أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - حرب الثلاثون عاماً تصبح أربعين؟..!















المزيد.....

حرب الثلاثون عاماً تصبح أربعين؟..!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 07:35
المحور: كتابات ساخرة
    


كلمة "حرب" في اللغة السنسكريتية تعني "الرغبة في بقرات أكثر".. وهي رغبة رعاة البقر السوريون في جارنا لبنان الشقيق..
الجار قبل الدار، مَثَلٌ يعرفه حتى الذي لا دار ولا جيران له، ويعرف الكثيرون أفلام هوليود المسلية حيث تعرض علاقات "محبة أخوية" للجيران والتي تملأنا متعة وضحكاً، فمثلاً عندما يعتقد أحد أن "جيرانه الأشقاء أو الأشقياء" يكرهونه ويعملون لمضايقته، ويعتبر وضع فضلات الحيوانات أمام المنزل أو دهان مسكة الباب ببويا الأحذية أو سرقة بيضات الدجاجات أو الدعاء عليه وإرسال أرواحٍ شريرة.. كل تلك الحركشات تعتبر ملحقات ورتوشات متممة للفيلم.
الجار إنسانٌ مهمٌ، يضع ميكروفوناته في حيطاننا، ويظهر غالباً باسماً ضاحكاً بالرغم من أنه يقوم بجمع الكثير من أشياء النصب والاحتيال.. إذا عمل شيء ما يمكن للعالم أن يعرف ما لا نعرفه..
بعض الجيران يصبحون مشهورين بلمحة بصر.. من جمال عيونهم التي تشبه عيون الغزالة الشاردة في عنجر.. أو من سحنة وجههم التي تعيد سيناريو السبع في تدمر.. أو من ثغاء خرفانه التي تذكَر بالعسكر.. أو بالبقرة السنسكريتية ومن أشياء أخرى يعرفها الكاتب والمخرج والمهدي المنتظر..
بعض الجيران يهمهم استمرار الوضع الحالي أو العودة للحلقة السابقة، أو الحلم بانتخابات لاحقة وماحقة...
وبعد فترة وفي لحظة عارمة يتغير كل شيء في الفيلم..
الذين كانوا حتى الآن "أعداءً" ولا يتمنون لبعضهم إلاّ كلّ سوءٍ صاروا في نهاية الفيلم أصدقاء و"هابّي أند" سعيدة، وحقاً كما يقال جارك القريب ولا أخوك البعيد ـ طبعاً بتكون أحلى إذا كان الجار هو الأخ الشقيق، وعندها يضاف للروح والدم شوية فواكه ليصبح "ضرب الحبيب زبيبْ.. وحجارتو رمان"..!
وفيلمنا في الجانب الشرقي من البحر المتوسط الحبيب ـ وبالتحديد من الناقورة حتى اسكندرون السليــــب ـ يختلف قليلاً عن هوليود، شتاءات طويلة باردة مرّت ـ ومازالت تمرّ ـ علينا، وقد اعتدناها، خصوصاً أنه لم تكن نهايات الشتاء هي بدايات الربيع، وصرنا نتكلم مثل سكان برج بابل لغة عربية فصحى وبلهجة قاراقوش المقاوم..
وعلى ذكر أنوشروان نقول أهلا وسهلا بديغول لبنان ـ بس ما تكون رتبة الجنرال أكبر من رتبة الفوهرر ـ وإلاّ بيرجع على بيروت برتبة مساعد أول للعقيد ماهر بعد ما إشارة المرور تقلب على أخضر...
-- -- -- -- --
وقرأت مسوّدة في مكان ما من أفلام الهوليود السوري:
ـ أخي .. أنا قرأت السيناريو، لكن عندي ملاحظات بسيطة،
+ تفضل، شو هيّ،
ـ بتقولوا إنو شبيحة وبلطجية قاموا بتفجيرات في القزاز، وعلى مفرق طريق مقام الست زينب، وعلى طريق المطار، وبالقرب من مدرسة ومنطقة سكنية مكتظة بالناس، وعند السفارة الأمريكية، وبالقرب من تلفزيون العزيزة جبور ـ الله يجبر بخاطركم ـ..إلخ. وراح ضحايا أبرياء ـ الله يبعد الشر عنا ـ،
+ نعم،
ـ بعدين بالصدفة ـ وبقدرة قادر ـ يتم توقيف مجموعة منهم، واستجوابات ومحكمة وقاضي ـ مو الحلاّق ولا النوري ـ واعترافات عن الماضي والمستقبل على التلفزيون(الرائي باللغة الفصحى)،
+ نعم،
ـ يتم اغتيال عميد(جنرال) في الجيش يعتبر مالك كل الأسرار باستثناء سر اغتياله،
+ نعم،
