أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمادي بلخشين - المقامة البورقيبيّة 2/2















المزيد.....

المقامة البورقيبيّة 2/2


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:41
المحور: كتابات ساخرة
    


حدث اسير بن مظلوم قال : وفجاة علا صياح المصلين مؤذنين برجوع الوعي الي أسد الـدين .الذي استمر يخطب في التو و الحين " كما بلغ عطف سيادته على الخاطئات من بنات أمته، أن اسقط عنهن عقوبة قتل الجنين فور ولادته، و الحكم عليهن بسنة حبس واحدة مؤجلة التنفيذ . كما أحل فخامته الخمرأي النبيذ . و فتح له الحانات ليؤمها ذوي الحاجات. و لقد إســتفـتاني أحد الفضلاء، ايها الإخوة الأعزاء، فقال لي هل يجوز إتلاف خصيتي ، إستنانا بقيادتي ؟ قلت نعم و لا جرم ! فإنما الأعمال بالنيات، ثبتني الله و إياك على قول الحق إلى يوم الممات! ، ثم راجعت نفسي، فتبين لي ضلال قولي ، فقلت للسائل مستغفرا: " ويحك يا بني ، لقد أسرفت في الغيّ ، وهل كل صاحب خصية فريدة ، يجامع كحضرته السعيدة ؟ ، دع عنك انجاب الوليد و الوليدة ؟ و هل كل الخصى خصى؟ و أين الدرّ من الحصى، والثريا من الثرى ؟ و هل من زحف كمن جرى؟ ومن تغنى كمن عوى ؟ فليس كل أمسك الفأس بحطاب . و لا كل من علا بالدرة عمر بن الخطاب. و ليس من أمسك البربط (1) بفنان ، ولا كل أعور كموشي ديان، فأعتبر يا تعيس، وأستغفرربك بتشبيه خصيتك المذنبة بخصية السيد الرئيس!! فقال لي وهو يداري حسرته، و يغالب دمعته: كيف السبيل جعلت فداك الىالتأسّي بسيرة فخامته، حتى أحشر في زمرته؟ أجبته :أحرص على الإستماع الى خطبه، و الطواف حول تماثيله و نصبه ، فالمرء مع من أحبّ ، والطواف بدار بمن يهوى علامة الصبّ ، ولما فارقني كليمي، قلت: " كفارة مني ، لسوء ظني بخصية زعيمي، سأخلّد ذكرها بروائع من الأبيات و ((حسنات يذهبن السيئات)) ثم جمعت بناتي افكاري، وحشدت شياطين أشعارى، فقلت على البديهة شعرا في خصية سيادة الرئيس، ضمّ كل نفيس ، قلت رحمني الله يوم أموت مؤمنا بالله ، كافرا بالطاغوت!!، متبرئا من النفاق، معتصما بحبل من خضعت له الأعناق:"

خصّ الزعيم بخصية حسـدتها ازواج الخصيّ
أسعد بنا مـــــــن أمّة شـــــرفت بهذا الألمعيّ
الأحــدل(2) المـــذكار نــكّاح الشريفة و البغيّ
من فاق في صولاتــــه ذاك الشـــــهير الألغزي (3)

و للأمانة العلمية، و حتى لا أكون كاتما لحقيقة جوهريّة، غير ناصح لأمّة خير البريّة ، خصوصا و قد بلغت من الكبر عتيّا ، و دنت منّي عساكر المنيّة، و حان حصادي و قطافي وقرب إلى معسكر الأموات إنصرافي ، و حتى لا أختم عملي بعظيم الأوزار، و مخالفة دين سيد الأبرار لأنّ" من كتم علما الجم بلجام من نار"، اعاذنا الله من دار البوار، فخذوا عنّي هذا الإقرار :إن جمع خصية خصى لا خصيّ، فأنتبهوا اخوتي، و قد ألجأتني الضرورة الشعرية الى تلك الخطئية اللّغوية و كل مجتهد مأجور ، أخطأ أو أصاب . ما خلصت النيّة و صفت الطويّة . فالحمد لله على نعمة الإيمان و الشكر الدائم الذي لا ينقطع على تسخير الأفرنج من روس و امريكان تسخير مردة الجن لسيدنا سليمـان، ليغـنونا عن التنقيب عن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البربط : آلة العود
(2) الأحدل أو الأهدل : صاحب الخصية الواحدة .
(3) بن الغز عربي جاهلي اشتر بصولاته في ميدان النكاح .

