أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - ما أضيق ثقوب الناي..















المزيد.....

ما أضيق ثقوب الناي..


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 08:10
المحور: الادب والفن
    



ما اضيق ثقوب الناي.. ما أوسع مساحات النغم

- 1 -
يمر العابرون بالموانئ والمرافئ والمعابر, إلا أنا..
كل الطرقات في وجهي سد وخسران رهان.. ليس لي غير درب الغربة يأخذني إليه.. فأعتصم!!
صارت الغربة وسمي واسمي .. وبتُ أنا الغريب!!
هل أنتِ غريبة مثلي..؟؟
هل تناجين طيفي وتلوذين بالمغفرة!!
وأنا الذي يشاغلني صدري.. قلبي يصرخ فيَّ..
لا الصمت يعصمني ولا جلجلة الصراخ تطعمني خبزة راحة..
كل الذي اطمع فيه بضع لقيماتٍ وبضع أحلام صغيرة..
ما الضير؟
لو حلمت دونما رصد إشارات مثل سوط النار تلوح لي!!
ما الضير
لو صرت بين النجوم هلالاً!!
ما الذي يحدث في دنيا الطيور, لو تلون ريشي بزغب حسون رضيع يشدو بالغناء البكر!!
ما الذي يحدث في ساحات السباق, لو شهقت هواء الكون وانطلقت حصانا في الرهان!!
لا ضير يا سيدتي
يا غريبة مثلي عنهمُ.. تلوكين الأسئلة..تقتاتين على علامات التعجب والذهول..
إني رأيتكِ مسربلة بالغيم, تمطريني بابتسامات الصباح..
تهطلين دمعاً مغمسا بملح العذابات قديمة..
إني عثرتُ عليكِ يوما في درب ألآم المسيح في القدس القديمة.. وضيعتكِ مني الطرقات..!!
هل تعرّفوا عليكِ مثلي؟
يا ابنة الشوق إلى لون البياض..تطلين عليَّ من مساحات الحلم.. إني رأيتكِ مسربلة بطلة فجر بكر, تنتظرين على شرفتكِ, تسكرين بخمر الياسمين وتتزودين بالوجد زاد سفر..
ماذا يحدث.. لو مارسنا الحلم بضع لحظة!!
آه يا وجع القلب الذي ضاع على أرصفة محطات السفر..
آه عليكِ نحلة تفصد عرقها قبل أن تتعرف على طعم الرحيق..
هل تدليني كيف تغوص الروح في بحر الرحيق؟
هل أدركوا تضاريس الروح..؟
هل عرفوا أن للروح جبال ووهاد وسفوح وغابات وصحارى شاسعة!!
أم هو العناد يركبهم, بأن الحلم مثل الصحو, صحراء.. وصحراء فقط.
يا صاحبة الرعشات في صدري..ادركيني

- 2 -
رجع ناي, أم صدى دفقات بعيدة!
تصحو فيّ َعاداتي القديمة.. أتوسل بعض رجفات.. أتوسد صدر امرأة في الحلم تأتي.. أرهف السمع لدندنة تشدو بالمستتر ما بين الضلوع..
يا إلهي ؟!
ما الذي تحمله الريح!
رجف قلب؟ أم خرير جدول فيض لهاثٍ نهض من الموت وامتطى شبق الحياة!!
والحياة من حولي يا سيدتي وقفت عند فاصلة الالتباس بين صهيل الضحك وزفير العبوس..
بين صقيع النار, ودفء جمرات الجليد..
بين بوح الناي وعذابات الوتر..

- 3 -
.. هي عارية إلا من نبضها, تتعمد في نهر الشوق.. تبحث عن نبع شلال الفرح.. تستدعي عصافيرها, تطلقها من نوافذ صدرها في رابعة النهار.. تطلق أنغامها مطعمة بالبهاء, منفلتة من فيافي الغربة.. تتطهر من رجس لم تسعي إليه, ومن خطيئة لم تقترفها.. وجع الغربة يا ترى هو, أم تيه الاغتراب ما جعل خطواتها تختل منذ نسخها آدم الأول من ضلعه قبل الخطيئة الأولى..
قدر هو.. أم ثمن خطيئة!!
قدرها عود إليه بعد أن أخذوها سبيّة في معمعان الشهوات.. فكيف لها التخلص من أدران الشهوات, وهي العارية إلا من نبضها, تجمع النبض على النبض..تدخل سراديب العتمة بقنديل الوجد لتعبر نافذة الفرح..

- 4 -
هل تُشطب تواريخ النبض وتحترق غابات القلب, ويجف نبع الوجد..؟!
لن تموت فيكِ المشاوير يا سيدتي, مهما زملوا قدميكِ وشبحوك على صلبان المقاصل.. فالمشاوير تبدأ من الحلم وتنتهي بالحلم أيضا..
هذه أنتِ قد أطلقتِ طائر روحكِ,, فرد جناحيه وحلق يبحث عن حنطة شوق, ويهدل ببيان الرغبة.. بانتظار وليف لم تظهر طلعته بعد, ولكنه ما زال يرسل إشارات تجعل نبضكِ مختلف..
فهل وقف على عتباتكِ طائر النبض؟
وهل رقد مع رجفة قلبكِ على وسائد اللهفة؟
وهل انبثق من خاصرتك فرخ اليمام؟
أني أرى عصفورا ينقر فيكِ جدار الخاصرة.. ينطلق.. يفترش صدر السماء يصبح سرب عصافير تغني وتبشر بالفرح.. عودي إذن يا سيدتي وانثري ما بكِ من لهاث.. وأمطريني من بيدر روحكِ غيثا..