ـ وقبل فترة يتم اغتيال مغنية ـ ما بعرف هو كان مطرب مثل جورج وسّوف أو غني يملك فلوس ـ لكن الأكيد إنو كان جنرال إذا وعد صدق وكل مخابرات العالم ما قدرت تعرف مكانه ولا تمسكه، وبالصدفة تتم تفجير سيارته في منطقة أمينة من الدرجة الأولى ـ يعني الذبانة ما بتمر منها بدون مراقبة إلاّ إذا كانت لابسة ثياب برغوث مموّهة ـ،
+ نعم،
ـ لكن بربك قول لي كيف قدرت تألف هيك سيناريو مسخرة؟ يعني هيك بيكون الرد المناسب؟
+ أستاذ بأمرك، طيب منكتبو من جديد ونصلّحه شوية وبوعدك راح يكون جاهز بالوقت المناسب!..
-- -- -- -- --
وعلى شرف زيارة الجنرال الديغولي للتغيير وانطلاقاً من التاريخ المشترك ـ وعلى أساس أن اليوم هو الغد الذي كنا نخاف منه بالأمس، الأمس الذي ما عاد يخيف أحد ـ تتم تنزيلات الموسم الإصلاحية على العيد في عنجر الشام.. وتحت شعار عروض "المجرفة & منكوش"..!
(صوت يشقّ السماء ويرافقه لحنٌ فولكلوري مع وصلة لطمات فقهية):
ــ هون ميكروفون السبع بحرات، الخريف مو نهاية الصيف، ننتظر زوارنا الكرام مع غروب الشمس، تنزيلات كبيرة على توابيت حديثة للموتى.. إدفع ثمن واحد تأخذ إثنين.. تنزيلات على الدفن في مجمّع السبع بحرات.. يالله لحقوا حالكم.. فرصة إستثنائية.. ولزيادة المعلومات زورونا في محلنا بالطابق الثاني "إضحك بعبك ـ لدفن الموتى".. الخريف ليس نهاية الصيف..
(في المقابل مراسل لقناة "الآخرة" يحاول المنافسة والتأثير بالجمهور):
** والآن ننقلكم في بثٍ مباشر على الهواء من تلفزيون "الآخرة" وسنقوم في اليومين القادمين بتقديم مجرفة جديدة هدية لكل عاشر متصل فينا على الرقم سبع سبعات وواحد وذلك عندما نقوم بنقل وقائع قراءة الفاتحة على روح الطاهر والمطهر، وسيكون معنا الشيخ جورج ويساعده في الصلاة الخوري حسن، كما سنتحدث خلال البرنامج مع أرملة عوض المرتكي.. كونوا معنا الجمعة في برنامج ـ إضحك بعبك ـ برعاية حلاوة الخروف.....
ــ هون مجمع السبع بحرات.. غياب الشمس مو نهاية النهار.. تنزيلات جديدة للشباب أيضاً سي دي للشيخ الهاوي أبو حسنين بسعر 77 ليرة وسنقوم بتقديم هدية ـ مفاجأة ـ لكل سابع مشتري.. قزازي ملونة من حارة القزازين.. نحن ما منتعامل بالبلاستيك.. قزازي أصلي..
هون ميكروفون مجمع السبع بحرات.. دفن جماعي على الطريقة الصربية.. شاورما تركية أصلية مع قهوة على روح الفقيد.. أطعمة إيرانية ساخنة.. بارفوم فرنسي مو مغشوش.. حليب بقري لبناني معتق.. حليب سباع سوري طازة.. أفضل وليمة نقدمها بعد الدفن مباشرة.. يمكن التسجيل الآن وهذا هو الوقت المناسب وهذا هو المكان المناسب....
خدمة شاملة وكاملة للدفن من سرير الموت حتى المجرفة.. وللذين لا أقرباء لهم نقوم بتأمين أقرباء بالأجرة ومن جنسيات مختلفة حسب الرغبة.. فرصة لاختيار خطبة الدفن بين مئات الخطب سي دي مسموعة أو مكتوبة.. على استعداد لتقديم زهور جديدة أو مستعملة حسب الطلب.. لحقوا حالكم..
ونزفّ إلى زوارنا الكرام خبر افتتاح جناح خاص "لغسل العار" وعلى استعداد لتقديم قبضايات مع رخصة من وزارة العدل والداخلية، ويضمن مكتب المحاماة خدماته بتوقيف الفحل بين ثلاثة أو ستة أشهر قمرية، وتتعلق فترة التوقيف الذكوري بعمر العذراء وفحولة أخوتها ووالدها..
مجمع السبع بحرات.. مفتوح للجميع.. قوّي قلبك يا سبع.. نرحب بزوارنا الكرام.. الخريف مو نهاية الصيف....
(مرة أخرى نسمع صوت مراسل قناة "الآخرة" محاولاً التشويش على "اضحك بعبك ـ لدفن الموتى")، لكن صوت مراسل قناة "واحد ونص" الحكومية يدخل على الخط وعندها لا تعرف تمييز أصوات الأحياء من الأموات والمذيعين من المذيعات:
أعزائي المشاهدين ـ كنا معكم من مجمع السبع غصات وعلى الهواء مباشرة في برنامج "المجرفة أند منكوش"...

