أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرات المحسن - ألغاز الموت المجاني















المزيد.....

ألغاز الموت المجاني


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 763 - 2004 / 3 / 4 - 09:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليست جريمة عادية يقوم بها أفراد مهوسون بالقتل ومفعمون باللوثات فقط بل هو مسلسل عقائدي يمتد عمره لعقود طويلة وشخوصه اجتمعوا اليوم على قاعدة الانتقام من العراقيين .عرب يتهمون العراقيين بخيانة قائد العروبة وسلفيون توارثوا تراث الخوارج بالتكفير وقتل المخالفين، وأجانب يصارعون جيش أمريكا في ساحة العراق المفتوحة،وبقايا نظام فاشي زرع العراق بالمقابر يريد اليوم استعادة مجده للإجهاض على من تبقى .واحتلال يطبق نماذج لتجاربه في حقل التجارب النموذجي بعد أن أسس خبراء البنتاغون لنظرية حرب الإرهاب ومشاغلته في عقر داره .موت يفترش المدن العراقية ويلجها من كل حدب وصوب .

كتب على العراقيين أن يحملوا صلبانهم متسائلين دائما لماذا ؟ وكيف ؟ ومن ؟.سجل التأريخ لهم متاهاتهم وحيرتهم في لجج الأسئلة دون أجوبة، وطال التأريخ في خضم الأسئلة الحائرة فبز العراقي بني إسرائيل في المتاهة.ينتظرون يوم الذبح مثل صغار الخراف .يتأملون بخوف لمعان السكين دون أن يتملوا وجه القاتل .يرتعدون من صورته ،يلوذون ليلعقوا دمائهم متلذذين بالشهادة والمظلومية .حتفهم ..مقتلهم في مسكنتهم ورضاهم عن أن يباتوا مظلومين لا ظالمين .ومجلس حكمهم وسياسيهم نموذج لحماقاتهم قبل أن يكون لحكمتهم.

لغز أثر لغز وأشلاء ممزقة تتطاير وطوابير من يتامى وأرامل، والفتنة تتربص خلف الباب تنتظر هوان المهان الذي يشرع لها الأبواب لتحصد بعدها ما تشاء من رخيص الدم والأشلاء .

مجازر للعشرات من الأبرياء في كربلاء مع السيد الشهيد باقر الحكيم ،مجازر في بغداد والإسكندرية والفلوجة والمحمودية والناصرية والنجف والحلة وأربيل وكركوك والكاظمية .جرائم وتصفيات فردية تطال شخصيات وطنية وديمقراطية ودينية من مختلف المذاهب .تهجير وضغوط وقهر لأبناء الأقليات الطائفية والعرقية.والدم العبيط يجهد ليكون في المقدمة .تشرعه رغبات المجرمين الذين تغص بهم أرض العراق .مجرمون معتوهون داخليون يملكون المال والسلاح يبيحون دم العراقيين قصاصا لخيانتهم عهد قطعوه لقائد مجد المقابر الجماعية ( بالروح بالدم نفديك..) وقادمون من الخارج كبر الرب في عيونهم وتحول الى غول مهوس بمنظر الأشلاء الممزقة ،ودار أخرته وجنته تدعو دوما، هلموا ألي فمن مات على حق مباح فهو أمن ومن مات على باطل فهو سجين النار الى يوم يبعثون .لذا فأن الأجساد الممزقة والدم المتناثر سوف تتوزع بقسمة عادلة عند ربها الُمْقسِط. فمن كان مسلما مجاهدا صابرا فله الحسنات جميعها وله حور العين ،أما من يقتل وهو راضٍ مستكين يبعد نفسه عن خانة الجهاد فهو يستحق الموت وجزاءه جهنم وبأس المصير وهذه وصيتهم للناس وعدل ربهم الذي يعبدون.

الى متى تبقى حيرة هذا الشعب الخائف المنكوب .هذا الشعب المرتعد أبدا من ظله .الكاظم على جراحه وأسراره ورعبه مثل شهدائه وأئمته وأنبيائه .الى متى الصمت وقد وصلت الدماء حد التراقي .بين كل مقبرة جماعية مجزرة جماعية والفاعل مجهول أو مشكوك في صحة الروايات والطعون الموجهة إليه . شعب يشكك بوجعه ويستهزأ بفجيعته فيصعر خده متأسيا صاغر خائف مرتبك كأنه هو المجهول الذي تتصيده الشكوك وتوجه له الاتهامات.

نعدهم بتوابيتهم .شهدائنا الذين رحلوا دون ذنب ومن ورائهم مئات اليتامى والأرامل والأمهات الثكلى ونرص جنب طوابيرهم مئات المعاقين ونجمع كل هذا الركب الحزين المثخن بالموت والفجيعة لنهز الكون بالسؤال .من فعل بهؤلاء كل هذا القبح الشيطاني .لماذا يفعل هذا بأجساد أبرياء لا يفقهون لعبة السياسة والمصالح القذرة إذا كان الرب يحكم العالم بالعدل السماوي .

ولكن قبل أن ترتد أسئلتنا نحو نحورنا مثل نصال السيوف المدمات الهاشة فوق رؤوس المهوسيين بتعذيب النفس من مجانيننا الذين لا يرعون ولن يكفوا عن إشاعة خديعة نصرة الحسين بتعذيب الجسد ومباركته بسخافة تتوارثها الأجيال بسذاجة يبتهل من أجل أدامتها شيوخ ذوو عمائم ومخنثون وبغاة ومثيليون.

قبل هذا وذاك على من تحتسب جريمة كربلاء والكاظمية في يوم عاشوراء .دماء زكية تهدر في يوم طاهر عد في حسابات الإنسانية قطع لدورة التأريخ عبر روح قدت من حجر صوان وعطرت بضوع زهور الكون أزهقتها يد الفجار من بني أمية والسلفيين وكارهي الحقوق ومبغضي العدل وبائعي الضمائر والذمم .

