أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال الهنداوي - ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟














المزيد.....

ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 07:53
المحور: المجتمع المدني
    


الشعب العراقي ، ككثير من شعوب الارض يحمل في عمق بنائه الداخلي ميزة التعدد والتنوع بين مكوناته الاجتماعية والفكرية والعقائدية ..رغم الامتزاج والانصهار الطويل المدى الذي ولد نوعاً من التفاهمات والتوافق المجتمعي والبيئة مما حفظ لشعبنا وحدته وصفاءه طوال قرون عدة .ولكن الضغوط الكثيرة التي تعرض لها النسيج الوطني العراقي اثناء فترة ما بعد سقوط النظام السابق وتكالب قوى كثيرة لم تجد فرصة سوى الولوج من خلال هذه الفسيفساء وجعلها هدفاً لها ، لسهولة استثارة نعرات وافكار عنصرية كانت مكبوتة لدى قيادات فاقدة للوعي الوطني الشمولي ولا تملك نظرة ولا ارادة توحيدية على المستوى العام لتجد نفسها في صراع مباشر وحتمي مع قدس اقداس الديمقراطية الا وهي حرية التعبير والاعتقاد .وللاسف تم تحديد وتحجيم القوى الوطنية والتقدمية مقابل نمو الفكر المنغلق والاقصائي والتقوقع في اطارات ضيقة من الطائفية والعشائرية ومحاولة كل فئة اضفاء نمطها المميز على البلد والتفكير بنمطية الصراع الافنائي للاخر.. اي الوجود مقابل افناء الاخرين او على الاقل الاخضاع الفكري والاجتماعي للفئة المقابلة وتغييب مبدأ الحوار البناء والمقاربة الديمقراطية للاشكاليات الطارئة لما تمثله لهذه الزعامات من تهديد لمكتسباتها المبنية اصلاً على التقاطع والتناشز مع المكونات الاخرى ، مما ادى الى تعويق وتعقيد مهمة تحديد هوية ثابتة ومحددة للشعب العراقي تكون شاملة وموضع احترام للجميع وتكون نوعاً من الوعي الجمعي للذات عند جميع افراد شعب.
ولكن من اجانب اخر ، هذا الوضع الشائك والتعقيد الشديد لم يسمحا بتمرير قراءة احادية نهائية للوضع.اوفرض تراتبيات محددة او منظرة بصورة قاسية الانحياز لهذا الطرف او ذاك ، لذا ظهرت حاجة وطنية ملحة لخلق نوع من الديمقراطية الملائمة لمجتمعنا والتي تراعي مصالح وتطلعات جميع المكونات وبنفس توافقي وباحترام شديد للاخر تقبله كما هو كائن ليس كما نتمنى ان يكون ، مع الوعي الكامل لأمكانية بل وضرورة وجود الاختلاف بيننا ، ان ادراكنا لهذا الاختلاف سيسهم في تأصيل ثقافة الحوار البناء في مجتمعنا ويساعدنا على التواصل حضارياً وسلوكياً ، ثقافة حوار تبنى على الاعتراف بوجود غيرنا وقد لايكونون معنا على ذات الرأي ..ولكنهم يشابهوننا في الخلق والانتماء الى هذا الوطن ثقافة تسحبنا الى مساحة مشتركة من الفهم والتفاهم والاحترام وعدم التعصب لارائنا باعتبارها مسلمات مقدسة واضفاء صفات لاهوتية على افكارنا ، تجرم وتكفر كل من يشاطرنا اياها ، ثقافة تؤسس الى اعتماد المنهج الفكري في التواصل بعيداً عن شخصنة الامور ، وتصيد الاخطاء وتعقيد الحلول ،ثقافة تتبنى البحث وبالحاح عن القواسم وايجاد قنوات تواصل آمنة وصادقة تضمن لكل الاطراف حرية التعبير والرأي الحر.وهذا الطريق يجب ان يبدأ بنبذ الزعامات المتصيدة في جراح الوطن والمتكسبة من دماء ابنائه من اجل استمرارية التمايز بين مكوناته وعدم السماح بتسخير طاقات الشعب وامكانياته لخدمة افكار اقصائية انتقائية ذات ضيقة وتبديل الولاء الوطني المنشود بتعصب طائفي ، قبلي ضيق ، والانفتاح على الآخر كشريك وكمعين في ارساء التوجهات الحضارية للمجتمعات المدنية المبنية على الحرية والمساواة وحقوق الانسان.ان هذا الطريق هو الخيار الوحيد لنا لكي لانرمى خارج المنظومة الانسانية بل وحتى خارج التاريخ ، حيث ان الاجيال القادمة قد تتفهم تخلفنا عن الركب الحضاري وقد تغفر لنا اخطاءنا وهفواتنا ، ولكنها لن ترحم ابداً ان ندير الظهر بعضنا للبعض الاخر ونرمي وطننا في بودقة التشرذم والتفكك رغم كل ما يجمعنا من روابط انسانية ضاربة في اعماق القرون.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الامريكي المثالي
- هنيئاً لكم اوباما
- قراءات خاطئة
- الماركسية الامريكية
- الرأسمالية الافتراضية
- البحث عن القطب الثاني


المزيد.....




- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال الهنداوي - ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