أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 06:01
المحور: الادب والفن
    



في الدار البيضاء إلتقينا صدفة ببعض الأصدقاء من الحي الذي نقطنه ( الباريو مالقا ) كانوا يعملون
أساتدة في التعليم العمومي . وقد كان (فارس ) يفتخر بكوننا جئنا من - طيكساس - كانت هذه الكلمة سحرية بالنسبة لأصدقائنا ومعارفنا لأنهم لا زالوا يحتفظون في مخيلتهم منذ الطفولة عندما كنا جميعا نحضر أفلاما بسينما الحي ( فيكتوريا ) تعرض أحداثا مسرحها أرض طيكساس حيث رعاة البقر بمسدساتهم يتقاتلون وكان البطل دائما ينتصر على الأشرار . لذا كلما كنا نحكي لهم عن مغامراتنا
هناك كانوا داخل قرارة نفوسهم لا يصدقوننا وربما كانوا يسخرون منا . ولما وصلنا تطوان أيضا بعد منتصف الليل إلتقينا ببعض الأصدقاء والمعارف بالحارة التي نسكنها وبحوزتنا علب التبغ الأشقر وزعناها عليهم ونحن نفتخر بما حدث لنا من مغامرات في طيكساس . لقد كانت سينما الحارة أثناء طفولتنا تتخمنا بأفلام رعاة البقر الطافحة بالمشاجرات والمعارك الطاحنة ضد الهنود الحمر . كنت أشعر بأن أصدقاءنا لا يصدقون أننا زرنا ذلك البلد الخطير الذي لم يروه إلا على شاشة السينما
وكان يشعرني ذلك بالنشوة لأنه من العجيب والنادر أن تكون صادقا بينما لا أحد يصدقك . حينئذ أشعر بالتميز . وبأنني محظوظ فقط لكوني كنت في مكان لا يستطيع أحد أن يكون فيه ولو للحظة.
كان بحوزتي بعض المال أعطيت منه قسطا لأسرتي . وبددت طرفا مما لدي في المقاهي على المعارف والأصدقاء . وقد صادف مجيئي حلول شهر رمضان وكان هذا الشهر الجميل خلال الستينات والسبعينات تقام الحفلات في المقاهي وكان الفنان عبد العزيز يتوفر على مقهى تسمى
( مقهى المواعيد ) وخلال هذا الشهر يقوم بإثبات خشبة داخل المقهى يؤدي الجوق وصلاته فوقها
كنت أغني من خلالها أغاني مختلفة وكنت متمردا في لباسي وأفكاري وأدائي للأغنيات التي
كان الجوق يرافقني بآلاته فنطرب الجو ونسعد الجمهور البسيط الذي كان يحضر باستمرار طوال الشهر الكريم . كان الجمهو ر تأخذه الدهشة والإعجاب في آن من حركاتي وطريقة أدائي للأغاني وهم يروا هذا النمط من الأداء لأول وهلة . كان إسمي على كل لسان وشهرتي عمت الحارة إن
لم أقل البلدة برمتها . وكنت معروفا بإسم والدي ( الخمار ) كما أنني صرت أدخل الأماكن الشعبية
مصطحبا معي فتيات ولم يكن يحدث ذلك من قبل . لا أحد يجرؤ أن يدخل فتاة إلى مقهى شعبي
حيث يدخن القنب ( الكيف ) والحشيش من طرف بعض العموم . مما جعل رجال الأمن يتخدون موقفا
معاديا حيالنا . كما كنا نلج مقهى بساحة الفدان قلب تطوان النابض . ندخل بفتياتنا مقهى تسمى
( مقهى الجيلالي ) وذلك خلال فترة أوائل السبعينات . وبدأت المتاعب مع البوليس . من حين لآخر
يأتون للمقهى لإيقاف الفتياة واقتيادهن نحو مخفر الشرطة بباب التوت . وبعد يومين أو ثلاث يطلق سراحهن . وسارت الأحداث تتناسل بتضييق الخناق علينا وتحول الإيقاف مزدوجا وتم تقديمنا للنيابة العامة بتهمة الفساد وتعاطي الخمر ووصلنا إلى غاية السجن وإن لمدة قصيرة .
لم يبق لي إلا مغادرة الوطن من جديد فوطني لم يعد يطيق جموحي وتمردي ولسيما خلال تلك السنين التي يسمونها اليوم بسنين الرصاص . وكان فعلا كذلك . فلمجرد أن لا تروق مزاج رجل أمن
مثلا كان ذلك كافيا لتقضي أياما رهن الإعتقال بدون تهمة . كان زمنا يشوبه التسيب وانتهاك حقوق
الناس بدون موجب قانوني .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-11-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-10-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-