أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل المياح - السلفية ومزالق التأريخ














المزيد.....

السلفية ومزالق التأريخ


خليل المياح

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 08:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في إيران ثمة مفهوم نخبوي عن العدالة كان يعكس بصورة وأخرى مفهوما افلاطونيا الذي كان يعكس بدوره توازنا ازليا قائما في عالم المثل 000
وتتجلى مفاهيم النخبة الحاكمة في رؤيتها التحريمية للانترنيت وترى النساء يقبعن في خلفية الباصات ولا يجوز لهن الجلوس على المقاعد الامامية المخصصة للرجال ، وفي القطار الصاعد من الاهواز الى طهران فرضوا ان تجلس زوجتي مع نسوة ايرانيات في مقصورة ، وانا جلست في مقصورة اخرى للرجال ولحسن حظي اني استطعت ان ادبر امري معهم بمفردات فارسية قليلة ممزوجة ببعض المصطلحات الانجليزية !
في احدى مدن ايران الجميلة شاهدنا مئذنة تتحرك احدى منائرها دون ان يتداعى بناؤها وقالوا هل تستطيع الحداثة ان تفسر لنا هذه الظاهرة العلمية التي ينوف عمرها على 700 عام !؟
وفي المقصورة ( سالن ) التي شاركت الايرانيين مقاعدها كان يجلس قبالتي شاب مهندس واخر طالب جامعي وثالث قال عن نفسه بعربية اهوازية انه ( سيد ) وهويريد ان يتحدث معي حول الشأن العراقي 0
قال : انا سيد وكنت في حرس الخميني سابقا 00 بلدكم يستحق النعت بـ ( دار الكفر ) وهذه الدار تستحق الجهاد كونها مأهولة بالاميركان 000
اعترضت على مقولة الجهاد التي يترنم بها كونها ستسفك دماء العراقيين الابرياء من نساء واطفال فأجابني : في الأمر فتوى !
اذن ثمة ابن لادن آخر يقبع هنا 00
وتنهمرفي اعماقي الذكريات فقبل 45 عاما كنت قدعبرت الحدود الايرانية هربا من الطاعون السياسي الذي استشرى في العراق والتقيت برجل يحمل شهادة الدكتوراه من موسكو وكان قد هرب من وطنه بعد سقوط مصدق وبعد الفة حميمة حدثني قائلا :
" ما دو بيغمبر هاس اڤل زردوشت بود – دوم مهمد- "
" عندنا نبيان اولهما كان زرادشت والثاني محمد "
وحصل لي ان القيت بتحية على احد النزلاء في فندق ( نادري ) باللغة الايرانية والعربية فلم يرد علي ولما استفسرت من احد الاهوازيين العرب قال انهم يحتقرون العرب لذا ننعتهم ثأرا بـ ( العجم كلابنا ! )
واذا كان الخميني نفسه لم يعرف عنه النطق بالعربية سواء عندما كان لاجئا في العراق او بعد تسنمه مقاليد السلطة في ايران فهل يعقل ان ايرانيا اعتياديا يقوم بهذه المهمة سيما والعراق قد قاتلهم 8 سنوات وان كانت برغبة القائد الضرورة !؟
وهنا من حق أي مراقب حيادي يزور ايران ان ينفي مقولة الايديولوجيا الاسلامية وكونها تفعل بقدرة ساحر على اجتثاث البنيات النفسية الايرانية وبعض الرذائل الخاصة بتبخيس الشعوب الاخرى سواء العربية منها او الكردية او حتى البلوشية التي تقطن ايران نفسها ! والملاحظ ان الثقافة المتخلفة التي كان يتحصن وراءها الشاه هي نفسها التي يرتدي لبوسها الملالي في قم وغيرها!
ففي عبورنا المأساوي عام 63 الى حدود ايران , فاجأنا الشاه قائلا : انا ملككم وانتم شيعة وانا ملك الشيعة في العالم ، ولسنا ندري اية ثقافة كانت تقبع في عقل الشاه وروح أي عصر كان يعبر عنها ؟
