أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حلم العيش في الحاضر















المزيد.....

حلم العيش في الحاضر


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 765 - 2004 / 3 / 6 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


على هامش الندوة الأسبوعية لجمعية العاديات في جبلة

(إن فراشة تحرك أجنحتها في الامازون تؤثر على المناخ في أوربا)هذا الكلام يتحول في الواقع
الثقافي (الفكري والأدبي )القائم اليوم في سوريا وجوارها ،خصوصا في الفضائيات والجرائد الصفراء إلى :إن فراشة تحرك أجنحتها في الامازون تغير المناخ في أوربا ، وتوجد صيغة سائدة كذلك (إن فراشة تحرك أجنحتها في الامازون هي التي تغير المناخ في أوربا )العبارة بصيغتها الأولى تمثل الأيديولوجيا العربية أو نمط التفكير العربي الأساسي الذي ينتج بغزارة تدعو لليأس العبارة بصيغتها المثلى صحيحة بالمستوى الشعري  وإذا ما قيست بعادات التفكير ما قبل القرن 2.، وصحيحة منطقيا كذلك باستنادها إلى فرض أو نظرية لايمكن تخطئتها وهى إن الكون مترابط ويشكل كلا متكاملا . لكنها خطأ علمي صريح إذا تم اعتبار حركة أجنحة الفراشة عاملا مؤثرا على المناخ في أوربا أو في أمريكا . والمعرفة العلمية تجاوزت ذلك السحر في الحضارات القديمة الإغريقية والمصرية والصينية وغيرها .يوم قرأت  علي حرب وخاصة فكرته الجريئة والصادمة القائلة : بان المثقفين العرب هم المشكلة الأساسية في المجتمعات العربية ،وهم السبب الأول في حالة التخلف السائدة . رفضت الفكرة وحردت من على حرب بشكل صبياني ، وامتنعت عن قراءته . وبفضل أصدقاء وبالأخص جميل حلبي استوعبت الفكرة وأدهشتني بعمقها واستمراريتها ، وعدت لقراءة هذا المفكر الجريىءوسواه لندرتهم . العقل العربي خرافة عنصرية كالعقل الألماني أو الفرنسي ، ولكن توجد عادات تفكير بالعربية وتصورات جامدة ،تحجب إمكانية إدراك الواقع الحالي ، يمكن تسميتها ببعض ا لقسوة ذهان جماعي . العادات الفكرية البالية ، يتم ضخها عبر وسائل الأعلام ومناهج التعليم ، بحيث شكلت نمط حياة يناسبها . العدو واضح ومحدد بدقة هو العقلانية والتفكير الحر. التكفير والتخوين وبعبارة أشمل الممنوعات ، أسلحة إبادة جاهزة وتستخدم بإفراط في جميع مفاصل المجتمع بدأ من الأسرة والمدرسة إلى الدولة ، وهي كفيلة بالقضاء على أي شكل جينيني يخالف السائد ( الطاعة) . الحل الوحيد الذي كان متاحا قبل الانترنيت هو التعميم وبعبارة إخفاء الرأي الحقيقي (التقية) . صار العقلانيون يتحدثون عن الفراشة التي تؤثر على المناخ ، بدلا من تدمير البيئة الذي يحدث يوميا على مرأى ومقربة من الجميع ولهم مبرراتهم في الضعف الإنساني والخوف تحديدا . وصار المثقف العقائدي والدعوي والتحريض يتحدث عن الفراشة التي تغير المناخ في العالم . جيلا بعد جيل نسينا كلامنا . فالمرأة التي يتاح لها إبداء الرأي ، تدعو لمناهضة العولمة وتنسى أن جنسها في المجتمعات العربية والإسلامية ، لم يحصل على حقوق الأقليات أو الدرجة الثانية في المواطنة .
"هل يمكن العيش في الحاضر ، وهل التفكير الواقعي سوى خرافة ؟ جوابي لا أعرف "  على الندوة الاسبوعية لورشة الثقافة في جمعية العاديات بجبلة ، دارت أحاديث بين الحضور وفيق خنسة الشاعر والناقد والقاص وبرفقته حسن صقر الروائي والقاص ووفيق سليطين الشاعر استاذ النقد في جامعة اللاذقية وعصام سليمان طبيب الأمراض العصبية و الأستاذ جهاد جديد رئيس الجمعية وأحمد اسكندر سليمان القاص والباحث وياسر سكيف الشاعر والناقد وفايز عطاف الطبيب والكاتب وياسر دريباتي المسرحي وحسن جنيدي الصحفي وقيس زريقا الممثل ومحمد زهرة الناشط في الجمعية . على خلاف ما يحدث في الندوة الأسبوعية بمقر الجمعية حيث الموضوع محدد بدقة ، وحق الكلام محفوظ للضيف وللمحاورين ، سواء أدار الجلسة احمد اسكندر أم فايز عطاف أم الرئيس جهاد جديد ، لافرق ، مناخ ديمقراطي يحترم حقوق الجميع ، في عرض وجهات النظر على اختلافها . لا تنتهي الجلسة قبل أن تعرض الآراء ، لا فرق بين شاب في العشرين وضيف حقق نصيبا من الشهرة ، مساواة واحترام يفسرهما انفلاش الكلام في السهرة ، فقط الأسماء التي ذكرت ، ماركيز، فرويد، ماركس، نيتشه، غوته ، شيلر، دريدا، فوكو ، شتراوس ، سو سير ، إضافة للملحمة والاسطورة ، واللاأدرية واللايقين . لم افهم شيئا من كل الأحاديث ، ليس لأنني لم أنصت جيدا ، وليس لأن الموضوعات أكبر من فهمي وليس وليس ، فقط لأن الكلام بقي في المستوى النفسي ( وبالإذن من الدكتور عصام ) تتراوح بين الثرثرة المحصورة بالترويح عن النفس والمؤانسة وبين إعلاء الشأن الذاتي من خلال عرض الأسماء والمصطلحات عشوائيا .تذكرت عبارة النفري " لا تصح المحادثة إلا بين ناطق وصامت " ويبدو أن ثنائية العارف والجاهل مازالت تحكم الفكر السوري وتخنق التفكير والحياة . من خلال مقالات نشرتها في كيكا والحوار المتمدن وجهة الشعر ، تركزت على فكرتين أساسيتين : الأيديولوجيا واللامعرفة ، كنت أسعى إلى عودة الاهتمام بالواقع السوري كما هو . ليس من باب العنصرية والانغلاق ، فأنا أرفض كل أشكال التمييز بين البشر ، وأعتبر المساواة الإنسانية هي المنطلق الوحيد للتعدد والاختلاف ، وعلى العكس " أساليب العيش والتفكير والتعبير واحدية ، في مجتمع قائم على التراتبيات والتمييز الجنسي أو اللغوي أو الديني أو العرقي وحتى الأخلاقي . الأيديولوجيا هي كل ما يعيق العيش في الحاضر ، وهي لعنة الأفكار التي تتحول إلي جدران ، بدلا من ابداعيتها كأساليب وأنماط حياة توسع الأفق ، وتكشف مساحات جديدة ، في الهامش أو المجهول أ و المسكوت عنه أو المقموع .
الاهتمام باللامعرفة ليست هي العدمية ، بل على التضاد مع العدمية التي تكتفي بالمطلق والتجريد. في الحوار السوري (وأعتقد في سواه كذلك ) نسبة من سوء الفهم ، تقابل التفهم الكافي للتسمية والحدث والموضوع ، الاهتمام نتلك النسبة من سوء الفهم ، ومعالجتها بالبحث والحوار أحد سبل التحصيل المعرفي ، وبالنسبة لي لا أعرف سواها . حتى لا يبقى كلامي في الفراغ ، الفكرة البسيطة التي اعمل لتوصيلها يوضحها المثال : كليات الآداب وبالتحديد ( الأدب الحديث والنقد الحديث ) في الجامعات السورية تنتج الأيديولوجيا أو الوعي الزائف وستستمر في ذلك ما دامت موضوعاتها وأبحاثها محصورة في الماضي ، والحاجة بدلا من ذلك للاهتمام بما يكتب اليوم بالتوازي مع الموروث . مازال الماغوط على حد علمي خارج أسوار الجامعة ، وهذا الموضوع أكتفي بالإشارة إليه,فالمئات وربما الآلاف مؤهلين لدراسته أكثر مني.

