أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ -















المزيد.....



دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ -


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"أخلاقه هي القرآن " قالت عائشة زوجة الرسول (ص): " كان حضرته– كأنبياء الله الآخرين– مثال الكمال وخير قدوة للناس". يقول تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " (33/21).

كان الرسول (ص) صارما في عقاب المجرمين، ولكنه كان يعفو دوما عن أعداء شخصه الكريم. على سبيل المثال – حَبْرار – الذي ضرب بكعب حربته فاطمة بنت رسول الله عندما كانت تهم بركوب ناقتها للفرار من مكة، وكانت في شهور حملها الأخيرة، فسقطت وقتها على الأرض، وتوفّت فيما بعد من تأثير هذا الظلم والقسوة. حبرار، رمى نفسه على أقدام الرسول يسأله الرحمة، وقد صفح عنه. (1) ربّ القرآن ربّ رحمة، نحن نسمع مرارا وتكرارا عن رحمة حضرته؛ قال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (2/186) وقال تعالى: "كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ" (6/12). هذه التعاليم - كما يبدو لنا - تُحَرِّرُ المسلمين من أعباء الحيرة أمام حساب الضمير في كون المرء مذنبا أو غير مذنب والتي في حقيقة الأمر تشكّل عبئًا ثقيلا على الكثير من المسيحيين الذين يذهبون إلى الكنيسة ليتخلّصوا من هذا العبء الثقيل بالاعتراف.

كان حضرته دوما شاكرا، عندما كانت توضع أمام حضرته بواكير فاكهة الموسم، كان يقبّلها ثمّ يضعها أمام عينيه ويقول: "ربّي أرني آخرها كما أريتني أولها". (2) يدعونا القرآن مرارا وتكررا أن نكون شاكرين لله، بقوله تعالى: "فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَاهُ لَكُمْ" (39/7).

كان حضرته إنسانا طاهرا، يفوح منه عبير طيب، كان يستعمل المسك والعنبر، ويشعل بخور الكافور على خشب معطّر. يقال إنّ حضرته عندما كان يتوقّف الوحي، كان يبدي ملاحظاته إلى بعض الحاضرين: "كيف للوحي أن يستمر وأنتم لا تقلّموا أظافركم أو تشذّبوا شواربكم ...". (3) يقول تعالى في كتابه العزيز: "وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ" (9/108).

إنّ العديد من الأعراف الأخلاقية والمجاملات السائدة في عصرنا الحديث هي في الواقع اقتفاء لآثار النبي وسنّته. يقول حضرته "واجبات المسلم نحو أخيه المسلم ستة " ... عندما تقابل مسلما حيِّهِ، وعندما يدعوك إلى الطعام اقبل، وعندما يسألك النصح أعطِهِ إيّاه، وعندما يعطس ويقول "الحمد لله"أنت تقول على الفور "يرحمكم الله"، وعندما يكون مريضا قم على زيارته، وإذا توفّى إمشِ في جنازته". وقال أيضا: "عندما يوضع الطعام أمامكم يجب أن لا يقوم أحد قبل أن يفرغ الجميع من الطعام ... ويُرْفَعُ عن الخوان"، أيضا: "لا أحد يترك الطعام ويقوم قبل الآخرين، وإذا اضطر يجب أن يعتذر من الحاضرين ... ويقول حضرته أيضا: "إنّه من أساليب المجاملات أن يرافق المضيف ضيفه حتى باب داره عند مغادرته، وليس للضيف أن يجلس طويلا حتى لا ينزعج مضيفه". (4) كما يوجّه حضرته لأتباعه أن لا يتواجدوا وقت الطعام في مكان هم غير مدعوّين إليه، وأن لا يتدخّلوا مع صاحب البيت في أُمور إدارته لشؤون بيته. (5)

إنّ جهود حماية الحيوانات ومنع إيذائها في المجتمعات العصرية تدين بالكثير إلى حضرة الرسول (ص)، لقد عَلَّم الرأفة والرفق بالحيوان، وحكى أنّ زانية غُفِرَت لها ذنوبها لأنّها عندما رأت كلبا يقاسي من العطش، ربطت حذاءها بعباءتها وأدلته في البئر لتجلب بعض الماء للكلب المسكين.

