أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد خليل عبد اللطيف - كافكا له منافس..وزارة الخارجية البريطانية تعطينا درسا عن حقوق الانسان















المزيد.....

كافكا له منافس..وزارة الخارجية البريطانية تعطينا درسا عن حقوق الانسان


محمد خليل عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 11:02
المحور: حقوق الانسان
    


في الحادي من كانون الاول يقع حادث غريب في وسط لندن. وزارة الخارجية البريطانية تقيم يوما مفتوحا "لالقاء الضوء على اهمية حقوق الانسان في عملها بمناسبة الذكرى الستين للاعلان العالمي لحقوق الانسان". هناك عدة ملتقيات وحوارات كما ان وزير الخارجية ديفيد ميليباند سيقدم جائزة لحقوق الانسان. هل تعتقدون بانني اسخر؟ كلا. وزارة الخارجية تريد ان تزيد من درجة وعينا لحقوق الانسان. حقا ان لكافكا وهيلر مسخا.

لن يكون هناك ملتقى لسكان دييغو غارسيا الالفين البريطانيي الجنسية المطرودين من جزرهم في المحيط الهندي والذين ذهبت حكومة ميليباند الى المحاكم للحيلولة دون عودتهم الى وطنهم الذي هو الان قاعدة عسكرية اميركية ومركز محتمل للتعذيب للمخابرات الاميركية. المحكمة العليا اعادت التاكيد على الحق الاساسي للانسان لسكان الجزر وعلى جوهر الماغنا كارتا وواصفة اعمال وزارة الخارجية بالشنيعة والكريهة والغير قانونية. رغم ذلك لم ييأس محاموا ميليباند، بل وانقذوا في 22 تشرين الاول بواسطة حكم مجلس اللوردات.

لن يكون هناك ملتقى لضحايا السياسة البريطانية المستمرة الخاصة بتصدير الاسلحة والمعدات العسكرية لعشرة من اربع عشرة دولة من دول افريقيا الفقيرة والمبتلاة بحروب دموية. في كلمته وبحضور منظمة العفو ومنظمة انقذوا الاطفال المشين, ترى ماذا سيقول ميليباند لضحايا العنف المدعوم بريطانيا؟ ربما سيذكر ـ كما يفعل دائما ـ بالحاجة الى"حكم جيد" في اماكن بعيدة، بينما نظامه هو يقوم بقمع دائرة الاحتيال الجدي في تحقيقها بقضية صفقة اليمامة المقدرة ب 43 بليون جنيه استرليني مع النظام الدكتاتوري الفاسد للسعودية التي "نشاركها القيم" كما يقول كيم هاولز مدير الخارجية البريطانية في 2007.

لن يكون هنالك ملتقى للعراقيين الذين تحطمت حياتهم وثقافتهم ومجتمعهم باحتلال غير مسبب مبني على اكاذيب ملفقة. هل سيعتذر وزير الخارجية عن القنابل العنقودية التي قامت بريطانيا بنشرها والتي مازالت تنفجر بارجل الاطفال في العراق؟ وماذا عن اليورانيوم المنضب والسموم الاخرى الناتج عنها امراض سرطانية تجتاح اماكن واسعة من جنوب العراق؟ هل سيتكلم عن حقوق الانسان العالمية ليقر ويعلن بتحويل جزء من البلايين المخصصة لدعم لندن لاعادة الحياة لما كان في يوم ما احد افضل الانظمة التعليمية في الشرق الاوسط والذي محي من الوجود نتيجة للعدوان الانكلواميركي فضلا عن المتاحف ودور النشر والمكتبات والمدرسين والمؤرخين والجراحين؟ هل سيعلن عن ارساليات من المسكنات والحقن للمستشفيات التي كانت في يوم ما لاتحتاج شيئا والان في حاجة لكل شئ، في بلد قامت الحكومات البريطانية وبالذات حكومته بلعب دور ريادي في منع المساعدات الانسانية عنه ومن ضمنها حظر كيم هاولز للقاحات الاطفال؟

لن يكون هناك ملتقى لسكان غزة الذين يحذر الصليب الاحمر من تهديد المجاعة لغالبيتهم، وبالذات الاطفال. في سياسة تهدف الى بقاء مليون ونصف من سكان غزة على قيد الحياة بدون الاحتياجات الاساسية وقيام الاسرائيليين بقطع كل ابواب النجاة. ديفيد ميليباند كان في زيارة للقدس مؤخرا على بعد قصير من سكان غزة الاسرى. لم يذهب الى غزة ولم يتكلم عن حقوقهم الانسانية مفضلا الكلام المراوغ عن هدنة بين الجلاد والضحية.

لن يكون هنالك ملتقى لاتحادات العمال والطلاب والصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان الذين تم اغتيالهم في كولومبيا، البلد الذي تضطلع قوات الامن الحكومية التي تم ويتم تدريبها بواسطة بريطانيا والولايات المتحدة بالمسؤولية عن عمليات التعذيب بحسب دراسة اجريت مؤخرا بواسطة جماعة حقوق الانسان البريطانية"العدالة من اجل كولومبيا". تقول وزارة الخارجية البريطانية انها "تحقق تقدما في سجل حقوق الانسان ومكافحة المخدرات" في حين ان الدراسة لاتجد دليلا مهما كان صغيرا ليؤيد هذا الادعاء، كما ان الضباط الكولمبيين المتورطين في جرائم قتل مرحب بهم في بريطانيا لاقامة حلقات دراسية.

