أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - وائل فاضل علي - العنف ضد المراة ...موضوع العصر















المزيد.....

العنف ضد المراة ...موضوع العصر


وائل فاضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:29
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


أحتل موضوع العنف ضد المرأة بكل اشكاله مكانة متميزة في البحوث الحالية ، واصبح يشكل موضوع العصر بكل معنى الكلمة حيث نجد ان هناك مؤتمرات وبحوث ومقالات تجرى بهذا الخصوص لتشمل كل انواع العنف المستخدم منها وغير المستخدم ، الحقيقي منه والمتصور ، لا بل ان الاكثر من هذا ان هناك الان مواقع الكترونية قد افتتحت لهاذ الغرض ، واذ كنا نحن العرب السباقون لذلك في اجراء مثل هذه البحوث او الدراسات او افتتاح المواقع فلا بد من تفسير لذلك الاهتمام المفاجيء بهذا الموضوع . هنا في الدول الغربية يعتبرون ان الرجل العربي ( متوحش ) ولا يعرف كيف يعامل المراة بغض النظر عن موقعها او دورها في حياته اي سواء كانت الام او الاخت او الزوجة او حتى العشيقة ، ونتهم هنا باستمرار بانتهاك حقوق المراة هذا الكائن المظلوم بكل انواع الانتهاك ، واقساها هو الانتهاك الجسدي لا بل الاكثر من هذا انهم يعتبرون الرجل العربي قاتل للنساء ، مجرم بحقهن بكل معنى هذه الكلمة فهو يقتلها اذا قامت باي عمل لا يرضيه او لايوافق عليه !!! ويتذكرون على سبيل المثال هنا في السويد ثلاث جرائم قتل شرف بحق المراة ولم يكن اي واحد منها عربي ولكنهم يلصقونها بالعرب ( منهم اثنان يعتنقون الاسلام فقط ) ويتناسون الانتهاك ضد المراة عندهم اي الدول الغربية بل لا يكتبون عنه الا القليل واذا ما حدثت واقعة فانهم يحاولون اخفائها باي طريقة ممكنة وتكتب عنها الصحف مرة واحدة في مكان ما وتختفي ، وفي ألمانيا تتعرض واحدة من كل أربع نساء إلى العنف من قبل الزوج، وبالرغم من مرور ثلاثين عاماً على قيام الحركات النسوية في ألمانيا، إلا أن نسبة النساء اللاتي يعانين من العنف الأسري لم تقل: هذا ما جاء في تقرير نشره بعض الخبراء في هذا المجال بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. في حالة التعرض لعنف أسري تحتاج المرأة لحماية القانون كما تحتاج أيضاً لمكان تختبئ فيه خشية من انتقام الزوج منها، وهذا هو الهدف الرئيسي من دور حماية النساء اللاتي يتعرضن للعنف داخل المنزل ، لكن ياويل العربي المسلم اذا فعل ذلك فكل الصحف والتلفزيون والمقالات والباحثين من كل الانواع سيتكلمون بل حتى المحللين السياسيين سيحللون هذه الظاهرة الشائعة عندنا سياسيا !!
قد يكون لديهم الحق بذلك فنحن من خلق لانفسنا موضوعا ونحن من رددناه ونحن من جعل الاخرين يعتنقوه ( وهذا يمكن تفسيره نفسيا من وجهة نظر نظرية الوصم ) ونحن من يقدم لهم المواضيع والحالات التي حتى لو كنا سمعنا بها من قبل اجداد الاجداد لنقول انها حدثت امس وهم يتلقفون هذه المعلومات ليصيغوها بما لذ وطاب ، الم يقرؤا عن الاسلام وما وضعه للمراة من حقوق ؟ الم يكن الاسلام وتعاليمه الدينية اول من وضع واعطى حقوق واضحة للمراة ولم يقبل بعبوديتها وا ضربها ، بل اعطائها حقها في كل شيء ؟ فهل ان الاسلام يدعو الى ضرب النساء ومن اين جاءت المقولة التي اصبح يرددها عامة الناس عن ( رفقا بالقوارير) الم تاتي من القران الكريم ؟ لكن ومعى الاسف لم نشر الى ذلك كله بل نسفناه واتجهنا بفعل وقول ما يرضي الاخرين . نحن هنا لا نريد ان ندخل مدخلا دينيا في هذا الموضوع ، بل نحاول التحدث عنه علميا . واتسائل من الذي أعطى الرجل اليد العليا في استخدام المرأة واستغلالها , أنه المجتمع نعم المجتمع للأسف .