كان رسول الله (ص) صبورا صبرا لا نهاية له. قال حضرة عبدالبهاء مرة إلى والدتي (والدة الكاتبة): "كوني صبورة، كوني مثلي صبورة". يأمر القرآن في أكثر من سبعين آية التحلّي بالصبر. يقول تعالى: "نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (29/58) وأيضا: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (39/10).

كان حضرته يعلّم الناس حب الآخرة، قال: "إنّ هذا العالم ما هو إلّا ضباب في صحراء"، وقال أيضا: "من المؤكد، أنّ هذا العالم ليس بأكثر من شجرة ... يرتاح المسافر تحتها ويستظلّ بظلّها، ثمّ يقوم بعدها ويواصل سفره". (6) عندما كان حضرته على فراش الموت قال للحاضرين من حوله: "سأل الله عبدا عنده: هل ترغب هذا العالم أو العالم الآخر؟ فاختار العبد العالم الآخر، فوافق الله على اختياره، ووعده بأنّه سيدعوه إلى حضوره". أحد المؤمنين الحاضرين فهم مغزى القول ... وبكى. (7)

كان الرسول (ص) يعلّمهم إعطاء الصدقات، وهو على عكس ما كانوا يحبّونه. إيران في رأيي - تبدو أُمَّةٌ مِعْطَاءٌ للصدقات، أنا لن أنسى أبدا ذلك الكرم واللّطف الذي بدا من صديق لنا – عضو في البرلمان – يتصدّق على أي سائل. يقول سيدنا محمد (ص): "ادفع عنك نار جهنّم بالصدقات ولو بنصف تمرة". (8) هذا الإيراني كان يتباهى بأنّ أباه وَجَدَّهُ توفّيا فقراء. الفقر أمر ممدوح لدى المسلم الحقيقي، لأنّ سيدنا محمد (ص) قال: "الفقر عزّتي". كان حضرته يأكل جالسا على الأرض، وَسَادَتُهُ يَدُهُ، يعيش في غرفة من غرف مبنية من الحجر المجفّف تحت أشعّة الشمس ومصطفة بجانب بعضها البعض، أرضيّتها مفروشة بجلد من قِرَبِ الماء البالية، وَحُصُر منسوجة من الجلد وألياف النخيل، وَأَسِرَّة حُبِكَت من حبال ألياف النخيل. كان – عَزَّ ذكره – يُشْعِلُ النار وَيَكْنُسُ الأرض بنفسه، كما كان يرقع عباءته ونعليه بيده، ويحلب العنز بنفسه. كان دوما يقول: "أنا عَبْدٌ، آكل كعبد، وأشرب كعبد، وأنام كعبد". (9)

وبالنسبة للسؤال " ما هو المسلم؟ إنّ الإسلام في الأساس واضح، وسهل على المرء طاعته. يقول تعالى في تنزيله العزيز: "سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى..... وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى" (26/6-7)، ويقول أيضا: "وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا" (18/87).

القرآن لا يربك أتباعه بعلوم اللّاهوت المعقّدة، كما أنّ نصوصه واضحة فيما يختصّ بالواجبات التي يجب أن يؤدّوها. ولا يوجد في الإسلام نظام كهنوت ولا وسطاء بين المؤمن وخالقه. أمّا العلماء – ونعني بذلك المتعلّمين – وهم الأدلّاء على الدين والعقيدة – كالمفتي والقضاة الشرعيين والملاوات والمجتهدين ... هم ليسوا نظاما كهنوتيا بالمفهوم المسيحي، فهم شارحون للشريعة لا أكثر. المسلمون لا يتعبّدون لشخص سيدنا محمد (ص) حيث شدّد الإسلام على مقام النبي الإنسان لتحل محل صورة التعبّد المسيحي لشخص المسيح. نحن نقرأ أنّ النبي (ص) في حياته كان: "يمكن لأكثر العبيد وضاعة أن يمسكوا بيده ويقودوه إلى سيدهم يرجون إصلاح حالهم والكف عن معاملتهم الوحشية أو يطلقهم من عبوديّتهم". (10) كان حضرته تحت تصرّف أي إنسان "حتى إنه أصبح كضفة النهر يأتونه كلّما احتاجوا لجلب الماء". (11)