ما زالت الفردية من المحرمات الفكرية . يعيش السوري على اختلاف مواقعه فردانية متطرفة ، ويتحدث بالعكس بالمشترك والعموميات خارج أسرته . نتبادل الرطانة والجزء المبهم من الكلام ، وفي الممارسة الواقعية كل المكتسابات  والإرث المفيد للأبناء والأقارب حصرا ولغيرهم التحريض والتبجح . فكرتي بسيطة وواضحة ، نعيش حالة فصام تستنزف قدرة وكفاءة الجميع : الأفكار في اتجاه والممارسة في اتجاه آخر ، الأفكار تتجمد وتموت والعيش يختزل إلى واجبات مملة ومرهقة . المؤتمرات والندوات والسهرات تتقاذف الكلمات والجمل الميتة أو البعيدة كفراشة الآمازون ، مصلحة عليا ، الوطن فوق الجميع ، العولمة ، الشرق أوسطية. الفرد هو وحدة الوجود الأساسية ، سوريا هي صفة السوريين وليس العكس . لماذا لاتفهم ما يقال!؟ إلى الآن تلك النسبة من سوء الفهم تستحوذ على المبادلات المتداولة. في مسرح اللامعقول توجد العقلانية اكثر من نقيضه المسرح الجاد .
إن فراشة تحرك أجنحتها في الآمازن تؤثر على المناخ في الشرق الأوسط ، لا أشك في ذلك .

                                                                                               



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا
- الوعي قعر الشقاء
- ضرورة الشعر والكلام المفقود
- الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم
- حوار
- الآخر السوري
- الكلام
- مات اليوم بسام درويش وبقي شيوعيا إلى آخر لحظة
- الضجيج الذي أثاره أدونيس أو خطبة الوداع لبيروت
- رجل يشبهني


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حلم العيش في الحاضر