فالمجتمع بتقاليده وقيمه الذي جعل خيوط المرأة كلها بيد الرجل يحركها كيف يشاء . وكثيرا ما يقال أن المرأة الشرقية لم تنل حقوقها التي نالتها المرأة الغربية . والواقع أن الرجل الغربي أعطى للمرأة من الحقوق ما يرضى ليستخدمها كوسيلة إعلانية ناجحة وكعملة رخيصة , وهذا الأستغلال يعتبر أيضا عنف من أنواع العنف الموجه ضد المرأة .
والسؤال المطروح هنا لماذا العنف ضد المراة ، هل لانها ضعيفة كما يقال ويشاع ؟ ام ان العنف ضد المراة هو بدافع الرجولة واثباتها واثبات القوة ؟
ان العنف او العدوان ضد المراة هو اي سلوك أو فعل موجّه إلى المرأة يقوم على القوة والشّدة والإكراه، يتخذ اشكالا مختلفة من التمييز والإضطهاد والقهر والعدوانية، ناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة ، والذي يؤدي الى اضراراً نفسية وجسدية متنوعة .
يرى تقرير الامم المتحدة الصادر في هذا العام أن العنف الموجه ضد المرأة هو عنف قائم على أساس نوع الجنس، "وهو العنف الموجه ضد المرأة بسبب كونها امرأة، أو العنف الذي يمس المرأة على نحو جائر. ويشمل الأعمال التي تلحق ضرراً أو ألماً جسديا أو عقليا أو جنسيا بها، والتهديد بهذه الأعمال، والإكراه، وسائر أشكال الحرمان من الحرية." وهو يرى أن العنف ضد المرأة لا يقتصر على ثقافة معينة أو إقليم معين أو بلد بعينه، فالعنف ضد المرأة موجود في كل مكان تقريباً، لكن درجة شدته، ومدى قبوله، تختلف من مجتمع لآخر ومن سياق اجتماعي لآخر.
والعنف ضد المراة لا يكون على نوع واحد او شكل واحد بل له اشكال وانواع متعددة مثل العنف النفسي والعنف الجسمي والعنف الاقتصادي والعنف الجنسي . ولكل واحد منها مظهر مختلف ولكن في النتيجة جميع انواع العنف هذه لها اثار نفسية واضحة المعالم على المراة والاسرة .

إن العنف ضد المرأة أمر مستمر و سيستمر مع الأسف ما لم نتصدى له بالحزم اللازم و ما دامت أطراف المجتمع تخفيه و تتستر عليه و ما دام الجناة لا يلقون العقاب عما اقترفوه.
إن العنف ضد المرأة التي تتجرع غصصه وحدها سيبقى عارا على جبين الإنسانية ما لم تقضي عليه.
إن المراة نصف المجتمع ، وهي بذلك الام والاخت والزوجة ، وعليها اي المراة ان تتعلم اولا معنى مبدا المساواة بالرجل لا مبدأ التعامل الند بالند فالمساواة شيء والتعامل بالندية شيء اخر فنحن كما ندعو الرجل الى تفهم حقوق المراة واعطائها كل ما تستحق من تقدير واحترام هي جديرة به في الوقت نفسه علينا ان نبدء بتعليم النساء لا تحريضهن بل تعليمهن معنى مبدا المساواة والحقوق والواجبات فهي اي المراة تستحق كل خير وكل الاحترام والتقدير لكل شيء فيها ودعوتنا هذه اليها لا تعني الانتقاص منها ، بل على العكس كما ندعو مجتمع الرجال الى احترامها واجلالها وتكبيرها ، ندعو المجتمعات النسوية والمنظمات التربوية والارشادية الى اعطاء الارشادات اللازمة لكلا الجانبين ( الرجل والمراة ) كي لا نعطي فرصة للمتصيدين ان يقولوا بانهن لم يفهمن طريقة التعامل او كيفيته فنقول لهم اننا نعلمهن لا نحرضهن .
وأخيرا.. فان مشوار علاج العنف لازال في بداياته حتى تتغير العقلية والرؤية العامة تجاه المرأة، وتصبح المرأة إنسانا ذو كيان، وذو اعتبار ثابت لايمكن في أي وقت التنازل عن حقوقه والتضحية عن مكتسباته.وإن أهم التحديات التي تواجه وقاية المرأة من العنف وتهددها هو الفرق بين ما يقال وبين ما يمارس، فهناك كلام كثير يقال عن المرأة، لكن ما يمارس يختلف ويناقض ما يقال، فمن المهم إذن أن يتطابق القول والممارسة في معاملة المرأة.
تحية احترام وتقدير الى امي واختي وابنتي وزوجتي وصديقتي الوفية المرأة ..


د.وائل فاضل علي
باحث نفسي واستاذ جامعي





#وائل_فاضل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - وائل فاضل علي - العنف ضد المراة ...موضوع العصر