لن يكون هنالك ملتقى للتاريخ، لذاكرتنا. هناك في المكتبات البريطانية وفي سجلاتنا ملفات غير مصنفة محفوظة تخبرنا عن حقيقة السياسة البريطانية وحقوق الانسان. من سياسة بشعة مرضي عنها رسميا في معسكرات الاعتقال في كينيا المستعمرة وتسليح الجنرال سوهارتو في اندونيسيا الشهير بالابادة الجماعية، وتزويد صدام حسين بالاسلحة البايولوجية خلال الثمانينات.


وحين نسمع الضجيج الاخلاقي الذي يثيره "خبراء الامن" الذين هم عناصر سابقة في الجيش البريطاني وهم يخبروننا كيف يجب ان نفكر حول الاحداث الفظيعة في مومباي، ربما نستذكر دور بريطانيا التاريخي في تسهيل ولادة العنف الاسلامي المتطرف في الشرق الاوسط، من صعود الاخوان المسلمين في مصر خلال الخمسينات واسقاط الحكومة الحرة الديمقراطية في ايران الخمسينات الى التسليح المخابراتي للمجاهدين الافغان والذين كانوا السبب في ظهور طالبان فيما بعد. الهدف كان ومازال حرمان الشعوب من حسها القومي وكفاحها من اجل الحرية خصوصا في الشرق الاوسط حيث النفط كما تذكر وثيقة سرية تابعة لوزارة الخارجية تعود لعام 1947 "ثمن حيوي لاي قوة مهتمة بالتاثير والسيطرة على العالم" حقوق الانسان غائبة عن هذه الوثيقة الرسمية بعكس الخوف من اكتشافها. تقول مذكرة ارشادية لوزارة الخارجية عام 1964 حول نفي وطرد سكان دييغو غارسيا والجزر التابعة لها "يجب حدوثه بشكل لايثير الانتباه بالاضافة الى غطاء مقنع لكي لايثير الشك حول الغرض منه".

كيف لهذه العجائب والغرائب ان تدوم؟ للاعلام دور تاريخي في هذا المجال، باتباع النهج السلطوي والحذف الرقابي. اخبرني رونالد كاليس مراسل البي بي سي لجنوب شرق اسيا عندما كان سوهارتو يذبح مئات الالاف من الذين اتهموا بالشيوعية خلال الستينات "كان انتصارا للدعاية الغربية، مصادري البريطانية زعمت بعدم علمها بما كان يحدث عندما كانوا على دراية...سفن الحربية البريطانية رافقت سفنا اندونيسية محملة بعناصر الجيش الاندونيسي الى مضيق ملقا ليساهموا في تلك المذابح الجماعية الشنيعة.

اليوم، دعاية العلاقات العامة ترتدي زي الزمالات المروجة لنفس السلطة الريطانية الجشعة عند قيامهم برسم الحدود للمناقشات العامة. هنالك تقرير قد كشف عنه الاسبوع الماضي صادر عن معهد ابحاث السياسة العامة يوصف بانه "الفكر القيادي المتقدم للمملكة المتحدة" يحتوي كلمات نبيلة قد فقدت معناها واستخدمت للخداع كالتقدم والديمقراطية ويسار الوسط. مهووس بالحروب و مناصر للسلاح النووي كاللورد جورج روبرتسون رئيس الناتو السابق وضع اسمه المستعار على مقدمة التقرير مصاحبا لبادي اشداون الحاكم السابق للبلقان. مصاحبا لعبارة مبتذلة ومستهلكة كادارة الازمة، التقرير معنون ب"القدر المشترك" عبارة عن "دعوة للعمل" بسبب "وجود دول فاشلة، ضعيفة وفاسدة اصبحت مصدرا للخطر الامني بصورة اكبر من دول قوية ومنافسة". "الدعوة" للناتو في افريقيا للتدخل "ان اعتبر ضروريا"، كل هذا مع عدم الاشارة للارهاب الدولي الغربي.

هذه ايماءة "للادراك والفهم" بان "التدخل"الانكلواميركي الحالي في الدول الاسلامية يشير الى الارهاب في بريطانيا، هذا ماهو واضح للعيان لغالبية الناس. في مسح احصائي في شباط 2003 ظهر مايقارب ال80% من سكان لندن مؤمنين بان هجوما بريطانيا على العراق "سيجعل هجوما ارهابيا على لندن اكثر احتمالا". وهذا بالضبط التحذير الذي وجهته اللجنة المشتركة للاستخبارات لتوني بلير. التحذير لايقل الحاحا عند استمرارنا بالهجوم على بلدان اخرى وسماحنا لابطال فاشلين وغير حقيقيين لسرقة حقوق انسانية البشر باجمعهم.


قمت بترجمته عن مقال للكاتب اليساري البريطاني الشهير john Pilger



#محمد_خليل_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه.. وقفة وتأمل
- ماالذي تعلمه المسلمون منذ 11/9


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد خليل عبد اللطيف - كافكا له منافس..وزارة الخارجية البريطانية تعطينا درسا عن حقوق الانسان