لكن الخيبة تأتي عندما نسمع ان ثورة المستضعفين جاءت لتحرر الناس من الطاعون وهنا نختنق من الضحك الفلسفي كون تجار البازار والدهاقنة من ملاك بساتين الجوز واللوز الذين يزعمون بانهم تسللوا الى شوارع طهران محررين مثلهم مثل سبارتاكوس وابراهام لينكولن ولينين ! والواقع ان البرجوازية الايرانية لم تنجز المسائل ذات العلاقة بنظرية حقوق الانسان وفكرة المساواة امام القانون في حين ان النظرية البرجوازية الاوربية ابدلت الثيولوجيا بالعمل واللاهوت بالميكانيك والاخرة بالطبيعة والحقوق الالهية بالعقد الاجتماعي 000 وهم ما انفكوا يتحدثون اعلاميا للفلاحين عن نجاسة الفاكهه ( التي تطوف على سطح الماء ) !!!
انهم الخاسرون وان رفعوا رايات الاحتجاج والتشبث بالاصولية الاسلامية ولايعلمون بان يوتوبيا – هم – تخدر شعوبهم بفضل هذا الاجترار والخواء الروحي لابل انه الاستلاب المطلق !
بهذا الصدد اكاد اميل الى تأويلات مهدي عامل من ان التأريخ لايبرر صعود شرعية الملالي لتتبوأ السلطة كبرجوازية صغيرة اصلا ، وتاتي اشكالية عموم الملالي القابضين على السلطة من انكارهم وجود زمن تأريخي موضوعي مركزي مستمد من البنية الاقتصادية للكل الاجتماعي او من حركة التناقض بين علاقات الانتاج وقوى الانتاج ! ومما يثير الدهشة ان طغمة الملالي القابضة على السلطة راحت تنأى عن الحلول السلمية وتتمسك بالحل المادي ( الكلاوزفيتزي ) وهو حل عسكري بأمتياز كي ينعشوا فكرة الجهاد الاسلامي الفلاحية باعتبار ان نشيد الانشاد السلفي ينادي ( ما ترك قوم الجهاد الا وماتوا ميتة جاهلية )
وكم كنا نتمنى على القيادة القابضة على الحكم في طهران ان تتعلم من اطروحة الادب الرافديني التي ترى ان ( انكيدو ) لو بقي خاضعا لسيطرة الغرائز الجاهزة وردود الفعل البيولوجية المبرمجة والميكانزمات الوراثية كما هي في مملكة الحيوان لما تقدم الانسان الى الحالة التي تعاش اليوم 0
او ان نقرأ بتمعن لاهوتي ( رسالة في اللاهوت والسياسة لـ سبينوزا ) لنتعرف اى دور البؤس في خلق الاوهام وتوليدها والدور العزائي التخديري الذي تقوم به الديانات كأزهار عقيمة غير مثمرة 0
ان اركيولوجيا السلفية بجانبيها- السني والشيعي- تتنكر للعملية التأريخية بنهجها – الانتي علم – والتأريخ المعاش عندها عبارة عن معصية للخالق في عدم التزام اوامره المسطرة في الشريعة!
ومن عجب ان تلتقي طغمة الملالي الحاكمة في ايران مع مفكر الشيطان الاكبرالاميركي هنتنغتون الذي راح يختزل الحضارة الى جوهر ثقافي –روحي الذي هو الدين بلحمه وعظمه 000

خليل المياح






#خليل_المياح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا
- لا تصبوا النبيذ الجديد في القرب القديمة
- الدين.. رؤية برانية عند مفكري الغرب
- لكي لا نحرث البحر ثانية
- أشكالية هاملت
- السياب عبقرية بصرية
- التميمي برومثيوس آخر
- خواطر حكائية على حافات الفلسفة
- ضد إلغاء وزارة حقوق الأنسان
- الذاتوية تجاهل للشرط الانساني وبحث عن فردوس ضائع
- لوغوس الحداثة أم اختفاء الثنائيات
- الغيبية عصمة ممشوحة بالزيت الإلهي
- خليل الغالبي يمتطي الحقيقة
- الدستور ليس نهاية المطاف
- بدون مماحكة ..مدن الله الأموية والعباسية ذبحت الصالحين من ال ...
- الدكتاتورية لن تعبر النهر مرتين
- استقالة العقل ام مركزيه انسانية
- العولمة تقرع نواقيس الخطر...قراءة في كتاب (وحدة وصراع النقيض ...
- النظرة الاستعلائية وتبخيس العامة عبر التاريخ
- تلك الوردة بدون عطر ... لماذا !!


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل المياح - السلفية ومزالق التأريخ