أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - كاظم حبيب - أين الحكومة من كل هذا؟الاستغلال البشع ينهش بصحة وعمر عاملات الطابوق الكادحات والفساد المالي السائد ينهب خزينة الدولة والمجتمع ويملأ جيوب الفاسدين!















المزيد.....

أين الحكومة من كل هذا؟الاستغلال البشع ينهش بصحة وعمر عاملات الطابوق الكادحات والفساد المالي السائد ينهب خزينة الدولة والمجتمع ويملأ جيوب الفاسدين!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 08:15
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


حين تابعت برنامج 7 أيام من قناة الحرة التي يقدمها الصحفي الأستاذ علي عبد الأمير عجام بتاريخ 3-/11/2008 وعالج في إحدى الفقرات الوضع الكارثي لعاملات الطابوق في العراق , وحين قرأت تقرير راصد الجيران في موقع الجيران الإلكتروني تحت عنوان "أين المسؤولين والمنظمات النسوية في العراق من معاناة النساء العاملات في معامل الطابوق؟" , عادت بي الذاكرة إلى ما كتبته في الجزء الأول من كتابي الموسوم "لمحات من عراق القرن العشرين" عن فترة الإمبراطورية العباسية وعن الاستغلال البشع الذي كان يترعض له العبيد حينذاك , ثم ما نشأ عن ذلك من ثورة الزنج الشهيرة , التي رافقتها وفي ذات الفترة تقريباً ثورة القرامطة , التي كتب عنها بإنصاف كبير الراحل الأستاذ الدكتور فيصل السامر في كتابه الموسوم "ثورة الزنج". وقد ورد في كتابي المقطع التالي: "وكانت حصة العبيد من العمل شاقة جدا وفي أكثر الأعمال صعوبة , كما كانت حصتهم من التغذية محدودة جدا ولا تكفي لاستعادة أو تجديد قوة عملهم , وبالتالي كانت أعمارهم قصيرة ويعانون من أمراض كثيرة , وخاصة أولئك الذين كانوا يعملون في شق الترع والطرقات أو في إقامة السدود وحفر قنوات الري وجمع الأملاح". وكتب أحمد علبي بشأن تغذيتهم يقول: “.. فأن طعام الزَّنج لم يكن ليشبع , فأن أحوالهم المعاشية كانت سيئة للغاية , وكان طعامهم يتألف "من الدقيق والسَّويق والتمر.“ وهناك, كما يقول ابن البيطار, "سويق الحنطة والشعير وسائر الأسوقة ... الذي يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان, اعني سويق الحنطة وسويق الشعير, وهما جميعا ينفخان البطن ويبطئان النزول عن المعدة". [علبي, أحمد. ثورة الزنج وقائدها علي بن محمد. الفارابي. بيروت. 1991. ص 108. راجع أيضاً" الدوري, عبد العزيز د. تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري. مصدر سابق. ص 94].
وكان بين هؤلاء العبيد الكثير من النسوة العاملات في الكثير من تلك الأعمال المرهقة , وخاصة جمع الملح.
وضع النسوة العاملات العراقيات في معامل الطابوق الذي عرض على شاشة قناة الحرة لا يختلف من حيث شدة الاستغلال وساعات العمل وبؤس التغذية عن وضع أولئك العبيد , من النساء والرجال , الذين ثاروا ضد أوضاعهم البائسة بقيادة علي بن محمد , رغم أن الفجوة الزمنية بين الحالتين تبلغ مئات من السنين.
جاء في تقرير الراصد ما يلي: " لا تتجاوز اجرة المرأة العاملة في معامل الطابوق 3 دولارات يوميا وهي تبدأ عملها من الفجر حتى الليل , لا راحة ولا ضمان ولا رعاية ولا مسؤول يسأل عن ألاف النساء التي تقطعت بهن سبل العيش". موقع الجيران بتاريخ 30/11/2008.
ليس هناك من يعترض على عمل المرأة , بل يطالب به من يناضل من أجل مساواة المرأة بالرجل وأخذ حقوقها كاملة غير منقوصة لكي تكون مستقلة في إرادتها ومواقفها ومصالحها , ولكن السؤال هو : تحت أي ظروف يفترض أن تعمل المرأة؟ وما هي شروط هذا العمل الذي تؤديه؟ وما هو الأجر الذي تتقاضاه لقاء ثماني ساعات عمل مثلاً بدلاً من العمل أكثر من أثنا عشر ساعة لقاء هذا المبلغ الزهيد جداً الذي يفترض أن يسد رمق عائلة كاملة من خمسة أو ستة أشخاص؟