البترول و صناعة كل سيارة وبارابول، حتى نتــفرغ لعبادة الديان ، و مجاهدة النفس و الشيطان ، ثم أن ...
قال أسير بن مظلوم : و حين بلغ الشيخ الرقيع، ذلك القدر من التضييع خصوصا و قد مر على لغوه أكثر من ساعة، وكرّهني في حضور الجمعة وصلاة الجماعة، قمت من مكاني كالمسعور، و صحت بلا شعور، غير مهتم بما ستؤول اليه الأمور" الصلاة الصلاة يا نعجة الدين، ويا مركوب السلاطين، أما تخشى الله يا أحطّ من براه، و أرذل من سواه؟ فاللعنة عليك وعلى رئيسك اللعين، و رحم الله من قال آمين!، ثم توجهت نحو المنبر لأؤدي الفرض، والطم به الأرض ، بعد أن استحليت المنية، و هانت علي الحياة بالطول والعرض فأحتوشني الشـرط في غضب، فاعمـلت فيهم القـبضات و الركب، حــتى فرّقت جـــموعهم،
و زرّقت و جوههم، ثم نويت صعود المنبر والخطابة في الجموع الحزينة، خطبة ابي حمزة الخارجيّ في أهل المدينة، لأبدي بعض عوار النظام، وأشرح كفر القائمين والساكتين عليه، بالكمال والتمام، كما نويت أخبار المصلين، بان السلفيين، محدّثين و أشعريين ،أفتـك بالدين و اضرّ على الإسلام من الشياطين، و قد كانت لي معرفة بدين الإسلام بما تعلمته منذ اعوام، لولا أن تكالب علي الشرط و حـملوني الى وزارة الداخـليّة حيـث مسّني كل عذاب وأذية، و قد لبثت هناك سبعة اشهر و ثمانية ايام، كانهن الف عام ، قدمت بعدها الى محكمة عسكرية فحكم عليّ بالإعدام شنــــقا مـــع غرامة مالية، لقتل أحـــد أعوان النــظام، والتسبب في ازهـاق روح الإمام! ، الذي هلك جراء انشغال الشرط عن اسعافه، بما احدثت في الأمن من اخلال! و قد زارتني والدتي زيارة الوداع، فلم تـتعرف علي لأول وهلة، لما فقد من وزني وضاع، و قد فهمت منها بعد كلمات تخللتها دموع سالت من مقلتيها كصوب الغمام، انها استنجدت بشقيقها وزيرالداخلية ذي الإجرام، بعد مقاطعتها له لأعوام، بسبب تورطه في قتل أبي الذي كان على رأس قائمة اعداء النظام، وقد ركعت أمامه و قبلت منه القـدم ، و سألته بالدم و صلة الرحم، أن يتـفهّم مأساتي، و ينقذ حياتي . فأقسم لها بأغلظ الإيمان ، أني لو اغتصبت ثلاثة أرباع التونسيات، و قتلت آلاف البنين والبنات ، لخلصني من الحبل اللّعين، وأخرجني من ورطتي اخراج الشعرة من العجين، ولكن ما دامت المسألة تمسّ فخامة الرئيس، فان حظي من العفو، لا يزيد عن حظ ابليس، خصوصا و قد شهد ضدي المآت من المصلين، قبل الشرط والمخبرين، باني كفرّتّ الرئيس، و شبّهته ببقرة مجنونة، و بدمية الفرنسيس ، فقلت لوالدتي :" لو كنت تبغين لي النجاة ، فبلغي الراقصة "حيـاة " بما أصابني من جهد، فبــيدها الحـلّ والعقد! . فاستغربت العــجوز، وقالت لي :" هل يجوز؟، أفهذا لي ترضاه. و قد زرت بيت الله؟! فسمعة حياة في السواد، لا تختلف عن كير الحداد ، ثمّ أن " الوليّة" لا قدرة لها بما قضت به المحاكم الجنائية، فأخبرتها أن مثلاتها من القحاب لهن في انظمة السوء الكلمة المسموعة و فصل الخطاب ، فظنت بي الجنون، و قالت لي : " ما شاء الله سيكون" .

