاعت نيل حقوق التصويت، واستخدام لقبها وما شابه ذلك من حقوق وحتى تم الاعتراف بمساواتها مع الرجل في الدستور، ولكن المساواة الدستورية ما كانت لها أنان تكون مساواة فعلية، لأن الرأسمالية لم تكن مؤهلة لخلق شروط المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة، لأن جوهر النظام الرأسمالي كان يستند على عدم المساواة، وان فلاسفة البرجوازية المهتمين بهذا الموضوع كانوا يذرفون دموع التماسيح، خلال مراقبتهم لهذا الوضع، ويبدون الشفقة نحو المرأة. وطبعاً كانوا يسكتون عن مواضيع مثل موضوع كون المرأة تأخذ أجراً أقل من الرجل، وعدم تمثيلها بما فيه الكفاية، وتشغيلها في مواقع عمل لا يستدعي العمل فيه إلى مهارة كبيرة، وتكتيك، ولا تحتاج إلى خاصية معينة.
حينما كان العالم كله يعيش مرحلة الإمبريالية السابقة للمرحلة الاشتراكية لم يحدث تغير ما في وضع خارج الحقوق التي نالتها عبر النضال، وإنما بالعكس من ذلك، احتقرت الفاشية، وليدة الأزمة للإمبريالية المرأة وذلك بالإطلاق عليها رمز “3 K” اختصر هتلر عمل المرأة في ثلاث كلمات Kind, Kuch, Kirche أي الإنجاب، المطبخ، الكنيسة، فالمرأة التي كانت تهتم بمطبخهما وأطفالها، كان عليها أن لا تقصر تقصر في مهماتها الدينية؟ فالمرأة بإنجابها للأطفال تزيد من العرق الألماني المتفوق، لم يكتفوا بهذا القدر، فالفاشية التي جعلت المرأة عبدة في منزلها، استغلتها بشكل كبير في مواقع العمل أيضاً، وكانت تستخدم المرأة كخادمة في البلدان المحتلة من قبلها، مثلما كانوا يرسمون صور المجازر الجماعية كان الفاشيون يرسلون الصور العارية للنساء اللواتي قاموا باغتصابهن إلى أقاربهم كذكرى حرب.
ولقد كان عدم المساواة والمواطنية من الدرجة الثانية، الاحتقار، الإهانة والنظر إليها كمجرد وسيلة لإشباع الغرائز الجنسية وغيرها التي لم تتغير منذ ظهور المجتمع الطبقي تقبع تحت كل أشكال ديماغوجية الحرية والمساواة وان مساواة المرأة على الورق فقط كانت كافية بالنسبة للبرجوازية أكثر من هذا لم يكن أمراً مناسباً لها.
 
نساؤنا نحن
"......
بأيديهن المخيفة والمباركة
بذقونهن الصغيرة الدقيقة، بعيونهن الواسعة
أمهاتنا، زوجاتنا، حبيباتنا
والتي تموت وكأنها لم تعش أبداً
والتي مكانها في مائدتنا يأتي بعد ثَوْرَنا
والتي نختطفها إلى الجبال، ومن أجلها، ننام في السجون
والتي في الحقل، ومزارع التبغ وجمع الحطب والسوق
والتي تنساق إلى المحراث
وفي الزرائب
السكاكين المغروزة في الأرض في ضوئها
وأولئك النساء التي لنا بأجراسها وبأردافهاوباردافها الثقيلة المهترئة
مهن نساؤنا"
(ناظم حكمت، ملحمة كوفائي مللييه)
هل إن حكاية المرأة المضطهدة مختلفة في بلدنا؟ وهل إن مصير قره فاطمة وخديجة وعائشة اللاتي حملن قذائف المدافع على أكتافهن في حرب التحرير، مختلف عن مصير أخواتهناخواتهن في البلدان الأخرى، جواب سؤالنا هو كلا، حتى إنهنانهن عشن إلى يومنا هذا قروناً من الزمن أكثر اضطهاداً وألماً.
حسناً، اليوم من يمثل المرأة عندنا؟
هل الاقحواثنيات  اللاتي تدعون رفع الوضع الاجتماعي للمرأة عندنا وذلك بحمل عدة الطب النفسائني في العربات التي تذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة وإجراءواجراء تنظيم الأسرةفحوصات الولادة.
أم الليونسيون  اللاتي "تصرفن" الملايين التي جمعوها بتنظيم بضع أمسيات وعرض أزياء.
أم نساؤنا المحبات للكلاب اللواتي يضربن عن الطعام ضد حملات البلدية للتخلص من الكلاب والقطط في الوقت الذي يموت فيه الآلاف من الجوع، والفيضانات والجفاف والحروب في أرجاء العالم كافة.
إن لم تكن هؤلاء، يمثلن المرأة التي نقصدها، ترى هل المرأة "المثقفة" التي تختار العذوبةالعزوبية و الحرية الجنسية التي تمثلها؟
كلا لسن هؤلاء. ما عدا التشابه الجنسي لا يربطهن أي رابط مع المرأة التي نقصدها، وليس هناك أي توجه مشترك بينهن، لهن عالم آخر، قضاياً ولغة أخرى لا داعي للذهاب بعيداً، لنستطيع إيجاد جذور هذا التمايز في الإسلام والدولة العثمانية التي كانت مجتمع أمة.
 
المرأة في الدولة العثمانية
قيمت الدولة العثمانية المرأة كما المجتمعات الإقطاعية للغرب-بمقياس الإنجاب فقط ليس من حق المرأة أن تكون وصية على أولادها، أو الطلاق، كانت مجبرة أنان تكون تحت سيطرة الزوج أو الابن أي سيطرة رجل ما بأي شكل من الأشكال، الشريعة الإسلامية لم تكن تجيز إلاكثر بعد من ذلك، حتى خروج المرأة إلى الشارع، وإلى أين تنستطيع الذهاب أو لا تنستطيع كلها نظمت بأوامر لا تستطيع مرافقة أي رجل لو كان والدها، أو المرور بشوارع معينة، غرف الحرملك والسلاملك والحريم، الضيافة، وصلت حتى إلى داخل السفن وعربات الترام.
مزوداً حركة الإصلاح الاجتماعي عندما وقفوا ضد قانون المرأة هذا، مثلما في كل الأمور الأخرى بحثوا الموضوع بأجراء مقارنة بينهم وبين الغرب، وانهم لم يستطيعوا العمل على تحرير المرأة، ولكنهم عملوا على أن للمرأة في المجتمع وجوداً حياً وعاقلاً على الأقل.
الحكومة الدستورية في 1908 استطاعت الإتيانالاتيان بإصلاح جزئي لوضع المرأة في المدينة فقط بذا استطاعت الخروج إلى الشارع بسهولة أكبر ولف عباءتها حول عنقها، والدراسة في مدارس محددة، فحركة الإصلاح الاجتماعي والحكومة الدستورية لم تستطيعاً فتح الطريق أمام أية تغيرات في قانون المرأة في المناطق الريفية.
فالحرب الامبريالية الاولى (فالحرب العالمية الأولى) كانت مرحلة حصول المرأة على أكبر قدر من الحرية والحركة في الدولة العثمانية، هذه الدولة المحتاجة إلى قوة العمل بدأت بتشغيل المرأة المحجبة في مصانع السلاح والنسيج، وسلمت للمرأة مهاماً في مؤسسات وسائل الاتصال، وتبادل المعلومات، والمستشفيات وغيرها من المؤسسات، ان الدولة العثمانية التي لم تقيم المرأة أكثر من كونها تنجب الأطفال وتربيهم، تحت ضغط الصعوبات أقدمت على الإخلال بالشريعة الإسلامية
عبر زج المرأة في الحياة الاجتماعية، ولكن مع ذلك لم يحدث تغير في القانون السياسي والاجتماعي للمرأة.
هذا هولأن نصيب المرأة من التاريخ العثماني، ان المرأة المحجبة التي حبسها التعصب الديني داخل جدران البيت وفرض عليها التميز، والتي كانت ترى الشارع من وراء المشربية، شهادتها لم تكن مقبولة في المحكمة، وحتى الكلام لم يكن مسموحاً لها إلا بإذن. باختصار ان المرأة في المجتمع العثماني كانت عبدة للبيت.
وعلى الرغم من سلوك التعصب الديني العثماني إلا أن الحركة الديمقراطية البرجوازية في أوروبا استطاعت التأثير على المرأة أيضاً، وجدت صدى لدى المرأة من الأقليات القومية بشكل خاص.
فالمرأة المحجبة على وضعها الاجتماعي بدأت بالسفور ولبس الملابس الغربية، وخلقن أزمة بنشرهن لصورهن في وسائل الإعلام، وبدأن بإصدار الصحف والمجلات وكذلك خصصت زاوية للمرأة في معظم الصحف وقام الاتحاد والترقي بإنشاء المجمع النسائيجريدة "الأحمر الأبيض" وطلب قبول المرأة كعضو مراقب في المجلس عام 1908 الذي تظاهرت المرأة أمامه بالبالأإعلام والشعارات، أما الذين كانوا متأثرين بنظرية الانثويةمساواة الجنسية قاموا بالدعوة تحت شعار "الحكومة الدستورية كانت حكراً على رجال معينين ونحن أيضاً أنقذونا من الأسر".
ولكن كل هذا لم يصل إلى الشعب عبر المتنورين ولا إلى المرأة القابعة خلف المشربية عبر المرأة المتعلمة، ولم تسدهي المسافة الفاصلة بين الوسطين.
 
بطلة حرب التحرير لم تستطع تحرير نفسها
ان المرأة التي كانت تحمل قذائف المدافع على أكتافها وتسير خلف العربات الخشبية وتأخذ طريقها نحو خط المواجهة في جبهة الحرب بشجاعتها وتضحياتها استطاعت إحراز مكانة محترمة، لكن المرأة ربة البيت، المعلمة، الحاملة للقذائف والطعام إلى الجبهة، العاملة على إسعاف الجرحى، لم تشعر بأنها خطت خطوة مهمة في كسر طوق الاضطهاد، أما بالنسبة للمرأة في المدينة صاحبة الحظ الأوفر من ناحية الثقافة بالمقارنة مع المرأة الريفية، باسم "المعاصرة" و"تقليد الغرب" قد فقدت هذه المكانة المحترمة التي تم إحرازها في السابق لم تأخذ من المرأة الغربية سوى السلوك الاستهلاكي فيها، وبمرور الزمن "أصبحت مرتبطة بالرجل أكثر فأكثر.
إن بطولة المرأة والإيجابيات التي أظهرتها فرضت مناقشة وضعها الاجتماعي رغم رفض الرجعيين، وبدأت الحكومة البرجوازية الصغيرة بإعلان إصلاحاتها المقبولة جداً التي بقيت حبراً جداً على ورق إلى الآن، فالغاية لم تكن الاعتراف بحقوق المرأة وتوسيع حريتها وإنما كانت توجيه الضربة إلى القيم الإقطاعية في سبيل تثبيت النظام البرجوازي، وهكذا فالمرأة في القانون المدني جعلت مواطنة من الدرجة الثانية بعد تخليصها من عبودية الشريعة فبهذا القانون امتلكت حق الطلاق ومنع تعدد الزوجات، والحصول على حصة مساوية لحصة الرجل في الميراث وعدم الاعتراف بعقد القراآن العرفي، بهذا الشكل خرجت المرأة من ظلام الإقطاعية ولو في بنود القوانين.
القانون المدني معترفاً بتفوق الرجل أعلنه رئيساً للعائلة، عمل المرأة مرتبطاً بموافقة الرجل، وكان عليها السكن في البيت الذي يراه الرجل مناسباً لها.
وان تغير الزي الذي رافق صدور القانون المدني لحقه الاعتراف بحق المرأة في الترشيح والانتخاب، كما يعتبر خلق برجوازية قومية هو ضرب من الخيال، فأن تغير القانون الاجتماعي للمرأة هو خيال أيضاً، ان المرأة بعد قيام الجمهورية لم تستطع تجاوز ما حصلت عليه بالضغط من الأعلى من إمكانات التعلم والجلوس على مقاعد البرلمان، بدون شك استطاعت المرأة نيل الحقوق والتربية وفي المقدمة التعليم، بما لا يقاس بالمرحلة العثمانية.
ان المرأة في بلد يعتقد بأنها نالت فيه الاعتراف بكل حقوقها والمساواة في القول فقط. ما كانت لتستطيع كسر طوق قانون الصمت والاضطهاد والتحقير، لم يستطع تغطية وستر هذه الحقيقة لا أبناء مصطفى كمال المعنويين، ولا نساء رجال الدولة اللواتي اعتبرن الرقص في مراقص الجمهورية مثل النساء الغربيات مهارة كبيرة.
ان دكتاتورية البرجوازية الصغيرة هي قصة عدم تحرر المرأة رغم وجود حقوق المرأة بهذا الشكل أو ذاك، شوهد عدم كفاية منح الحجاب للأا شراك المرأة في الحياة الاجتماعية، فبدون رفع الراية على أساس طبقي ضد التخلف الثقافي والايديولوجي، لن تستطيع المرأة الحصول على مكانها الحقيقي في المجتمع، وان الأسبقية في إعطاء حقوق المرأة بين الدول لم تكن قادرة على تغير القانون الاجتماعي للمرأة لأن المرأة التي نالت المساواة دستورياً لم تكن قادرة على قراءة الدستور.
ومع بدء الرأسمالية بالتطور في تركيا حدث تغير كبير في دور المرأة في الإنتاج والحياة الاجتماعية خرجت من بيتها، وحصلت على إمكانات التعرف على الحياة، وزادت ثقلها في الحياة السياسية، لكن هذا لم يغير في نظر الإنسان العادي من مكانة المرأة التقليدية والدور الذي يقع على عاتقها. لقد كان الإسلام - الذي يحدد القيم الأخلاقية والأحكام الأخرى في المجتمع - ينظم العمل على أساس الجنس.
أما أحكام القيم التقليدية فقد ارتأت للمرأة الأمومة وأمور البيت، أما للرجل فقد ارتأت تأمين معيشة العش الاسري، وحماية عائلته.
وهكذا فان المفهوم والايديولوجية السائدة، كانا من بين أحد العوامل لرئيسية المانعة لأخذ المرأة دورها في الحياة. الإجتماعية من جهة مشاركتها في اللانتاج الاجتماعي.
ان المرأة القادمة إلى المدينة بعد الانسلاخ عن البنية المغلقة للريف والاضطهاد التقليدي للدين والتقاليد، دخلت هذه المرة تحت تأثير الثقافة المنفسخة التي أملتها الامبريالالية فالمرأة المدنية التي حصلت على التعلم هي الأخرى عاشت صيرورة مشابهة، فمن جهة أخرى إن الإمبريالية دفعت بالمرأة إلى العمل للمساهمة في معيشة عائلتها في مجتمع يستهجن عمل المرأة، أما سكنة البيوت غير المرخصة اللاتي ضعفت علاقاتهن بالريف، ولم يعدن يحصلن على المساعدات من القرية توجهن فرادى وأزواجاً أما إلى المعامل أو إلى حديقة التأمين للعمل كخادمات في البيوت لأن الرجل لم يعد قادرأ على تحمل عبء معاش العائلة.
بدون شك فالعوامل التي تدفع اليوم بالمرأة إلى العمل قد سحقت كل تلك المفاهيم الرجعية التي كانت تستهجن عمل المرأة، وان هذه الصيرورة قد فتحت الطريق أيضاً لتطور وعي المرأة وفعاليتها في الحياة الإجتماعية.
 