وبعد عودتنا ـ ربحنا هدية دفن كاملة يمكن صرفها حتى الربيع ـ قال أحد أصدقائي المتفائلين أنه يرى نهاية النفق الذي نعيش، ورد صديق آخر أنهم وللتوفير يقوموا بإطفاء النور في نهاية النفق..!.

بودابست، 30 / 11 / 2008. د. فاضل الخطيب.





#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البدء كانت المرأة، ثمّ صارت أنثى فقط..!
- ناموا -أكثر-، تصِّحوا..!
- اضحك! الغد سيكون أكثر سوءً من اليوم..!
- بين الرقة ودير الزور.. أرنب طارد غزالة..!
- حرية التفكير من حرية الكلمة, وهي أساس الإبداع..!
- الجسم السليم في العقل السليم..!
- لكم شيخكم والفأر.. ولنا شيخنا والصدر..!
- بين سحر السبعة والسبع الساحر..!
- ارتياحٌ كبيرٌ وحسرةٌ أكبر..!
- بين القرود والأسود..!
- شنق ما فيه عفو..! التلفزيون -أفيون- الشعوب!!.
- رسالة إلى صغيرتي..!
- من اللاءات المُطلَقَة إلى الموافقات المُطلَقَة..!
- -البوظة- السورية...! أكاليل الغار.. زغردي يا شام..
- صيدنايا, تدمر, حماه, القامشلي, مدنٌ تاريخية للتراث البشري..!
- الصدأ والذهب..!
- من خلّف ما مات.. إمارة سفن أب..!
- الكُحل والعمى.. بين الوَرَم الثوريّ والحَوَل الفكريّ..!
- صهري يا سندة ظهري..!
- بيضات الحاكم ونقطات المحكوم..!


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - حرب الثلاثون عاماً تصبح أربعين؟..!