أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - جديد السعودية ...حملة الرفق بالإنسان...!!!!














المزيد.....

جديد السعودية ...حملة الرفق بالإنسان...!!!!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:42
المحور: حقوق الانسان
    


لا تتفاجأ! أيها القارئ الكريم الذي تمتلئ مشاعر وحسا إنسانيا يجعلك تتصفح كل ما أمامك حينما تجد أن هناك مؤسسة أو شخص ما قد أطلق حملة للدفاع عن نوع من الحيوانات، أو انه أقام محكمة وطالب بتعويض بسبب ما لحق بحيوان معين من أضرار، كأن تكون سوء معاملة أو قلة رعاية. فرقة المشاعر والأحاسيس الإنسانية إزاء الظلم ايّا كان نوعه ومصدره لا يمكن أن تكون لها حدود .
أقول ، لا تتفاجأ فأنا لا اسعى لان أمارس معك لعبة مخادعة أو أسعى لتمرير وشاية ما ،ولكنها حقيقة مؤلمة هذه التي أريد أن أحدثك عنها . تصور ونحن نعيش في هذا العصر الذي لابد وان نعتبره عصر الإنسان لكثرة ما تحقق في مجالات العلم والتقنيات وتطور القوانين والاهتمام الدولي المتزايد بقضايا حقوق الإنسان وحرياته والدفاع عن كرامته الذي وصل حد توقيع المعاهدات الدولية وفرض العقوبات على أنظمة دكتاتورية لأنها تنتهك كرامة مواطنيها أو أنها تعرض حياتهم لمخاطر كثيرة بسبب شدة استبدادها . أقول: تصور أن حكومة عربية إسلامية حد النخاع، هذه أضعها بين مزدوجين أي (أسلامية) تطلق حملة وعبر قنوات فضائية معينة تدعو مواطني بلدها للرفق بالإنسان..!!!! حملة دعائية أسوة بباقي الدعايات التي يتم عرضها من أجل تجميل المنتوجات المختلفة وترغيب المشاهد والمستهلك بها . لكنها مختلفة هذه المرة فالمنتوج الذي تتم الدعاية له من اجل تجميله هو الإنسان الذي يراد الرفق به ،والمقصود هنا هو العامل الوافد من الفلبين أو من تايلاند أو من اندونيسيا أو من أي مكان في العالم ، يواجه مشاكل الفقر والعوز ويبحث عن عمل يعينه على حل مشاكله وإعالة عائلته .
تصور أن هذه الدولة الإسلامية التي تسعى لتحقيق براءة ذمتها من دعم التطرف الإسلامي ومن الانغلاق الديني والقبلي عبر عقد المؤتمرات الدولية الباذخة ، مرة بين الديانات ومرة ثانية بين الطوائف المتناحرة ومرة ثالثة بين الحضارات ، تدعو مواطني بلدها للحد من امتهانهم لكرامة من العمال وخدم البيوت الذين يشتغلون عندهم وحتى تتخذ الحملة طابعها الشرعي جدا لابد من تطريزها بشعارات إسلامية صرف ( أرحم من في الأرض يرحمك من في السماء !).
ترى إلى أي حد وصلت درجة الإذلال وامتهان الكرامة التي يعاني منها الوافد وأية عبودية يتعرض لها، فلا راتب يصرف له في حينه ولا ينام إلا بعد إكمال تنظيف البيت أو جعله ( يلمع) ، ولا يلقى احتراما لشخصه وإنسانيته في الشارع فشكله مقزز ومثير للتشاؤم... كل هذا ليس من عندنا أو من تأليف الخيال لكنها صور تنطق بها الإعلانات الدعائية لحملة الرفق بالإنسان في قناة أم بي سي الفضائية السعودية.
إن الحملة التي نتحدث عنها هي صورة من صور العنصرية التي تواجه العامل الوافد إلى السعودية والى كل دول الخليج العربي ، فكلها لا تمنح الوافدين حقوق أو ضمانات ولم تشرع قوانين تحميهم من الاستغلال الذي يتعرضون له على يد ( السيد المواطن) وأن احتجوا أو اشتكوا فلا مجيب ، بل الطرد والإعادة الإجبارية إلى بلدانهم هو الرد الذي تشهره حكومات الخليج بوجوههم فاحتجاجهم يعكر صفو البلدان السعيدة ويهدد امن البلاد أو يحرض على الفتنة .
إن حياة الوافد الفقير هي صورة من صور العبودية التي يبدو أن بعضا من سكان الخليج لا يريدون أن تنتهي، فوجودها يذكرهم أو يحسسهم بالسلطة والسطوة، فهم أصحاب المال والحلال ومالكي العبيد...
من المؤكد أن حكومة المملكة في السعودية لم تطلق حملة الرفق بالإنسان إلا بعد أن فاحت عفونة ما يتعرض له الوافدون من ظلم وتحقير وامتهان لكرامتهم وبعد تزايد عدد الحوادث التي يلجأ إليها الوافد من أجل التعبير عن مقدار الظلم الذي يتعرض له والمطالبة بحقوقه .
للذين يمتهنون كرامة الإنسان أيا كان موطنه وأصله نقول: إن الإنسان هو القيمة العليا وهو الشيء المقدس الذي يجب أن نفتخر به وبوجوده وإنسانيته وأن كل ما تحققه البشرية من انجازات هي من أجل إسعاد الإنسان وليس من أجل إذلاله.
زمن العبودية ولى وانتهى وان ما يتعرض له الوافد إلى السعودية ودول الخليج هو عار يشوه وجه الإنسانية.
إن على هذه الحكومات ومثلما تصدر القوانين لمحاسبة الناس ومراقبة أذانهم للصلاة والصيام وتعرضهم للعقوبات المخجلة واللاأنسانية *1 ، فأن عليها أن تشرع القوانين التي تحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم وتحميهم من كل أشكال الاستغلال والظلم الذي يتعرضون لهما على أيدي مواطنيها الأصلاء.
http://www.alarabiya.net/articles/2008/11/18/60342.html1-



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!
- لقد عاد.. كشاهد وليس كشبح ..عن صورة ماركس في غلاف ملحق جريدة ...
- الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق
- ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليا ...
- لكي لا تتحول فتاوى حراس الشريعة إلى قيود تكبل آمالنا
- كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!
- ياجلالة الملك... مبروك لك هذه البلابل المغردة...!!!
- ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية
- فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير
- إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - جديد السعودية ...حملة الرفق بالإنسان...!!!!