نساؤنا الأمهات
"لا تحجب العصي عن ظهر المرأة، ولا الجرو من بطنها".
ان هذا القول عندما يتردد على لسان الطبقة المتمدنة، المتعلمين، ويقوله قاض بصوت عال مع أنه قول ضعيف لكنه يثير الحفيظة. ان هذا القول الذي يتردد على لسان المتعلمين والطبقة المعتبرة نفسها متمدنة، عندما قاله قاض بصوت عال لقي ردود فعل ضعيفة. مع الأسف أنه يعبر عن قانون المرأة الأساسي في المجتمع وان إحتقار وزير الصحة صفة الانجاب في المرأة بتشبيها بالقطةكلب حين قال "لتكف عن الانجاب" يشير إلى عدم التقدم بما فيه الكفاية في موضوع المهام الإجتماعية للمرأة عندنا، لو كان عكس ما ذكر لما استطاع ذاك القاضي إطلاق حكم كهذا من على كرسي المحكمة، ولا هذا الوزير كان يستطيع البقاء في منصبه يوماً آخر، ولكن أحداً لم يظهر أي رد فعل يذكر ضدهما، وفعلا فعلتهما دون أن يحاسبهما أحد.
ان نساءنا ان كانت عاملة أو فلاحة أو موظفة أو تعمل في أي مجال آخر فهي أم قبل كل شيء وخادمة للبيت، فعندما لا تعمل تكرس جل وقتها لخدمة البيت، وان كانت تعمل فهي تكرس ساعات بعد العمل لبيتها.
ففي مجتمع تحتقر فيه المرأة العقيمة، ورغم الكثير من اللغو حول التكريم الذي تلقاه المرأة الام، فان كل هذا اللغو مجرد ثرثرة لا أكثر، ماذا يقدم المجتمع للمرأة التي تشعر بشعور راقٍ مثل الأمومة؟ وهل هناك أية جهود من قبل الدولة للمشاركة في تخفيف الحمل عن كاهل المرأة الأم؟ ما الذي يعتبر احتراماً في حياة المرأة الأم، هل استيقاظها المتكرر في الليل من أجل طفلها، أم حملها الذي زاد مع العناية بطفلها؟ أم عدم قدرتها على شراء اللحم والحليب والبيض لطفلها، وعدم إرضاعها لطفلها من صدرها لجفافها من سوء التغذية، أهو التعبيرعن الاحترام الذي تلقاه؟
نحن سنجيب: لاشيء! ما عدا التصريحات التي تبدأ بالقول "ان أية دولة اخرى لم تقيم المرأة بالمستوى الذي قيمته الجمهورية التركية للمرأة التركية"، ليس شيء آخر أبداً أليس المقصود بالمرأة التركية المعلمة.. المرأة التركية، الكردية، والاظية، والشركسية؟ هل همن على وعي من حقوقهن الموجودة في القوانين؟ ألسن من اللواتي يقبلن على مضض بالزوجة الثانية في منزلهن في أكثر الأحيان، ألسن من اللواتي تكم أفواههن، وتلطم وجوههن، وتقيدن بالسلاسل عند الاعتراض على اتخاذ زوجها امرأة عشيقة له؟ ألسن همن نساءنا اللواتي يشرن بالقول: "ضرب الحببب زبيب"، إلى الاحترام الذي يلقينه من أزواجهن الذين يضرر بهن؟
فهل المرأة التي "تتلقى أقصى التقدير" هي تلك التي تطرد من المصنع الذي تعمل فيه كونها حاملاً أم تلك التي لا تجد دار حضانة لتقبع أطفالها فيها؟ فهل المرأة المحفوظ قدرها هي تلك التي تستيقظ، منذ ساعات الفجر الأولى ترسل أولادها إلى المدرسة، ومن تسرع الخطى في الشوارع إلى اسواق تأجير العمال، أم تلك المرأة الكادحة التي تعيش في البيوت غير المرخصة؟ أن لم تكن هؤلاء مهن المرأة التركية، ترى هل هي تلك التي يهدم بيتها غير المرخص على رأسها؟ فمن هي المرأة التركية يا ترى؟
كثيراً ما نقرأ في الصحف حول قيام فتيات بأعمال مسيئة من أجل الاستمرار في الدراسة الجامعية، وأخريات يجبرن على معاشرة رب العمل في مواقع العمل، فالحقائق المتعلقة بما سبق ذكره التي يوردها علماء الاجتماع تبين التقدير الذي تتلقاه المرأة في تركيا.
ان النظرة الطبقية تكمن تحت جميع الديماغوجيات التي هي سبب عدم اعطاء التقدير الللالأزم للمرأة، فالحقائق حتى وان رفضتإ إالا أنها مؤلمة وملفته للنظر، وهكذا فالوضع الذي تعيشه المرأة عندنا لا يمكن التعبيرعنه الا بشكل مؤلم وملفت للنظر وان الكثير من الفتيات اللواتي يتم تعليمهن لتكون "زوجة مثالية" وتحضير جهاز العرس لهن مازلن يتزوجن عن طريق الخاطبة، ويتم بيعهن بمقدم الصداق.
وإن وضع المرأة المدينة التي كل ثقافتها لا تتعدى تشويهات الروايات المصورة والتي لا تستطيع تجاوز العالم الآسر والفاسد للتفلفزيون، ليس مختلفاً عن وضع المرأة القروية فإن المرأة التي ضغطت حياتها في مساحة ضيقة إلى أبعد الحدود، أصبحت في وضع عدمت فيه تماماً إمكانات تطوير انفسهن فالمرأة التي تخصص كل وقتها الفائض بعد ساعات العمل للعناية ببيتها.
كيف تستطيع تطوير نفسها؟ حتى ان المرأة التي تريد الحصول على أسباب معيشتها لها قضايا كثيرة إلى درجة لا تستطيع معها القيام بخطوة واحدة في تطوير نفسها، لقد وقع كل الحمل من الانجاب في أحدى المستشفيات حتى تغذية المولود، من العناية به حتى قضايا الحضانة، الروضة، التعليم والصحة، كل هذه القضايا تقع على كاهل المرأة ،فالمرأة في: تركيا ترزخ تحت ثقل كل هذه القضايا.
 
المرأة العبدة بالاجرة
ان المرأة التي كان عملها أمراً معيباً، وكان ينظر إلى العاملة فيها "نظرة سسيئة" احتلت اليوم مكانها في الحياة العملية بشكل كبير.
ولكن لا يمكن القول بحدوث تطور كبير بنفس الحجم في قدراتهن وجوانبهن الادارية لدى المرأة التي تأخذ مكانها أكثر فأكثر في الحياة العملية مع مرور الزمن، لأن المرأة في بلدنا تستخدم في الأعمال المتخلفة تكنلولوجياً والبسيطة التي لا تتطلب تعليماً خاصاً ووعياً تقنياً تكتيكياً وتجربة وان هذا الأمر يعيق استخدام كل قدراتها.
فالمرأة التي تعمل منذ القدم في الأعمال التقليدية مثل صناعة السجاد والبسط والخياطة في المدن الصغيرة والقرى مع تطور الرأسمالية والهجرة إلى المدن بدأت تعمل في الميادين التي تستخدم فيها النساء بشكل واسع مثل الصناعات الغذائية والنسيج، والحلويات، ومراسلة وفي المقدمة الخدمة في البيوت، معظم النساء اللاتي تعملن بدون ضمان أو عضوية نقابية، دون أن تملك أي ضمان عمل إجتماعي تشكل القسم الذي يتعرض إلى إستغلال أكبر، وان هذا الإستغلال أكثر كثافة في الورش والمعامل الصغيرة التي تشغل الصبايا وحتى الفتيات الصغيرات.
فالمرأة التي تنزح من القرية إلى المدينة، وتخرج من البيوت غير المرخصة في المدينة إلى موقع العمل في مركز المدينة لا هي عاملة ولا فلاحة، أما المرأة التي هي مرحلة التحول من القروية إلى العاملة توجه اهتمامها إلى الحياة البرجوازية في المدينة، ان واجهات المخازن المبهرة، والصور الملصقة على الجدران، ولوحات الاعلانات، الراديو والتلفزيون، الروايات المصورة، صفحات الصحف والمجلات الخاصة بالمرأة، المسلسلات البيضاء والمسلسسلات الزهرية،  والسينملات الحمراء، والسينماا...، وما شابه ذلك، كلها تقول للمرأة وتدعوها باستمرار تجاوزي طبقتك! عاملات صغيرات السن يناقشن موديلات الأزياء الحلويات، بين غبار الورش، وفي مصانع البسكويت والشكولاتا المملوءة بالروائح الثقيلة، حتى وان تكن الأجرة التي تأخذها قليلة الا أنها تسد جزءاً من مصاريف شراء أدوات المكياج والموضة، الروايات المصورة، وصفحات المجلات لقد تغير عالمها لكنه لم يجلب لها السعادة، ولم تستطع تجاوز طبقتها، وأن عدم حصولها على شاب يملك سيارة فارهة ينتظر رجوعها من العمل، جعل أزمتها أكثر تعاسة، وإن هذا البحث أحياناً يوقعها في براثن سماسرة النساء ان نظاماً كهذا يمكنه أن يرسم طرقاً عديدة "للتحرر" البغاء، الانتحار، الأمراض النفسية.
ان قصة المرأة البرجوازية الصغيرة لا تنتهي بخاتمة أكثر سعادة من سابقتها، رغم تنوع مشاربها التي توسعت حتى وصل عددها مئات الألوف من معلمات ومهندسات ما زالت تعتبر ذات دور من الدرجة الثانيه، وإن عالمهن لا يتجاوز البيت وموقع العمل، أو أنهم لا يقدرن الخلاص من الاستعباد حتى ان الاف النساء اللواتي إمتلكن مهنة ما بعد التعليم العالي يفضلنيغفلن تعليق شهاداتهن على الجدار والبقاء كربة بيت.
طبعاً ان كل هذا يسد الطرق المفتوحة في أفاق المرأة المتعلمة.
أما الموضوع الأقل نقاشاً وتداولاً من كل هذه القضايا هو قضية المرأة العاملة في وقت يعتبر قصر إجازة الأمومة، وعدم وجود غرفة إرضاع وحضانة في مكان العمل، قله الزيادة المضافة على الراتب عن كل طفل، والقضايا الأخرى المتعلقة بالتأمين، النقابة والضمان الإجتماعي من القضايا الأساسية للمرأة، يضاف إليها الأعمال الأخرى التي لم يتقاسمها بقية أعضاء الأسرة فيثقلون بذلك كاهلها، لهذا المفهوم فبدون وضع المرأة يعتبر العمل بالنسبة لها زيادة في الثقل الذي تتحمله.
 