- 5 -
رجع ناي أم ترانيم وتر!! آه من وجع الاختبار.. آه من رصد النبض عند اشتعال الحرائق.. آه من وجع الوجع في طقس الحضور في لغة النبض..
وأنا حالي حالكِ.. نبضي بعض نبضكِ, ناركِ ناري.. فهيا ندخل المعبد وكوني شاهدة على الاعتراف..
أنتِ كل النساء المعذبات
أنتِ شعب من عذاب ووجع يتلظى في الحصار..أه ما أجمل نساء الأرض إن كنَ أنتِ.. أه من لذة النجوى مع دبيب روحكِ أنتِ..
إني أرى فيكِ امرأة تشهق كل العشق, وتتألق ضياءَ لكنها عند الزفير تحبس الدمع عميقا في المقلتين.. وتغني..
وأنا يا سيدتي من يعبره نشيج الناي يسكن فيه بين النبض والنبض عذابا..
هل تدركين لغة العذاب التي أعبر بها عتبة المعبد وأُرتلكِ / أُرتلني نشيداً للحياة.. تحضرين سرب غزالات يردن عين الماء عند ميلاد القمر
أه من وجعي بكِ وأنتِ مني..
لكأنكِِ يا أنتِ الوطن!!

- 6 -
قد جاء في سفر العشق:
".. والعطش هو لهفة الهحوع على صدر الوليف.."
فالقرين هو توأم الروح الساكن فيكِ الغائر حتى نخاع الوجد.. الراصد لبحارك بانتظار غيمة حبلى تحملكِ إليَّ فيض بوح..
فالبوح يا سيدتي تطهر من خطايا الذين دنسوا نبض الحياة وأخذوكِ في لحظة موت الحقائق..
فاحذري الصابئين.
كوني مرآة الصباح..
كوني فلقة فجر تُسبح للضوء المنفلت من بطن العتمة..
آه يا وجعي عليكِ!!
آه من مواقيتهم التي أخذتني منكِ وأنا بين يديكِ..
لو تعلمين!!
إني أراكِ بعين قلبي واقفة عند مدارج الرؤيا, تنزفين نبضكِ بانتظار غيمة حبلى بمواعيد جديدة,
فاحذري من وجوه ترتدي البسمة قناع!
احذري هم يتشبهون بي, أنا الساكن فيكِ, بعد أن سرقوا وجهي..
احذري وتذكري. أن الوليف من يسكن بين دبيب الدم وجدران الوريد..


- 7 -
إلى أين الرحيل يا سيدتي, والوقت التباس بين الصحو والنوم.. بين غيبوبة الوجد وأنياب اليومي الهلوع..!!
أين هي الشمس التي تُقبل براعم النجوى وتطلق عصافير الشوق!
هي فيكِ أنتِ
في زفير رئتيكِ تنفخ في الناي عذاب بعد عذاب
يا الهي..ما أضيق ثقوب الناي.. ما أوسع مساحات النغم.. كيف يطلق الناي كل هذا الفيض نهرا من شجن؟!!
أنتِ راحلةُ إليكِ تسكنين بين عين القلب وثغر الروح..
فهل أدركتِ يا سيدتي كيف تبصر عين القلب ما لا يبصره الآخرون, وهل عشتِ دهشة البسمة عندما تتربع على ثغر الروح؟
ارحلي منكِ إليكِ, وعيشي البوح بين أنين الناي وترديد الوتر..

- 8 -
لو.حُرقت كل السفائن..
ولو أخذت النوارس قرارا جماعيا بالانتحار..
ولو غاضت الدنيا واستوت بعد فيضان على جودي جديد..
سيظل الناي يشدو ويبوح بالذي ترسله الروح.. فالروح التي تحمل كل هذا الفيض يا سيدتي, تملك الخروج حتى من ثقب الناي وتبصر دنياها من نوافذ الخاصرة..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكابدات السندباد مع طائر الرخ
- تناسل الأسئلة علي ضفاف الدهشة
- رجع ناي وترانيم وتر - نص مشترك
- بطاقات الى امرأة تنتظرني - 9 -
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 8 -
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 7 -
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 6 -
- بطاقات ألى امرأة تنتظرني - 5 -
- بطلقات إلى امرأة تنتظرني - 5 -
- تداعيات على وسادة الأرق
- رسائل الزاجل الأسير إلى منى عارف
- رواية الطوق - 8 -
- رواية الطوق - 7 -
- راوية الطوق - 7 -
- رواية الطوق - 6 -
- رواية الطوق - 5 -
- رواية الطوق - 4 -
- رواية الطوق - 3 -
- رواية الطوق -2 -
- رواية الطوق - 1 -


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - ما أضيق ثقوب الناي..