يعتبر الدكتور المهدي المنجرة من المفكرين الأوائل الذين انتقدوا بشدة منظمة اليونسكو ، وكانت مناسبة العبث بآثار العراق محطة أخرى للمزيد من النقد لهذه المنظمة ، اعتبارا لكونها قضية تدخل ضمن التخطيط الأمريكي.
وقد وضع الدكتور المهدي المنجرة في أكثر من مناسبة أن اليونسكو لم تحرك ساكنا للتصدي لنهب الآثار العراقية وهي المنظمة العالمية التي لها دور عالمي في ميدان الثقافة والحضارة في حين أنها لم تقم بأي عمل يذكر للدفاع عن التراث الثقافي والإنساني العريق.
وكان من الطبيعي أن تسير اليونسكو في هذا التوجه باعتبار أن نظام الأمم المتحدة بما فيه جملة من المنظمات العالمية تعتبر أدوات في يد الهيمنة الاستعمارية الأمريكية، هذه الهيمنة التي تدعمها وتكرسها دول غربية كثيرة.
والكارثة التي عرفتها العراق في اغتصاب الآثار تعد جريمة شنعاء، إذ تحدثت عدة تقارير عن آلاف القطع الأثرية العراقية المنهوبة، وقد عمل الإعلام الأمريكي على كتم كل ما تعلق بهذه الجريمة.
وفي نفس الاتجاه كان الدكتور المهدي المنجرة من الأوائل الذين انتقدوا دور الجمعة العربية إذ كان موضوع أطروحته لنيل الدكتوراه في جامعة لندن سنة 1958 هو نشأة جامعة الدول العربية، وقد خلص في تحليله إلى كون أنها آلة من آليات الاستعمار، موضحا أنها لعبت دورا استعماريا، وقد انكشف أمرها حاليا بجلاء، عندما أضحت مجرد ملحق للبيت الأبيض والبنتاغون، بعد أن كانت محلقا للوزارة الخارجية البريطانية.
تبع
إدريس ولد القابلة