أدرك تماماً الصعوبات التي تواجه منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق المرأة , وأدرك تنوع المشكلات التي تواجهها أبتداءً من وجود العدد الهائل من الأرامل والمطلقات اللواتي يعلن عائلاتهن , وكذلك البطالة المنتشرة بين صفوف النساء بشكل خاص , وثم الحرمان والفقر المدقع والفاقة الحقيقية , مروراً بالاختطاف والا غتصاب والقتل لمختلف الأسباب , واستمراراً بالعنف الذي يمارس ضدها ومن أكثر من جهة , وانتهاءً باستغلالهن أبشع صور الاستغلال واستثمار غياب الرقابة الحكومية أو عدم إحساس الحكومة أصلاً بوجود مثل هذه المشكلة ومثل هذه المعاناة في البلاد , فالحكام الذين كانوا حتى الأمس القريب في المعارضة ويتحدثون عن الفقر والاستغلال والجوع , نسوا او تناسوا هذا الواقع المزري وتركوا المرأة عرضة لاستغلال اصحاب معامل الطابوق , كنموذج من نماذج الاستغلال المرير.
أغلب هؤلاء الحكام جاءوا إلى السلطة باسم الفقراء والمحرومين ومن أجل الإنصاف والعدالة , وحين جلسوا في المقاعد الوثيرة للسلطة , نسوا بؤس الناس وفقرهم وكدحهم والاستغلال الذي يتعرضون له , ولم يبق لدى الكثير منهم سوى ملء الجيوب حتى أصبح العراق يحتل الموقع الثاني بعد الصومال بعدم الشفافية والفساد المالي والإداري بين دول العالم ومن مجموع 179 دولة مسجلة في لجنة الشفافية العالمية وفق تقريرالعام 2007.
النسوة العاملات في معامل الطابوق لسن عبيداً , بل هن يمتلكن حريتهن ويبعن قوة عملهن لقاء أجر , ولكن هذا الأجر الذي لا يزيد عن ثلاث دورات باليوم لا يساوي جهد ساعة عمل واحدة في حين هن يعملن يومياً بين 12-14 ساعة, وهن مجبرات على العمل بهذه الشروط الاستغلالية القاسية , إذ بغير ذلك يمتن وأفراد عائلاتهن جوعاً. حين لا يعملن سوف يفقدن الأجر وبالتالي يفقدن قدرة البقاء على قيد الحياة.
ليس كل العاملات في معامل الطابوق ريفيات , بل بينهن نسوة من المدينة وطالبات أجبرن على ترك مقاعد الدراسة والعمل مقابل هذا الأجر الذي لا يرقى إلى مقدار الطعام الذي كان يعطى للعبيد في زمن العباسيين , إذ أنهن لا يستطعن شراء ما يكفي بهذه الدولارات الثلاثة لأشباع الحد الأدنى من حاجات عائلاتهن الكادحة في بلد يعاني من تضخم زاحف ينهش في مستوى الدخل الفعلي للفرد ويضعف القوة الشرائية للدينار العراقي.
أملي أن تنتبه الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية التي تضع نصب عينيها الدفاع عن الفقراء والمعوزين والكادحين إلى هذا الواقع والتفكير بسبل معالجته وتعبئة الناس من أجل الدفاع عن مصالحهم في ظل حكومة لا تزال بعيدة من أن تفكر بمصالح الناس وبالفقراء منهم على نحو أخص.
أملي أن تنتبه النقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية لهذا الواقع وتعمل من أجل الدفاع عن حقوق العاملات الكادحات اللواتي يعانين من الاستغلال البشع لأصحاب معامل الطابوق وغيرهم.
أملي أن تنتبه المجموعة النسائية في مجلس النواب العراقي إلى معاناة اختهن المرأة العراقية العاملة والكادحة من استغلال وقهر اقتصادي واجتماعي بشكل خاص.
إن وعي المرأة بحقوقها المشروعة , باعتبارها إنسانة كاملة الحقوق والواجبات كالرجل, سينقلها من حالة إلى أخرى , وسيجعلها قادرة على خوض الكفاح ضد مستغليها وسالبي حقوقها في المجتمع الذكوري العراقي الجاحد بشكل عام لدور المرأة ومهماتها وقدراتها والناكر لحقوقها المشروعة. وعلينا أن نناضل من أجل رفع مستوى هذا الوعي وربطه بالنضال السلمي والديمقراطي اليومي للمرأة في جميع المجالات والمستويات. إنه الطريق الوحيد لتكريس الحقوق ومنع الحكم الذكوري من مصادرتها.
30/11/2008






