أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - قصة : أفروديت لا تنفع طه ...















المزيد.....

قصة : أفروديت لا تنفع طه ...


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:40
المحور: الادب والفن
    



في غارب الأيام قام طه خضر* برحلة للوصول الى شواطئ واتا الآمنة ..حيث الاستقرار وراحة العقل والبال. اذ قرأ في فلسفة واتا ، أن العقل العربي أغلى العقول في العالم .. وشرح المنظر الدكتور أبو هواش في قاموس واتا : ان العقل العربي احتل بجدارة اغلى تسعيرة في سوق اللحوم لأنه غير مستعمل ومتوفرة له كل شروط الراحة والتنبلة في واتا الحضارية ، فانطلق الخضر طه سعيدا مستعجلا الرسو في ميناء واتا واراحة عقلة وجسده ليرتفع سعرهما معا.. لعل الشاري يجيء أخيرا.
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
في ليلة ظلماء هبت رياح شرقية عاتية ، لم تتوقعها مصادر واتا للأرصاد العقلية. لاطمت الأمواج السفينة من اليمين واليسار ، وبدأ خشب السفينة يطقطق من الضربات العنيفة لأمواج البحر الهائج ، حاول الواتوي المقبل ان يسجد لرب العاملين في عز تلاطم الأمواج بسفينته ، طالبا العون والرحمة ، ولكن موجة عالية ضربت السفينة ،فأخلت بتوازنها وحطمت ساريها وغرفة القيادة .. وقذفت بالانسان الورع الى داخل الأمواج ، فصرخ: " ماذا أخطأت بحقك يا الهي ؟" ولكن الله لم يسمعه بسبب تلاطم الأمواج وضجيجها ، ولحسن حظه ، وربما تلك مشيئة ربانية ، يضرب بيد ويلقى الأخرى، وجد نفسه متمسكا بقوة بقطعة من خشب السفينة المتففكة والغارقة ، فحمده رغم كل شيء.
قضى ليلة مرعبة بين الغرق والنجاة ، وخارت قواه ، واستسلم لمصيره ... وبدأ يفقد ادراكه بما حوله ، الا قبضتي يديه المتسمرتان بلا وعي بخشبة تساعده على العوم ...
ماذا حدث بعد ذلك بات في علم الغيب ، ربما مفكر واتا الذي " يعمل أكثر مما يتكلم " قادر على كشف التفاصيل التي تنزل عليه مع الوحي الفكري .. رغم ان ذلك يكلفه انخفاض بقيمة عقله في سوق اللحوم .
الذي أفرح خضر طه انه وجد نفسه ملقى على شاطئ رملي مثل الذهب الصافي ، والشمس الدافئة تمتص رطوبة جسده وتعطية شعورا بأن رب العالمين لم يتركه في لحظاته الصعبة .
جر نفسه خارج الماء ونظر الى السماء . سالت دموع الشكر والفرح بالنجاة .
لوهلة ظن نفسه قد وصل شواطئ واتا الموعودة ، ولكن لخيبة أمله وجد نفسه في جزيرة بلا انس أو جن .. وحيدا مع الرمال والماء والأشجار ، ولحسن حظه كانت بعض الأشجارا مثمرة بفاكهة لذيذة الطعم ، أشبه بما ذكره أبو هواش عن فواكه الجنة.. ، طبعا لم يقصد صاحب الخلق القويم الفواكه الانثوية ، تلك لها حديث آخر ..
احتار لحاله وكيف يرسل برقية لصاحب "الطابع المهني الصارخ ".. كي يرشده على حل بدون ذرائع " الحرية والأدب والابداع " ..التي يمارس عبرها "التجديف والمجون والالحاد" وانه حتى عندما تمسك بالخشبة في عرض البحر لم يمارس التجديف .. حتى لا يقع بالمحظور !!
مضت أسابيع على ضياع خضر طه ، وانطلقت مجموعات واتا للإنقاذ تبحث عنه في القارات الخمس ، فهو ذخر للعرب والمسلمين ، بعقلة الوادع المستريح منذ ولدته أمه ...
ولكن عبثا ، بوصلات واتا لا تشير الا لإتجاه واحد من أجل ضمان العقل الخامل والمستريح ...حفظا لسعره في سوق اللحوم . ولضمان ان يسجل يد أولى غير مستعمل .. حيث سعره ، بهذه الحالة ، يتجاوز في الارتفاع بورصات النفط العربي ...
بعد شهر من الضياع سجل المسكين ضمن مفقودي واتا ..
مضت الأيام خاملة ، وهذا أمر جيد يضمن راحة العقل وعدم استعماله الزائد .. وفي فجر أحد الأيام ، سمع خبطات قوية على ماء البحر .. انتفض ناهضا وبحث بعينيه عن مصدر الصوت . ويا لهول ما رأى .. كانت فتاة تصارع المياة تسبح نحوه الى الشاطئ.
- "لماذا ليس رجلا يا الله " . اشتكى لربه فورا بألم .
وصلت الصبية الى الشاطئ بأمان ، كانت حورية كل ما فيها متكامل .. عينان زرقاوتان كلون السماء ، وشعر أسود مسترسل كموج البحرعلى بشرة تبرق بالبياض المضيء ، سبحان من جمع الليل والنهار .. وجسد يفيض بما فيه من تناسق وبروز لرمانتين لو كان غير الانسان الصالح طه خضر لدخل في سعار الرغبة بأقل من لمح البصر..
- "من أنت ؟ " . سأل وكشرته تتكوم فوق أنفه .
- " انا أفروديت " قالت باسمة ، حابسة ضحكتها من تصرف هذا الصنم الذي لم تلتق مثله في حياتها الطويلة والتي تجاوزت حسب بعض المراجع عشرة الاف سنة .
- " انا طه " . قال عابسا .
- " لتكن طه .. الست رجلا وانا الهة الحب المشتهاة منذ الأزل ؟ "
- "الحب محرم حسب قوانين واتا لواضعها المنظر أبو هواش لأنه خروج عن الاتجاه الخلقي " .
- " انا أفروديت .. في معبدي كان العشاق يمارسون الجنس كنوع من العبادة ".
-"ابو هواش علمنا أن نقول للماجنين على وجه الخصوص أن أبوابنا مفتوحة لهم بشرط أن يتركوا بضاعتهم خارج أبواب واتا " .
- " هل تتهمني بالمجون " بدأ الغضب يشتعل على محياها؟؟
-" شكلك وصوتك يحرك الجماد .. ولكني ..". وصمت مترددا .
- " هل انت رجلا أم شبه رجل ..؟ تأتيك أفروديت في وحدتك فتجدك مثل الحطبة اليابسة ، وتردد لي تعاليم متخلفة من متخلف وصل بالصدفة للقرن الواحد والعشرين ؟"
فكر طه خضر ، وتأملها .. ثم قال :
-" حقا انت آية الجمال التي ينشدها الرجال .. اذا شئت ان أكون عشيقك لي طلب واحد ؟ "
انفرد وجه أفروديت ، ابتسمت وقالت :
- " أخيرا .. ما هو طلبك لألبية وأجعلك تاتأوه بمشاعر اقوى من الجمر؟"
- " طلبي أن تقصي شعرك قصيرا جدا ، مثل شعري تماما "
ضحكت أفورديت وتساءلت :
-"ولكن شعري جزء من سحري ومن شهوة الرجال لي ، الست رجلا ؟"
-"بل سيد الرجال ".. شمخ بأنفه
-"اذن تعال الي وانا في قمة شبقي .. أبحثت عن رجل في مكان منعزل منذ الف عام .. يا لسوء طالعي ، لم أجد غير واتاوي . "
- "احلقي شعرك وغيري اسمك ايضا .. "
-"سأحلق شعري نزولا عند رغبتي المشتعلة ، وليس لأنك تطلب مني .. سينمو مرة أخرى جميلا وسأجد غيرك ليرويني من بحر الحب .. بالطبع ليس هذا الذي ذكرته أبو هواش .. فهو ينفع في زط الكلام ..انما شخصا له عقل ومشاعر .. ها قد قصصت شعري ".
تفاجا من سرعة تحول شعرها الى شعر رجالي قصير .. وبدأت مشاعرة تدغدغه بشدة .قال :
-"ظل لي طلب واحد .. اختاري اسما ذكوريا "
- "سمني ما شئت يا طه اذ كان هذا يحل مشكلتك يا رجل ."
بعد تفكير لم يتعود عليه قال :
-"اسميك سعيد .. ".
- " حسنا متى نبدأ ؟ " . حثته أفروديت .
- " تعالي نتمشى على الشطئ أولا.. "
تأبطت ذراعة ومشيا على الرمال الذهبية ، بعد عدة دقائق قال خضرناظرا اليها :
- "هل تعرف يا سعيد اني أحبك منذ وقت طويل وكنت أتمنى ان اصل اليك منذ كنت في العاشرة من عمرك ؟ ".

****


* طه خضر - مستشار بواتا الحضارية أرسل للزميلة ،الدكتورة ميرا جميل ، عضوة واتا الحضارية رسالة على بريدها الخاص هذا بعضها : " يا رقيعة.. لا توهمي نفسك ولا تتطاولي أو تحاولي أن تركبي سرجا بدل برذعتك، واتقي شرّي وشرّ لساني حتى لا أجعلك أنتي وربك المعبود أبو فوطة الذي لا يجيد إلا استخدام كلمات من طراز ابن الشرموطة أو إبن القحبة لا أدري كيف تروقك وتستصيغين قراءتها إن كنت أنثى كما تزعمين ، أقول حتى لا أجعلكما أضحوكة الشابكة من بابها لمحرابها ومن ثم تجدون الهاكر في كل موقع تتبرزون فيه كلامكم، وقبل هذا كفاك كذبا وتدليسا ... لا تحيّة لك .. أنتي تستحقين الركل والضرب بالجزم !! ( أخطاء اللغة في الأصل - نبيل ) !!
بمثل هذه العقول ستثري واتا ثقافتنا وأدبنا وحضارتنا !!

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن : بارومتر فكري وسياسي للواقع العربي
- يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها
- -ملتقى ادباء ومشاهير العرب- في حوار مع نبيل عودة
- ايران نووية .. مقبرة للحلم القومي العربي !!
- مهازل فكرية في الصحافة العربية...
- الناصرة حسمت : ضد الطائفية ومن أجل مجتمع مدني حضاري
- يجب اقصاء الطائفية من أجواء الناصرة ..
- انتخابات بلدية الناصرة : المجتمع المدني هو المطروح للتصويت
- الفاشية لن تتوقف في ام الفحم فقط .. !!
- عجائب الانتخابات المحلية للعرب في اسرائيل طائفية وعائلية تحت ...
- عكا : ضوء أحمر آخر للواقع الآيل لإنفجار أشد هولا ...
- بذكرى ثورة اكتوبر ..لا بد من بداية جديدة
- مؤسساتنا غائبة أم عقلنا غائب ؟!
- رد على أطروحات يوسف فخر الدين في - أجراس العودة
- قصة : الزوجة
- ما العمل ... مجلي وهبة لا يريد ان يكون زينة في الأحزاب اليهو ...
- هل نحن قادرون على تحقيق انطلاقة ثقافية ؟
- عرب طيبون .. حتى متى ؟!
- اشكاليات الجبهة في الناصرة كما طرحها منشورها الأول
- شاعر من بلادي


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - قصة : أفروديت لا تنفع طه ...