المرأة الفلاحة: "التي مكانتها تأتي بعد مكانة الثوربقرة على المائدة"
المرأة التي "توقد الموقد" ويتم الزوج عليها للمرة الثانية وتزويجها في سن مبكرة، تعزلف وتجمع التبغ والقطن، والتي مازالت ترزح تحت ظلام القرون الوسطى هي المرأة الفلاحة بعد 60 سنة ونيف من اكتساب القانون المدني للشرعية.
أنها تحت الاضطهاد الروحي الذي تشكله الأحكام الدينية والتقليدية، تعتبر قبل
كل شيء رقيق العائلة، إنها عاملة العائلة، تنجب الأطفال وتربيهم وتخدم ذكور العائلة وعندما يكون الرجال يلعبون في المقهى تكون هي في الحقل والبستان والمزرعة كعمل إضافي لكل ما تقوم به.
وكما هو الحال في العالم في تركيا أيضاً للمرأة أكثر من نصف الانتاج الزراعي ياتي عن طريق جهد المرأة الجهد المبذول في الانتاج الزراعي، إنها تظل تعمل حتى تفقد القدرة على العناية بنفسها أو الاتيان بأي عمل آخر، تذهب بالحافلات من قرى كردستان إلى جوكوراوا وسهل و سوكا أوراس تجمع القطن والزيتون دون ان تذوق طعم زيت الزيتون أو تلبس ثوباً، إنها العاملة الزراعية الأقل أجراً، اولاً هي اسيرة السماسرة الذين يطلق عليهم اسم الشاويش أو السفير، وثانياً هي أم في الكوخ الواقع طرف الحقل، المسحوقة والتي تضرب من قبل الزوج أيضاً.
ان نسبة الأمية61% في تركيا تصل إلى90% في كردستان، ويضاف إلى كل هذا عذاب عدم السماح لها باستخدام لغتها الأم.
يحرم الدين تعليم المرأة، والذي يقوم بتبديد الغشاوة عن بصرها يعتبر أثماً حتى وإن يكن قد تم تجاوز بشكل كبير عدم إرسال الفتيات البالغات سن التعليم الابتدائي، إلا ان التعليم لم يصل ابداً إلى مستوى القدرة على تنوير المرأة، وفي النواحي التي تكون الطرق الصوفية فاعله في صفوف صغار ومتوسطي الفلاحين ترسل المرأة إلى دراسة القرآن حيث يتم فحصهن بالصمت وعدم الدفاع عن حقهن، والطاعة، إنها مضطرة لأخذ موافقة زوجها حول الادلاء بصوتها في الانتخابات، وفي إختيار ملابسها، وموعد خروجها من المنزل، عليها الجلوس على المائدة بعد الرجل والقيام منها قبله!
باختصار تتععبرض المرأة في المناطق الريفية إلى كل أشكال الاضطهاد التي يمكن أن تخطر على البال فالمرأة واقعة تحت إستغلال ثقيل من الناحية الاقتصادية، انها من جهة عبدة داخل العائلة. ومن جهة أخرى تتعرض إلى المهانة من قبل الثقافة البرجوازية، فبسبب دعم البرجوازية الاحتكارية لأصحاب الطرق الصوفية، وذلك بالاتفاق مع المهمنيين على الريف، أصبح، ترك الأحكام الدينية والتقليدبة أمراً في غاية الصعوبة، ان هذه اللوحة بدون نضال مشترك من قبل الكادحين نساءً ورجالاً لا يمكن أن تتغير أبداً، وان وضع المرأة الريفية هو شاهد على ضرورة الوعي والحقوق الديمقراطية في تركيا التي وقعت في الثمانينات على معاهدة "منع كافة أشكال التمييز ضد المرأة".
 
المرأة كبضاعة للمتعة الجنسية
ان القاء نظرة على الصحف اليومية، اللوحات الدعائية والسينمائية والبرامج الموسيقية الترفيهية في التلفزيون، يكفي لمعرفة الطريقة التي ينظرون بها إلى المرأة. في بلد تستخدم فيه الاجزاء العارية من المرأة حتى عند نشر اخبار حوادث السير في الصحف، والاخبار المتعلقة بغلاء المعيشة، يجب ان يكون تقيم المرأة كمجرد بضاعة جنسية أمراً جليا لا لبس فيه. اننا نعيش في بلد يعلن فيه من قاعة البرلمان عن وجود 400 ألف عاهرة في اسطنبول وحدها. وتوضعح فيه الجرائم الجنسية في الزوايا الرئيسية للصحف وتحرض فيه الانحرافات الجنسية بشكل غير مباشر.
ان اسطنبول المرشحة ان تكون لبنان الشرق الأوسط وان مراكز اللهو، ولعب القمار، وا لفنادقء، والمراكز السياسية التي خططت اقامتها في المناطق الحرة التي جعلت منها أراضي لل إمبريالية تشير إلى الخطر الداهم. قالمدن التركية الساحلية يتم تحضيرها الان كهافانا باتيستا في تايلند وفلبين. لقد تحولت تركيا إلى بلد حولت فيه الشابات وحتى الفتيات الصغيرات إلى ادوات للسياحه الجنسية وذلك من أجل تنشيط السياحة. ان السلطة الفاشية التي تستخدم درع الاسلام تطبق هذه السياسات قدر المستطاع. وتقوم دولارات البرجوازية الاحتكارية بفتح نواد للعراة على سواحلنا.
ففي مرحلة حزب الوطن الأم الذي هو امتداد للطغمة الفاشية التي كانت باسم حماية صغار السن ما دون 18 عاماً، تتظاهر بالحرب ضد تجارة الرقيق الابيض بفرض غرامات تصل إلى المليارات، وتمنع هذه التجارة، لقد وصلت تركيا إلى هذه النقطة في بلد ينشر فيه رجال الدولة أوسع فظائعهم في زياراتهم إلى الشرق البعيد والذي هو سوق لشراء المرأة. وكما يأتي باستمرار في تقارير جهاز المخابرات القومية، ويتم التقدم فيها بطلبات مقززرة لزوجة شخص تقدم بطلب التعين في وزارة العدل. لا يمكن للاوليغاركية ان تقوم باصلاح وضع المرأة أبداً. فالمرأة بالنسبة للاوليغاركية عدا إستغلال كدها، تعتبر مصدراً للضرائب المفروضة على البغاء. تركت المرأة بدون هوية في تركيا التي سجلت فيها سماسرة البغاء أرقاما قياسية حينما كان الفقر يتفاقم أكثر فأكثر حتى عمل جميع أفراد العائلة لم يعد يكفي لتدبير أمور معيشة العائلة، وتدفع بالنساء إلى البغاء. ففي مرحلة تفاقم فيها الفساد الاجتماعي تدفع بالنساء ضعيفات الشخصية إلى البغاء العلني أو الخفي وذلك بتوجيه إهتامهن إلى الحياة البرجوازية عبر الثقافة العقيمة للمسلسلات الأمريكية التي تعرض في التلفزيون. ليست فقط البغاء وإنما الانحرافات الجنسية، وتناول المخدرات أخذة في التزايد كنتيجة طبيعية لكل ما ذكر.
بالاضافة إلى تزايد الفقر والبغاء هناك شيء آخر غير منظور وهو تبادل الزوجات وخداعها، والجنس الجماعي... الخ بين البرجوازيين الذين تزين اخبارهم صفحات الاعلام، والذي يتلقى التشجيع كنوع من المعاصرة بين الطبقات الثرية في المجتمع، ويصبح وسيلة دعاية للاعلام البرجوازي، فالمارسات التي تجرم كفعل زنى في الأوساط الفقيرة، في الأوساط البرجوازية، يتم تشجيعه تحت عنوان الأزواج السعداء، ويصفون عدم تبادل الزوجات بالتخلف عن ركب التطور، فالبغاء موجود داخل الحياة الزوجية البرجوازية التي ليست لها أي معنى خارج تقاسم الأموال المنقولة وغير المنقولة، الثروات والميراث يتم سترها على إنها المعاصرة والتحرير وان الأقحوانيين والليونيسون تصبع مظاهر تصقل وجه النظام.
لا تستطيع المرأة تخطي كونها مجرد متاع جنسي بأي شكل من الأشكال، وان الفاشية اليوم بتركها المرأة بدون زواج تعمل على افسادها.
 
لو أنهم مربوطون إلى السماء بالسلاسل يجب علينا أن ننتصر
(كلارا زتكين)
احد المخابرين الذي كان يتابع احداث كومونة باريس 1871 هكذا قال:
"لو كان الشعب الفرنسي يتكون من النساء فقط، أي شعب مرعب كان سيصبح".
 أكثر من 10 آلاف امرأة باريسية معظمهن عاملات شاركن في الصفوف الثورية قبل 20 عاماً من ثورة 1789، هذه المرأة في عام 1871 كانت تقاتل من أجل كومونة باريس، بعد مئات السنين من بطلة التحرير جان دارك، كانت النساء البطلات الجدد يصبحن رمزاً للنصر، كان بيجب على البرجوازية التي تريد دائماً رؤية دور المرأة بعد الرجل، ان تخفي مثل هذه النماذج، وقد اخفتها فعلاً، لم تكن البرجوازية تريد أيه حركة تقود إلى تحرير المرأة، لهذا السبب حاولت اسدال الستار على بطولة، وتضحية واصرار المرأة في الثورة، علماً ان المرأة البرجوازية على امتداد تاريخها لم تأتي بمثل هذه البطولات، ان أي رجل برجوازي لم يقيم زوجته أكثر من قطعة أثاث تزين منزله في زمن الحرب والسلم، أما الماركسيين اللينيين الذين كانوا يريدون، إكساب المرأة الاحترام، بذلوا الجهود بخلق الوسائل الكفيلة بذلك، فاعطوا لاتحاد المرأة مكاناً في الاممية الأولى، في البدايات الأولى ادخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني "الماركسي" مساواة المرأة بالرجل ضمن برنامجه، وبإعلان الأممية الثانية 8 آذار يوماً عالمياً للمرأة الكادحة أظهرت الأهتمام الذي تبديه لقضية المرأة.
لقد أخذت المرأة الكادحه مواقع فعالة في جميع الثورات وان كل من روزا لوكسومبرغ، وكلارا زتكين، الكساندرا كولانطاي، كروبسكايا أصبحن رموزاً في الثورات الاوربية وا لسوفيتية.
وكانت المرأة هي من حققت في 8 آذار يوم المرأة العالمي، أول إنتفاضة في إسقاط القيصرية عن طريق ثورة شباط سنة 1917، فقد خلقت بطلات جدداً مثل جينا لابوارا، ايدا كراستوتشكوفا وقام الأديب الكبير مكسيم غوركي بتخليد المرأة في الثورة السوفيتية عن طريق رواية الأم.
ليس في الثورة فقط، وإنما قامت المرأة السوفيتية بإداء الواجب الملقى على عاتقها في حماية الوطن أيضاً، ان المرأة السوفيتية التي دافعت عن الخطوات الاشتراكية في تحرير المرأة، والتي زجت بكل أشكال طاقاتها في جميع الميادين من المكننه إلى أمور الإدارة والقيادة في المجتمع الجديد، اشتركت بالقتال في صفوف الجيش الأحمر، وأنه حينما كانت الملايين من النساء يحاربن في المحاصرة من قبل فاشية هتلر، كانت الالاف من أمثال تانيا - اللواتي كن يخضن الحرب السرية في الأراضي المحتلة - ينزلن ضربات متلاحقة بالفاشيين، وهكذا فان شاعرنا الكبير ناظم حكمت تحدث عن المرأة السوفيتية المقاومة ضد الفاشية في قصيدته "تانيا" فالذين إشتركوا بنسبة عاليه في الجبهات المعادية للفاشية في إسبانيا، وفرنسا والنمسا كانت المرأة أيضاً، فالنساء اللواتي حاربن في صفوف الجمهورية، أظهرن بأن إسبانيا ليست سوئ "جرس، مثشال ووردة"، وكتبن على كل شبر من تراب إسبانيا (no pasaranنورباساراتي) أي ليست معبرا للفاشية، أما حركة المقاومة الفرنيسة فقد خلقت نساءاً من أمثال كوري اللواتي بنضالهن أصبحن مفخرة للعاملين في المجال العلمي، والنساء المثقفات، أما النصيرات البلغاريات تخلدن في ميتكا كريفيجانا.
حتى ان الثورة الصينية والفيتنامية مديونة بالشيء الكثير للبطلات اللواتي قدمن تضحيات جسيمة، وانهن كن من بين الذين يعملون مثل النمل في الانفاق الممتدة لآلاف الكيلومترات تحت الأرض، واللواتي يحاربن في صفوف الوحدات المقاتلة، والموافقة، وانهن أيضاً كن من بين الذين في المزارع والمصانع نهاراً، ويحملن السلاح ليلاً، وأنهن بروحهن القتالية هذه تخلدن في نكويدان يبهثيىي دنيغه التي أصبحت نائبة القائد الأعلى لجيش التحرير للفيتنام الجنوبية.
ان الماركسيين اللينيين الواثقين من المرأة التي أثبتت بانها منتجة قد أظهروا روحها الخلاقة والمناضلة، وان كاسترو هو من طلب تشكيل مفرزة ماريانا كراشاليس المتكون من النساء المقاتلات، وكم من نساء بطلات تم خلقهن من جديد من أمثال هايدي سانتماريا، اورسيليا دياز بايز، سيليا سانشيز وفيلما اسبين اللاتي إشتركن في غارة مونكادا، وان المرأة النكاراغوية التي اتخذت من المرأة الكوبية مثالاً لها، تسامت في معركتها بنفس الشكل، وكسبت التقدير، فكل من نورا استوركا التي اوقعت الجلاد بيريز فيغ الملقب "بالكلب"، وماريصون كاستللو ابنة صاحب المنزل التي رتبت مداهمة السانديينين لسفير أمريكا خلال تناوله الطعام قتل والدها ماريصون أيضاً في هذه المداهمة، ودورا ماريا تللاس القائدة الثانية في الهجوم على القصر الشعبي، ولويزا اماندا اسبينوزا الشهيدة الأولى للثورة في نيكاراغوا، والعجوز ماريا لينديا المناضلة منذ فترة ساندينو، كل هؤلاء أصبحن شرف المرأة النيكاراغوية، وكتبت الأغاني لفتيات ساندينو اللاتي تركن عشاقهن من أجل "عشق الشعب كله" لأن هؤلاء بطلات بمعنى الكلمة،
وحتى عندما كن يحاربن في أقسى الظروف على الجبال، كثير من الأحيان رسائلهن التي بعثن بها لأولادهن أصبحت وصاياهن لأولادهن، ان ايدانيا فرنانديز البالغة من العمر 24 عاماً هكذا قالت في رسالتها إلى ابنتها قبل شهر من قتلها بيد القتلة المأجورين لساموزا.
 
