أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..














المزيد.....

البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 08:19
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



قبل أسابيع تناقلت أخبار العراق نداء مثقفي البصرة من أجل علاج واحد من مبدعيها الأصلاء ( الشاعر حسين عبد اللطيف ) ، وقد لبى دعوة علاجه السيد رئيس الوزراء وامر بنقله الى واحد من مشافي بغداد لعلاجه ، ولا ادري إن عادت عافية الشاعر حسين عبد اللطيف أم لا؟ والذي تربطني به علاقة خاصة فيها الكثير من الذكريات الجميلة عندما كان يزورنا في الناصرية ونزوره في البصرة ، وكنت قد كتبت مقالة عنه بناء على طلب من الفنان البصري الرائع خالد خضير ، ليس من باب الوفاء بل هو مديح لروح الشعر الذي حمله ديوانه الرائع ( نار القطرب )، ولهذا فأنا في هذه الأيام كلما اتذكر البصرة وحسين عبد اللطيف ، اتذكر الحديث الساخن عنها في محاولة اقلمتها بسبب مايراه الدعاة لذلك خصوصية المدينة في تركيبتها الجيوغرافية والديموغرافية بل أن بعضهم يرى في البصرة آنية للتوافد التاريخي على العراق من أثنيات عديدة وخاصة أن المدينة بسبب قربها من البحر وكونها صلة الوصل بين العراق والمحيطات الشاسعة أصبحت منذ زمن الزنج والقرامطة والتمركز الأستعماري البريطاني بجعلها قاعدة الثبات للتحرك في العمق العراقي مكان جذب لأصول وأعراق تنوعت من هنود الى أفارقة وبحارنة ونجديين وغيرهم. وعليه يرى دعاة الأقلمة أن هذه الخصوصية ويضاف اليها الثراء الكبير للمدينة من خلال المخزون الهائل والحقول المنتجة للنفط ،ومينائها الكبير ونخيلها الكثير كفيل بجعلها تطالب في أقلمتها في شعور من ( الداعية أو الدعاة ) إن هذه المدينة عانت الكثير من الأهمال بسبب سياسة سلطة المركز والحروب والحصار وطبيعة النظم الحاكمة.
لست بصرياً لأضع تصور الرفض أو القبول لهذه الدعوة ، ولست في مزاج أو ثبات نفسي لرفضها او قبولها ، فالبصريون هم الأقرب لمناقشة هذه الدعوة والبت فيها ، بالرغم من أن الأمر في حقيقته الوطنية ليس بصرياً فقط بل هو عراقياً شاملاً ، فالبصرة بالرغم من أختلاف رؤى البناء الطبقي والأجتماعي عن باقي مناطق العراق إلا ان نسيجها العربي هو الطاغي ، لأنها مُصرت على يد عتبة بن غزوان واسكن فيها من بقي من عرب الفتح وقبلهم كانت المنطقة عامرة بقبائل عربية اصيلة ، وثمة رابط للعراق مع البصرة غير هذا هو ، رابطة الدم الفائر ، فليس هناك شبر من العراق يسكنه عراقي لم يرتدي يوما ما قبعة الجندية ويذهب مدافعاً عن نخيل البصرة في محنة حروبها وشظايا المدافع التي كانت تجيء اليها من خلف عبادان. واي كانت الحرب ومسبباتها فقد كان شعور العراقيين في الدفاع عن البصرة هو الشعور الذي يدافع عن بيته في شقلاوة او الصويرة او المشخاب او القائم. وعليه فكل العراقيين لهم في البصرة شيء من مودة الذكريات ومشاركة وجود مدينة لهذا فأنا أقلمتها ربما سيكون دافع لتمني مدن اخرى لتتأقلم ، وربما سنشاهد مشهداً جديداً لم تجربه الحياة العراقية وقد يجلب الكثير من المتاعب والمشاكل وربما العكس ، ولكن في هكذا صخب وعدم استقرار وغياب الثقافة البرلمانية الحقيقية ربما سيكون الاقليم وبالاً على وجود مدينة كالبصرة محاصرة بجوار صعب وله من التأثير التاريخي الكثير.
البصرة ستصبح أقليم كجغرافية ولكنها حتماً ستحافظ على ثقافتها وجغرافية الأنتماء الذي مكنها لتكون رئة لوطن نشم منها الأصالة والغرابة والفن الجميل ، فهي التي منحت للشعر الحديث ريادته من خلال معطف السياب الذي لم يفكر في كل هواجسه الوطنية ان يتغير علم البصرة عن علم العراق كما فعلها الكرد وكما يتمنى ان يفعله الكثير ليصير العراق بفضل تنوع اثنياته متنوع الاعلام ،وهذا قد يكون تشريطاً له (بموس الحلاق ). وما اكثر حلاقي السياسة في هذا الزمن !.
البصرة الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف ثلاثية لاتغيب عن مشهد حرج ، وأذا ازحنا الأقلمة ربما تبقى البهارات وذاكرة الشاعر حسين عبد اللطيف بذات المذاق ، وعليهما أن يمارسا يوغا الصبر في يوم بصري صعب ، احلامه كثيرة ومنجزه قليل ، وبالرغم من هذا فهي واحدة من المدن التي أهم مايميزها أنها لاتعرف اليأس ولا الصمت ولا خفوت دنابك البحر ونيساني يوخنات التمر. مدينة باركها الله أن تحصد ملح لقاء نهرين ومنهما تصنع وجودها الذي تؤسطره براءة زنوجها وحلم عشاقها وبطولات جنودها.

6/ كانون أول 2008



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل
- مسيحيو سهل نينوى ...
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..