أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أبي ولينين ويوم العطلة في الصين














المزيد.....

أبي ولينين ويوم العطلة في الصين


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 07:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


1
من ظل الدمعة أشترى أبي حياته ، ومن قلب أمي حصد الأغنية الجميلة ..ومن كتبنا المدرسية صنعَ الأمل ..
النتيجة ، أكتشف الإنسان الألف التي تبدا منها ابجدية الغرام في مفردة أحبك ..والياء التي يبدأ منها نهوضهُ الصباحيُ : يالله ..
وأخيرا ..العالم تعلم من أحلام أبي كيف يصنع الحاسوب ومركبة الفضاء..!
غير انه المنعزل في تخوم الخرائط خلف غابة قصب وأسطورة سحيقة لايعلم كل هذا ..
يعلم انه كلما ناله سعال الشيخوخة تخيل الطريق الى النجف ..
هناك ابي يرقد في هدوء تام ..
ومعه أخي ..
والباقون من شهداء معابد الجنوب ..
ذات مساء سيستيقظ ظلهم الأخضر ..
ويستعيدون مع الساسة الجُدد أغنيات وحيدة خليل ، وليالي الف ليلة وليلة ونقاشات البرلمان ..
وربما ظل ابي سيذهب بعيداً ..ويطلب من أوباما تقريرا لنتاج كل ماجرى في البلاد..
أبي ..يتمنى أن تبقى الوردة على خد الشمس..
ويتمنى ايضا أن لايكون حليب صباح أحفاده عطر البارود ..
وكما كاهن في صومعة اكدية .. يبارك النسيم المسائي ويمنحه مناخاً طيباً لطفولة البنفسج ،وخبز بدون اغنيات فرانكونية ..

2
سيكتبُ في دفاتره العتيقة خواطراً عن سريالية مايحدث..
أمراة تفجر جسدها في مائدة غداء لشرطة يستريحون من حروف البطاقات المدنية ، وعربات الشحن المهجرة..
وحتماً سيتذكر امي التي كانت لا تفجر نفسها إلا في صحن الرز ورغيف التنور وبيدر القمح..
وحتماً سيدركُ الفرق ..ويسأل قبعة الطيب لينين..
ترى هل نساءنا في هاجس التخبط أم في الغيظ الأستعماري ..؟
وسوف لن يرد : فالروسي الماهر لايعرف لهجة بطائح الأنبياء ،ولم يفكر يوماً أنه سيحظر عزاءً لطفلة من ضحايا الأنفجار ..
كان مثل ابي يعتقد..
مادام الرغيف يأتي مع الدمعة ..
فالقادم سيكون أمبريالية الورد فقط..

3
لايقرأ ..ولا يكتب ..ولكنه يصلي بعربية فصيحة..
له من الأصدقاء اكثر مما لديغول من مناصرين ..
مندائيون وأرمن وبحارنة وفلاسفة من أهل مسقط وتجار من كشمير ، واناس جاءوا مع القهوة البرازيلية..
كلهم معه في أنس ( الصفنة ) ..
عندما يسدل الليل ستائره ..
ويحسب في هدوء مداخيلهُ النقدية ..
ومع كل فلس يُلبسنا قمصان الحرير وبجامات من باريس وقبعات أتت من بيرو بسفن خاصة ..
وعندما يتقلب احدنا في الفراش ..
الدرهم الذي كسبه أبي من شوارع البلدية يصير كفاً لحنان الفقير ويعدل من نومنا في هدوء الأباطرة ..
وفي الصباح مع الخبز والسمن ..
أبي يضع الشمس خلف ظهره ..وعلى كتفه يحملُ باب المدرسة..
لا أعرف أرصدة أبي وفي أي بنك من بنوك الارض يضع دولاراته..
أعرف فقط إنه عندما يلامس ديناراً بطبعته الجديدة كأنه يلامس خد برجيت باردو
ويوم ياتي ألينا بطبقة بيض ..
الصين كلها تعلن عطلة رسمية...

4
حتما أبي يشبه أباءكم ..
غير أن دمعته الموسيقية لاتشبهها دمعة ..
فلكي يعزفها موسيقي من الفرقة الملكية في لاهاي عليه أن يدوزن الف ساعة ليصل الى نغم الماء والبط ومشاحيف الهور وطفح الحصبة ووزمزميات الجنود..
وهذا امر صعب..
اعترف أن أي بتهوفن علي الارض لن يجاري سمفونية ابي التي تبدا بسعال الآلهة ..
وتنتهي بنعوش شهداء حروب العراق...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل
- مسيحيو سهل نينوى ...
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة
- الموت في العراق هو ثمن الشجاعة
- نعوم جوميسكي ..والمستكي ...
- أفارقة البصرة ..وأغنيات الهله هولو ..
- اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أبي ولينين ويوم العطلة في الصين