8 آذار 1979
"ابنتي العزيزة
اليوم نحن وجميع الناس أولاً في نيكاراغوا، وثم في أمريكا اللاتينية، وفي جميع بلدان العالم، نعيش مرحلة مهمةً جداً من أجل الآخرين في كل مكان.
فالثورة تنتظر التضحية من كل واحد منا، أما بالنسبة لوعينا نحن نريد أن نكون أفراداً نموذجيين على طريق إعادة هذه المرحلة قدر الإمكان.
في يوم ما، يوم ليس بعيداً كثيراً، آمل بأننا، وأنت وكل الناس سنعيش في مجتمع حر نكبر فيه بالشكل الذي يليق بالانسان كأخوة وليس كأعداء، كم كنت أريد التحدث اليك وأنا أضع يديك في راحة يدي، وابتسامات الناس عند المرور في الطريق، وقهقهات الأطفال. مشاهدة الوديان الحدائق. ونحن نضحك بفرح كلما رأينا بأن شعبنا يكبر مثل الأطفال السعداء، ونترقب تحولهم إلى إناس جدد بوعي المسؤولية تجاه كل الناس وفي كل مكان.
أنت أيضاً يجب أن تتعلمي قيمة جنة الحرية والسلم الذي ستتذوقينه هكذا أقول. لأن خيرة شعبنا الشجاع بحب الشعب وبكل رضا ومحبة قدموا دماءهم الثمينة من أجل الأجيال القادمة والأطفال الذين هم على شاكلتك، ومن أجل الحرية والسلم فالكثير من الرجال والنساء في نيكاراغوا ضحوا بحياتهم لكي لا يعيش الأطفال والرجال والنساء في البؤس وتحت القمع.
أقول لك هذا الكلام في رسالة لأنني ربما لن أستطيع أن أقوله لك وجهاً لوجه، أو ربما لن تجدي من يقوله لك فالأم ليست تلك التي تنجب وتنظر إلى وليدها فقط الأم تحس بآلام جيمع الأطفال. وكأنها حملتهم جميعاً في بطنها أكبر أمنية لي هي أن تصبحي في يوم ما أما حقيقية يملأ قلبها حب الإنسانية وتعرف كيف تدافع عن العدالة وتحميها من أولئك الذين يدوسونها كائناً من كان.
فمن أجل أن تكوني إنساناً بهذه الصورة، اقرئي واهضمي أعمال القادة الكبار لثورتنا وثورة البلدان الأخرى واتخذي أحسنها نموذجاً تقتدينه وطبقيها دائماً لكي تطوري بإستمرار وانني واثقة بأنك سوف تفعلين هذا وستنجحين فيه. وان هذا يبعث في نفسي سعادة كبيرة.
لا أريد أن أترك لك كلمات ووعوداً وأحكاماً أخلاقية فارغة المحتوى. سأترك لك موقفي (رغم عدم معرفتي بأنه أحسن ما يمكن) وموقف أخوتي السانديين إزاء الحياة.
أنني واثقة بأنك سوف تعرفين كيفية استخدام هذا.
نعم إأبنتي الحبيبة، أذا ما قدر لي أن أراك -مازال هناك مثل هذه الأمكانية -سوف نتحدث طويلاً عن الحياة والثورة إننا نعمل كثيراً من أجل اداء المهام الملقاه على عاتقنا نعرزف القيثارة ونغني ونرقص معاً هكذا نتعرف على بعضنا البعض أكثر. ونتعلم من بعضنا البعض.
تعالي وأريني وجهك الحلو
بقدر جمال الزهور والحرية.
أعطني قوة أناضل بها
بتوحيد ضحكتك مع وجودنا
 
كل يوم أفكر بكِ
أفكردائماً كيف حالكِ
اعشقي دائماً شعبنا والإنسانية
 
حبي الكثير من والدتك أيدانيا
أما وطن حر أو الموت
دائماً حتى النصر
(فتيات ساندينو، الطبعة الثانية، دار ميتس للنشر 1985، مارغريت راندال، ص 160-162).
 
ربما المئات بل الألاف من الأمهات من أمثال أيديا لم تستطع عزف القيثارة والغناء مع ابنتها ولكن الأطفال في نيكاراغوا يعيشوان بحرية في وطنهم، ويعزفون على قيثاراتهم ويغننون أغاني الحرية.
ان المرأة في أمريكا اللاتيينية تعمل المستحيل من أجل الخلاص من تاريخ الإستغلال الممتد لقرون عديدة. فالنساء من اللواتي قمن بأول تمرد ضد دكتاتورية بينوشت في تشيلي، وينظمن الإضراب عن الطعام بعد أولادهن الذين فقدوا.
وهي التي من كانت من أجل البحث عن أبنائها وبناتها الذين قتلتهم الطغمة الفاشية الأرجنتينية، تضع منديلاً أبيض على رأسها وتجتمع في الميادين وان جزرها أصبحت أمهات بلازا دلمايو.
وان سناء محيدلي ذات الـ 16 ربيعاً باختراقها صفوف الصهاينة الإسرائيلين علمت بنات جنسها الموت في سبيل الحرية.
ليلى قاسم البنت الوطنية للشعب الكردي صعدت من أجل شعبها منصة الاعدام وهي تضحك.
نعم من الممكن ذ كر الكثير من هذه الأمثلة ولكن هناك أمثلة أخرى، انهن من الآن كتبن أسماءهن بحروف من ذهب على صفحات التاريخ وان امهاتنا ونساءنا اللواتي في أحلك فترات بلدنا لم يفارقن أبواب السجون التي أصبحت أماكن لممارسة التعذيب والتي تقاوم مع أبنائها ضد التعذيب والضرب بالهراوات والسحل والركل، والتي لا تدع لقمة طعام تمر إلى جوفها عندما تسمع بأن ولدها أو ابنتها قد اضربت عنالطعام، والتي ترفع راية المقاومة ضد الطغمة الفاشية مكانة نفسها الأم السجن والتعذيب، كلهن أصبحن بطلات، وخلدن أسماءهن.
آلاف النساء الآخريات أيضاً حررن من امتحان التعرض إلى التعذيب حيث قاومن الاعتداء عليهن إلى حد التسبب في اجهاض اجنتهن.
فبمقاومتهن في السجون نجحن في امتحان آخر، وانهن الآن يتسلمن المهام في أعلى مراتبها، وان اليوم الذي ستضعن جديدهن إلى ملحمة شقيقاتهن في كوبا، ونيكاراغوا، وسلفادور وفلسطين، لم يعد بعيداً كثيراً وهكدا فان روكن، جيجك سليمان، وخديجة الان كوش، جيغدم يلدر، وخديجة اوزان، وسيبيل، ونوراي وكيمت باستشهادهن والسلام في أيديهن على ذرى الجبال، قد اخذن مكانهن بين أولى شهيدات النضال للمرأة في تركيا، انهن ساهمن في المعركة جنباً إلى جنب مع أشقائهن الرجال الذين يثقون بهن ثقة لا نهاية لها.
يقول لينين "بدون المرأة لا يمكن الحديث عن حركة جماهيرية حقيقية" ان اليسار الثوري الذي هو حركة شعيية، لا يفكر أبداً في نضال لا تأخذ المرأة مكانها فيه، إننا لا نؤمن بنجاح أية ثورة، أو إقامة الاشتراكية بدون مشاركة المرأة.
ان المقاتلات كن دائماً موضع ثقة اليسار الثوري، وما زال يثق بهن ان رفاقنا الرجال والنساء وصلوا إلى المواقع التي يستحقونها بقدراتهم وبنضالهم في بلد مثل تركيا ينتشر فيه بشكل واسع الاحكام الاقطاعية، انيطت لرفاقنا مهام قيادية، واثبتن بأنهن جديرات بالثقة الموضوعية فيهن، وانهن مستعدات لاستلام مهام أكبر.
اننا نؤمن بان رفيقاتنا سوى يلعبن دوراً مهماً في الثورة الشعبية ضد الإمبريالية والاولغاركية.
فاليسار الثوري الذي هو حركة شعبية جميع النساء من أية قومية كانت اتراك واكراد ولاظ وشركس، وحتى ان كن مقيدات بالسلاسل في السماء سنزيد من مشاركة المرأة في صفوفنا.
 
من وكيف ينظر إلى قضية المرأة
هل اللوحة المظلمة التي رسمناها حول وضع المرأة، تدعو إلى التشاؤم؟ أليس هناك ما يمكن عمله؟ هل قدرها أن تكون مسحوقاً؟ بكل تأكيد لا ليس هناك من داع أن نكون سيئيين، وانما بالعكس من هناك، أشياء كثيرة من أجل الحديث عن المرأة بشكل جيد.
اليوم كيف إننا نعرف بأن الأم كانت رئيسة العائلة في المجتمعات البدائية، نعرف بأن قضية المرأة في البلدان الاشتراكية تجري المحاولات لايجاد حلول، وان الكثير من تلك القضايا قد حلت، ان لم يكن بالمستوى المطلوب، وان هذا مثلما هو تطورات تدفعنا إلى التفاؤل، هو دليل أيضاً على ما سنقوله بأنه أشياء ملموسة، وان الحديث الذي تحدث به الماركسيون اللينينيون حول قضية المرأة قبل 70 عاماً إنها أشياء مجردة بالنسبة للناس، ولكن نحن نتحدث عن تجارب عشرات البلدان، والحقائق الملموسة وننادي بأن تحرر المرأة يتحقق في الاشتراكية.
لن توفر البرجوازية تحرر المرأة، رغم جميع الأقوال الرنانة والبرامج المبهرة، فالبرجوازية ليست لديها ما تقدمه للمرأة.
"ان الديمقراطية البرجوازبة، يقول لينين-هي ديمقراطية الكلمات الفارغة التي تسر الأذان حول الحرية والمساواة، والكلمات الطنانة والوعود المطمئنة.. والشعارات البارزة، في الحقيقة ان تبعية المرأة وعدم مساواتها مع الرجل، وبقاء العاملين والمستغلين عبيداً غير متساوين مع غيرهم، كل هذا يتخفى تحت مثل هذا الكلام". (المرأة والعائلة، ماركس انجلس لينين-منشورات اليسار طبعة أولى ص234).
 
