أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن فيصل البلداوي - بقايا ذكريات














المزيد.....

بقايا ذكريات


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 06:22
المحور: سيرة ذاتية
    


حينما تمتد اليد لتمسك بالقلم وتبدأ بنسج الكلمات على الورق لتنشأ مقالا او كلمات ذات معنى تقع تحت وزن شعري يستهدي بخفقان قلب تتحكم به رفرفة أجنحة الحنين الى ألاهل وألاصدقاء هناك على أرض العراق في ربوع أربيل فأذكر صديقي لميع يوسف ججو والى هضبة الدليم فأذكر راتب صباح، أو الى بساتين بعقوبة فأتذكر ضحكاتك ياعلي عبد الوهاب او الى بغداد فهم كثيرون والى السماوة فأتساءل اين انت يافيصل شهيّل وماذا اصاب الدهر منك نصيبا او الى الديوانية فأذكر ابتسامتك اليومية التي يصعب نسيانها ياميثم، وانت ياعلي في النجف وانت يامصطفى في كربلاء وياناعم عبيد في العمارة وياأحمد الجنابي في الناصرية وغيرهم وغيرهم كثير عشنا معا ايام أكاد أسمّيها مكفهرّة قاسية، تعذبنا ابان سني شبابنا الذي ذهب هدرا لم نفهم منه شيئا غير اننا كنا نعد الايام التي تمّر علينا مناشدين القدر ان يأتي يوم تنفرج فيه تلك الغمّة.
كنا نفترش الارض لننام ونشد الرحال لننتقل من مكان لمكان كما هم البدو الرحل اذ يحدوهم تواجد الكلأ والماء لرعي أغنامهم، فقد كان حادينا تأدية ألأمر العسكري للتواجد في تلك البقعة او تلك، حاملين أرواحنا على أكفّنا لايعلم أحدنا ايا ستكون ساعة مغادرته لهذه الدنيا والتي لم يستطع حتى ان يبدأ بفك رموز تواجده فيها، وكنا نجلس مع بعضنا البعض لنأكل او نتسامر او نتضاحك على نكتة من هذا وذاك نستصبر بها يومنا كي لايقتلنا الالم والاسى والحسرة، أخوة من كل مشارب العراق وطوائفه وأطيافه لم يكن أحدنا يأخذ على خاطره من أخيه حتى وان كان هناك كلاما مضحكا قد يجرح احساسه او مزحة تمسّه لأن قلوبهم كانت مفتوحة بعضها لبعض لايصدهم عن غلقها الا تأكد أحدهم ان من هو مقابلهم لاينتمي لأمّة الاعراق وان كان يحمل الجنسية العراقية ،وان كان يصدح بالكلمات الوطنية ليل نهار.
فيخطّ القلم حروفه وكلماته ليصفّ ذلك النسيج الكلامي فأما يقع تحت تأثير وزن شعري فينقلب شعرا او نثرا متجانسا كما نثرت النجوم على صفحة سواد الكون أبان الليل فأنك تراها كما هي العروس قد نثرت متلألأ على وجهها لتخبر من ينظر اليها أنها تحتفل اليوم بعرسها، وتحيط بتلك الرفرفة هواجس تلك الذكريات الجميلة حتى في أوقات قسوتها قد اكتسبت جماليتها من طيبة من هم حولك في ذلك الحين وتدفعك تلك الهواجس وانت تستعرض ذلك الشريط التاريخي من أرشيف ذاكرتك لأن تسأل أو تتسساءل عن أولك ألأخوة وما حل بهم منذ ذلك الحين وكيف بك وانت لاتدري تسأل من وعن أي طريق وبأية واسطة وبأية وسيلة.......... ويستمر القلم بكتابة الكلمات ويعتصر قلبك ألما وحسرة فيزداد قلبك سرعة بضرباته ليوصلك الى حد انك لاتملك غير ان تدمع عيناك لينهمر دمعها على الخدين فيفضحك حبك للعراق وأهله بين من يحيط بك وانت جالس تنسج ذلك النسيج الكلامي................ ايه ياعراق،، كم انت قاس بحبك على من أحبّك تشده اليك فلا يستطيع فكاكا من أواصر جذبك، فأنت قبلته وأنت ملاذه شاء أم لم يشأ الاخرون،حبّ يكاد يكون أفلاطونيا في جنبات وصفه ،حب ولد لأمه وأبيه لايستطيع مهما تجاوز على نفسه واستصبرها ان يلقي بحبه داخل خزانة الملابس ليعود اليه بعد حين ليلبسه متظاهرا بالرجولة والترفع عن الخضوع لقسوة حبّك، فما هو بقادر على ذلك.

اليوم وكل يوم استذكر وأستذكر واقارن وأتحسّر وتدمع عيناي ألما وتأسفا على ماأنت عليه منذ ثلاثون عاما، وأسأل نفسي مرارا ومرارا.............. لماذا؟ ولماذا ؟لماذا نساؤنا يفترشون الشوارع ليبيعوا على نواصيها مايستطيعوا بيعه ليكسبوا رزق يومهم، لماذا ألاطفال يملأون ألازقة بلا راع يرعاهم ومنهم من ترك مدرسته والتحق بأحد محال الحدادة او النجارة، لماذا كثير منهم يتوزعون على تقاطعات الطرق وعند أشارات المرور ليستعطفوا هذا وذاك ان يعطيهم ماتجود به نفسه؟ لماذا يحتل شيوخنا المقاهي يقضون فيها جلّ وقتهم بينما شيوخ أوربا تقضي وقتها بالسفر من بلد لآخر مصطحبين زوجاتهم معهم؟ لماذا تنظر الى الوجوه فتراها متجهمة لايستطيع صاحبها ان يستبدلها بابتسامة تزيح الهمّ حتى عن الناظر الى تلك الوجوه؟............... ولماذا ،ولماذا،، ولم استطع ان أصل الى جواب يطرحه العقل السوي او المنطق الطبيعي، فكل المؤشرات تشير الى وجوب عكس ذلك! فاين الخطأ في هذه المعادلة وهل حان الوقت لنصححه، لكي ننسى تلك الـــ لماذا، ولن يقوم مستقبلا أحد بطرحها مرة أخرى!
هو سؤال أوجهه الى كل من تصدى للمسؤلية وأخذ على عاتقه أن لن تكون ( لماذا ) بعد اليوم ! هل نحن على تلك الخطى؟ ندرك ان الوقت اللازم طويل لألغاء تلك الــ (لماذا) ولكننا نريد ان نستبشر خيرا ببدايات الطريق، فهل نحن على مقربة من ذلك الفجر، فجر البدايات الجديدة؟



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت سياط التعذيب..........3
- الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن ....شكر على تهنئة
- تحت سياط التعذيب........2
- تحت سياط التعذيب............1
- هل للموسيقى والسياسة صيغ عمل مشتركة ؟
- اين انت............ حبيبتي!!!
- قادم ألايام سيقول العراقيون كلمتهم للعالم أجمع!
- عراقك وعراقي........عراقنا
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت.....1
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت!
- من سيدير فلسطين بعد التحرير..!
- تهنئة الى الرئيس الراحل..!
- الى متى تبقى الشعوب نائمة...!
- تربية الاطفال أقوى من أمتلاك ألاسلحة!
- مفردات الجمال والمجتمع
- الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
- كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟
- أحترت وارجو المساعدة!
- حبيبي العراق وايادي الشر!
- حقوق وواجبات الانسان


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن فيصل البلداوي - بقايا ذكريات