أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-















المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 00:46
المحور: الادب والفن
    


بعد خروجي من السجن بيومين. كنت مصحوبا ببعض الأصدقاء ونحن داخل حانة ( ريبرطيطو) كان الوقت مساءا شعرت وكأنني في حالة نفسية
مضطربة. قلت في نفسي ( لن يخلصني من هذا الإضطراب إلا السفر ) جمعت شتات أفكاري واعتذرت للأصدقاء ثم خرجت من الحانة بعد تسديد
فاتورتي وأخذت سيارة طاكسي أوصلتني إلى البيت وطلبت من السائق الإنتظار جمعت أغراضي وودعت أسرتي وانطلقت نحو الحدود .
خرجت الباخرة على الساعة الثامنة نحو الجزيرة الخضراء . شربت بعض الجعة والتهمت كسكروطا خاصا وتنفست الهواء الجديد وأنا أتأمل أمواج
البحر الهادئة . فتبخر القلق والإضطراب في داخلي واختفى نهائيا. في الجزيرة الخضراء صادفت بباب الميناء شخص إنجليزي ملتحي يقود
حافلة جل ركابها أجانب بمختلف الجنسيات باستثناء العرب . وسألني إن كنت قاصدا برشلونة فأخبرته بأن وجهتي هي مدينة بيلباو . لكنني فجأة
تساءلت مع نفسي ( لما لا أغير الإتجاه ؟ ) .امتطيت الحافلة بعد أن إستفسرت عن الثمن وسددت الواجب . وانضممت إلى الركاب الذين كانوا كلهم
هبيين وكانت الحافلة ستعبر نقطة الحدود الإسبانية الفرنسية عبر برشلونة وقررت أن أمدد الرحلة نحو بلجيكا وأغتنم الفرصة بوجودي مختلطا
بهؤلاء الأجانب وخلال وجودنا بنقطة الحدود طلبت من سائق الحافلة أن يدس جوازي وسط جوازات السفر لهؤلاء حتى لا ينتبه إليه حراس
الحدود فيمنعونني من العبور . وفعلا لم يتم تفتيش الحافلة أو الدخول إليها حتى . فقد إكتفى الحراس بإلقاء نظرة عابرة وسريعة من خارج الحافلة
ثم أشاروا عليها بالمرور دون تفقد الجوازات التي كانت بيد السائق وهو يتحدث إلى أمن الحدود. فكرت أن كل الجنسيات لا تلقى أية عراقيل بنقط
الحدود باستثناء نحن العرب كأننا مصابون بالجرب . المهم أنني حققت هدفي بمساعدة هؤلاء طبعا.
نزلت من الحافلة داخل التراب الفرنسي وأخذت القطار نحو بروكسيل البلجيكية . كنت أتوفر على عنوان صديقي ( بريشة ) الذي زودني به أثناء
وجوده بتطوان .
بعد رنة الجرس فتح الباب فإذا بي أمام الصديق بريشة . قفز من الفرحة وعانقني وأدخلني بيته المتواضع. كماأخذني إلى الحمام العمومي
واغتسلت من أوساخ وعناء السفر. وأصبحت شخصا آخر . كما شاءت الظروف أيضا أن ألتقي بصديق قديم عن طريق الصدفة وقد أخبرني
بأن حزبا شيوعيا ذو إتجاه ماوي يدافع عن المهاجرين ويساعدهم للحصول على أوراق البلد . فكان طبيعيا أن أتصل بمقر هؤلاء . كان
هذا الحزب يستضيف مجموعة من المهاجرين من مختلف الجنسيات وكان بعضهم قد دخل في إضراب عن الطعام وبينهم بلجيكيون ذكورا وإناثا.
كانوا مضربين عن الطعام لكنهم كانوا يشربون القهوة ويأكلون قطعا من السكر . راقني هذا الجو فتجندت للنضال معهم من أجل تحقيق مطالب
المهاجرين . كنت أحرر الخطب والتقارير باللغة العربية . وأقوم بطبعها على ( الستانسيل ) وأظل طوال اليوم على قدم وساق دون كلل أو تعب .