"سنة المرأة"، و"عشرات السنين المرأة"، واتفاقات الأمم المتحدة، ومؤتمرات المرأة، وقوانين، ودساتير....
كل هذا أشياء ترفض مساواة المرأة، وتوعدها بالمساواة في نفس الوقت، وماذا في النتيجة؟ كلمة "لا" كبيرة.
إننا بقولنا هذا، نريد القول بأن حق تحرر المرأة ومساواتها بالمفهوم البرجوازي وان تكن على الورق فقط، قد فشل في كل المراحل، نحن عندما نقول "بأن حرية المرأة هي الاشتراكية" لا نعني اننا مع أولئك الذين لا يعملون شيئاً في الوقت الحاضر، إنما بالعكس، ان ينكن هناك قد تحققت خطوات مهمة في حقوق المرأة رغم البرجوازية التي ترى المرأة مجرد متاع جنسي، وصعود قضية المرأة إلى مستوى الوعي رويداً رويداً، واثارتها للمناقشات، كل هذا هو نتاج النضال، وكما هو الحال في الحقوق الاخرى، فان كل خطوة تم تحقيقها على طريق حقوق المرأة كانت نتيجة نضال دفع الكثير من الدماء والأرواح ثمناً لها، ولم تكن هبة من البرجوازية.
كم كانت البرجوازية تستطيع المقاومة أمام حركة المرأة التي ظهرت لأول مرة خلال الثورة الفرنسية عام 1789؟
إلى أي مدى كانت البرجوازية المحتاجة إلى قوة العمل الرخيصة للمرأة، تستطيع الوقوف في وجه تحرر المرأة الأخذ بالتزايد؟
كيف كانت تستطيع منع المرأة المناضلة جنباً إلى جنب مع الرجل من الحصول على الوعي؟
إضطرت البرجوازية الرضوخ لطلب المرأة-التي حررتها في المصنع-في أخذ مكانها في الإدارة مثلما أخذت مكانها في الانتاج ومن المعروف بأن البرجوازية لم تعط حتى حق التصويت للمرأة التي لعبت دوراً فعالاً في ثورة 1789 لكن البرجوازية اضطرت إلى التراجع شيئاً فشيئاً أمام حركة نسائية يتزايد وعيها مع مرور الزمن هذه المرة أيضاً كانت البرجوازية تريد إنتهاج تكتيك خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الوراء، لكنها لم تنجح.
فالبرجوازية الراغبة في تحرير المرأة بالنسبة للماضي (الاقطاعية كانت تحاول جعل التطورات المعادية لها تتحول لصالحها، ومثال على ذ لك، جعل البرجوازية للمرأة إنسانة إستهلاكية كطريق أخر لإستغلال جهود المرأة التي تزايدت مشاركتها في الانتاج خلال الفترة الماضية فالبرجوازية التي تستخدم المرأة منذ قرون عديدة كاداة زينة، خلقت صرعة الموضة، وبدأت المرأة تصرف ما تكسبه على الثياب والزينة، واللهاث وراء الموضة، وأصبحت مستهلكة سريعة لما تنتجه مصانع النسيج، والمساحيق، والكيمياء فان المرأة خلال محاولات إضفاء المزيد من الجمال على نفسها، وأثارة الاعجاب بها، لم تتطور من الناحية السياسية والاجتماعية والثقافة، وكأمر طبيعي ظلت أسيرة للرجل، فالتحررية الذي التي قدمته البرجوازية للمرأة كانت تحرراً انتقالياًحرية اختيار سيدها الرجل.
هذا هو جوهر حديث التحرر المنمق الذي تتحدث به البرجوازية حول حقوق المرأة.
أن البرجوازية التي تجعل من المرأة عبدة لبيتها وذلك بحبسها في المطبخ وفي غرف الأطفال والنوم، وصرف قدراتها، الخلاقة في أعمال غير مبدعة تبعث البلادة والتي ترى المرأة أداة لانتاج وانجاب لأبنائة الذين سيرثونه من بعده، لن تستطيع تحرير المرأة أبداً.
فالبرجوازية التي تقيد تحرر المرأة بالسلاسل وتضيق حقوقها وتسحقها وتستغلها، لن تستطيع انقاذ المرأة من العبودية.
فالبرجوازية التي ترى المرأة بضاعة تنتج بضاعة، ولا ترى منها الا الجانب الجنسي منها، لن تستطيع إبراز قدرات وذكاء وعقل وابداع المرأة، ان البرجوازية التي اتخذت من المرأة وسيلة دعائية ووسيلة جذب للتحريض على الشراء عبر الاعلانات الدعائية والتي حولتها إلى بضاعة للإستغلال الجنسي والانحراف عبر الإعلام والتلفزيون والسينما والأدب وغيره لن تستطيع إكتساب الكرامة للمرأة.
فالبرجوازية التي تشجع المرأة الكادحة للعيش حياة راقية وتجذبها إلى علاقاتها، المجدية بعد تركها جائعة عاطلة عن العمل، والتي تستخدم المرأة بشكل مشترك، وجعلتها كرأسمال رسمي، والتي تعمل على اصباغ الكادحين أيضاً بعلاقاتها تلك، لن تستطيع توفير المكانة الحقيقية للمرأة في المجتمع.
إن البرجوازية التي تجعل من الحياة العائلية شركة، وتعطي الشرعية "للحرية الجنسية" و"للحريات الفردية" وكل أشكال الانحرافات تحت واجهة هدم الطواغيت، وتحول الجنس إلى ممارسة حيوانية في حلقات تناول المخدرات وبين مجموعات الجنس الجماعي، لن تعطى القيمة، الضرورية للعلاقات الرابطة بين الرجل والمرأة.
ان البرجوازية التي تعتبر تعهر المرأة تشبهاً بمادونا، والرجل بدون جوان، والتي تنظر إلى كل شيء في العالم من نافذة فرويد الجنسية مثلما كان الولي الهندي ينظر إلى العالم من سهرته، لن تستطيع من رفع مكانة المرأة وإكسابها الاحترام داخل المجتمع وتحقيق تحررها.
إننا لا نقدر على منع أنفسنا من تكرار "تحرير المرأة يكمن في الاشتراكية"، لأننا نحن الماركسيين اللينينيين كلما رسمنا للمرأة طريق تحررها الصحيح بإعطاء القيمة للمرأة، وللعلاقات بين المرأة والرجل كلما أشركنا المرأة في النضال على طريق تحررها تصاب البرجوازية بالإرتباك وتعمل على وضع تيارات منحرفة وحلولاً مزيفة ومغلفة علاقاتها المتعفنة بكلام جميل تقدمه لهن قائلة "هذه هي حريتكم" ومن أجل حرف طاقات المرأة عن طريق تحررها الحقيقي، وجعل تلك الطاقات هباءً تقوم بالنفخ في أمال مزيفة.
ما نتحدث عنه ليس جمعية الرفق بالحيوان، او جمعية محبي التعاون.. فاللعبة الجديدة المقدمة للمرأة البرجوازلية ليست النماذج التي قدمناها وإنما هي بالإضافة إلى تلك النماذج عندما لم تجد البرجوازية بأن هذه الجمعيات مجدية، لم تتأخر عن البحث عن وسائل جديدة. وهكذا فإن نظرية المساواة بين الجنسينالانثوية التي ظهرت كحركة ديمقراطية برجوازية أصبحت وسيلة جديدة وفعالة تستخدم من أجل اقتلاع النساء من النضال الطبقي.
لذا ففي عالم مملوء بالبطالة والجوع والإستغلال والتعذيب فإن نظرية الانثويةلمساواة بين الجنسين التي تضع أمامها فقط المشكلة الجنسية، والتي تدافع عن سيادة المرأة تحت اسم علاقات الرجل والمرأة والتي تنشر العداء ضد الرجل، والتي باسم هدم الطواغيت
من أجل حرية المرأة تقوم بالدعاية لأنحرافات مثل "الاباحية" البرجوازية، أن حركة مثل هذه تعتبر حركة تقف على رأسها.
ان نظرية الانثويةالمساواة بين الجنسين التي تركض ومساواة مجردة في مجتمع يفتقد إلى الشروط الاجتماعية للمساواة بين الرجل والمرأة، تخدم البرجوازية بشكل موضوعي. لأنها بإبعادها لانظار المرأة عن النضال الحقيقي من أجل التحرر وتحريفها عن هدفها تطيل من عمر الهيمنة البرجوازية.
لقد بين لينين بشكل واضح وجهة نظر كل من الماركسيين اللينينيين واتباع نظرية المساواة بين الجنسين، في الحديث الذي جرى بينه وبين الشيوعية الألمانية كلارا زتكين.
"أن المبادئ الأساسية، يجب أن تنادي بعدم إمكانية تحرير المرأة بشكل حقيقي الا مع الشيوعية. ويجب التحديد وبقوة الترابط الوثيق بين الوضع الاجتماعي والانساني للمرأة وبين الملكية الخاصة في وسائل الانتاج، فبهذا يتم رسم خط عريض لا يزول ضد لعبة حق المرأة (...) فالشيوعية هي روح الحركة النسائية ويجب أن تكون جزءاً من كل المستغلين (بفتح الغين) والمسحوقين، وحركات التجمعات العامة (...) فبدون المرأة لا يمكن أن تكون هناك حركة جماهيرية حقيقية "(المرأة والعائلة ص 261).
 
ان نظرية المساواة بين الجنسينا لأنثوية التي تناقش الانحرافات الجنسية تحت واجهة هدم الطواغيت في مجتمع لا يعرف بعد ماهي حتوق المرأة، لن تستطيع ابداً إيجاد الأرضية للتطور والذهاب إلى أبعد من كونها حركة المرأة البرجوازية الصغيرة المتنورة.
كلما أثبتت الحياة كون حركات أنصار نظرية المساواالأنثويةة بين الجنسين حركات تقف على رأسها، وان تحرر المرأة كامن في الثورة، تظهر تيارات جديدة مقنعة وحججها، ومرتبة نفسها بشكل أفضل من داخل صفوف حركات أنصار نظرية الأنثويةالمساواة بين الجنسين ان هذا التيار الذي يريد الاستفادة من سمعة الاشتراكية، ومستفيدة من ظهور عدم الفهم لحقيقة وجود تحرر المرأة في الاشتراكية، تطلق على نفسها تسمية "نظرية الأنثويةالمساواة بين الجنسين الاشتراكية" ولكن مهما كانت التسميات، فان تياراً يتخذ من العمل التنظيمي المستند على الجنسين بعيداً عن النظرة الطبقية لن تستطيع الافلات من المارجينالية فهل هناك من داعي، لقيام المرأة الكادحة في انشاء تنظميات خاصة بها مستقلة عن الرجل الكادح في نضالها ضد مساوئ النظام الإمبريالي الرأسمالي، في الوقت الذي لا تفرق فيه البرجوازية بين الرجل والمرأة في اسستغلالها لهما، أو في تعرضهما إلى البطالة، والجوع، واللقمع والإرهاب؟
وأمام هذا، من الممكن أن يقال "لكن قضية المرأة لا تشمل فقط قضية المرأة العاملة والكادحة؟" نعم هذا هو إحدى نقاط إعتراضنا نحن أيضاً، لأن وضع المرأة الكادحة مع المرأة البرجوازية في كفة واحدة، يأتي بمعنى دفاع يستند إلى التميز الجنسي، ان قضية المرأة البرجوازية تأتي بعد قضية المرأة الكادحة وهي مختلفة فقضية المرأة بالأساس هي قضية المرأة العاملة والكادحة، ونحدد برامجنا على هذا الأساس.
ان نظرية الأنثويةلمساواة بين الجنسين لا تخدم قضية المرأة لا في بلدان الديمقراطية البرجوازية، ولا في بلد مثل تركيا، لكنها بسبب عملها من أجل تئحرير المرأة وتوسيع حقوقها، امتلكت مضموناً ديمقراطياً وان هذا يعبر عن جانب من جوانبها، فبسبب خدمتها موضوعياً البرجوازية عبر شقها للقوى الطبقية نتيجة انحرافها عن الهدف عن قضية المرأة، تعتبر تياراً برجوازياً، فإن حركة المساواة بين الأنثويةجنسين التي تجد وسطاً مناسباً لتطورها في مراحل تعرض الحركة الثورية إلى الهزيمة، وخمود الروح الثورية لدى الشعب، تقدم خدمة كبيرة للرجعية باعتبارها بؤرة للغرار.
ان حركة الانثويةة المساواة بين الجنسين القابضة على أرضية تطورمحددة كونها جزءاً من النضال الديمقراطي في البلدان الإمبريالية ذات تقاليد نضال ديمقراطي متجذر، لا يمكنها ان تتطور في تركيا فمع توسع النضال الثوري ستفقد هذه الحركة قوة تأثيرها.
نعم، حتى في البلدان الرأسماليه الأكثر تطوراً، وفي البلدان ذات الحركة النسائية الأكثر تطوراً، لم يتم حل قضية المرأة لأن الأرضية المادية والمعنوية غير موجودة في هذه البلدان.
 
أصبحت الأشتراكية نموذجاً في حل قضية المرأة
"تحرير المرأة" ومساواتها مع الجنس القوي انجزت السلطة السوفيتية خلال سنتين في جمهورية من أكثر جمهوريات أوربا تخلفاً، أكثر مما انجزته كافة الجمهوريات الديمقراطية المتنورة المتقدمة خلال 130 سنة" (المرأة والعائلة مطبوعات اليسار 1975- ص236).
 