ولكن من فعل هذه الإباحة البشعة القذرة في هذا اليوم المقدس وفي الأراضي المقدسة عند أبواب الإمامين الطاهرين الحسين و العباس في كربلاء و الإمامين الجوادين في الكاظمية.أن الإجابة على هذا السؤال ذمة في رقبة كل عراقي شريف، وهو دين لن يطفأ أن لم يجد من يدفع استحقاقه بالكامل.ليكن اليوم فاصلة تاريخية بين الجميع وعند الجميع .أن لم تكشف التحقيقات بكاملها وبشكل علني وتوجه الأدانات بحق، وتعرض بصريحها وبخفاياها وملابساتها وتقدم الأسماء والتنظيمات والفاعلين المباشرين والداعمين ويتخذ الموقف الشجاع تجاهها.فالجميع متهم والكل متواطأ والجميع شارك فيها وأعد لها حتى وأن جاهر بإدانتها واستنكارها.الجميع دون استثناء .

إذا أخفيت الجريمة وموه عليها مثلما حدث يوم مقتل العشرات مع الشهيد محمد باقر الحكيم ومقري الحزبين الكرديين في أربيل وقبلهما مجزرة الناصرية والمحمودية ،فأن قوات الاحتلال مباشرة ومجلس الحكم المؤقت وكافة المنظمات الدينية والاجتماعية والمهنية والسياسية والعشائرية ،عربا وكردا وتركمان سنة وشيعة وغيرهم.كل هؤلاء يعدون طرفا فاعلا في تلك الجرائم وهم من شجع على قتل الأبرياء في يوم عاشوراء المقدس وباقي المجازر الأخرى.وهم من رعى الإرهاب وقدم العون للمجرمين وسهل قدومهم الى الأرض العراقية حين وقفوا جميعا مكتوفي الأيدي ذليلين مطواعين يترقبون ما يتفوه به المحتل وما يريد أن يفعله وما تجود به يداه.هم من أباح للجيران أن يرسلوا قطعان ذئابهم لتنهش لحم العراقيين وتركوا أمر الحدود بيد رجالات صدام المرتشون السفلة ليدخلوا الزناة والقتلة .هم من وقف ذليلا أمام تعديات الجيران في إيواء القتلة وسرقة المال العراقي وتشجيع وسائل أعلامهم وهي تبشر بالفتنة وتدعوا لها.هم من باع الوطن وتخلى عن الوطنية والمواطنة العراقية لصالح الحزب والطائفة والقومية والعشيرة.

أن لم تكشف كامل وقائع الجريمة وشخوصها فأن الإدانة تبقى تطارد كل هؤلاء .ويكفي ما فعلوه تاركين المحتل يبرأ ساحة السفاحين من أزلام البعث الفاشي وصانعي المقابر الجماعية ويكرمهم ويرسلهم ضيوف عند تابعيه في الأردن واليمن والإمارات العربية.يكفي أن يبتزنا المحتل ومجلس الحكم ورجال السياسة والعمائم وأن يبيعوا العراق ركضا وراء لقاء صحفي ومقابلة تلفزيونية وضجيج أعلامي ومصالح ومطامع شخصية وارتباطات سياسية واقتصادية مع الجيران وغيرهم.

وبحسب ما جاء في الأنباء وتناقلته الوكالات من أنه تم إلقاء القبض على بعض المشاركين في الفعلة الدنيئة .ومع إدانة العالم أجمع للجريمة النكراء وتعليق مجلس الحكم العراقي المؤقت تبعات ما حدث على شماعة الزرقاوي أو غيره وكذبة قوات الاحتلال بسعيها دون جدوى لتضييق الخناق على فلول القاعدة وفروعها ، ومع بقاء فلول البعث وأذنابهم وتوابعهم يديرون مفاصل الدولة، فليقف العراقي اليوم ويضع يده على جرحه ويعرف أن القاتل بين جنباته ولم يأت ليفعل فعلته أن لم يكن هناك بيننا من يشجعه ويدعوه ويبارك جريمته عبر الدعم المباشر ويرتضيها بالصمت أو الخوف.

ليقف العراقي اليوم ويطالب بدم أبنائه من قوى الاحتلال ومجلس الحكم والفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية والعشائرية قبل أن يطلبه من المجهول. ليعلن الجميع صرختهم للمطالبة بالكشف السريع والعلني عما حدث ومن هم وراء إباحة دم العراقيين، وليقتص من القتلة وشركائهم بما يوازي فعلتهم القذرة.لينهض العراقي ويكون جديرا بوطن يمتد عمر بنائه ووجوده آلاف السنين .



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقية المكاشفة. السيد فاروق سلوم نموذجا
- لنتذكر دائما عار المقابر الجماعية
- من أصدر القرار 137 ومن سمح بتمريره
- عن موت المؤسسة العسكرية العراقية
- بانتظار أن يغرد الفأر مثل البلبل
- صديقي الذي ودعته دون أن أدري
- فأر من هذا الزمان
- لن تعود الخطوات الى الوراء
- لعنة المومياء الرامبوسفيلدية
- رمضانكم أسود أيها البعثيون
- العلم والنشيد الوطني العراقي
- مأزق العراق الحاضر
- لا مكان للنازية في شوارعنا
- الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة
- لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير
- المبرر الأخلاقي
- لوحة في المشهد العراقي ـ عودة صدام
- مصيدة الحكومة المؤقتة
- البحث والتوثيق لأسلحة الدمار الشامل الداخلية
- يوم عظيم ليس ككل الأيام ولكن …


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرات المحسن - ألغاز الموت المجاني