و حينما اسرّت والدتي ، بمطلبي الأخير، الى شقيقها الوزير، ضرب جبهته بـكفه و قال :" أعتبريني من الآن، من جملة الحمير، كيف غفـلت عن ماديموازيل حياة؟ و ما يجري على يديها من معجزات"؟! ثم تطوع الخبيث، باعلام والدتــــي، بـــصفته رئيس المخابرات

عن علاقتي القديمة بحياة ، فقد كانت عشيقتي فيما مضى وفات ،وقد وطأتها في الحرام، و استحللت منها ما حرّم عليّ الإسلام ، ثم تواعدنا على الزواج ، لولا ما شاب سلوكها من اعوجاج، حين استعجلت الثراء و الأضواء، و استهوتها صحبة كبار المسؤولين و الوزراء خصوصا لمّا نفضت يديها من وضعيتي المالية، فور فصلي عن عملي بسبب خطايا أبي السياسية. حتى استقر بها المقام لتكون المحظية الأولى لرئيس الجمهورية، و قد وقع اختيارها حالما وقع عليها نظر قوادة القصر فلانة ذات العهر، و تأكدها مما خصت به حياة من" قدّ يقدّ، و نهد يهدّ " ووجه صبوح ، وحلاوة ترد الروح .


وما لبثت في السجن بعد اتصال والدتي بحياة، غير سويعات ، حتى اقتحم ضابط السجن زنزانتي ، فرغم غـلظة العقيد المذموم، و تسميته بوجه البوم ، عانقني معانقة الوالد الرؤوم ، معتذرا عما لحقني من ضنك و هموم ، عارضا عليّ عشرة ملايين فرنك ، لو توسطت له عند السيدة حياة ، فقد تخلفت عنه الترقيات، بســبب الشك في تقصيره في اداء المهام ، وخصوصا بسبب و شايات اولاد الحرام ! فبصقت في وجهه قبل أن أقـــول ، دون خشية ، مـــن ذلك المسؤول : " أنت أوّل أولاد الحرام ، عليك و على من وظفك اللعنة على الدوام" ، فقبلها مني بروح رياضية، وقدّم لي سيجارة "جيتان" فرنسية، اشعلها لي بولاعته الذهبية، بما علم من مكانتي لدي المومس المحظية، ثم تطوّع بحملي بسيارته، رأسا الي فيلته، و أوكـل بي من أدخلني الحمام، وحلق شعري و أماط عنى الوسخ و الرغام ، والبسني بدلة جديدة ، قبل يوصلني الى باب الدار، بعدما دسّ في جيبي شيكا بخمسة آلاف دينار. فســجدت سجدة شـــكرعلى النجاة ، و كان ذلك آخر عهدي بالصلاة !

انتهت



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقامة البورقيبيّة1/2
- خاطرة
- النمل يرفض شراء بن حنبل بوزنه روث بقر !!!
- إمرأتنا ما قبل التسونامي السلفي
- في اسرائيل ينزع حاسوب الرئيس، و في بلادنا لا نستطيع نزع فرّو ...
- المتنبي وواحد ارمني ( على هامش الإنتخابات الأمريكية)
- حلم جحا يكرر نفسه
- لا لدين الملوك ( السنة) ولا لدين الكاهن (الشيعة)
- حدث ذات سكر ملكي


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمادي بلخشين - المقامة البورقيبيّة 2/2