هكذا يتحدث لينين عن مدى الخطوات المتقدمة التي قام بها في قضية المرأة خلال سنتين.
إذا كانت 93% من مجموع المرأة السوفيتية التي تشكل51%  من مجموع سكان السوفييت تعمل في عمل ما.
إذا كانت اليوم 60% من مجموع المرأة السوفيتية أكملت التعليم العالي. و801 إمرأة من أصل 1000 إمرأة سوفيتية تدرس التعليم العالي.
إذا كانت المرأة السوفيتية تشكل اليوم نسبة 33% في المجلس، 50% في المجالس المحلية، وتشكل ثلث أعضاء مجلس المستشارين.
إذا كانت المرأة السوفيتية تشكل اليوم نسبة 40% من رجال العلم و32% من القضاة و65% من الأطباء، و71% من المعلمين فان هذا يعني مفخرة انجزتها السلطة البلشفية خلال سنتين في بلد من أكثر بلدان أوربا تخلفاً حيث احتاج هذا الانجاز 130 سنة بالنسبة للبلدان الأخرى.
ليس في الاتحاد السوفيتي فقط، وانما في الصين وماوتسي تونغ أيضاً ثتم قطع شوط كبير في سبيل "خلقه الإنسان الاشتراكي" عبر الثورة الثقافية البروليتارية.
وإذا كانت المرأة الصينية استطاعت من رفع مستوى 7.5% من قوة العمل التي كانت تشكلها في سنة 1949 إلى مستوى 40% بعد خمس سنوات، وإذا كانت المرأة تشكل الثلث في الجامعات فكل هذا يعود الفضل فيه إلى الاشتراكية.
مع أن الحديث عن حقوق المرأة يبدو مضحكاً في بلد نصف اقطاعي يموت فيه كل سنة الملايين من الجوع، لا أن الاشتراكية التي استطاعت انقاذ المرأة من هذا النظام المتعفن، استطاعت خفض مستوى الوفيات بين النساء أثناء الولادة من 15% إلى 5%، وخفض مستوى الوفيات بين الأطفال من 20% إلى 3.5% وذلك من خلال جعل النساء تلد في المستشفيات وباشراف القابلات والأطباء والممرضات.
ان طلب المرأة الحق في الإدارة كان طلباًأً مضحكاً، الا أن المرأة الصينية تشكل اليوم 5،16% من الإداريين المتمرسين في المكاتب الحكومية والمنظمات الجماهيرية، هل هذا يكفي؟ طبعاً لا ولكن تم تحطيم طاغوت عمره الاف السنين، وضم ايضاًيران قدرات المرأة الصينية، وان الثورة هي التي انقذت شنغهاي التي كانت ينظر لها كبيت للدعارة من الوحل. فان الاشتراكية خلال فترة قصيرة قطعت شوطاً بما لا يقاس بالسنوات الماضية.
فان الطريق الذي قطعته المرأة الكوبية خلال 30 سنة، والتي أنضمت بعد فترة طويلة إلى طريق التغيير الذي خاضته المرأة في عام 1917، والمرأة الصينية في عام 1949، هو طريق متقدم إلى الحد الذي لا تستطيع المرأة عندنا تصورها، ولكن يجب أن الا ننسى بأن كل ما تحقق كان يعتبر حلماً بالنسبة للمرأة الكوبية قبل ل 330 سنة.
هل يستطيع أإحد أن يفهم الاعتبار الذي منحته الثورة للمرأة أكثر من المرأة الكوبية، حيث كانت في هافانا وحدها (15) ألف عاهرة قبل الثورة؟
فالمرأة الكوبية التي كانت تتصبب عرقاً من أجل السادة لإمبرياليين في مزارع قصب السكر، والناس كانت تضطر إلى بيع جسدها من أجل اطعام أطفالها، والتي لم تكن تحلم بمنزل كبير أكبر من كوخ، ان كانت تعمل اليوم كمعلمات وطبيبات ومهندسات وجنود من أجل تقديم العون لشقيقاتها، اللواتي يعشن ما كانت تعيشه هي قبل 30 سنة منفي أنغولا وموزامبيق، ترى لمن يعود الفضل في هذا؟
ان المرأة الكوبية التي ضاعفت من قوة عملها ثلاثة أضعاف ان كانت اليوم تشكل 25% من مجموع أعضاء المجلس، و37% من قادة النقابات، ترى لمن يعود الفضل في ذلك؟
فان الامهات اللواتي تودعن أطفالهن بكل اطمئنان في أكثر من 800 دار حضانة تقدم الخدمات لأكثر من 100 ألف طفل، وما زال الرقم في تزايد مستمر، إنهن لسن في حاجة الانشغال بالتفكير في تعليم وصحة ومصاريف أطفالهن.
فانها ليست في حاجة إلى العمل 12 ساعة في مزرعة الاغذية المتحدة الأمريكية، وخدمة السادة الإمبرياليين من أجل شراء الحليب لطفلها، ان المرأة الكوبية ترسم لوحة سعادة لا تحلم بها هيدي، سانتا ماريا البطلة التي شاركت في احتلال قلعة مونكادا قبل 35 سنة.
نعم، فالمرأة الكوبية التي كانث ترىء كلمة الحرية أمراً بعيد المنال قبل 30 عاماً ، أصبحت اليوم هي من تعلمها للأخرين، وان تلك الأيادي تنشر صورة السعادة والحرية على خليج الخنازير لشقيقاتها من حولها.
ان المرأة من الاتحاد السوفييتي حتى الصين إلى كوبا، وفيتنام وكوبا وفي جميع البلدان الاشتراكية يعشن سعادة كانت حلماً تحقق. ومؤخراً انضمت إليهن المرأة النيكاراغوية.
فالمرأة النيكاراغوية التي لعبت دوراً كبيراً في نضالها من أجل تحرير نيكاراغوا وتحررها هي، لم تكن تملك أي حق في السابق، كانت تباع وتشترى مثل أية بضاعة، وتعيش مع نساء اخريات كزوجات لرجل واحد، في بيت واحد، وعند اكتشاف الزوج عند ليلة الزفاف بأنها غير عذراء وحتى في حالة مجرد الشبهة فقط من حق الزوج ردها الي بيت والدها، وحتىي قتلها، فالمرأة النكاراغوية التي كانت يقام لها العزاء عند ولادتها، اختارت طريقها، وهي تواصل اليوم مسيرها بكل ثبات.
ان المرأة التي تشكل نسبة 22% في جبهة تحرير الوطنية في نيكارغوا (ف.س.ل.ن) منذ اليوم ترى بأنهن يشكلن 37% من القيادة السياسية، و15% من مجلس الدولة، ولكن أحداً لا يرى بان ما انجز هو نهاية المطاف، لان المرأة تحتضن نصف السماء، إذا كان الأمر هكذا فان هذا يعني بالإضافة إلى تطورها السريع في الدولة التي انجزت ثورتها الاشتراكية، بأن دورها القيادي، وقدراتها ليست بالمستوى المطلوب بعد.
ان كانت المرأة لم تصل إليى هدفها بعد في أدوارها القيادية المشاركة في الثورة، هناك أسباب كثيرة لهذا الأمر، ونحن عندما نقول "الاشتراكية هي تحرر المرأة" يعني بأننا نتحدث عن جميع الامكانات لتنظيم حياة خالية من الاضطهاد، الإستغلال، والطبقات، تشارك فيها المرأة مع الرجل كتفاً إلى كتف، ولا نتحدث عن قوة سحرية تحقق الثورة، وتغير عالم المرأة بضربة واحدة.
 
هل الثورة عصا سحرية تغير مصير المرأة بضربة واحدة؟
عندما نقول بان تحرر المرأة يمر عبر الثورة مباشرة نضيف بان حل هذه القضية سيكون نتاج جهد عنيد، صابر، و طويل الأمد، فنحن الماركسيين الينينيين لسنا من يوعدون الآخرين بوعود كاذبة. وعندما نرسم لوحة نظام اجتماعي بكل ما يحتوي هذا النظام من نواقص وصعوبات، نجاحات واخفاق ما قام به وسيقوم به، الحقائق و الأوهام لا تنحرف قيد أنملة عن واقعيتنا.
ان ثورتنا منعطف مهم على الطريق المتوجه إلى تحرير المرأة. فالسلطة الثورية ستمتلك القوة القادرة على هدم نظام عدم المساواة والقواعد الاجتماعية المتوطنة والفارضة نفسها كقانون طبيعي والتقاليد، وما تم التعود عليه منذ آلاف السنين. ان قوة السلطة الثورية قادرة على تغيير اشياء كثيرة. لكن هذا لا يعني بانها سوف تحل جميع القضايا بضربة واحدة، وإنما بالعكس من ذلك فان بروز المدى الحقيقي للقضية، والمقاومة ضد الحلول الثورية تصادف فيما بعد. أي بمعنى إنها توقظ الوحش ومن ثم تصارعه.
في الحقيقة ان ثورتنا مضطرة إلى أيقاظ الوحش من جهة ومصارعته من جهة أخرى. عندنا اليوم ملايين النساء لا يعرفن شيئاً عن قضاياهن ولا يقدرن على تخيل محيط حقوقهن. إنهن قد رضين بمكانتهن في الموقع الثاني على المائدة. وهكذا فنحن بثورتنا سوف نمنح لهؤلاء الملايين المعرفة لحقوقهن وبعد إحياء قدرتهن الكامنةمثلمة سنسلحهن من أجل الدفاع عن حقوقهن.
عند قول حل قضية المرأة يأتي إلى الذهن رفض الرجل القانون الجديد. إلا أن هذا التفكير قاصر. لأن المرأة أيضاً تعتبر منبع مقاومة في تغيير تلك القوانين القديمة المتشكلة بالتقاليد والعادات على امتداد آلاف السنين. ليس من الممكن تغير قوانين وعادات آلاف السنين، والناس بجملة واحدة مهما كان من غير الممكن رفع المرأة التي كانت زينة بالنسبة للبرجوازي إلى أعلى المراتب الإدارية للمجتمع بلحظة واحدة.
فالمرأة لآلاف السنوات لم تستفد لا من إمكانات التربية ولا من العوامل الثقافية والفنية ولا استطاعت تطوير قدراتها الانتاجية (عدا العمل في الحقل) فمن هنا كانت هناك خسائرفي عملها الجسدي والذهني فإن تظلخلن قدرات امرأة مسجونة بين الجدران الأربعة للمنزل، أو محددة حياتها بين البيت والحقل أمر طبيعي جداً. فما فقدته المرأة خلال ألاف السنين قد كسبته جزئياً في الشروط الرأسمالية - لكن البرجوازية أوقفت تطور المرأة عند حد معين. لذا فإن الاشتراكية هي التي تستطيع فتح هذا الطريق، حيث ما قامت به الاشتراكية في هذا المجال واضح للجميع.
لقد فتحت الاشتراكية أمام المرأة آفاقاً لا نهاية لها. ولكن ردم الهوة السحيقة.
لآلاف السنين لم يكن مجديا بالنسبة للمرأة التي تثلمت قدراتها، ولم تتخلص بعد من ارتباطها بالأعمال المنزلية. لكن الطريق الذي قطعته المرأة خلال سنتين في شروط السلطة السوفيتية، والذي احتاجت الدول المتقدمة إلى 130 سنة بقطع الطريق نفسه، قصرت المسافة الفاصلة من أجل الوصول إلى المساواة مع الرجل.
نعم الشيء الأول الذي يجب القيام به هو هدم ما ترسخ في ذهن المرأة، وجعلها تدرك وضعها الجديد، والمهم في تغيير المجتمع. عندما تدرك المرأة هذا الأمر فإنها سوف تشكل قوة كبيرة، وستغيير الرجل أو ستفرض موقعها الجديد داخل العائلة.
"نحن مضطرون للنضال ضد الالأحكام المسبقة والعادات والحق بين الرجل والمرأة -تقول توماس بورغة احدى القادة الشباب للثورة النيكاراغوية وهي ترسم الطريق أمام الرجال- يجب علينا ان نجعل من انفسنا رفاق المرأة في البيت، وان نكون معلمين وتلاميذ لها. اننا مضطرون إلى ذ لك. علينا ان نقاسمهن التربية السياسية، و شؤون المنزل بكل الطرق والوسائل الممكنة. ونتقاسم معهن حب الأطفال والاعتناء بهم، والثورة والدفاع عنها (....) يجب علينا الاعتراف بفضائلهن التي لا يمكن انكارها، و شجاعتهن واقدامهن في كل امتحان، و في كل دفاع عن الوطن." (الثورة الشعبية الساندينية ص 26-27).
من سوى الاشتراكية يسيطيع قول هذا؟
ان تحرر المرأة يمر عبر النضال المشترك للرجل والمرأة معاً. وتكاتفهما في النضال، ورفاقيتهما المشتركة. وعبر تشكيل ثقافة مشتركة. وان هذا ليس الشيء الذي سيهبه الاخرون للمرأة، وانما سيكون نتاجاً للمرأة نفسها.
فالاشتراكية التي هي النظام الوحيد الذي يريبد التحرر الحقيقي للمرأة. فمن أجل الوصول إلى هدفها، مضطرة إلى خلق (انسان جديد) تربى على المفاهيم الاشتراكية، وان هذا الأمر يحتاج إلى ثورة ثقافية، الطريق الوحيد إلى دفع الرجل والمرأة إلى ترك العادات والتقاليد يمر عبر تغيير أإذهان الناس وهذا يعني بأننا نرى تحرير المرأة في الثورة التقافية.
فالثورة الثقافية التي تستطيع تصور أهمية وايجاد الحل الاشتراكي لقضية المرأة، وستربي الناس، هي إحدى الجوانب المهمة لحل القضية. أما الجانب الآخر في حل القضية هو إزالة شروط عدم المساواة بين الرجل والمرأة، وخلق شروط انقاذ المرأة من الارتباط بالأعمال المنزلية فبدون زج المرأة في الإنتاج الذي سينقذها من العبودية للأعمال المنزلية وسيطور قدراتها الابداعية لا يمكن حل قضية المرأة في المقالة المعنونة (يوم المرأة العالمي) الذي نشر في براافندا، قال لينين:
"ان هذا اليوم يشير إلى أهمية مشاركة المرأة في العمل الانتاجي من الناحية الاجتماعية وخلاصها من عبوديتها للأعمال المنزلية، وارتباطها المهين والمستعبد (بكسر الباء) الباعث للسأم اللانهائي للمطبخ وغرف الاطفال". "وهكذا انها مهمة أساسية". (ناقل ج. ميشيل، آ. أوقلي-المرأ ة المساوة-ص129).
كيف يفكر الماركسيون اللينينيون بتحرير المرأة من عبودية داخل البيت؟ الماركسيون اللينينيون المدافعون عن تحرر حقيقي للمرأة لا يجرون وراء دعايات مجردة. نعم نحن ندعي أنه بإمكاننا تحرير المرأة وخلال فترة زمنية قصيرة من أعمال البيت، والمطبخ وغرفة الأولاد، ومن الشروط "التي تؤدي إلى الخبل". ونحن نعرف أن هذا العمل لاينجز بسنة أو أثنتين، نحن نقول إن هذا عمل عدة عقود, وليس من الصعب في النقطة التي وصلت إليها التقنية أن تزود ربة البيت بآلات غسيل وجلي أوتوماتيكية، وتأسيس مطاعم، ومحلات غسيل، ومراكز تسوق التي تحوي كل أعمال المرأة، ومستوصفات ولادة وأمكنة استجماع للنساء، وتعاونيات تخدم قطاعاً واسعاً من المجتمع بمفهوم مدني معاصر. مفهوم الماركسيون اللينينيون الذين يعتبرون تربية الأولاد مهمة مشتركة للرجل والمرأة، ولأنهم يرون الأطفال من أكثر عناصر المجتمع قيمة يعتبرون أن فمهمة العناية القصوىي بالطفل قبل الولادة وبعدها مسؤولية لا يمكن التخلي عنها لهذا فإن إنشاء مراكز العناية بالطفل، وغرف الإرضاع، والحضانات، والحدائق ضرورات ذات أولوية.
المجتمع الاشتراكي يقاسم أعمال البيت التي تستعبد المرأة بينها وبين الرجل والمجتمع، بذلك يستهدف زيادة الوقت التي تخصصه المرأة لنفسها. وهكذا وجاستجد المرأة الوقت التي يمكنها من تطوير نفسها في العمل، وخبرتها، والمشاركة في الفعاليات الرياضية، والاجتماعية المختلفة. لن ينشغل عقل المرأة المشاركة في الفعاليات الرياضية، والثقافية، والسياسية بالغسيل، والجلي، وإعداد الطعام، والأولاد. والمرأة لا تستطيع امتلاك حظ الوصول إلى الذروة في عملها إلا في هذه الشروط. يعبر لينين عن هذا الوضع في المقولة التالية.
"كل امرأة في مطبخ يجب أن تتعلم إدارة الدولة"
هدف الماركسيين اللينينين تطوير المرأة في كل مجال، وإيصالها إلى موقع تتساوى فيه مع الرجل في كافة المراحل الإدارية. وكون الدول التي حققت ثوراتها قد خطت خطوات هامة على هذا الصعيد خلال عدة عقود على الرغم من بعض النواقص -يثبت أننا على الطريق الصواب. ومقابل هذا فإن ماهو موجود لا يكفي ثمة الكثير مما سيُعمل. قلة عدد النساء في المجالس التمثيلية للدول الاشتراكية بالنسبة لعدد النساء عموماً، وقلة هذا العدد أكثر في مراكز الدولة الأعلى يشير إلى أن الوضع متتخلخلف عن الهدف كثيراً. هذا يعني أنه ثمة ضرورة لأخذ الأسباب الموضوعية يعني الاعتبار, لهذا ليس ثمة سبب يجعلنا متشائمين. تجارب الثورة بدءاً من الثورة السوفيتية، وانتهاء بثورة نيقكاراغوا غدت مفتاح تحرر المرأة من عبودية آلاف السنين، وهذا حقق قفزات مهمة خلال فترة زمنية قصيرة.
أمام الماركسيون اللينينيون مهمات هامة. ليس ثمة وصفات جاهزة لحل المشاكل الاجتماعية. ونحن لانقدم وصفات جاهزة لحل قضية المرأة. نقدم أسلوباً فقط. في حل أية قضية يظهر أمامنا مشاكل جديدة. لهذا السبب عندما وضع القادة الماركسيين قوانين مجتمع المستقبل لم يدخلوا إلى التفاصيل، ورسموا خطوطاً عريضة. وهذا موقف صحيح. ونحن أيضاً نرى عبر الأمثلة المادية المعاشة اليوم الطريق المؤدي إلى تحرر المرأة في المجتمع التي سنخلقه، ونشير إليه, ولكننا نتعطي أهمية وقيمة كبرى للمرأة المنتجة والإدارية في تأسيس المجتمع الجديد. وهذا مايعطينا قوة عزماً في حل قضية المرأة.
 