ونجد أنّ هذا الموقف الودّي الصادق والأمين مستمر بدوام حياته، ولكن مع هذا يأتي القرآن فيحرّم على المسلمين تأليهه. يقول القرآن لهم: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا" (33/44-45). الذي يُعبد في الإسلام هو "الله" الواحد الأحد، ربّ العالمين، الذي هو أقرب إلى الإنسان "مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ" (50/16). والمطّلع على كل شيء: "وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا" (6/59) ويُدعى في القرآن بتسعين إسما: "وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى" (7/180) كما يدعى باسم آخر هو "الإسم الأعظم" الذي لم يكن مُقَدَّرًا له أَنْ يُعْرَفَ مَنْ حَامِلُهُ في ذلك الوقت، كما يقول القرآن أيضا: "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ" (22/72). في الحقيقة، لم يجئ سيدنا محمد (ص) بدين جديد، بل جدّد كل دين سابق في سلسلة الأديان التي جاء بها الأنبياء قبله، وهم الذين بُعثوا من قبلُ كما بعث هو نفسه. قال تعالى: "وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ... إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ... إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (2/130-133).

الروح الإنساني وجود أبدي، وسلوكها يمكن اقتفاؤه. والمسلمون لا يؤمنون بحتميّة الخطيئة، ولا في أن يتحمّل امرء ذنب امرء آخر. بقوله تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" (35/18)، أمّا التوبة أو الخلاص من الخطيئة فهو أَمرٌ ليس حِكراً على المسلمين فقط بل يخص أتباع الديانات السابقة أيضا. ويقول القرآن: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (5/69) يقول تعالى إن هناك أنبياء لم يسمِّها: "وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ" (4/164). كتب أحد الزردشتيين: " عندما سئل عبدالبهاء لماذا لم يأت سيدنا محمد (ص) على ذكر زرادشت؟ أجاب حضرته السائل بأن يرجع إلى القرآن: "وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُورًا" (25/40)، وأيضا: "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ" (50/12)، موضّحا بأنّهم "أُولئك الذين سكنوا الرَّسَّ" ثمّ أوضح بأنّ " نهر الرَّسِّ والإشارة إليه يقصد بها النبي زردشت وآخرين". (12) الإسلام لا يُقر العدواة، ولا يسمح بالحرب إلّا في حالة الدفاع عن النفس، وتحت ظروف ولأسباب واضحة للغاية: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (2/190). دين الإسلام لم يقم بالسيف كما يدّعي الجهلاء من أهله، أمّا بالنسبة للمدّعين بأنّ الإسلام والمسلمين قد ناصبوا المسيحيّة العدواة في العصور الوسطى، يُجيب المسلمون: إنّ مذابح جوستنيان الأول (527-565م) والحروب المروعة التي نشبت بين المسيحيين في عهد كلوفيس الأوّل ملك الفرنجة (481-511م) تحت اسم الدين، وقعت قبل زمن سيدنا محمد (ص) بوقت طويل. (13) والمسلمون - أيام عمر بن الخطّاب - عندما احتلّوا القدس (637م)، كان ذلك بطريقة تخالف تماما الصليبيين الفاتحين عندما دخلوها بعد 600 سنة. فوقت دخول عمر المدينة، تجوّل فيها راكبا مع البطريك سوفرونياس يتحدّثان عن آثارها القديمة، ولمّا حلّت ساعة الصلاة، رفض الصلاة في كنيسة القيامة، حيث كان قد وصل، خشية أنّ المسلمين في المستقبل يعتبرونها سابقة ويذهبوا إلى خرق حرمة الكنيسة لدى المسيحيين. كان ذلك في سنة 637م، وهذا بعكس ما فعله الصليبييون الذين عندما دخلوا المدينة، ضربوا جماجم الأطفال في الحائط حتى تفجّرت منها أمخاخهم، وشووا الرجال على نار بطيئة، شقّوا بطون آخرين ليروا إذا ما كانوا قد ابتلعوا ذهبا. ودفعوا باليهود إلى معابدهم (الكنيس) وحرقوهم، ذبحوا نحو 70 ألف نفسٍ بدم بارد. ويجدر بنا القول هنا أنّ القرآن قد أقرّ بوحدة الأديان بشكل صريح لا التباس فيه: "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" (6/163).

