أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان















المزيد.....

حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 06:40
المحور: القضية الفلسطينية
    



ان الخطوة التي اقدمت عليها الحكومة اللبنانية مؤخرا والتي تقضي برفع مستوى تمثيل ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية الى مستوى السفارة، تأتي في السياق الصحيح والسليم اتجاه تصحيح وقائع العلاقات الفلسطينية اللبنانية بعد ان سادها الكثير من الريبة جراء تاريخ هذه العلاقة وتجاذباتها في الصراعات اللبنانية الداخلية حيث وجدت القوى والتنظيمات الفلسطينية نفسها جزء من هذا الصراع والذي فرض نفسه عليها لضمان استمراريتها وحماية هويتها مع الاعتراف هنا ان ثمة الكثير من الاخطاء قد رافقت هذه الحقبة، ومما لاشك فيه فقد تأزمت هذه العلاقات لدرجة اصبح معها الوضع الفلسطيني الحياتي والمعيشي محل المزايدات اللبنانية الحزبية والرسمية، حتى في ظل المصالحات الداخلية على الساحة اللبنانية ما بعد وقف الحرب الأهلية. وقد ظل الواقع الفلسطيني الداخلي دون عنوان بارز يمثلهم امام الهيئات الرسمية اللبنانية مما سنح الفرصة لإجتهادات محلية للكثير من القوى والتنظيمات الفلسطينية والتي حاولت ان تشكل اجسام تمثيلية لها تبعا للظرف المكاني للتجمع الفلسطيني وحسب سيطرة هذا التنظيم او ذاك على مخيم من المخيمات وبالتالي كان التعامل اللبناني مع الوضع الفلسطيني يعتمد على طبيعة القوة المسيطرة على المخيم وطبيعة المرحلة ومدى تأثر وتأثير من في سدة الحكم على الوقائع الفلسطينية. اي اننا كنا دائما امام وضع فلسطيني لبناني يعتمد بالأساس على طبيعة الحكومة اللبنانية وتركيبتها وتشكيلتها وطبيعة الظرف السياسي الذي غالبا ما كان يحكم العلاقة الثنائية ولم يكن هناك معايير واضحة المعالم للتعاطي والحالة الفلسطينية عموما على الساحة اللبنانية، الامر الذي استدعى بروز العديد من الاشكالات التي طالت صلب حياة الفرد الفلسطيني اللاجىء عدا عن المسائل السياسية وتراتيباتها وتلك المتعلقة بتنسيق المواقف المشتركة، وما يتصل بمعالجة الأمور اليومية وهمومها في أجندة الفرد والانسان والتعاطي وقضاياه في ظل الفوضى اللبنانية العارمة التي تسيطر عليها قوى اقليمية ودولية ترى من خلال البوابة اللبنانية منفذا لإمكانية تنفيذ مشاريعها في المنطقة وبطبيعة الحال فإن الحاالة الفلسطينية على الأراضي اللبنانية تشكل احد لبنات مشاريع هذه الفوضى بل ان هذه الحالة غالبا ما دفعت وما زالت تدفع الكثير من الاثمان جراء هكذا وقائع .... وحيث ان الساحة الفلسطينية ذاتها منقسمة على بعضها ومتشرذمة ما بين قواها وفصائلها وتنظيماتها والذي غالبا ما دفع ثمنه اللاجئون الفلسطينيون على الأراضي اللبنانية على المستوى الحياتي والمعيشي الذي ارتبط بتوفير سبل الحياة الكريمة وفقا للمعايير الانسانية، يجد اللاجىء ذاته بلا اي شكل من اشكال العناوين او المرجعيات التي من شأنها رعاية مصالحها والدفاع عنها وانتزاع حقوقه الانسانية التي ظلت محل شك وتشكيك وخاضعة لأمزجة مقاولي العمل السياسي في لبنان وفقا لرغباتهم وتماشيا ومصالحهم التي كانت على الدوام تفرض معادلات اثمانها مدفوعة من قبل الفلسطينين واوضاعهم المعيشية والحياتية. والكل يذكر بهذا السياق الحالة الفلسطينية وما آلت اليها ما بعد خروج المقاومة من الأراضي اللبنانية وقائمة الممنوعات الطويلة التي فرضت على سكان المخيمات ومن هو فلسطيني بدء من الحرمان من العمل او الطبابة والحق بالعلاج واستصدار الأوراق الثبوتية والتمتع بالحقوق المدنية والاجتماعية وفق المعايير العالمية الانسانية لحقوق الانسان بل ان الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينين وصلت الى حد المنع من ترميم المنازل في بعض المخيمات والآيلة للسقوط ومنع ادخال مواد البناء مما جعل الحياة اشبه بالمستحيلة والكل يذكر ايضا تلك التصريحات التي تنم عن حقد كريه ودفين في نفوس العديد من قادة الساسة اللبنانية، كل هذه الامور جعلت على الراعي الفلسطيني كمؤسسة الإلتفات الى وقائع المخيمات وكانت ان جاءت الخطوة النوعية بإعادة افتتاح مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية واليوم اذ تتوج هذه المسألة برفع مستوى التمثل الدبلوماسي الفلسطينيى الى ردرجة السفارة فبلا شك انها خطوة على طريق محاولة استرداد كرامة انساننا الفلسطيني في ساحة تعتبر من اشد الساحات تعقيدا وخطورة كما انها في مهب ريح المتغيرات المعادلات الإقليمية بإستمرار وحيث ان الحالة الفلسطينية في لبنان باتت تشكل جزء اساسي في تشكيلة الفيسفساء التنوعي اللبناني والأكثر تأثرا بمجريات العملية السياسية الداخلية اللبنانية كان لابد من ترسيخ المفاهيم المبدئية ما بين الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجه وبالتالي كان لابد لهذه الخطوة ان تشكل حجر الزاوية الأهم في بناء استراتيجية عملية للتعاطي والشأن الفلسطيني بكافة جوانبها في اطار الدولة اللبنانية.
