أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - تعددت الشرعيات والرئيس واحد















المزيد.....

تعددت الشرعيات والرئيس واحد


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


انتخاب المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس رئيسا لدولة فلسطين، اضافة لرئاسته للسلطه الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، تضع علامات استفهام حول دور كل من هذه المؤسسات الثلاثة التي انتخب او عين ابو مازن رئيسا لها، ودور هذه السلطات او المؤسسات او مرجعيات اذا رغبنا بتسميتها، حيث بدأت الشكوك تدور بمخيلتي حول الهدف من تعدد المناصب، والى اين سنصل بالضبط بعد كل هذا، واعتقد ان هذا ينقلنا الى جدل نحن بغنى عنه الان لتوزيع الاوسمة والنشايين والاكثار من المناصب والمراكز التمثيلية وحصرها بشخص واحد او عدة اشخاص، فهذا بشكل عام يهدد الانجازات الوطنية الفلسطينية، و ينقلنا الى جدل نحن بغنى عنه.

لدينا مؤسسات كثيرة وكلها تمثيلية، اضافة لما ذكر اعلاه لدينا ايضا مجلس وزراء برام الله واخر بغزة ورئيسين وزراء، وكل رئيس وزراء له صلاحيات ومهمات على بقعته الجغرافية التي يفرض عليها سلطته بعصا اجهزته الامنية، بالحقيقة لدينا خمس مؤسسات الان، لثلاثة منها رئيس واحد، حيث تسيطر عليها حركة فتح، اما المؤسسة الرابعة فهي عبارة عن حكومة تكنوقراط او تسيير اعمال او حكومة طواريئ، اما الخامسة فتسيطر عليها حركة حماس، فمنظمة التحرير الفلسطينية لديها برلمانها الذي يصل عدد اعضائه ال 702 عضوا ويسمى المجلس الوطني الفلسطيني، ولها قيادتها المسماه باللجنة التنفيذية، والسلطة الفلسطينية لديها برلمانها المكون من 132 نائبا ويسمى المجلس التشريعي الفلسطيني ومجلسين وزراء برئيسين ، اما الدولة الفلسطينية فلديها فقط رئيسا ووزير خارجية لا يتفقان ولا يلتقيان ، ولدولتنا لا يوجد مجلس وزراء ولا برلمان، ولدينا ثلاثة وزراء خارجية، واحد تابع لغزة واخر للضفة والثالث للمنظمة والدولة، وهذا ان دل انما يدل على الحالة التي وصل اليها الشعب الفلسطيني.

نضيع بين كل هذا وذاك، ونحتار بدور منظمة التحرير الفلسطينية اذا هي ما زالت حركة تحرر ام لا؟ اذا ما زالت المنظمة هي رائدة النضال الفلسطيني ام لا؟ واذا ما زالت هي الكيانية الفلسطينية التمثيلية لكافة الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده بالداخل والشتات؟ نعم، وبدون ادنى شك، لقد شكلت منظمة التحرير الفلسطينية من خلال تمسكها بالثوابت الفلسطينية والحقوق الوطنية والتاريخية وقيادتها للنضال الفلسطيني نقيضا للمشروع الصهيوني بالمنطقة، واعتبر برنامجها النضالي ورؤيتها للدولة الفلسطينية المستقبلية حلا عادلا للصراع بالشرق الاوسط، ومن خلال مشروعها الدولة العلمانية كانت تشكل منقذا لليهود من المشروع الصهيوني العنصري الفاشي، فهل انجزت منظمة التحرير الفلسطينية مشروعها الوطني؟ وهل انتقلنا فعلا الى مشروع الدولة من خلال الحكم ذاتي الا وهو اتفاق اوسلو؟

حتى نفس القيادة الفلسطينية بكل اطرافها واطيافها تدرك كامل الادراك ان السلطة الفلسطينية هي عبارة عن ادارة ذاتية فلسطينية دون سيادة على ارض ودون صلاحيات سياسية، وان هذه السلطة تتلقى كافة اوامرها من خلال الاتفاقيات المذلة واتفاقيات العار مع هذا الكيان، وان تمسك هذه القيادة بالسلطة، واهمالها لدور منظمة التحرير الفلسطينية، وتغييب هذه الكيانية التمثيلية لما مثلته على طول هذه المسيرة من خلال قيادتها للنضال الفلسطيني واعادة الاعتبار للانسان الفلسطيني وحقوقه السياسية والوطنية، فان هذا الاهمال يبدد كافة الحقوق والانجازات الفلسطينية، وان الحالة التي تمر بها الساحة الفلسطينية ناتجة بالاساس عن تغييب وتعطيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، ودور القيادة المهيمنة والمتنفذة لتغييب منظمة التحرير الفلسطينية، يعود لنوايا سيئة ومنبوذة لخدمة مصالح ذاتية وفئوية على حساب المصلحة الوطنية، والعناصر التي تحتل مواقعها القيادية بهذه المؤسسة، تدرك جيدا انها مهددة بخسارة هذه المواقع حال تفعيل المؤسسة واعادة بنائها، وهذه الخلاصة اصلا ناتجه من تجربة انتخابات المجلس التشريعي.

ان انتخاب السيد محمود عباس رئيسا لدولة فلسطين، من قبل المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الاخيرة وبالطريقة التي تم انتخابها، تضع ملايين علامات الاستفهام على نوايا اصحاب الاقتراح، كأن الدولة على مرمى حجر، فالدولة لن تاتي الا بعد التحرير، وبعد ازالة هذا الكيان الغاصب، وعودة شعبنا الفلسطيني الى ارضه ودياره ووطنه، فدولتنا ما هي الا عبارة عن حبر على ورق، ولا تمت للواقع بشيء، وان الدولة مجرد حلم يحلم به شعبنا الفلسطيني بعد التحرير، فها نحن نرى اليوم وبكل لحظة بان قضيتنا الفلسطينية تتحول من قضية سياسية ووطنية الى قضية انسانية ودينية، ونشاهد يوميا صرخات اهلنا بقطاع غزة، لتلقي العلاج ولايصال المواد الغذائية، فمخطط قادة الكيان الصهيوني يتجه الى التفاوض مع اطراف غير فلسطينية لايصال المساعدات الانسانية الى اهلنا بقطاع غزة، وصولا الى قناعة بعدم وجود طرف فلسطيني للتفاوض معه، اما الحال بالضفة فليس بافضل منه، وشعبنا يشهد على ذلك، فالامتيازات هي للمسؤولين واصحاب رؤوس الاموال، فراتب رئيس السلطة يصله من اسبانيا او فرنسا، وراتب رئيس الوزراء من ايطاليا او المانيا، وراتب الوزير يصله من كندا او البرتغال، وراتب عضو المجلس التشريعي يصله من النرويج او بريطانيا، وراتب الاجهزة الامنية والموظفين يصلهم من الولايات المتحدة الامريكية، وراتب السفير يصله من اليابان او سويسرا، فهل حقيقة ان هذا سياخذ شعبنا الى شاطيء الامان؟

فالحل الوطني الفلسطيني ليس بانتخاب رئيس دولة ولا بانتخاب امبراطور او تعيين ملك، شعبنا يبحث عن قيادة تقوده وتوفر له وسائل نضالية تكون قادرة لايصاله لتحقيق طموحاته واحلامه بالحرية والعودة والاستقلال، من خلال بناء المؤسسة الواحدة القادرة على قيادة شعبنا الفلسطيني وتوجيه نضاله باتجاه انهاء الاحتلال، فلا اعرف حتى اللحظة ما هو المغزى من التاكيد على منح السيد ابو مازن مناصب والاكثار منها، هل حقيقة لنقول له رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الدولة الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية، فما هو الفرق بين كل هذه المؤسسات، وهل هذه المؤسسات متشابهة، واذا خسر ابو مازن رئاسة السلطة فكيف سنزين حارتنا، فاذا ابو مازن الرئيس الواحد غير قادر على توحيد هذه المؤسسات الثلاثة فاعتقد ان القوى الاخرى ستعجز هي ايضا عن توحيدها اذا صار لها ثلاثة رؤساء، كما هو الحال برئيسين وزراء، وثلاثة وزراء خارجية، فهل صحيح اننا نسير بالطريق الصحيح؟ والتنبيه فقط هو من الوقوع بفخ ان يكون لنا ثلاثة رؤساء من ثلاثة احزاب او فصائل، فتصوروا لو ان رئيس السلطة من حماس ورئيس الدولة من اليسار ورئيس اللجنة التنفيذية من حركة فتح، هل حقيقة اننا سنتفق؟

اتمنى من المسؤولين الفلسطينين ان يكونوا جديين وان نكف عن الاستهزاء بعقول الناس، ومطلوب الوقوف على حقيقة ان هناك احتلال صهيوني استطاني قام باقتلاع شعبا من ارضه وارتكب ابشع الجرائم الانسانية بحقه على مر التاريخ وما زال، وان هذا السرطان لن يزول الا بالمقاومة والنضال والوحدة الوطنية، فاذا كان رئيسنا غير قادر على توحيد المؤسسات الثلاثة التي يراسها بمؤسسه واحدة فكيف سيكون قادر على توحيد الساحة الفلسطينية بكافة تياراتها وتناقضاتها واختلاف ارائها؟

جادالله صفا
البرازيل
3/12/2008







#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام الفلسطيني ووعد بلفور
- اللاجئين الفلسطينين في البرازيل عام كامل من المعاناة ومستقبل ...
- مصر واتفاقيات كامب ديفيد والسباق الفلسطيني باتجاهه
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، غياب ام انهيار؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 5
- الوساطة المصرية واحتمالات الفشل والنجاح
- التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ ج4
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 3
- فاوستو وولف المناضل الاممي
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء 2
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء الاول
- امريكا ليست دولة محايدة
- اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام
- المحاكم الاسبانية ...... والجرائم الاسرائيلية
- اللاجئون الفلسطينيون بامريكا اللاتينية... خطوة باتجاه التصفي ...
- ايهما اقل شرا سلطة رام الله ام سلطة غزة
- انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟
- كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - تعددت الشرعيات والرئيس واحد