كان الأهالي من غير المسلمين الذين تخضع بلدانهم للفتوحات الإسلامية، يعتبرون على قدم المساواة مع المسلمين من جميع الوجوه، إلّا أنّهم يدفعون ضريبة الأعناق أو الرؤوس (الجزية) لقاء الاعفاء من الخدمة العسكرية، والاستثناء من دفع الزكاة (ضريبة الفقراء) التي تقدّر بـ 1.5% – 2.0 % من الدخل الكلّي السنوي، والتي هي فرض على المسلمين فقط. قيل لنا إنه: عندما اعتنق الامبراطور الروماني المسيحية أجبر جموع السكّان في الامبراطورية الرومانية بما فيهم مصر أن يتبرّأوا من جميع الديانات وأن يؤمنوا بالمسيحية فقط، وذلك بجرّة قلم صدرت في مرسوم امبراطوري، أمّا في الحكم الإسلامي لمصر فإنّ هذا لم يكن ممكنا إلّا بعد مضي 500 سنة على حكمها، وكان ذلك نتيجة للتحوّل التدريجي السلمي لأهلها، حتى أصبح المسلمون يشكّلون 50% من إجمالي تعداد السكّان. وهناك أيضا نموذج آخر من الإسلام المسالم: ففي شمال الهند (منطقة كشمير) ... التي كانت تحت الحكم الإسلامي مدة ستّة قرون - كان لا يزال هناك 41 مليون هندوسي مقابل 7 ملايين فقط من المسلمين، حسب الإحصاء الرسمي للسكّان لسنة 1931م - عاش خلالها الهندوس والمسلمون معا في أخوة دامت قروناً... (14)

يقول النبي (ص): "من يظلم يهوديا أو يظلم مسيحيا، هو آثم في نظري". (15) يقول لنا نفس المرجع: "كان المسلمون قبل الهجرة يتحمّلون الاضطهاد دون دفاع، وفيما بعد وضعوا أسس تسامح ديني، وعندما أصبحوا المنتصرين مارسوا تلك الأسس ... فعبدة الأوثان لم يسمح لهم العيش على أرض المسلمين، أمّا أصحاب الكتاب، يهود ونصارى، كليهما، يدفعون الجزية، ويكون لهم حق الحماية، ويمارسون طقوسهم الدينية بحرّية وأمان، وهكذا يُعتبرون جزءا من المجتمع". (16) وفي إسبانيا كما هو الحال في أي مكان آخر، يبيّن مير عليّ أنّ: "الحكم الإسلامي جاء "بتقدّم" وجاء "بنظام" وجاء "بسلام ورخاء" و "بِرُقِيٍّ وتطوّر" في جميع مناحي الحياة من حرّيات، ومساواة، وحقوق، وواجبات وذلك بصرف النظر عن أخطاء الحكّام وغاياتهم في كل وقت ومكان. كانت البلدان تحت الحكم الإسلامي مستثناة من مصائب ونكبات النظام الإقطاعي وقواعده ودساتيره الظالمة للغاية، كما حرّرت الشريعة الإسلامية الأراضي وأكّدت على حقوق الأفراد، وكانت إسبانيا قد عانت الأَمَرَّين من القبائل البربريّة، وانحنت ظهور الناس من ثقل عبء الإقطاعية البغيضة، حتى أصبحت مساحات شاسعة من الأراضي مهجورة. بينما في عهد المسلمين عُتقت الرقاب وحُرّرت الأراضي، وازدهرت المدن، واستتب الأمن،وترسّخ النظام ... مسلمون وغير مسلمين، متوحّشون، بربريّون، همجيّون، رومانيّون ويهود ومسيحيّون – كلّهم وُضِعوا على قدم المساواة، وأخذ الزواج من بعضهم البعض مكانه بينهم جميعا. يقول مير عليّ أيضا: "من العار على أصحاب العقول الراجحة وعلى الإنسانية جمعاء أن تقارن بين حكم العرب في إسبانيا وبين حكم النورمانديين في انجلترا، أو حكم المسيحيين في سوريا أثناء الحروب الصليبية ...". (17) فالعرب - على العكس مما فعله الفاتحون الآخرون - عمّروا المناطق التي حرمت من سكّانها وذلك بجلب أعداد كبيرة من مجتمعات عاملة كادحة من إفريقيا وآسيا بما فيهم 50 ألف يهودي مع عائلاتهم، جلبوهم دفعة واحدة، وهكذا جذبت هذه العروض السخية التي قدمها العرب جموع الناس الكادحين.

القرآن يحرّم شرب الخمر ولعب الميسر والربوا وجميع أشكال الرذائل، وهو أول كتاب ديني مقدّس يضع قيودا لتعدّد الزوجات، كما يحرّم سيدنا محمد (ص) الأخذ بالثأر وبجميع أحقاد سفك الدماء، ومهّد لإلغاء الرّق مشجّعا على إعتاق العبيد، وكان في ذلك القدوة الحسنة، وحسّن إلى درجة كبيرة فرص تحريرهم، أمّا العبودية والاسترقاق الذي كان يمارس في الغرب، فلم يكن معروفا في الإسلام. حتى إنّ العبيد – كما في حالة مماليك السلاطين في مصر - كان يمكن لأحد منهم أن يصبح ملكا. أمّا عن النساء، فكان سيدنا محمد (ص) أكبر نصير لحقوق المرأة لم يشهد العالم بمثله. كما يعطي الإسلام المرأة حقوق الملكية كما لزوجها. تستطيع أن ترث وأن تتصرّف في ملكها، ولها حقوق نفقة متنوعة الأغراض يتوجّب رعايتها واحترامها. لا يوجد في الإسلام تعصّب للون أو عرق ... فاللون في الخلق "آية الله". الإسلام يعلّم حب الوطن كما جاء في القول المأثور "حب الوطن من الإيمان". وكما أخبر حضرة ولي أمر الله السيد Eric Sala: "إنّ القومية من فضله العظيم". لا يوجد عند المسلمين نظام الطبقات المنغلقة. فالحج يأتي بهم جميعا على قدم المساواة، وفي الحديث القدسي: "لا فضل لعربي على عجمي إلّا بالتقوى" وفي التنزيل العزيز يقول تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُم"(49/13). يفرض الإسلام على المؤمن خمسة فروض فقط:

1. الإقرار بوحدانية الله و "أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَمُحَمَّدٌ رَسُول الله"
2. تأدية الصلوات الخمس كل يوم
3. صوم شهر واحد في السنة (شهر رمضان)
4. دفع الزكاة كل سنة بمعدّل 1.5% – 2.0% من الدخل السنوي الكلّي
5. الحج إلى البيت الحرام في مكة مرة واحدة في حياة المسلم، كلّما استطاع إلى ذلك سبيلا. والمسلمون يصلّون في أيّ مكان كانوا عند حلول وقت الصلاة، ويتوجّهون إلى القبلة، ويجب أن يكونوا طاهرين وعلى وضوء عند أدائها.

عند دراستنا للقرآن الكريم، علينا أن نتذكّر أنّه لم يحدث أبدا أن قام مَجْمَع علماء مسلمين أو غير مسلمين – بترجمته إلى اللغات الغربية، كما جرى ذلك مع كنج جيمس وترجمات أُخرى للكتاب المقدّس، حتى إنّ تلك الترجمة الانجليزية للقرآن رفيعة المستوى لجورج سيلز كانت مبنيّة على أساس الترجمة اللاتينية الماركسية التي وُضِعَت أساسا لغرض الحط من شأن الإسلام.

الجنّة وجهنّم عند المسلمين كلمات مجازية لا يجوز أن تؤخذ على معناها الظاهري. يخبرنا القرآن الكريم عن أمثلة رمزية لها معنى باطني: "مَثَلُ الجَنَّةِ الَّذِي وُعِدَ المُتَّقُونَ" (13/35). الوصف التصويري هنا مجازي، تماما، كما كان يتكلّم يسوع المسيح بالرموز، قال إلى تلاميذه: "إِنِّي لَا أَشْرَبُ بَعْدَ الْيَوْمِ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا حَتَّى يَأْتِيَ الْيَوْمُ الَّذِي فِيهِ أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي" (متى 26/29)، سيدنا محمد (ص) يخبر عن الجنّة بقوله تعالى:

"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ" (42/22)
"غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" (39/20)
"حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ" (27/60)
وعن الأبرار: "إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً" (76/5)
وعن حور الجنّة: "وَحُورٌ عِينٌ" (56/22) "كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ" (37/49)
ويطوف عليهم: "وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ" (56/18)
وجالسين: "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ" (55/76)
ويتكلّم عن جنّات: "لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا سَلاَمًا" (56/25/26)

القرآن – ويعني لغة الكتاب الذي يجدر قراءته – يشبه المحيط، دائم التجدّد ودائم التغيير، لذا من غير الممكن أن نقدّمه في عرض مختصر أو في عجالة.... فأنت لا تستطيع أن تلخّص المحيط الأطلسي. وأنا هنا لم أشر إلّا إلى بضع من تموّجاته فقط. على أنّ للقرآن ثمّة فكرة أبعد هي أنّ نظرته إلى الإنسانية نظرة واقعية تماما. إنّ حقيقة الله العليم هذه التي ملكت علينا كياننا لم تأت من فراغ.

يقول تعالى في تنزيله الحكيم في خلق الإنسان وأحواله: "وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا" (4/28) وأيضا: "إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا" (70/19) وأيضا: "وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً" (17/11) وأيضا: "إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ" (43/15)

كان حكم الرجل على المرأة دوما أنّها ناقصة عقل وناقصة دين، لذا هم يكرهون ذرية البنات، يقول تعالى: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ" (16/58). وهنا يذكّره القرآن بأنّه هو نفسه قد خلق من نقطة دنيئة: "ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ" (32/17). وكم يحذّره القرآن من أن يقع في شرك الخيلاء والغرور: "وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً" (17/37). المسلمون الحقيقيّون متواضعون، يُعرفون بالتراب العالق على جباههم من أثر السجود – يقول تعالى: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" (48/29). في حالات الازدهار والرخاء غالبا ما ينسى الإنسان ربّه، بينما يعود ويهرول إليه عند الأزمات والصعاب: "وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ" (41/51). يخاطب القرآن أيضا المؤمن الذي تعوّد أن ينسل خارجا من الاجتماعات التي يطول وقتها، والّذي قد يزعجه أن يقرأ قوله تعالى: "قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (21/63).

