أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - التجريب التخريفى فى مصر , وتفجيرات مومباى الهندية ؟














المزيد.....

التجريب التخريفى فى مصر , وتفجيرات مومباى الهندية ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 10:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المشكلة ليست فى الاسلام , ولا فى تعاليم ونصوص القران الكريم , والمعضلة ليست فى احاديث نبى الرحمة ,كما افاض علينا احد الجهلاء,الذى غير مومباى الى بومباى كما يتحدث العامة؟ ان كانت المسالة تتعلق بالنصوص الاسلامية التى تحرض على القتال, فقد اوردنا فى مجال سابق, نصوصا انجيلية وتوراتية,تدعوا الى الابادة واحتقار الاخر , لكن الامر ابدا لا يكمن فى نصوص التعاليم المسيحية او اليهودية ولا حتى الهندوسية, التفجيرات التى اجتاحت الهند ودمرت العاصمة الاقتصادية لها, لم تكن اول اعمال العنف والارهاب, ولن تكون الاخيرة, كما ان اعمال العنف التى تمت ضد الولايات المتحدة فى الحادى عشر من سبتمبر فى بداية الالفية الثالثة لم تكن هى الاخرى بداية اعمال العنف فى العالم , لذا فانه من الجهل ,التهليل والمسارعة بالتنظير والتخريف للوصول الى نتائج محورها ان الارهاب صناعة اسلامية ,تاتى من منطلقات دينية تحبذ قتل الاخر ايا كانت ملته؟
اذا كانت مبرارات تحميل الاسلام ونبيه مسئولية الارهاب والعنف فى العالم اجمع لا لشىء الا لان هناك عمليات بعينها قام بها مسلمون, فلا شك ان هذا المنطق هو منطق تخريفى لا يجاريه ولا يعادله سوى منطق التجريب التخريفىالذى يسود الادارة الاقتصادية فى مصر حاليا , والتى انتهت من الخصخصة ,الى نظام تقطيع وتفكيك الملكية العامة وتقسيمها الى صكوك ,ثم توزيع هذه الصكوك على العامة مجانا , بحجة اشراك الجماهير فى ملكية وسائل الانتاج ؟ اذ يبدو ان الجميع فى مصر قد اصابتهم لوثة ما , فانتقل مبدا التجريب التخريفى ,ليصل الى بعض المحللين المصريين المعادين للمقدسات الاسلامية,فيتحفوننا هم ايضا بمبدأ التحليل التهويلى؟
ان جيفارا لم يكن مسلما , ولم يكن ارهابيا, وهو يقاتل من اجل تحرير كوبا , او افريقيا , او بوليفيا, رغم انه كان من دولة اخرى ؟ وثوار الباسك فى اسبانيا,الذين يناضلون من اجل تحرير اقليم الباسك من الاستعمار الاسبانى ليسوا ارهابيين, حتى لو وقعت بعض الاحداث او التفجيرات ,وكانوا هم من وراء تلك الاحداث,ثوار الجيش الاحمر اليابانى,كانوا يناضلون جميعا من اجل حرية اليابان كما يرونها, وكانوا ينظرون الى بلادهم بكونها مستعمرة امريكية , بل ان احد هؤلاء اشترك فى عملية مقاومة ضد العدو الاسرائيلى مشاركا زملائه المناضلين الفلسطينيين؟ حتى جماعة بادر ماينهوف الالمانية وحزب العمال الكردى التركى , كلها جماعات تناضل من اجل اهداف محددة تخص التنظيم الذى ينفذ العنف انطلاقا من اهداف اما وطنية او ايديولوجية ,او ردا على عنف واغتصاب للحقوق.
اعمال العنف لم تظهر فى العالم الا ردا على ظلم او قهر , صحيح ان هناك ابرياء يذهبون ضحايا ,وهم لا ذنب لهم ابدا فيما يحدث, لكنها الحرب الذى ابتدعتها الامبريالية الغربية فى العصر الحديث,والتى خلقت وتخلق مضطهدين يشعرون بالغبن والظلم والقهر , فيتحولون الى قتلة ومفجرى قنابل.
ان الاحداث العنيفة امتدت الى الهند , ولم تكن الهند ابدا بمنأى عن العنف , ولا ينبغى ان ينسى او يتناسى اى متحزلق ,ان مصرع غاندى نفسه,كان على يد ابناء وطنه, ومن نفس دينه ,كما انه من المفارقة الكبيرة ايضا ان قتل انديرا غاندى رئيسة وزراء الهند السابقة ,و وكذلك ابنها راجيف غاندىالذى عين خلف لها,قد تم بواسطة عمليات عنف عن طريق اشخاص هنود ينتمون الى طائفة السيخ الدينية وهى نفس الطائفة التى ينتمى اليها رئيس الهند الحالى؟ وهو عنف كانت ترى طائفة السيخ انه يتم نظرا للاضطهاد الذى يتم ضد السيخ من قبل الغالبية الهندوسية ؟ الان نفس العقلية ونفس المماحكات الانسانية التى تتم بين الفينة والاخرىبين بنى البشر, عنف من الهندوس فى ولاية اسام الهندية راح ضحيته مئات المسلمين ,منذ اشهر قليلة, ودونماضجة, وقتل ودحر للاغلبية المسلمة يوميا فى كشمير,يتم عن طريق الدولة نفسها,بحجة الحفاظ على وحدة الهند, وتعاون هندى مع الغرب وامريكا واسرائيل فى تغطية فاضحة لانتهاكات حقوق الانسان التى تتم عبر حروب الابادة التى يشنها هؤلاء القتلة فى العراق وفلسطين وافغانستان, الهند بلد عدم الانحياز , وبلد غاندى ونهرو, والبلد الذى كافح ابطال استقلاله من اجل ان يكون مركزا لصيانة استقلال الشعوب , تحول بقدرة قادر ,الى ذيل من ذيول الاستعمار, وساهم بقوة فى تغطية جرائم الاستعماريين الغربيين,فكان لا بد وان تصيبه شظايا القتل والعنف العمياء التى لا ترى سوى انها تقاتل من اعتدى عليها ومن يساعدهم , القتل لم يطال الهند لان سكانها من غالبية هندوسية, لكن القصد كان سياسيا,فالعنف والقتل سبق وان طال فندق المريديان فى باكستان نفسها,والهدف ايضا كان سياسيا وكان مبررا فى الحالتين من وجهة نظر القائمين به, وهى نفس وجهة النظر التى ينطلق منها اى معتنق للعنف سبيلا للمواجهة, انه يناضل بالعنف لمواجهة الاعنف , و يرد بالانتقام والارهاب ضد الابرياء والمذنبين فى الطرف الاخر,ما دام هذا الاخر قد تسبب له او لذويه الابرياء فى الام وجروح وضحايا, اعمال العنف مواجهة سياسية بامتياز, يتحمل وزر ضحاياها جميع الاطراف, اعمال العنف لا تقتصر على معتنقى دين بعينه, فهى قد تمت فى الهند من قبل- كما اوضحنا -المنتمين الى طائفة السيخ , وتمت ضد امريكا فى بيرل هاربر,من قبل المنتمين الى البوذية , وتمت ضد البريطانيين فى فلسطين من قبل اليهود , وتمت من الهندوس ضد المسلمين , ومن المسيحيين ضد المسلمين فى العراق وافغانستان , ومن اليهود ضد المسلمين فى فلسطين, ومن المسلمين ضد المسيحيين فى امريكا وضد اليهود فى اسرائيل , ومن المسيحيين ضد البوذيين فى اليابان وكوريا, وضد اليهود فى اوروبا ,اعمال العنف تمت ايضا من ثوار شيوعيون ضد اباطرة امبرياليين , الخ الخ -العنف لا ينتمى الى دين ولا يقتصر على ايديولوجيا بعينها, ولا مبرر له من اى طرف ضد الاخر ,لكن الدولة التى تنتهج العنف والقتل ضد الاخر -اى اخر- عليها ان تنتظر بعض ردود الافعال والتى قد لا تكون مساوية فى المقدار ولا معاكسة فى الاتجاه ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنائس والمساجد -بديلا للمصانع والمزارع
- التخلف الدينى والبعد الطائفى -بين زكريا بطرس وسيد القمنى وما ...
- المتمحكون فى اوباما - وبكائيات الاضطهاد ضد الاقباط
- الارهاب الاسلامى - ام الارهاب المسيحى ؟
- اقباط المهجر , الرعايا المخلصين للدولة الدينية فى مصر ؟
- المتلاعبون بالعقول فى مصر -شوبير والاعلام الاهلاوى نموذج
- يا سيادة وزير التعليم فى مصر اصدر قرارا باعادة امتحان مادتى ...
- احداث دير ابو فانا والعرب والعودة الى الشريعة القبطية
- الاله الفاتيكانى يبارك قتل الاطفال والنساء وسرقة الفقراء وسج ...
- أنا مش عارفنى --أنا مش انا
- الماركسيين اللينينيين - جناح ايسر المسيحية الصهيونية
- على طريق سمير جعجع - هنا القاهرة
- العمال فى مصر ؟ هل من امل فى الاصلاح او التغيير ؟
- غبطة البطريارك نصرالله صفير فى لبنان -هل من تنويرى عربى مقدا ...
- لماذا يكره المسيحيون العرب الرئيس اللبنانى اميل لحود ؟
- كارثة مدوية ,ونكبة مدمرة ونكسة وطنية جديدة فى مصر !!!
- مجدى مهنا - يكره مصر - ماذا عن المطحونين ؟
- لماذا الاسلام وحده ؟ هذه هى مقدساتكم التى لا ريب فيها ؛
- دعم الغرب لحقوق الاقليات فى الانفصال - ما هو الرد المقابل وا ...
- الاتحاد الفيدرالى مع كردستان والبعد عن الطائفية المتأمركة , ...


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - التجريب التخريفى فى مصر , وتفجيرات مومباى الهندية ؟