أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - تحت سياط التعذيب..........3














المزيد.....

تحت سياط التعذيب..........3


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 06:41
المحور: حقوق الانسان
    


.فتح باب الزنزانة كما ذكرنا في الجزء السابق لأرى
غرفة لايتجاوز طولها عن 2م وعرضها لايتجاوز الـ 2م ومفرغة هواء في الزاوية العليا اليمنى من الجدار المقابل للباب، وصفيحة عند المدخل على يمينه، والارض مغطاة بمجموعة من الاغطية الصوفية الخفيفة تشبه التي كنّا نستخدمها في الثكنة العسكرية وأجساد بشرية قد أصطفت على الارض وعلى طول جانبي الغرفة وقد نهضوا من نومهم بعد ان فتح الباب ولتستوي ظهورهم الى الجدران لينظروا الى جهة الباب ويكتشفوا ماهو السبب وراء فتح الباب في تلك الساعة، والتي كان الوقت عندها حسب ماأتذكر حوالي الساعة الخامسة الى السادسة عصرا، تطلّعت اليّ تلك الوجوه التي بالكاد استطيع ان ارى ملامحها تحت ذلك الضوء الوحيد ،فأفسح لي اثنان منهم هناك عند زاوية الزنزانة وتحت مفرّغة الهواء ولااعتقد ان المرء يحتاج ان يصف حال تلك الزاوية بوجود المفرّغة ونحن نعيش ايام شهر شباط في بغداد، على كل حال ألقيت السلام وسمعت ردا واحدا او اثنين وأغلق الباب وأوصدت الاقفال لتوحي بانها لن تفتح الا بأعجوبة........!
تقدمت بخطواتي نحو تلك الفسحة بعدما تخطيّت بعض الأرجل الممتدة على ألارض حتى استقريت على الارض في احضان تلك الفسحة وجلست لأخرج علبة السجائر التي استطعت ان أشتري 3 منها عندما كنا نتناول فطورنا في تلك الساحة المقابلة لمحطة القطار، وكعادتنا قمت بتقديم السجائر على ألأخوة المتواجدين في الزنزانة وأخذوا ماقدّنت برحابة صدر مع كلمة شكر وباشرنا بالتدخين..........ولاحظت من طريقة التدخين،ان الشباب المتواجدين يعانون من شحة في كمية السجائر لديهم! وبدأت ألأسئلة تتوالى بداية من ماأسمك وصولا الى تبادل التعارف وماهية الأسباب التي جاء من أجلها كل واحد من المشتركين في تلك الجلسة ، وأثناء ذلك كنت أسمع صراخا هناك وهناك، أصوات لرجال ونساء مختلفة أضافة الى صوت مميز لآلة أو جهاز معين، ومن الطبيعي فانه لاسبيل لمعرفة الوقت أو الساعة، كل ما كنا نستطيع معرفته هو حالة الضياء وانحساره في الخارج عن طريق مراقبة فتحة التهوية عند أسفل باب الزنزانة، ولايحتاج المرء ان يستفسر عن ماهية رائحة الزنزانة! فهي معبقة برائحة البول الذي كان ينبعث من تلك الصفيحة المعدنية الموجودة عند زاوية جهة الباب.