الا ان الأمر المستغرب ان تصدر العديد من التصريحات ومن قادة بعض التنظيمات الفلسطينية تدعو الحكومة اللبنانية لضرورة مراجعة قرارها فيما يخص رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي للممثلية الفلسطينية في بيروت وهو الأمر غير المتوافق وحتى المتطابق ورعاية المصالح الفلسطينة الأساسية والمتصلة بحماية الحقوق وتوفير سبل العيش الكريم غير المرتبطة بالسجالات الفصائلية ورؤياها السياسية، الا اذا ما اعتبرنا ان الهم اليومي للفرد قد اضحى مادة للمزايدات الخطابية ما بين ممن يعتلون منصات العرش الفصائلي والتنظيمي. حيث لا يمكن استيعاب هكذا تصريحات الا في سياق ممارسة عملية التخريب المبرمجة والإمعان اكثر في شرذمة وتفتيت الجهد الفلسطيني وقد يكون ايضا لتقويض دور منظمة التحرير اتجاه الشتات الفلسطيني عموما لإحلال بدائل اخرى مكانها عن طريق التشكيك بوحدانية وشرعية التمثيل الوطني لمنظمة التحرير، الأمر الذي صار مكشوفا ومفضوحا في اجندة بعض قوى العمل الفصائلي حيث باتت مرهونة لرغبات واوامر اخرى غير فلسطينية بالمطلق.
من الممكن استيعاب مناهضة ومعارضة بعض القوى او الشخصيات اللبنانية لهكذا تمثيل فلسطيني في لبنان حيث التركيبة السياسية لهذه القوى والمحكومة بعقدة الخوف والتخوف من تنامي الحالة الفلسطينية واعادة برمجة التاريخ حسبما كانت عليه مجريات الفوضى في لبنان لكن ان يمنطق البعض الفلسطيني في معارضة رفع التمثيل الفلسطيني فلا يمكن تفسيره بالمنطق السياسي بالمطلق ولا يمكن استعياب مبرارته حتى لا يمكن فهم منطلقاته، ولابد من توجيه الدعوة لهؤلاء لأن يعيدو صياغة خطاباتهم وفقا لرغبات ومصالح الشعب الفلسطيني اولا وقبل كل شيء، وان يكفوا عن استخدام جماهير المخيمات واساسيات حياتهم وزجها في عملية ألإستقطاب الداخلي. فكل المطلوب والذي يمكن استيعابه ان السفارة الفلسطينية لابد ان ترعى ما يقارب 400 الف لاجىء على الأراضي اللبنانية وان توفر لهم سبل الحياة الكريمة والأدمية وبذات الوقت ان يكون للفلسطيني عنوان تمثلي رسمي معترف به من قبل الدولة والمؤسسات والهيئات الرسمية وغير الرسمية للتعاطي والشأن الفلسطيني بكل اتصالاته ومتعلقاته وان يتم سحب الملف الفلسطيني من السجال اللبناني الداخلي على قاعدة عدم التدخل بالشأن اللبناني الداخلي وان الشعب الفلسطيني في لبنان هو ضيف على الأراضي اللبنانية وان ثمة حقوق على الدولة منحها لمستحقيها وفقا لقواعد القانون الدولي وحسب مقررات الإجماع العربي. وهو الأمر الذي يتطلب تأطير البعثة الفلسطينية الرسمية التمثيلية من خلال السفارة الفلسطينية العتيدة في لبنان. فببساطة القول والكلام هذه هي الحاتلة بإختصار ولا اعتقد ان رفع مستوى التمثيل الوطني الفلسطيني سيأخذ من حصة احد على حساب احد، بل هي خطوة في سياقها الصحيح وتثبيتا للحقوق ووضع الأمور في نصابها الصحيح، واخيرا لابد من توجيه الدعوة للكف عن الصخب والعويل السياسي فقط لا غير.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..
- دعوة لفهم منطلقات انعقاد الملتقى العربي الدولي لحق العودة .. ...
- حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....
- كرنفالية لعكا ...
- تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
- مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...
- ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...
- على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....
- الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....
- بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....
- القدس تتوحد مع غزة
- حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ...
- حينما يعود الشهداء ....


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان