أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-














المزيد.....

عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 09:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترددت فى قبول دعوة كريمة على العشاء وفى النادى الديبلوماسى المصرى مع البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى.
لكن احساسى بالحرج من السفير مهدى فتح الله، وهو أحد الشخصيات المرموقة فى الدبلوماسية المصرية، والذى تفضل بتوجيه الدعوة وترتيب اللقاء، جعلنى أحسم موقفى وأذهب فى الموعد على مضض.
أما سبب ترددى فهو أن هناك كثيراً من المنظمات الإقليمية – من بينها منظمة المؤتمر الإسلامى – يبدو وجودهاً كعدمه، وأنها لاتحل ولاتربط، ولا تقدم ولا تؤخر، وأن المستفيد الوحيد من "أنشطتها" هو الفنادق وشركات الطيران.
وقلت لنفسى وأنا ذاهب لهذا الموعد:ها هى منظمة المؤتمر الإسلامى قد تأسست فى 25 سبتمبر 1969 عقب إحراق المسجد الأقصى على يد متطرف يهودى، أى أنه مضى على إنشائها ما يقرب من أربعين عاماً، ومازال المسجد الأقصى أسيراً، ومازالت القدس مختطفة ورازحة تحت نيران الاحتلال الإسرائيلى، والقضية الفلسطينية – التى كانت السبب فى تأسيس هذه المنظمة – تسير من سئ إلى أسوأ، إن لم يكن إلى التصفية.
والعالم الإسلامى الذى يضم حوالى 1.4 مليار نسمة، تمثلهم فى المنظمة 57 دولة، أصبح أكثر منطقة فى العالم تعانى من الفقر والأمية الأبجدية والقابلية للاستبداد والاستعمار والقدرة على توليد الجمود والتخلف وإنجاب الإرهاب والتعصب والتطرف من كل شكل ولون.
فماذا عساه أن يضيف إلىّ لقاء مع الأمين العام لمثل هذه المنظمة؟!
أفقت من هذه التساؤلات على سلسلة متلاحقة من المفاجآت.
المفاجأة الأولى أن الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى، وهو تركى الأصل، يتحدث العربية بطلاقة، وباللهجة المصرية المتقنة بحيث لا يمكن أن تكتشف أنه ليس مصرياً صميماً.
والسبب أنه عاش فى مصر، ودرس فى كلية العلوم جامعة عين شمس وتخرج منها، ويعرف معالم القاهرة وشوراعها وحواريها حق المعرفة ويحب مصر وشعبها.
المفاجأة الثانية أن زوجته الجميلة ليست محجبة، بل ترتدى فستانا محتشماً يتميز بالجمال والذوق الراقى الذى كدنا نفتقده تماماً فى مهرجان الخيام الأفغانية والإيرانية والخليجية التى تسير فى شوارع المدن المصرية وتسد عين الشمس.
المفاجأة الثالثة أن الدكتوراه التى يحملها الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامى ليست فى اللاهوت وإنما فى العلوم، وبالذات فى الكيمياء، وأن الرجل كان يتبوأ مكانة مرموقة فى المجال الأكاديمى قبل شغله منصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى.
المفاجأة الرابعة – والأهم – أن الدكتور "أكمل الدين" ليس من أنصار الخلط بين الدين والسياسة، بل يدعو صراحة وعلانية إلى عدم إدخال السياسة فى الدين أو إفساد الدين بالسياسة.
وعندما حاولت التأكد مما سمعت بالاستفسار عما إذا كان يسمح لى بنشر هذا التصريح المهم، قال بثقة أن هذا رأيه الذى لا يخفيه فى كل المناسبات، لكن مع إضافة مهمة أخرى هى دفاعه عن حق "الإسلاميين" فى أن تكون لهم تنظيماتهم الشرعية، وفى دمجهم فى العملية السياسية، وأن يكون الاحتكام لصندوق الانتخابات والامتثال لإرادة الناخبين أياً كانت.
المفاجأة الخامسة أنه حينما بدأ فى شرح عملية التحديث التى يقوم بها لمنظمة المؤتمر الإسلامى، وتفعيل أنشطتها، عرج إلى دور المنظمة فى الدفاع عن الاقليات المسلمة فى البلاد غير الاسلامية، كالفلبين مثلاً.
وهو دور طيب والتفاصيل الذى ذكرها مفيدة وجيدة، لكنها جعلتنى أسأله: وماذا عن الاقليات غير المسلمة فى البلدان الإسلامية؟ هل هذه الأقليات خارج حساباتكم واهتماماتكم؟
وكان رد الدكتور اكمل الدين أوغلى مفاجأة لى، فقد ضرب مثلاً بالأقلية المسيحية فى العراق، حيث تعرض المسيحيون العراقيون فى ظل الاحتلال الأمريكى لعمليات عنف وإرهاب جعلت معظمهم يغادرون العراق، وإزاء هذا الوضع المأساوى تحركت منظمة المؤتمر الإسلامى وأعلنت – فى بيان رسمى لها – إدانتها لهذا الاضطهاد الذى تعرض له المسيحيون العراقيون، مع التأكيد على أن هذا الاضطهاد يمثل إساءة إلى الإسلام وإلى الدول الإسلامية التى يجب أن تكون أول من يحمى ويصون حقوق غير المسلمين.
المفاجأة السادسة أن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى لا يعول كثيراً على الشعارات والدعاية، وإنما يوجه اهتمامه الأساسى إلى الأمور الأكثر أهمية وجدية، وبالذات البنية الاقتصادية للبلدان الأعضاء فى المنظمة، وحثها على القيام بمشروعات مشتركة وتدعيم العلاقات التجارية البينية. ولهذا فإن مركز ثقل عمل المنظمة – فى عهده – انتقل إلى اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادى والتجارى (كومسيك) التى ترأسها تركيا ويوجد مقرها فى أنقره.
المفاجأة السابعة أن العلم والبحث العلمى، وهما يتيمان فى العالم الإسلامى الذى تسوده الخرافة واللاعقلانية، قد أصبحا يجدان من يحنو عليهما من خلال اللجنة الدائمة للتعاون العلمى والتكنولوجى (كومستيك) برئاسة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية ويوجد مقرها فى إسلام أباد.
والواضح ان الخلفية العلمية والأكاديمية للدكتور "أكمل الدين" كانت سببا رئيسياً فى ضخ دماء جديدة فى الشرايين المتصلبة لهذه اللجنة الدائمة المعنية بالتعاون العلمى والتكنولوجى.
وأرجو ألا تكون هذه المبادرات مرتبطة بشخص الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، تتبدد برحيله عن منصبه، وتعود ريما إلى عادتها القديمة!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم1 ..الشيوعيون.. حدوتة مصري ...
- نهاية عصر الدولار
- عادل سيف النصر
- عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!
- مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول


المزيد.....




- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك
- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-