"من سيادة الضرورية إلى سيادة الحرية" في العلاقات بين الرجل والمرأة
ان البرجوازية تتهجم وتقول اشياء كثيرة حول نظرتنا نحن الماركسين اللينينيين بخصوص المرأة وعلاقاتها بالرجل. وأما أكثر المواضيع كذباً والذي نلجأ إليه هو:
الشيوعيون لا يعرفون الأم والأخت في الحرام!...
الشيوعيون يوقعون زوجاتهم بشكل جماعي! الزوج الشيوعي إذا شاهد قبعة أخرى على علاقة الملابس لا يدخل بيته! لأنه يعرف بأن هناك رجلاً آخر موجوداً مع زوجته! ويتركهما لكي لا يزعجهما!...
وكذلك أن الشيوعيين معادون للعائلة ويرفضونها!...
وأن هذه الأشياء هي أكثر ما يتلهف لمعرفته أي برجوازي أو برجوازي صغبر يقوم بزيارة أي بلد من البلدان الاشتراكية، فإن قضية المرأة هي القضية الأكثر إثارة للإهتمام في صحفهم وكتبهم وذكرياتهم، ما الذي يمكن أن تفعله قضية المرأة من أجل تشويه سمعة البلدان الاشتراكية، يجدون موضوعاً نسائياً يفتشوفن عن سماسرة الفنادق بحماس شديد، يبحثون عن البغاء، يفتشون عن العري في الأفلام السينمائية، في المسرح وصالات عرضر الأزياء، باختصار يبحثون عن لحم المرأة في كل مكان، لأنهم ينظرون إلى هذا الموضوع بحرص شديد كمن ينظر إلى العالم من خلاله سرته.
إننا لسنا معارضين للتحقيق في هذه الجوانب للبلدان الاشتراكية عبرالموضوعية وفي شروط دراسة ونقد علمي جدي، بالعكس نؤمن بإيجابية هذا التحقيق، مثلاً نحن نأتي في مقدمة المحققين في الجانب من الدول الاشتراكية، لأننا نؤمن بأن الاشتراكية سوف تؤمن التحرر الحقيقي للمرأة ونعرض بصدق جوانب الاخفاق في الاشتراكية، بالإضافة إلى كل هذا الطريق الذي تم قطعه في هذه النقطة، لكننا لا نقول بأن كل شيء في الاشتراكية حديقة وصضاءة لم يوجد مثلها في الفردوس الأعلى، ولا نعد أحداً بالجنة، ولكننا نقول بصدق، ففي فترة قصيرة من عمر الاشتراكية الممتدة لسبعين سنة فقط، بأنها قد أوصلت الإنسانية إلى نقطة متقدمة، وفتحت الطريق للوصول إلى الحقيقة، ونؤمن بهذا القول.
لكن الذين يبحثون عن البغاء في البلدان الاشتراكية سوف يجدونه بعد بحث طويل من خلال سماسرة الفنادفق بدون شك، ولكن لن يستطيع أحد أن يجد أثراً لخمس عشرة الف إمرأة كانت تعمل في البغاء قبل الثورة في كوبا، لن يجد أحد في شوارع فيتنام مثل قبل الثورة أية فتاة صغيرة تبيع جسدها. الذين يرغبون من الممكن أن يوجدوا نساء بلغاريات يبيعون أنفسهن على الطرق الدولية، ولكن لن يستطيع أحد أن يجد قانوناً يفرض الضرائب على البغاء وينظم بيوت الدعارة، ولن يجد دكاكين الجنس، ودمىً في شكل نساء في واجهات المحلات تنفتح حين الطلب في بلغاريا،، فالذي يقول بأنه وجد بغاء في الفنادق التي يوؤمها الأجانب في موسكو، لا لن يستطيع أبداًيقول ابداً بأنه لم يرأى طوابير بائعات الهوى في شوارع موسكو، ولن يفهم معنى عدم وجود أفلام الجنس في دور السينما في موسكو، ولن يتحدث عن العقوبات الشديدة لكل من تمارس البغاء، انهم لا يتحدثون عن مئات اللألوف من بائعات الهوى اللاتي كن في فيتنام قبل الثورة والتي استطاعت الثورة إصلاحهن وردهن إلى المجتمع، وعندما يكتبون عن كل هذا لا يتحدثون أبداً عن قول لينين "القضية هي توجيه العاهرات إلى العمل المنتج واشراكهن في الاقتصاد الاجتماعي" (المرأة والعائلة-منشورات -SOL الطبعة الأولى، كلارا زتكين-"ذكريات مع لينين" ص250).
ففالهدمف الدولة من القبض على النساء اللاتي دفعت بهن الشروط الاجتماعية إلى البغاء هو حرصهان في على أعطائهن رخص بذلك،وثائق والحصول على مرابح ضريبية منهن، ووضع اليد عليهنى دخلهن عن طريق التشجيعترغيب ودفعبأخذ القروض. فالبرجوارية التي تتباهى بالرقم القياسي الذي ضربته في ضرائب ماننوكيان، تتخذ من الدعارة المتخفية أو الأخذ في الاختفاء مسنداً تستند عليه بشكل مرائي.
حتى لو كان مجتمعنا اشتراكياً، لابد أنه ستظل هناك سلسة من الأمراض ونقاط الضعف، والكثير من المساوئ المتبقية عن النظام القديم، عندما تعرف بأن معالجة هذه الأمور هي مسألة وقت لا أكثر، فان توقع قيام الاشتراكية بمعالجة كل تلك المساوئ المتبقية من آالاف السنين خلال فترة قصيرة، ان يكن هذا نية مبيتة، فانه يعتبر معن عدم الأنصاف.
ان النظام الرأسمالي الإمبريالي المستمر في حيرته أمام الاشتراكية التي قطعت مسافات كبيرة في ميدان تحرير المرأة من الإرتباط بالأعمال المنزلية المهينة والأسرة، والتي رفعت المرأة إلى أعلى المراتب الإدارية في المجتمع. واظهارها لقدرتها خلال الانتاج، يجد الحل في تشويه سمعة الاشتراكية لهذا السبب فهو لا يضيع من يده الفرصض مهما كانت صغيرة فيجعل من الحبة قبة. ويبذل الجهود للنيل من مكانة الاشتراكية.
وان الطبقات المهيمنة في دولة تابعة للإمبريالية مثل تركيا تشارك العدوان الإمبريالي وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية، فالاوليغاركية القذرة في كل النواحبي تبحث عن الغبار في البلدان الاشتراكية، وعندما تجد ضالتها تستخدم قدراتها الإعلامية لتوجيه انظار الشعوب إلى تلك النقطة وذلك من أجل اظهار نفسها نقية. لهذا السبب فان هجوم الاوليغاركية وبشكل خاص بعد جنطة 12 أيلول من خلال وسائل الإعلام على المفاهيم الاخلاقية للثوريين لم يكن أمراً مستغربا بالنسبة لنا.
ان أوليغاركية ما بعد الجنطة بدأت بحملة محمومة حول "قرارن الثورة" ترى ماهو القرارن الثوري؟ ومن أين ظهر؟
فمن أجل توضيح هذا الموضوع يجب أن نتطرق إلى نظرة الماركسيين اللينينيين إلى إنشاء الأسرة. وهل نحن ضد الزواج، وعقد القران؟ إننا نؤمن بزواج يتضمن إقتسام الحياة والذي يستند على الحب فقط وفقط.
اننا نرفض الزواج البرجوازي والاقطاعي البعيد عن الحب. اننا سوف نزيل الزواج البرجوازي الذي ينظر إلى الزواج بأنه دمج للشركات.
أننا سوف نزيل الحياة الزوجية التي تلحق المرأة بالبيت وتنظر إليها كمجرد قطعة أثاث تزين المنزل. وتكرس هيمنة الرجل والحياة العائلية المعتمدة على عدم تعدد الزوجات في الظاهر، ولكن في السر عبر العشيقة والصديقة تصبح زواجاً تعددياً.
نعم إننا سوف نهدم البنية العائلية البرجوازية التي بدلاً من الاحترام وتقاسم الحياة، تبني العائلة على أساس المال والإستغلال الالجنسي، وتقيم بدلاً منها بناءاً عائلياً يعتمد على الأساسات الاشتراكية.
اننا ندافع عن عائلة تقيمها إمرأة اخذت موقعها في الميدان الانتاجي لا تشعر بأي خوف اقتصادي، ولا تتعرض إلى أي اضطهاد اجتماعي، زواج ينتج عن علاقات تستند على الحب والاحترام فالحياة العائلية الحرة ممكنة ققط في شروط زوال الملكية الخاصة والعوامل الاقتصادية في إختيار الشريك.
في بنيتنا العائلية التي تستند على المسؤولية المشتركة للرجل والمرأة والحب المتبادل، يمتلك كل من الرجل والمرأة حق الطلاق، فمثلما الحب هو أساس الحياة العائلية فعند زواله يجب ان تزول العائلة أيضاً، هذا يعني إنهاء العلاقة مؤذية لكلا الطرفين. غير أنه لا يبجب ان يفهم من هذا بأننا نشجع على الطلاق وندعو إليه. وكذلك فإن وجود مثل هذا الحق لا يعني بان الجميع سيستخدمون هذا الحق، لكننا فقط نقول فبدون إقامة حياة عائلية تستند إلى الحب والاحترام، لا يمكن إقامة بنية اجتماعية سليمة وعكس ما يتم ادعاؤه فان الماركسيين اللينيين يقوون بناء عالياً يستند على أساس سليم.
نحن نقول يجب الحب هو فقط وفقط يجب ان يوجه الحياة العائلية والعلاقة بين الرجل والمرأة. وان الحب يجد معناه في تقاسم الحياة بشكل كامل. فالحب ليس وحدهة في الاحساس وانما هو وحدةه في التفكير أيضاً فالحياة ممكن تقاسمها فقط من خلال الشراكة بين العقل والعاطفة.
وهكذا فإن نظرتنا إلى العائلة والعلاقات بين الرجل والمرأة واضحة من أننا نتيجة هذه المفاهيم لا ننظر إلى الزواج مجرد نكاح رسمي، ووحدة على الورق فقط، فان زواجاً يتم بالتوقيع على ورقة من قبل الرجل والمرأة، إذا لم يكن يستند إلى الحب أي معنى يفيد؟ ترى هل ان النكاح الرسمي الذي يشير إلى عدم تعدد الزوجات ويأخذ التعهد من الرجل والمرأة يستطيع منع الرجل من خداع المرأة (وبالعكس في بعض الأحيان)، وتعدد الزوجات عن طريق إتخاذ عشيقة أو ممارسة الزنا؟ بالطبع لا، لأنه إذا لم تكن الشروط المادية والمعنوية غير موجودة فلا يمكن إيقاف خداع الزواج واقترافه الزنا، وإذا البناء العائلي البرجوازي-الاقطاعي مازال مستمراً حتى اليوم، فان هذا ناتج عن عدم احراز المرأة لحريتها الاقتصادية، ولاستمراراً لاضطهاد الاجتماعي للمرأة، ولتخلفها الثقافي وليس عن سلامة البناء العائلي البرجوازي-الاقطاعي.
رغم كل هذا فنحن الماركسيون اللينينيون بسبب احترامنا لمعتقدات شعبنا لا نعارض الزواج الذي لا يعني شيئاً من وجهة نظرنا. فعندما يتواجد الحب والعلاقات الرفاقية التي هي الأساس في حياة رفاقنا العائلية، فاننا لا نرى مانعاً من عقد القران بالشكل المتعارف عليه ولكن نرى بان رفاقنا الذين لا يجدون شروط عقد القران مناسبة في بعض المواقف فلهذا فإن السبب، أعلامهم الحركة وأخذ موافقتها يكفي لمباشرتهم لحياتهم الزوجيية فالزواج الذي لم يقدر له أن يصبح رسميا في شروط العمل السًري، يعتبر رسمياً لديى الحركة إلا أن علاقات الحيب والرفاقية اللتين يشكلان الطينة في العلاقة، عندما ينقطعان بين رفاقنا ورفيقاتنا تنقطع العلاقة الزوجية أيضاً.
فلتحاول البرجوازية تشويه سمعتنا عن "نقرانكاح الثورة"، "مشاعية المرأة"، والخ سوف لن تجدون أي شىء من هذا القبيل عندنا. ان الحرية الجنسية ومشاعية الحب هي مفاهيم برجوازية لا تمت لنا بصلة، وان تناولنا لهذا الموضوع واضح إلى درجة عدم السماح لأي سوء فهم.
"الحرية الجنسية -هكذاذه يقول لينين - لا هي جديدة ولا هلا هي خاصة بالشيوعيينة... فالشيوعيون يجب أن لا ي يصنعوا الرهبنة،أتوا بالقساوة وإنما بالعكس يجب أن يأتوا بحبسرور الحياة وقوتها وحبهاعشق حياة المتحققة." حيث أن (...) الافراط الجنسي لا يعطي سعادةسرور الحياة وقوتهاة للحياة، فقد يقللهما" (ذكريات مع لينين كلارا زتكين، المرأة والعائلة ص257).
 
ان تحليلات لينين هذه التي تقيم فوضوية الحياة الجنسية بأنها علاقة لانهيار البرجوازية يمكنها ان لا تسر مجموعة من التيارات البرجوازية واتباع نظرية الأنثويةمساوة الجنسية.
فالذين يحاولون ترقيع اطروحات الحرية الجنسية الخاصة بالبرجوازية ومتنوري البرجوازية الصغيرة علىيظهر الماركسيون اللينينيون بفأن محاولاتهم غير مجدية.
يصف انجلس العائلة التي تقام على أساس الحب بأنها تحول من "هيمسيادةنة الضرورة إلى سيادةهيمنة الحرية". إننا ندافع عن التحول إلى سيادةهيمنة الحرية، في زواجنا نحن لا يوجد أي ضغط خارجي أو مصلحة أو حكم مسبق إنه يستند إلى الحب والتفاهم المتبادل، وإننا لا نشترط تحويل هذا الأمر إلى تعقد مكتوب، فاننا نعرف من تجارب الحياة العائلية البرجوازية الاقطاعية بأن هذه الاجراءات الشكلية لا تمتلك أية جوانب ملزمة، إن حياة عائلية تفتقر إلى قاعدة حقيقية لا ينقذها أي عقد.
بالإضافة إلى كل هذه الحقائق مرة أخرى نعلن اننا لسنا ضد القراننكاح الا ان ما يسند الحياة الزوجية ليس التوقيع على ورقة. وإما الآداة الأخرى لتوجيه الإساءة لنا التي تمسك بها البرجوازية التي تحاول تلطخنا بأوساخها هي باننا نتخذ المرأة شراكة بيننا ان ماركس وانجلس يقدمان أحسن جواب على هذا:
"النظام الشيوعي لا يأتي بالشراكة في المرأة، وإنما بالعكس فهو يزيلها أكثر" (المبادئ الشيوعية، ولادة البيان الشيوعي) منشورات اليسار، أنقرة 1967 ص 216).
 
هكذا يكمل انجلس كلامه في البيان الشيوعي:
"... كل البرجوازيين يصرخون معاً أنتم الشيوعيون تريدون جعل المرأة ملكية جماعية". زوجة البرجوازي ليست أكثر من آداة انتاج بالنسة للبرجوازي، فعندما سمح بالاستعمال الجماعي لادوات الانتاج، استنتج بأن المرأة أيضاً سوف تجعل شراكة مثل أدوات الإنتاج (....).
إن برجوازيينا الذين لا يكتفون باللامساك بزوجات وبنات البروليتاريين، إذا لم نتحدث عن استفادتهم من مؤسسات البغاء الرسمية، فانهم يجدون متعة كبيرة في اغواء زوجاتهم بعضهم البعض.
"العائلة البرجوازية في الحقيقة، تعني نظام الشراكة في النساء المتزوجات (....) ومع إزالة نظام الانتاج الحالي فان الشراكة في المرأة التي تنتج عنه يعني البغاء الرسمي وغير الرسمي سوف يزول بالضرورة". (البيان الشيوعي، منشورات العلم والاشتراكية، أذار 1976 ص 48-49).
 
بالإضافة إلى هذه الأقوال الواضحة التي لا تحتاج إلى أي تحليل، والتي قال ماركس وانجلس قبل 140 سنة. فان إتهام البرجوازية لنا باننا نجعل المرأة شراكة بيننا يبدو أمراً مضحكاً، ويشير إلى عجزها.
نحن نقرل كما قال شاعرنا الكبير ناظم حكمت.
"ماعدا خد الحبيبة
نحن معاً
في كل شيء
وفي كل مكان"
 
ان جميع الاساءات في هذا الموضوع لم تعط أية نتيجة. لكن البرجوازية سوف لن تتخلى أبداً عن أبداء الجهود من أجل إيصال نظرة الثوريين لعلاقات الرجل بالمرأة إلى الشعب، والإساءة إلينا وإيصال الأفكار بصورة مشوهة إلى الجماهير.
فالبرجوازية في سبيل تشويه أفكارنا وابعادنا عن الشعب تستخدم كل من يبدو أو يسارياً أو يقول عن نفسه أنه ماركسي، ومشيرة إلى العلاقات المنحرفة، والتشوهات الموجودة في نظرة البرجوازية الصغيرة المتأثرة بسمعة الاشتراكية إلى قضية المرأة، وتقول "انظروا هكذا هم الشيوعيون، إنهم يجلبون الحرية للعلاقات بين الرجل والمرأة كل يوم يقيمون علاقة جديدة".
ان مفاهيم "الحرية الجنسية" للاشتراكيين البرجوازيين الصغار وأنصار نظرية الأنثويةمساواة بين الجنسين لا تفيدنا ابداً، وأننا نحن من يناضل ضد مثل هذه المفاهيم، وإن قيام البرجوازية بإعطاء دروس للأخلاق عبر استخداماتها لكل هذا ضدنا، لايتعدى الديماغوجية والرياء، لأن الذي يتبادل المرأة، ويسبح في علاقات البغاء الرسمية وغير الرسمية هم البرجوازيون، لكن هذا الرياء أيضاً لن يستطيع إخفاء افتقارها إلى الاخلاق.
نحن لا ننظر علاقة الجنسين كعلاقة بسيطة وغير مهمة "كما يشرب المرء كأساً من الماء" وان ماقاله لينين إلى كلارا زتكين في هذا الموضوع واضح جداً. هكذا قال لينين:
"بكل تأكيد تعرفون النظرية القائلة بأن إظهار ميول الحياة الجنسية وضرورات الحب في المجتمع الشيوعي بسيطة وغير مهمة "كمن يشرب كاساً من الماء"...
إنني اعتبر نظرية كأس الماء المشهورة بعيداً عن الماركسية وعن المجتمع أيضاً (...) العطش يجب أرواؤه.
ولكن هل يقوم إنسان سوي في ظروف عادية بالارتماء والشرب من المياه الآسنة في وسط أحد الاحياء؟ أو من كأس تلوثت حوافه من كثرة الشاربين منه؟
والأهم من كل هذا هو الجانب الإجتماعي للأمر. فشرب الماء أمر فردي "أما في الحب لا يوجد شخصان، ومن ثم شخص ثالث. وهكذا تولد حياة جديدة هناك فائدة اجتماعية في هذا الحدث وهناك وظيفة بالنسبة للمجتمع. (المرأة والعائلة، ذكريات مع لينين لكلارا زتكين ص256-257).
 
فان البرجوازيه التي جعلت من شرب المياه الآسنة، أو من كأس ملوث الحافة أمراً عادياً، دعها ترمي قذراتها علينا بالاعتماد على المثل القائل الرصاصة التي لا تصيب تقرع، أما نحن سوف لن نتحول عن الطريق الذي نعلم بأنه طريق صائب.
ان مغامرة المرأة التي وصلت من القيادة في مجتمع سيادة الأم إلى العبودية دخلت في منعطف جديد مع الاشتراكية. بعد هذا المنعطف بدأت التقدم بخطوات واثقة صحيحة نحو تحررها الحقيقي، ومنذ الآن أن هيتكون منتجة أو إدارية حيث بدأت مشاركةت في بناءد المجتع الجديد.
ان أحداً لن يهب الحرية للمرأة التي تشكل نصف عدد سكان الأرض. وان تحرر المرأة سيكون من نتاجها هي.
وان مستوى حرية وحقوق المرأة هو أحد مقاييس الديمقراطية في بلد ما. نحن الماركسيين اللينينيين الذين نخوض معركة المجتمع الجديد الذي سيضمن الديمقراطية اللأكثر تقدمأاً سوف لن ننسى أبداً قول لينين
"إن البروليتاريا إذا لم تكافح من أجل التحرير الكامل للمرأة لن تستطيع تحرير نفسها بكل تأكيدا". (المرأة والعائلة-ص241)



#جبهة_التحرر_الشعبي_الثوري_-_تركيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ... / جمعة الحلفي
- بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة / جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا - بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة