أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - تحت سياط التعذيب........2














المزيد.....

تحت سياط التعذيب........2


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 08:45
المحور: حقوق الانسان
    


تكملة لما ذكرته في الجزء الاول............ اذ كنا في القطار الصاعد الى بغداد يسير بنا، لاندري الى اين نحن ذاهبون
كنّا أربعة أشخاص نتباين في اعمارنا وثقافتنا وتحصيلنا العلمي وتجمعنا صفة واحدة فقط،الا وهي أن كلنا كنا من الجنوب! على كل حال وصلنا الى بغداد/محطة القطار،نزلنا الى ارض المحطة، فاخبرنا مأمور الرحلة بأن ياأخوان، حقيقة انا ليس لدي علم بفحوى الموضوع وليس لدي اية معلومة تشير الى سبب استدعائكم،فارجو ان تعذروني، والان سنتوجه الى الساحة القريبة من محطة القطار لنتناول طعام الفطور ومن ثم بعدها نتوجه الى المديرية.........(الشخص المأمور كان يعرفنا ونعرفه بسبب قرب مكان عمله في الوحدة العسكرية من مكان وحدتنا فقد كنا نراه بمعدل يومي او احيانا يأتي الى وحدتنا لغرض ايصال البريد اليومي او استلام البريد)، على كل حال توجهنا الى الساحة وطلب كل منا مايريد فلعل مااراده كان اخر ماستراه عينه او يتمناه.........لاندري! ثم بعد ذلك أستأجر المأمور سيارة صعدنا اليها لتتوجه بنا الى الوجهة المطلوبة.
وصلنا الى بوابة وزارة الدفاع في باب المعظم........ترجّلنا عند الباب، دخلنا الى باحة المبنى الواسع......ثم توجهنا الى اليمين،وتوقفنا هناك عند الجدار وامام أعيننا بابين متجاورين لقاعتين كبيرتين لم نر فيما رأيناه غير اشخاص لبسوا بدلات صفراء كانوا جالسين على الارض وجوههم الى الناحية المعاكسة لجهة وقوفنا، فلم نستطع ان نتعرف حتى على اشكالهم، من الظاهر انهم كانوا من الاسرى الأيرانيين في تلك ألايام، على كل حال.... جاء الينا ثلاثة أشخاص كانت وجوههم لاتشبه وجوه الناس الاعتياديين ،مكفهرة عابسة، لم ار سابقا مثل هكذا وجوه! فسألنا أحدهم ( من اين انت؟..... الجواب = من الجنوب، والاخر كذلك، والاخر........) فرأيته يهزّ رأسه، كمن يهز رأسه عندما يقول (لاحول ولاقوة الا بالله)...... وهنا استدركت بأن الامر جد خطير وأكثر مما قد أوحي الينا به، كان عمري حينها 22 عاما فقط! وبعد الوقوف عند ذلك الجدار لما يناهز على نيف وساعة........... تم اقتيادنا الى سيارة حمراء من نوع (نصف نقل) قد تم تغطية الجزء الخلفي منها بغطاء ليكون كغرفة لها باب خلفي وعلى الجانبين فتحات تهوية صغيرة لايستطيع الجالس في الداخل ان يرى من الخارج شيئا، صعدنا وجلسنا على الألواح الخشبية الموجودة على جانبي الغريفة، ثم صعد الينا احد الاشخاص ليغطي أعيننا بشدادة قماش لااحد يعلم ان كانت تحوي جراثيما أو جربا أو اي شيء اخر، نزل منها بعد ان تأكد من شد وثاق اليدين الى الخلف بشداد قماشي هو الاخر وأغلق الباب وبدأت السيارة رحلتها الى مالاندري اين؟!
ولايخفى القارىء ان كان مرّ بمثل تلك الرحلة ام لم يمر، كيف هو حال الشخص اثناء مسير السيارة وبوضع كما كنا عليه عند الانطلاق والتوقف او التوقف المفاجىء للسيارة......... سارت بنا السيارة الحمراء في شوارع بغداد وليس لنا من امرنا شيئا غير سماع اصوات السيارات الاخرى واصوات بعض الناس، حاولت ان اشبع أذاني سمعا لان لاأدري ان كانت أذناي ستسمعها مرة أخرى ام لا؟ وبقينا هكذا الى ان بدأت الاصوات الخارجية تنحسر شيئا فشيئا، فتوقفت السيارة بعدها، لم استطع ان أسمع غير حفيف الهواء ممزوجا بصوت حركة أوراق الأشجار توقعت ان تكون نخيلا من نخيل العراق، وواصلت السيارة تقدمها الى ان توقفت نهائيا وتوقف صوت محركها مما يعني منطقيا اننا قد بلغنا وجهتنا او بالأحرى جهة نهاية مصيرنا، وهذا التوقع ليس لدي فحسب، بل يجب ان يكون لدى كل شخص كان يجلس مكاني حينها ولن يدور في خلده ان يتوقع أكثر او أقل من هذا التفكير!
فتح الباب ونادى شخص بصوت ينهر المقابل (يلله كوم وتعال) اي تعال الى جهة الباب فقمنا واحدا تلو الاخر كما هي الاغنام تقتاد الى المسلخ ونزلنا من السيارة، أصطففنا واحدا بعد الاخر ومشينا، ثم سمعنا صوتا ينهرنا مرة اخرى ويقول (نزّل راسك)، من الظاهر ان المدخل كان ذو علو لايكفي للقامة المعتدلة ان تدخله، وواصلنا السير بانحدار بسيط كما استنتجت من طريقة المسير وانحناء الجسد لنمر عبر ذلك الممر الى ان توقفنا، ورفعت الشدادات عن أعيننا لنبصر شخصا واقفا ببزة عسكرية من النوع الذي كان يلبسه افراد ألاجهزة الامنية عموما ويمتاز بلونه الزيتوني الغامق ويقول........( يلله كل واحد يطلّع أغراضه ويخلليها بالجيس) اي ان كل واحد منّا يخرج مالديه من حاجيات خاصة ليضعها في كيس خاص صغير، وأمرنا ايضا بنزع كل ألاشرطة او الحبال الصغيرة التي كانت في ملابسنا العسكرية والتي كانت مع تلك الملابس لتساعد على شد نهايات الأطراف للبدلة العسكرية للمساعدة على ان تكون البدلة مشدودة على جسم الانسان كي تساعد على حمايته من البرد عند التواجد في تلك المناطق.
ومن ثم تم تفتيشنا شخصيا، والظاهر ان كان هناك تخوفا من وجود سكين او أداة جارحة او ماشابه ذلك، بعدها........... اقتيد كل منا الى احدى الزنزانات التي كانت تصطف على يسار الممر الذي كنا به وعلى اليمين باحة المبنى التي يدخلها الضوء من الأعلى وفيها شجيرات بسيطة وقد احيطت بالزجاج من جهة الممر الذي كنا به، وكان نصيبي الزنزانة رقم 3 ، فتح المسؤول باب الزنزانة الحديدي والذي يحتوي على فتحة علوية بغطاء حديدي ايضا وفتحة سفلية بغطاء حديدي كما سابقتها، وقفت على الباب لأرى.................!
سنكمل في العدد القادم ماكان بعد الدخول الى الزنزانة........! الى اللقاء



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت سياط التعذيب............1
- هل للموسيقى والسياسة صيغ عمل مشتركة ؟
- اين انت............ حبيبتي!!!
- قادم ألايام سيقول العراقيون كلمتهم للعالم أجمع!
- عراقك وعراقي........عراقنا
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت.....1
- ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت!
- من سيدير فلسطين بعد التحرير..!
- تهنئة الى الرئيس الراحل..!
- الى متى تبقى الشعوب نائمة...!
- تربية الاطفال أقوى من أمتلاك ألاسلحة!
- مفردات الجمال والمجتمع
- الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
- كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟
- أحترت وارجو المساعدة!
- حبيبي العراق وايادي الشر!
- حقوق وواجبات الانسان
- نحن والكتابة والقراءة !!
- أرض ألعراق معطاءة لمن يزرعها.......!
- متى سنكون مجتمعا متطورا..........!!


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - تحت سياط التعذيب........2