#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ليس كل المسلمين إرهابيون , ولكن كل الإرهابيين مسلمون !- 1-2 ...
- مات الإنسان والصديق الذي حمل في قلبه وعلى كتفيه همّ الشعب وا ...
- من يمارس العمليات الإرهابية في العراق حالياً وما الهدف منها ...
- مناقشة فكرية مع الأخوة الكرام في جميعة السراجين/ الحلقة الرا ...
- مناقشة فكرية مع الأخوة الكرام في جميعة السراجين (الحلقة الثا ...
- مناقشة فكرية مع الأخوة الكرام في جميعة السراجين/ الحلقة الأو ...
- العراق : ازدحام في المشكلات.... وشحة في الحلول!
- الأزمة المالية والكساد الاقتصادي واقتصاد السوق في العراق !
- الكرد الفيلية ومعوقات منح الجنسية العراقية!
- هل من رؤية عقلانية بين الدعوة للدولة المركزية وتشكيل مجالس ا ...
- أوباما .. هل من رؤية وآفاق حل جديدة لمشكلات العالم؟
- وكل إناءٍ بما فيه ينضحُ !
- هل من تكالب إيراني - سوري على العراق؟
- هل العمليات المعادية للمسيحيين في الموصل جزء من عمليات التطه ...
- المثقف والسلطة والواقع العراقي الراهن
- الإرهابيون ... تحت المجهر
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء في العراق حول اغتيا ...
- الاختلاف في الرأي فضيلة والحوار الديمقراطي هو سبيلنا الوحيد ...
- ما الدور والمكانة التي تسعى إليهما إيران في المعادلة الإقليم ...
- ما الدور والمكانة التي تسعى إليهما إيران في المعادلة الإقليم ...


المزيد.....




- مسيرة احتجاجية من المستشفى الجامعي بوجدة الى مقر ولاية الجهة ...
-  الى الإخوة أعضاء المكاتب النقابية للمؤسسات التكوينية والمدي ...
- “يا فرحة كل العمالة” .. رابط تسجيل منحة العمالة الغير منتظمة ...
- صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون ...
- “وزارة المالية” تُعلن أكبر زيادة في رواتب المتقاعدين 500 ألف ...
- إضراب عمالي جديد في اليونان يؤثر على النقل العام
- ميلوني في تونس: 3 اتفاقيات وسعيد يجدد التاكيد على موقف تونس ...
- “وزارة المالية” سلم رواتب المتقاعدين والعسكريين في العراق 20 ...
- “صرف 25 مليون دينار الان”.. مصرف الرافدين يُعلن خبر هام لجمي ...
- المرصد العمّالي يستهجن اعتقال النقابي أحمد السعدي ويطالب بال ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - كاظم حبيب - أين الحكومة من كل هذا؟الاستغلال البشع ينهش بصحة وعمر عاملات الطابوق الكادحات والفساد المالي السائد ينهب خزينة الدولة والمجتمع ويملأ جيوب الفاسدين!