كنّا أحد عشرة شخصا بين شاب ومتوسط عمر يناهز ألاربعين عاما، أختلفت قضاياهم ومنهم الكردي ومنهم الشيعي ومنهم السنّي ومنهم العربي،منهم من هو من الجنوب ومنهم من هو من بغداد ومنهم من هو من الرمادي حسب ألمعلومات التي صرّح بها المتشاركين في الزنزانة...........كل هذا ولازلت أبحث في رأسي عن سينلريوهات للأحداث المحتملة المقبلة والية التصرّف معها وبين الفكرة والفكرة سرقنا الوقت وماشعرت الا ان فتح الضوء وبدأت ألأقفال تتفتح ونهض الجميع من تحت اغطيتهم ووقف شخصان عند الباب ليوزعوا على المتواجدين داخل الزنزانة خبزا ( صمونة من النوع العسكري) واناء فيه مرق لايكفي لثلاثة اشخاص في اي وجبة طبيعية خارج جدران الزنزانة، تم توزيع وجبة الطعام وأغلق الباب كما كان ولكن بقس الضوء مفتوحا ليستطيع المتواجدون على مأدبة العشاء ان يتناولوا ماحصلوا عليه،، على كل حال..... نصحني احدهم بأن أستخدم نصف رغيف الخبز وأحتفظ بالنصف الاخر الى الصباح (هذا ان كان هنالك صباح يوم جديد) لأتناوله مع الحساء الذي عادة مايوزع صباحا.........! عملت بنصيحته واحتفظت بالنصف الاخر داخل أحد جيوب بدلتي، وانتهينا من طعام العشاء وبدأنا بالتدخين، لكن هذه المرّة سيكارة واحدة بدات تدور على ألأفواه الراغبة بالتدخين،، فيجب الحفاظ على المخزون، لأن لاشيء مضمون هنا......أنتهينا من التدخين، وتم غسل ألأناء ببعض الماء المتواجد في الخزان المعدني ذو الـ 20 لترا والمتواجد على الجانب الاخر من المدخل ووض عالاناء على جنب وبعدها ببرهة من الوقت تم أطفاء النور منذرا بوجوب الدخول بسبات الى الصباح هذا ان لم يتخلل الفترة القادمة فتح الباب لغرض أستجلاب شخص من المتواجدين لغرض التحقيق.

بعد ان ساد الهدوء داخل الزنزانة، قام بعض ألخوة بالصلاة بعد ان تيمموا بالتراب الذي تحتويه تلك ألاغطية الصوفية الخفيفة والموضوعة تحت ألاجساد الملقاة على الأرض ولم يخلو ذلك الهدوء من صيحات لازالت تعلو هناك خارج جدران الزنزانة من احد المحتجزين،، بقيت صاحيا لم يأتني النوم وحاولت الحديث مع أحد ألاخوة ألكراد المتواجدين، كان جسمه هزيلا وبشارب يمتد فوق فمه وينحدر على جانبيه وكما أتذكر فقد كان اسمه عثمان(لاأذكر بالضبط) برغم ان هذا الامر عاش معي يوميا وطيلة الــ 26 عاما الماضية كنت أتذكر أحداثه بتفاصيلها كي لاأضيع منها شيئا، فسألته عن سر تواجده هنا فأجابني......متهم بالانتماء الى العصاة بينما هو كان يؤدي خدمته العسكرية في أحد ألوية المشاة في المنطقة الشمالية، ورأيت آثار حمراء وزرقاء على جسده اذ كان مرتديا لفانيلة زرقاء كما أتذكر، فقال انها من اثار التعذيب الذي تعرّض له عند التحقيق معه، وأخ آخر كان امام المكان الذي خصص لي في الزنزانة، فسألته عن سبب تواجده فأجاب بأنه متّهم بأنه قد أتى على ذكر القيادة بسيء الذكر والوصف...... عمره كان في ذلك الوقت حوالي الــ 25 عاما، ,سأذكر في الجزء القادم شخصيتين مثيرتين للأهتمام كانتا متواجدتين في زنزانة رقم 3، تلك الزنزانة التي قضيت فيها جزءا من عمري الماضي والذي كنا نضع فيه هموم الوطن على راحة أكفّنا وبدون الانتماء الحزبي المباشر لهذا الحزب او ذاك، فالهم كان العراق كما سيبقى الى ان يصبح العراق عراقا كا كان او كما يجب ان يكون.



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن ....شكر على تهنئة
- تحت سياط التعذيب........2
- تحت سياط التعذيب............1
- هل للموسيقى والسياسة صيغ عمل مشتركة ؟
- اين انت............ حبيبتي!!!
- قادم ألايام سيقول العراقيون كلمتهم للعالم أجمع!
- عراقك وعراقي........عراقنا
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت.....1
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت!
- من سيدير فلسطين بعد التحرير..!
- تهنئة الى الرئيس الراحل..!
- الى متى تبقى الشعوب نائمة...!
- تربية الاطفال أقوى من أمتلاك ألاسلحة!
- مفردات الجمال والمجتمع
- الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
- كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟
- أحترت وارجو المساعدة!
- حبيبي العراق وايادي الشر!
- حقوق وواجبات الانسان
- نحن والكتابة والقراءة !!


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - تحت سياط التعذيب..........3