كان إسمي الذي أطلقوه علي هو ( فولار) لأنني كنت أضع فولارا على رأسي مثل قراصنة البحر في الزمن الماضي. كان شخص بلجيكي يقود هذه
الحركة التي كان يرعاها الحزب الذي لم تكن لنا علاقة به . شعاره ( كل الحقوق للعمال ) وكان إسم هذا التنظيم - a.m.a.d.a - . وقد كنا نتلقى
المساعدات المادية المتواضعة من أناس لا يعرفهم إلا الرئيس. وقد إستطعت أن أنتزع من يد فتاة بلجيكية منصب رئاسة العلاقات الخارجية وكانوا
يطلقون عليها ( شاف دو بروبكند ) وكان ذلك عن طريق الإنتخابات . وقد غضبت الفتاة لذلك غضبا كبيرا . لكنني كنت ماهرا في هذا المنصب
فقد كنت أنظم مجموعات مختلطة الجنسيات وأوزعهم على نقط داخل بروكسيل وبالضبط بالأماكن التي يتواجد بها المهاجرون المغاربيون .
وكنت أخرج أنا أيضا مع مجموعتي ونقتحم أماكن عمومية كالمقاهي نخطب فيها ونجمع المساعدات المادية للمهاجرين بالمقر وشراء المواد
الغذائية للجميع . وكنت أنا الوحيد بمجموعتي من ينجح في التواصل مع الناس والوحيد أيضا من يأتي بأكبر مبلغ من المساعدات المادية .
قمنا بمظاهرة كبيرة داخل بروكسيل بمشاركة بعض المنظمات الحقوقية والجمعيات المدنية التي كانت تتعاطف مع المهاجرين وكان الرئيس
من يقود المظاهرة وكنت بجانبه نتبادل أدوار إلقاء الخطب . هو بالفرنسية وأنا بالعربية .وكان هذا الرجل من حين لآخر يغطي على وجهي
بواسطة جريدة كانت بيده أثناء بلوغنا بعض النقط وقد خمنت أنه كان يفعل ذلك إتقاءا لكاميرات التصوير لأنني كنت بلا أوراق ومعرض لخطر
الأمن . كان هؤلاء البلجيكيون حريصين على حمايتنا . وعند انتهاء المظاهرة أدخلوني في سيارة خاصة بينما سيارات أخرى كانت تتبعنا من الخلف
لعرقلة سيارات الأمن في حالة إقتفاء أثرنا . كانوا أناسا طيبون ونبلاء ويحبون الخير للجميع . فقد عرضوا علي فتاة بلجيكية لأتزوج بها
للحصول على أوراق البلد فعزفت عن ذلك وقلت لهم إنني سأكون آخر من يحصل على الأوراق وكان جوابي هذا بالنسبة لهم مذهلا . كانوا
يحبونني ويعتنوا بي أكثر من اللازم . وقد كنت أتنقل من بيت لآخر مصحوبا بصديق مغربي أيضا إسمه( بوشنافة) لا زال هناك لحد الساعة.
كانوا يسمحون لنا بأن نشاركهم كل شيء ببيوتهم بما في ذلك اللباس . لم أر قط أناسا كرماء مثل هؤلاء . كما كان المقر محاذيا لحانة
صاحبها رجل برتغالي تابع للحزب . وكان لنا بالمقر ممر يؤدي إلى الحانة نستخدمه عندما يداهم البوليس المقر وكان لا يحدث ذلك إلا نادرا.
تعرفت في هذا الجو على سيدة متزوجة بأستاذ جامعي ولها معه بنت مراهقة وطفل صغير لا يتجاوز الخمس سنوات . كنت آخذه صباحا نحو
المدرسة وكانت تطلب مني أن أدخل وأتصل بهيئة التدريس وأشرح لهم أفكار الحزب تسميها هي ( plat form ) لكنني لم أكن لأفعل لأن لغتي
الفرنسية ضعيفة . كانت هذه السيدة تميل إلي بشكل ملفت للإنتباه. كانت تقول لي بأن عيني تشبهان عيني جدها إلى حد كبير. وقد نبهني الرئيس
إلى كونها سيدة متزوجة فطمأنته بأنني ليست لدي أطماع جنسية أو غيرها مع هذه السيدة . وفعلا كنت أحترمها إحتراما عظيما . وقد كنا اثنان
ننام ببيتها وقد وضعت لنا فراشين بالصالون جنب البيانو الذي كنت أعزف عليه رغم عدم إلمامي بالعزف. كانت إبنتها المراهقة تنزل كل صباح
من الطابق العلوي للبيت فتقوم بتغيير لباس نومها بلباس مدرسي وتتعرى أمامنا ونرى جسدها الرائع فنكاد نصاب بالجنون . وقد أراد صديقي
أن ينهض إليها فمنعته وحذرته من تصرف غير لائق مع مراهقة بريئة . لكنه قام وعضوه منتصبا داخل التبان ومر من أمامها . ومنذ ذلك
الحين لم تعد الفتاة تنزل كعادتها لتغيير ملابسها أمامنا .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثاني من البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-11-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-10-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-