ماذا كان يشبه هذا الرجل الذي قال منذ 1300 سنة خَلَت: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ" (21/18). يحكي لنا الإمام عليّ بن أبي طالب، الذي أحبّ الرسول محمد (ص) حُبًّا جَمًّا، عن أوصاف حضرته فيقول: "كان متوسّط القامة، ليس بالطويل جدًّا ولا بالقصير جدًّا، له بشرة ناعمة ضاربة إلى الحمرة، عيناه سوداوتان، لحيته كثيفة الشعر تطوّق كل وجهه، وكان شعر رأسه أسود طويل يتدلّى على كتفيه، وكانت رقبته بيضاء ... كانت مشيته قويّة، قيل كأنّه يسحبها من بين الحجارة ومع هذا خفيفة، ويبدو للناظر كأنّه يمشي طافيا فوق سطح الأرض ... ولكن ليس بخيلاء كما يفعل الأُمراء، (ونقرأ في مكان آخر إنه كان يمشي أحيانا بسرعة فائقة، دون أن يلتفت خلفه، حتى لو علقت عباءته بنبتة شوكاء). كان في وجه حضرته شيء من الحلاوة، ولو حدث مرة وكنتَ في حضوره لا تملك نفسك أن تتركه، إذا كنتَ جوعانا يطعمك بالنظر إليه ... عندما كانوا يدخلون حضوره ينسى المبتلون أوجاعهم، وكان كل من يراه يؤكّد بأنّه لم ير من قبل ولا من بعد رجل يسلب القلب ويسحر العقل بكلامه مثله. له أنف معقوف، وأسنانه متباعدة إلى حدّ ما. كان أحيانا يترك شعره يتدلّى حرّا وأحيانا أُخرى يضمّه في عقدتين أو أربعة. وفي سن ثلاثة وستّين ... لم تُشَيِّب الشيخوخة بأكثر من 15 شعرة من شعرات رأسه ..." (18)

السيدة فاني بوبلوتش، من المهاجرات البهائيات الأوائل المعروفات، قالت لي مرّة، إذا ما وجدت نفسها في أي وقت مستحقّه دخول الجنّة وتعاشرت مع أنبياء الله، فإنّها تتمنّى أن تكون مع سيدنا محمد (ص) لأنّها حاربت معاركه ضد المسيحيين لسنوات كثيرة. لا شك أنّه – في عوالم الغيب – يعلم حضرته أنّنا نحن البهائيين نحاول جاهدين إصلاح الأخطاء التي وقعت له لمدّة ثلاثة عشر قرنا. وإنّ هذه الآيات التي جاء بها لأتباعه، هي بالتأكيد تنطبق علينا أيضا:

"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ ِلأَولِي الأَلْبَابِ"
"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
"رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ"
"رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ"
"رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ"
"فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ" (3/190-195)
(مرضية جيل-مترجم من الانجليزية)
----------------------------------
المراجع

1. The Spirit of Islam, Ameer Ali, 178

2. The Life of Mohammad, Muir, 516

3. The Book of Religion and Empire, Ali Tabari, 27

4. cf. Suhrawardy, Sayings

5. Persian Dars-i-Akhlaq

6. The Life of Mohammad, Muir, 330

7. cf. Tabari, op., cit., 208-209

8. The Book of Religion and Empire, Ali Tabari, 26-27

9. Ibid

10. Khawaja Kamal-u-Din, The Ideal Prophet, Working, 1925, 194

11. The Life of Mohammad, Muir, 511

12. Persian Tablets, Published Text

13. The Spirit of Islam, Ameer Ali, 311-314

14. Wisdom of the East, A. Suhraward’s Sayings, 1941, 17-46

15. Life of Mohomet, Dermenghem, 331

16. Ibid

17. The Spirit of Islam, Ameer Ali, 422

18. Chronique de Abou Djafar Muhhammad-ben-Jarir Tabari, tr. by M.H. Zotenberg, 1871, III, 202-203



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيامٌ لم تر عين الابداع شبهها
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-2
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-1
- التحول والتغير في العالم ومراحله
- نار الإمتحان وبلوغ العالم الإنساني
- المنادي الرباني
- بيان المقصود من عتاب الله لحضرات الانبياء في الكتب المقدسة
- استمرار الهداية الإلهية
- الشموع السبعة التى ستضيء العالم الإنسانى وتأخذ بيده نحو اتحا ...
- أتوقف أم أستمر فى السير
- آيات الرحمن في أنفس العباد
- عظمة الكلمة الإلهية وتأثيرها فى قلوب البشر
- تحري الحقيقة
- المبادئ التي أعلنها حضرة بهاءالله
- دين عالمي موحد
- الوحدة الدّينيّة
- رسالة حضرة بهاءالله
- دواعي التجديد
- خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها
- الشمس والكواكب


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ -