أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم عبد مطلك - الصحافه الساخره استجابه لضروره














المزيد.....

الصحافه الساخره استجابه لضروره


كريم عبد مطلك

الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 11:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


ونحن نتصفح تاريخ الصحافة الساخرة في العراق نجد ان ولادتها لم تكن حدثاً عادياً أو أمراً لا يستحق الوقوف عنده بل كانت شيئاً ضرورياً وسداً لنقص
وملءٍ لفراغ واستجابة لما كان يشكو منه القارئ من نهم قصرت عن اشباعه الصحافة الجادة فالانسان بطبعه ميال للنكتة والظرفة فكيف به وهو يرى ان ما يعانيه من أحداث وأمور حياتية اثقلت كاهله وآلمته تتناولها الصحافة بشيء من النقد اللاذع والطرافة والسخرية فتضحكه من هذه الموجعات وعليها فتنسيه وتواسيه ويجد في ذلك انتصاراً لما يجول في نفسه ويصول في كوامنها مثلماً يرى في ذلك تحجيماً واستصغاراً لما يعتبره سبباً في تلك الآلام والمنغصات ومن هنا فقد كانت الصحافة الساخرة بكل فنون كتاباتها ورسومها الكاريكاتيرية تمثل انتقاماً اخلاقياً وقصاصاً اجتماعياً ورفضاً تقويمياً لكل الانحرافات والاعوجاجات مثلما تمثل تمرداً ناقماً مطلوباً على كل الاوضاع الشاذة والتصرفات الملتوية ولو عدنا الى اوائل الصحف التي اختصت بهذا النوع من الصحافة نجد انها كانت تطبع بكميات اكبر من بقية الصحف الجادة فعلى سبيل المثال ان جريدة(حبزبوز) لصاحبها الصحفي اللامع نوري ثابت قد طبع من عددها الاول اربعة الاف نسخة وهو رقم لم تصله الصحف حينذاك وكانت تطبع بطبعتين اسبوعياً وهذا لا يعني ان السبب في ذلك قلة الصحف الساخرة يومها وان الصحف الجادة كانت اكثر عدداً منها بل ان الشارع العراقي كان بحاجة لمثل هذا النوع من الصحافة كما ان الكاتب الساخر وعلى مر العصور وفي كل البلدان مقروء اكثر من غيره ومحبوباً لدى القارئ بشكل اكبر فهو يستخلص من المأساة والهموم والاحزان ما يؤطره بالفكاهة والظرافة ليرسم البسمة والضحكة على شفاه القراء كما ان الصحف والمجلات الساخرة كانت اكثر من غيرها اغلاقاً وملاحقة لكونها كانت سياطاً تلهب ظهور الحكام على مر العهود وكان كتابها سيوفاً مسلطة على رقابهم ولهذا فأن هذه الصحف وهولاء الصحفيون كانوا قريبين من قلوب الناس وهو ما وجدت من اجله الصحافة عموماً لتكون عين الشعب على السلطات ولقد غابت مثل هذه الصحافة المتخصصة عن الساحة الصحفية العراقية قبل منتصف سبعينيات القرن الماضي وخلت هذه الساحة من هذا اللون من الكتاب الا ما ندر من الذين كانوا يكتبون الاعمدة الاسبوعية حتى تاريخ 2003/4/9 حيث توفرت فسحة من الحرية لكنها محفوفة بالمخاطر فظهرت بعد هذا التاريخ محاولات لاحياء الصحافة الساخرة لا تتجاوز عدد اصابع اليد لكنها لاقت قبولاً حسناً لدى القارئ العراقي على الرغم من محدودية امكاناتها على انها تبقى استجابة لضرورة ويبقى الذين كتبوا في طيات صفحاتها ورسموا الرسوم الكاريكاتيرية منها اولئك الشجعان الذين تصدوا للانحراف والاعوجاج بأسلوب ساخر ناقد لاذع جريء هادفين التصحيح والتقويم خدمة للوطن والشعب، نقول:نتمنى ان تكون هذه المحاولات الجريئة نواة لصحافة عراقية ساخرة وامتداداً وإحياء لذلك النهج الذي إختطه السابقون الاولون.



#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا والجاره ومؤتمر التجاره
- القانون لا يحمي المغفلين يا بلاتر
- صدام وكتابة التأريخ
- هلوسة مغترب
- خارطه الآه
- مكافحة الفساد الادراي والمالي,مسؤولية من؟
- منظمة (ملا جاسم )الانسانيه
- الصحفي و(الروزنامة )
- اتحاد الكسّاب العرب والتطاول على الشرعية
- اوفسايد رباعي
- تسييس القضاء والمناورات البائسه
- تنبؤات كيمياويه
- كوليرا في زمن الكوليرا
- برلمان الكيا والتهديدات التركية
- مشاهد من احلام الفوضى
- خارج نطاق التغطية
- حل المليشيات .. مسؤولية من ؟
- الخطة الأمنية والتقويم الضوئي
- العملية السياسية ومسلسل الانسحابات
- ظاهرة تبرير الجريمة آفة اخطر من الجريمة


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم عبد مطلك - الصحافه الساخره استجابه لضروره